كيف تدمّر الإباحية حياة العاملين بها (قصة حقيقية)

الإباحية تؤلم الناس وتدمر حياتهم، دعنا نفكر في هؤلاء الأشخاص المدمرين لنعرف أن الإباحية أقل جاذبية بكثير مما هي عليه.
A+ A-

يجب علي أن أحذركم أن ما سأشارككم به صادم وحزين بعض الشيء وأيضا ستكون هذه الرسالة محبطة للبعض وستكون لآخرين بمثابة نداء استفاقة عندما يرون وجها قبيحا للإباحية لم يرونه من قبل وهذا ما أرغب به، كما أحب أن أنوّه أن هذه القصة منشورة بإذن صاحبتها.

عندما تخبر أحدهم أنه لا يمكنه الحصول على شيء ما فإنه غالبا سيسعى لإثبات خطئك خصوصا إذا كان بعمر الجامعة وقد خرج للتو من مرحلة انغلاق إلى مرحلة انفتاح مبالغ فيه في بعض الأحيان، من جانبي كنت أعلم هذه الحقيقة تماما وكنت أستخدمها لصالحي عند إدخال ممثلات جدد إلى صناعة الإباحية. فقد كنت أعمل في بيت رائع مستخدما إياه بجانب أسلوب حياتي في تنفيذ مهمتي، تأتي إحداهن لمقابلة العمل في بيتي وفي حي أرقى من الذي تسكنه هي وفي مكتبي تشعر بأنها ضيف عزيز مرحب به وترى أشياء لا تملكها كصوري مع صديقتي في الإجازات في أماكن لم تذهب إليها قط أو برفقة مشاهير تستطيع بالكاد التعرف عليهم. بالتأكيد هناك مغزى من ذلك؛ فأنا لم أرغب فقط في جعلها تشعر بالراحة وأنها في بيئة آمنة لا تهدد سلامتها وإنما أردتها أن تضع نفسها في تلك الصور التي تراها وأن تسأل نفسها “هل يمكن أن تقودني الإباحية لأعيش حياة كالتي أراها أمامي”، حينها أجيب أنا “لا يا عزيزتي، لا يمكنك تحمل عمل كهذا، ماذا لو علم والدك بالأمر؟”. وكلما واجهت فتاة بأسئلة كتلك، كلما سعت هي إلى إثبات خطئك وأنها تستطيع تحمل هذا العمل، وعندما تبدأ حياتها في الانهيار يمكنني القول حينها أنني حذرتها منذ بداية الأمر.

بداية انطلاقتها

في يوم من شهر ديسمبر أتت إلى منزلي فتاة تدعى (ميندي) وكانت قد أتمت الثامنة عشرة من العمر قبل لقائنا بشهرين، كنت أتمنى لو كان بوسعي التبرؤ من الدور الذي لعبته في قصتها، الأمر الذي لم أرغب في الحديث عنه لفترة طويلة منذ تركي لصناعة الإباحية (ميندي هي السبب في عدم تغييري لرقم هاتفي فقد حفظته لديها ويمكن أن تتصل بي إلى الآن إذا ما ضاقت بها السبل أو ساءت بها الحال).

بالعودة إلى ذلك اليوم فقد علمت بأني امتلكت دجاجة تبيض ذهبا، لقد حددت عمرها في بطاقة التعريف الخاصة بها لآنها بدت صغيرة جدًا، وقد قضيت أعوامًا في هذه الصناعة وأعلم أشخاصًا قد يفعلوا المستحيل للحصول على فتاة مثلها.

بدايةً أرسلت عينات للعملاء الذين يملكون مواقع إباحية وكانوا يطلبون المزيد مني. أحد العملاء كان يبحث عن ممثلة بعمر ال١٨ ولكنها تبدو أكبر سنًا وعرض علي مشاركته في موقع خاص ب(ميندي) بحيث تحصل هي على ربع العائد وأنا كذلك ويحصل صاحب الموقع على النصف وقد قبل كل منا العرض.

لقد كانت (ميندي) إحدى ألطف الشخصيات التي عملت معها ذات كاريزما طبيعية وابتسامة جميلة ما إن تدخل أي مكان حتى تبعث به الحياة.

تفجرت القاعدة الجماهيرية لميندي قبيل انطلاق الموقع وكنا نشاركها ردود الأفعال والآراء التي نتلقاها حتى نرضي غرورها وندفعها للأمام وآمنت حينها أنها ستصبح شخصية مشهورة.

عندما تجني فتاة في ال١٨ عشرة آلاف دولار شهريًا فإنها غالبًا لا تعرف كيف تنفق هذا القدر من المال و(ميندي) لم تكن استثناء فقد كانت تهتم بالناس وتعطيهم المال وتشتري لهم الهدايا وكل ما أرادته هو الاستمتاع بحياتها فقط.

لم تكن فاسقة بطبيعتها ولم تكن تذهب للمنزل مع معجبيها ولكن كان من الممكن أن تجدها فاقدة الوعي في الحفلات وقد تم اغتصابها عدة مرات في هذه السنوات.

بمرور الوقت أفقدتها حياتها الجديدة كل بريق كان في عينيها، والفتاة التي كانت مليئة بالحيوية والنشاط أصبحت بائسة مكتئبة.

عندما غيرت رأيها

عندما أخبرتني لأول مرة أنها تريد تغيير حياتها والتوقف عن ذلك العمل كنت سعيدا لسماع ذلك وشعرت أيضًا بالسوء لأن جزء كبير من اللوم يقع علي.

قرارها كان يعني فقداني لواحدة من أفضل الممثلات لدي ولكني على الأقل لن أكون مجبرًا على النظر في هذه الأعين البريئة عندما تكون معي.

ومع ذلك فقد كنت شخصًا أنانيًا مليئًا بالكراهية نتيجة النفاق الذي شهدته من المحيطين بي فبينما كنت سعيدًا لرؤية الحياة تعود إليها مجددًا كذلك كنت حزينًا لأني سأتضرر من محاولاتها إخراجي من هذه الصناعة، الأمر الذي لم تكن مستعدة بعد لمناقشته معي.

ربما لو لم تحاول أن تنصحني لما كنت بذلت هذه الجهود لإعادتها مجددًا إلى هذه الصناعة، فبعد قضائي وقتًا طويلًا معها صار لدي القدرة على خداعها وقد نجحت في إعادتها إلى حياتها القديمة في كل مرة.

عندما عادت مجددًا

بمرور الوقت أصبحت الأمور تتغير للأسوء فقد جعلتها تفعل أشياء كانت ترفض فعلها في السابق وأحيانا كانت تعترض ولكنها كانت تعلم أنها لن تحصل على المال إذا لم تفعل ذلك، بعدها أصبحت تمارس البغاء ثم تعاطت المواد المخدرة الأمر الذي أعتقد أنه سهل عليها فعل ما تقوم به فقد كانت تنتقل من منزل لآخر بعد العيش فترة مع رجل يكبرها سنًا ثم يقوم بطردها عندما ينتهي منها، نتيجة لذلك لم تكن تعرف من هو والد ابنها

كنت أتمنى أن يكون هناك نهاية سعايدة لهذه القصة وهذا للأسف لم يحدث.

منذ أشهر قليلة هاتفتني تطلب من أن أتبنى طفليها الاثنين فقد أخذتهما الولاية منها مرات عدة حتى لم يعد بإمكانها استعادتهما فأخبرتها عاملة الخدمات الإجتماعية أن أحد أقاربها قد يكون له الأولوية في التبني فسألتني إذا ما كنت راغبًا في ذلك ولكني رفضت بعد تفكير

التأثير السام لهذه المهنة

ما يهمك معرفته هو أنني عندما قدتها نحو الإباحية فإن حياتها قد تغيرت للأبد.

الغرباء لازالوا يتعرفون عليها كممثلة إباحية ويصدرون الأحكام عليها بناءً على ذلك. لا شئ على الإطلاق مثير للإعجاب في ما حدث لها.

أحيانًا أتساءل إذا ماعرف مشاهدو أعمالها بما كلفها ذلك، هل كانوا لينفضوا من أجلها إذا ما عرفوا الحقيقة، قانون العرض والطلب يعني أن كل مشاهدي الإباحية جزء من هذه الدائرة التي دمرت حياة أشخاص كثر.

كما أن هذه القصة ليست فريدة إنها تحدث كل يوم بشكل أو بآخر وهي في النهاية ابنة أحدهم، ماذا لو كانت ابنتك؟؟

الجانب المشرق في قصتها رغم حملها من اغتصاب وعلمها بأنها لن تستطيع تربية طفلها هو أنها لم تفكر مطلقًا في الإجهاض ولم تستسلم أو تفكر في الانتحار.

تذكروا هذه القصة دائما

ما أرجوه منك عزيزي القارئ هو أن تتذكر قصة ميندي التي دمرت الإباحية حياتها على مدار ١٣ عام وستبقى تؤثر عليها ما دامت أعمالها موجودة.

فإذا كنت تظن أن الإباحية أمر بسيط عليك بالتفكير في هذه القصة واعلم أن أغلب ممثلات الإباحية قد تم خداعهن كما حدث هنا ومعظمهم قد دمرت حياته تمامًا وأنا أعلم الناس بذلك كوني عملت في هذه الصناعة.

والغالبية العظمى تشعر بالخجل والندم على العمل في هذه الصناعة.

تلك كانت رسالة من أحد منتجي الإباحية

الغرض من القصة

مساعدتنا في نشر رسالة مفادها أن الإباحية تؤلم الناس وتدمر حياتهم، دعنا نفكر في هؤلاء الأشخاص المدمرين لنعرف أن الإباحية أقل جاذبية بكثير مما هي عليه.

وإذا كنت من مشاهدي الإباحية فكر في هذه القصة لتعرف الطريقة الحقيقية التي تؤثر بها الإباحية على من يعمل بها حتى تساهم في تغيير نظرة المجتمع إلى الإباحية من (الجميع يفعل ذلك) إلى. (الأمر ليس بهذه البساطة)


  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: mahmoud saad
  • مراجعة: أ.سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 13 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 144
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك