لماذا أعود إلى الإباحية رغم أني بذلت كل شيء للتعافي؟

كانت عيون بن منتفخة وحمراء، حينما كان يضرب بقبضة يده على يده الأخرى ويقول : “لماذا أستمر في العودة إلى هذه الأشياء؟!

إذا كانت الاباحية شخصًا يمكنه أن يقاتل، كان بن سيمزقه بيديه العاريتين. ينظر إلى أعلى ويسألني مرة أخرى: لماذا؟ لماذا أعود إلى الإباحية؟ هذه المرة يبدو أنه هُزِمَ.

ما الذي يجعل الناس يعلقون في الإدمان؟

يحدث هذا الانفعال نفسه كثيرًا في المراحل الأولى من العمل مع هؤلاء المدمنين على الإباحية. لذا، علينا الإجابة على السؤال. ما الذي يجعل الناس يعودون إلى الإباحية؟ يعودون بعد اكتشاف أزواجهم، وبعد القبض عليهم في العمل، ورغم الشعور بالفراغ والخجل. ما الذي يمنع الناس من الهروب من الجاذبية الجنسية؟

هل هو ضعف الارادة؟

كلا. كل شخص لديه نقطة الانهيار إذا كان دفاعه الوحيد هو قوة الإرادة.

هل لم يكن هناك أدوات كافية متاحة لخوض المعركة؟

فعل بن كل ما يمكن أن يفعله أي متعاف، اشترى برنامج حجب، وهو عضو في مجموعة تعاف، وعانى من عواقب سلبية رهيبة.

إن مجرد محاولة احتواء السلوك أو إدارته أمر بائس. مثل قطع العشب. إنه شعور جيد لليوم الأول أو نحو ذلك، ثم لا يلبث أن ينمو مرة أخرى من جديد.

عليك أن تتعامل مع الجذور لتغيير الفاكهة. أفضل عوامل التنبؤ بالسلوكيات الإدمانية مثل الإباحية تدور حول الجذور. أفضل عوامل التنبؤ بالسلوك الإدماني هي تاريخ سوء المعاملة أو الإهمال، خاصةً أثناء الطفولة.

الإساءة:

يعد سجل الإساءة البدنية أو الجنسية أو اللفظية أفضل مؤشر على السلوك الإدماني في حياة شخص ما. هذا ليس عذرا.ولكن يساعد على فهم الجذر الذي يدفع السلوك.

لا يتطلب الأمر الكثير من البحث مع شخص ما للبدء في العثور على هذه الأنواع من الجذور. هذا هو أكثر من أن يعطيك أبوك محاضرة صارمة، أو الاضطرار إلى القيام بالأعمال المنزلية. الإساءة تعني أنك عوملت بطريقة لا ينبغي أن يعامل بها البشر.

أب سكران يُخْرِجْ إحباطاته على أطفاله من خلال سلوكياته المتطرفة. يقول أحد الوالدين مرارًا وتكرارًا لأحد الأطفال إنه لن يصل أبدًا إلى أي شيء، وأنهم قطعة مهملات لا قيمة لها. الوالد أو الأخ أو الأقارب أو الجيران أو الغريب الذي يقوم بإغوائك بالنشاط الجنسي.

كل هذه تؤثر بعمق على الدماغ. إن تعرض الطفل لمثل هذه الاعتداءات، يعني أن ذهن الطفل يكتسب استنتاجات معينة. يتم صب هذه الاستنتاجات (التي تعتبر حقائق لا يمكن إنكارها) في الخرسانة التي هي أساس الطفل: الدماغ.

- أنا لا أستحق الكثير. ربما ليس لدي أي قيمة على الإطلاق.

- لا يمكنني الوثوق بالآخرين.

- إذا عرف أي شخص، فإنهم لن يحبوني.

الألم والقلق يتم تحفيزهما بسهولة ويجب أن تكون مكتفياً ذاتياً.

الإهمال:

الإهمال هو عندما لا تحصل على الأشياء التي تحتاجها لتنمو. عدم الحصول على عجلة كبيرة أو أجهزة إكس بوكس ​​مثل أي شخص آخر ليس هذا ما نعنيه.

لن يكون هناك أي نوع من الإهمال، إذا لم يكن هناك ما يكفي من الطعام، ومكان للعيش، وملابس، وما إلى ذلك. وعدم وجود أحد الوالدين للتوجيه والإرشاد والتعليم والتشجيع والانضباط، هذا هو إهمال أيضا.

أطفالنا ينظرون إلينا ليخبرونا من هم وما هي قيمتهم. تجاهلهم، ورفض منحهم أي قيود لأنها غير مريحة، أو “الاهتمام بشئونك الخاصة فقط” هو بمثابة رمي الطفل إلى الذئاب.

الاستنتاجات المنطقية هي:

-إذا كان والدي لا يهتمون بي، فأنا بالتأكيد ليس لدي أي قيمة.

- إذا كانوا لا يحبونني، فكيف أتوقع من أي شخص آخر أن يحبني؟

لماذا يجب أن تفحص أي جذور من الإساءة والإهمال؟

إساءة الاستخدام هي أفضل عامل تنبؤ لأي نوع من أنواع السلوك الإدماني. الإهمال هو أفضل مؤشر على مدى استمرار السلوك الإدماني أو مدى احتمال مواجهة صعوبة في التغلب على السلوك. الإساءة هي بمثابة حريق في المنزل. الإهمال هو مثل التسمم بأول أكسيد الكربون. يمكن أن يقتلك، وأنت لا تعرف من أين أتى.

الإباحية هي إحدى الطرق التي يعالج بها الأشخاص الألم الذاتي المربك الذي يبقى معهم من اساءة الاستخدام والإهمال.

إذا كنت لا تزال تواجه مشاكل مع الإباحية، فابدأ بالبحث عن هذه الجذور. ابدأ بالتعامل مع هذه الجذور من خلال زيارة مستشار، أو الذهاب إلى مجموعة الدعم أو الانضمام إليهم عبر الانترنت، أو قراءة كتب ذات صلة.

يبدأ التعامل مع آثار إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم بقطع جذورها. أولئك الذين يقومون بالعمل الشاق لقطع تلك الجذور، هم أولئك الذين يجدون الكثير من الحرية من الإباحية.