كيف أفقدتني الإباحية ثقتي بنفسي، وجعلتني أكره جسدي؟

لا يفترض بالإنسان أن يشعر بالنقص، وأنه يتوجب عليه مواكبة معايير الإباحية الزائفة، وأن يبدو لا محدود الإثارة والجمال الزائف في الحقيقة، ولا يفترض أن ينتظر هذا من شريكه أيضا، هذه أوهام مضرة للعلاقة وللحياة، وهذا ليس الحب الحقيقي.
A+ A-

يتواصل الكثير من الناس، مع موقع (حاربوا المخدر الجديد) Fight the new drug متحدثين عن أثر الإباحية السيء في حياتهم، وحياة مَن يحبون، ونعتبر هذه الرسائل، ذات قيمة حقا؛ لأنه كما إن الدراسات العلمية لها قيمتها، فإن الرسائل الواقعية مهمة جدا في إبراز الأثر الفعلي للإباحية، في الحياة الحقيقية.

ومؤخرا، تواصلت مع الموقع امرأة محاربة، تخبرنا عن قصتها مع الإباحية، وكيف جعلتها تفقد الثقة بنفسها، وتفقد احترامها لذاتها كليا، وبعض القصص –كهذه القصة- تبين لنا كيف أنه من السهل أن تنجرف النساء إلى الإباحية تماما، كما ينجرف الرجال، وتبين أثر ذلك على علاقتها بنفسها وعلاقتها بشريكها.

أهلا Fight the new drug،

أنا فتاة عانيت من الإباحية طيلة 12 عاما، في المدرسة الابتدائية كنت فتاة هادئة، ورائعة، وتلميذة مجدة، لا أدري كيف حدث أول لقاء لي مع الإباحية، ولكني أذكر أنني كنت في الثامنة، ولم أدرك وقتها أنها شيء ضار أو سيئ، والآن كثيرا ما أتساءل: أي عالم مريع هذا، الذي يجعل طفلة في الثامنة، تدمن الإباحية؟!

كنت أشعر بالمرح في البداية، لكن بعد ذلك بدأ الحال بالتدهور، فقدت ثقتي بنفسي كليا، كرهت جسدي، ولم أعرف كيف أقيم علاقة مستقيمة (لم أستطع الزواج إلا بعد نهاية معاناتي)، بدأت أشعر بالرغبة في النساء، بما أن الإباحية تركز على أجساد النساء، رغم أنني مستقيمة الرغبة تماما، وهكذا أثرت الإباحية عليَّ، بأكثر من طريقة.

عندما قابلت زوجي الحالي، واكتشفت أنه أيضا يعاني بسبب الإباحية، دُمّرت تماما، أفسد الأمر علاقتنا كثيرا؛ لأنني أشعر دائما أنني لست كافية لإشباعه، بدا لي كأنه يريد فقط، الفتيات اللاتي على الشاشة، كان الأمر عصيبا على كلينا، لكنه الآن قد قارب العام على تركه للإباحية، وإنني حقا لفخورة به! المجد لحبنا.

لكن لسوء الحظ بالنسبة إليَّ لا زلت غير سعيدة، أعني أن 12 عاما من الإباحية -حتى وإن حاولت بيأس التوقف- بالإضافة لقلقي بشأن زوجي، كل ذلك كان من الصعب تحمله.

في وقت من الأوقات، عانيت اكتئابا حقيقيا، وراودتني أفكار انتحارية، صاحب ذلك شعور عميق بالكراهية تجاه نفسي، وجسدي، أنا لا أعرف حقا: كيف يمكنني تجاوز ذلك؟ أشعر أنني عالقة.

خلال رحلة مقاومتي، أكثر ما يشعرني بالغضب، هو ردة فعل المجتمع حيال الإباحية، فهو الذي دفعني إلى التمادي في الأمر لسنوات، وأتمنى بمساعدتكم ألا يحدث ذلك لفتاة بريئة أخرى في الثامنة، سأتابع المقاومة!

الرجال لديهم تخوفات أيضًا

تعد قصة هذه الفتاة، شائعة جدا بين الشباب والفتيات، بقدر ما هي محزنة.

والآن، لنتحدث عن شعور الفتيان حيال الإباحية، ونقول للرجال، الذين يعتقدون أنها شيء رائع ومثير: عليكم أن تفكروا مجددا.

تشير دراسة أجريت على الرجال، إلى أن مشاهدة الإباحية، ارتبطت بمعدلات مرتفعة، من عدم الرضى عن أجسادهم.

وفي دراسة مشابهة، أجريت حديثا على مجموعة من طلبة الكليات، المتصفحين للإباحية، سُئل المشاركون عن معدل رضاهم عن أجسادهم، وعن علاقاتهم العاطفية، وعن مدى سلامة مشاعرهم العاطفية، بشكل عام.

وبعد تحليل النتائج، اتضح أنهم معرضون للقلق النفسي حيال علاقاتهم، وأكثر ميلا للانسحاب منها، بالمقارنة مع الشباب غير المتصفحين للإباحية.

وهذا يوضح، أن الرجال –مثل النساء تماما- يشعرون بقلة التقدير تجاه أجسادهم؛ بسبب ما يعرض على الشاشة، من الجسد المثالي والفحولة الزائفة.

دراسات أخرى، تشير أيضا إلى شعورهم بعدم الرضا عن أدائهم الجنسي.

ولا تأتي الصورة السلبية لدى الرجال/ الأولاد فقط من خلال رؤية أجساد الرجال في الإباحية؛ بل أيضا من خلال تصفح المجلات التي تبرز أجساد النساء المثيرة، والتي تشكل وعي هؤلاء الرجال بأجسادهم.

اختر الحب وليس الجنس

كما رأينا، فإن أضرار الإباحية لا تخفى على أحد، وخلاصة القول فإن ما يُعرض على الشاشة من الأجساد الزائفة، التي خضعت لجراحات تجميلية لتبدو على ما هي عليه، تجعل المتصفح لها يشعر بانعدام الثقة، وأنه ليس مثيرا أو مرغوبا.

ونحن نحارب، لأنه لا يفترض بالإنسان أن يشعر بالنقص، وأنه يتوجب عليه مواكبة معايير الإباحية الزائفة، وأن يبدو لا محدود الإثارة والجمال الزائف في الحقيقة، ولا يفترض أن ينتظر هذا من شريكه أيضا، هذه أوهام مضرة للعلاقة وللحياة، وهذا ليس الحب الحقيقي.

فالحب الحقيقي، هو أن تتقبل ذاتك، وأن تحبها بغض النظر عن معايير المثالية الزائفة، فقد حان الوقت لأن نحارب المعايير الجنونية، التي تتحكم بالرجال والنساء، وأن نخبر الناس أن إثارتهم، لا تكمن في التصرف كنجوم الإباحية، فنحن حقا نستحق أفضل من الأكاذيب التي تصدرها لنا الإباحية، عن السلوك المثالي للعلاقة الحميمة.

ما الذي تستطيع فعله؟  

تعزز الإباحية صورا سلبية عن معايير جمال النساء والرجال، شارك هذه المقالة، وساهم في نشر الوعي؛ فالإباحية لا تعني إلا الأضرار.


  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: سلمى أحمد
  • مراجعة: أ.محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 14 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 203

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك