الاستهلاك اليومي للإباحية ليس شيئاً جيداً لصحتك النفسية

في تدوينتي الأخيرة ، سألت : ” هل هناك علاقة بين عدد مرات مشاهدة الإباحية و مرض الاكتئاب ؟ ” ، النتائج الأوليّة كانت تشير إلى أنّ الأفراد الذين يستهلكون الإباحية بشكل يومي يقعون في الاكتئاب بدرجة بين الحادّة و المتوسّطة ، بينما الأشخاص الذين يشاهدون الإباحية من 3 إلى 5 مرات أسبوعيّاً يعانون من اكتئاب من الدرجة المتوسّطة . بصراحة ، العينة التي قمت بجمعها و التي تتكون من 400 شخص و قد طلبوا العون للتخلص من الإباحية كانوا أصلاً في صراع مع مرض الاكتئاب . 

أحد التعليقات العميقة على تلك التدوينة أتت من (راسل فريدمان – المدير التنفيذي لمؤسسة جريف ريكافري) ، اقترح فريدمان اقتراحاً يفسّر اقتران مرض الاكتئاب بمشاهدة الإباحية ، فكتب قائلاً : ” .. القضيّة المسبّبة للاكتئاب هي افتقاد الشراكة الحميميّة التي تشعل الرغبة أو الشوق لممارسة الجنس ” . إذا كان فريدمان على صواب ، فإن الأشخاص الذين تجمعهم علاقة ملتزمة هم أقلّ عرضة للإصابة بمرض الاكتئاب و أقل استهلاكاً للمواد الإباحية مقارنة بالعُزّاب . 

هدف هذه التدوينة هو الإجابة عن سؤالين هما :

- ما العلاقة بين مرض الاكتئاب و الحالة الاجتماعية للشخص (العُزّاب مقارنةً بالمتزوجين)

- هل العُزّاب أكثر استهلاكاً للمواد الإباحية من المتزوّجين ؟ 

لنبدأ بالنظر للسؤال الأول عن العلاقة بين مرض الاكتئاب و الحالة الإجتماعية .

سجّل كلاهما (العزّاب و المتزوّجين) حالات من الاكتئاب المتوسّط . و نصيب المتزوجين كان أقل من العُزّاب ، إلّا أنّ التباين لم يكن ضخماً بين الطرفين . و لكن تبيّن أنّه هناك علاقة بين عدد مرّات مشاهدة الإباحية و درجة الاكتئاب عند كلا الطرفين . في الحقيقة و بغض الطّرْف عن الحالة الإجتماعية ، فإن من يشاهد الإباحية يوميّاً عُرضة للإصابة بالاكتئاب الحاد . نتيجة البحث هذه غاية في الأهمّية لأنها تبيّن أنّ الأشخاص الذين يشاهدون الإباحية مهما كانت حالتهم الاجتماعية فإنّهم يعانون من درجات شديدة من الاكتئاب . 

هل باعتقادك أنّ وزير الصحّة الأمريكي على استعداد لإطلاق نوع من التحذير ؟ أنا أرغب في كتابة شيء من هذا القبيل له ، أعتقد أنّه سيكون شيء مثل هذا :

“تحذير : الاستهلاك اليومي للإباحية  ليس أمراً جيّداً لصحتك النفسية”

حسناً ، و ماذا عن عدد مرات تعاطي الإباحية ؟ هل العُزاب أكثر استهلاكاً للأباحية مقارنةً بالمتزوجين ؟

الجواب هو : نعم ! 

في العيّنة التي اخترتها و التي تكوّنت من 400 رجل ، العُزاب أقرّوا بأنّهم يشاهدون الإباحية أكثر من مرّة أسبوعيّاً و قلّة منهم من يشاهدها أقل من 3-5 مرات أسبوعياً بالمتوسط . بينما المعدّل بين المتزوّجين هو مرّة كل أسبوعين إلى مرّة أسبوعياً . حسناً ، هذا ما تخبرنا به المعلومات : الأفراد الذين يستهلكون الإباحية بشكل يومي معرّضون لمستويات عالية من الاكتئاب بغض النظر عن حالتهم الإجتماعية ، و علمنا أيضاً أنّ العُزاب هم أكثر استهلاكاً للإباحية بين أقرانهم من المتزوّجين . و عوداً على بدء ، نسأل و نقول : و ماذا بالنّسبة للأشخاص الذين يستهلكون الإباحية من 3 إلى 5 مرات أسبوعياً  

بعد مراجعة المعلومات ، قرّرت أن أعاود النظر عن كثب في هذه المجموعة ، فتساءلت فيما لو كان بالفعل هناك فرقاً في مستويات الاكتئاب بين المتزوجين و العُزاب من هذه الفئة . ربما كان الدكتور (فريدمان) محقّاً عندما رأى أنّ المتزوّجين يعانون من مستويات أخفّ من الاكتئاب مقارنةً بالعٌزّاب فقط إذا لم يستهلكوا الإباحية يوميّاً . على الرغم من انكماش عدد العيّنة ليصبح 89 شخص ، إلّا أن النتائج كانت مبهرة . المتزوّجون (عدد = 32) يقعون في منطقة الاكتئاب الخفيف ، بينما العٌزاب (عدد = 57) لا يزالون يقعون في منطقة الاكتئاب المتوسط و الشديد . يبدو أنّ الدكتور فريدمان قد كان محقّاً . المتزوّجون يكتئبون بدرجات أقل من العُزاب ، لكن هذا يكون صحيحاً لو استثنينا المداومين على استهلاك الإباحية بشكل يومي

هناك الكثير لقوله هنا ، أنا متطلّع لسماع آرائكم 

أنا لا أزال جاهلاً فيما لو كانت الإباحية محفّزاً للاكتئاب أم أنّ المكتئبين هم أكثر عرضة لاستهلاك الإباحية . لكن ما أجزم به أنّ الأشخاص الذين يُقرّون بمشاهدة الإباحية بشكل متكرر يصطرعون مع الاكتئاب المتوسط أو الشديد ، و أنّ العُزاب الذين يشاهدون الإباحية من 3 إلى 5 مرات أسبوعياً يعانون من مستويات أعلى من الاكتئاب مقارنةً بأقرانهم من المتزوجين الذين يشاهدون الإباحية بنفس القدر