السلوكيَّاتُ الجنسيَّةُ القهريَّةُ تفاعُلاتُ الفصِّ الجبهيِّ والنظامُ الحوفيِّ في المخِّ البشريِّ (دراسةٌ حديثةٌ)

علماءُ المُخِّ والأعصابِ بجامعةِ كامبريدج اكتشفوا من خلال دراسة حديثة عام 2014 تشابُهاتٍ مذهلةً بينَ تركيبِ المُخِّ لدى مُدمِني الإباحيَّةِ ومُدمِني المُخدِّراتِ
A+ A-
علماءُ المُخِّ والأعصابِ بجامعةِ كامبريدج اكتشفوا من خلال دراسة حديثة عام 2014 تشابُهاتٍ مذهلةً بينَ تركيبِ المُخِّ لدى مُدمِني الإباحيَّةِ ومُدمِني المُخدِّراتِ وكأنَّ هذه الدراسةُ كانت غيرَ كافيةٍ لتُظهرَ التأثيراتِ الضارَّةَ للموادِّ الإباحيَّةِ على المُخِّ البشريِّ؛ فقدْ قامتْ د. فوون وفريقُها من باحثي جامعةِ كامبريدج مُؤخَّرًا بنشرِ نتائجَ أُخرَى بعنوانِ “السلوكيَّاتِ الجنسيَّةِ القهريَّةِ: تفاعلاتِ الفصِّ الجبهيِّ والنظامِ الحوفيِّ بالمُخِّ”.
(Compulsive sexual behavior: Prefrontal and limbic volume interactions ) وذلكَ بتاريخِ السابعِ والعشرينَ من أكتوبرَ لعامِ 2016 م، وقد تكلَّموا فيها بشكلٍ أكبرَ عن مُدمني الموادِّ الإباحيَّةِ، وكيفَ تتفاعلُ أدمغتُهم مع الموادِّ الإباحيَّةِ فكانت الدراسة الجديدة تحت عنوان
(السلوكيَّاتُ الجنسيَّةُ القهريَّةُ تفاعُلاتُ الفصِّ الجبهيِّ والنظامُ الحوفيِّ في المخِّ البشريِّ)
معلوماتٌ أساسيَّةٌ:
السلوكيَّاتُ الجنسيَّةُ القهريَّةُ هي سلوكيَّاتٌ شائعةٌ نسبيًّا، وهي ترتبطُ بخَللٍ كبيرٍ على المستوى الفرديّ وكذلك على مُستوى المجتمع، والأسبابُ الكامنةُ وراءَ هذهِ السلوكيَّاتِ فيما يتعلَّقُ بعلوم المخِّ والأعصابِ لم يتمّ فهمُها إلى الآنَ بشكلٍ كاملٍ، وهذه الدراسةُ تقومُ باختبارِ أجزاءِ المُخِّ والاتّصالاتِ الوظيفيَّةِ فيما بينها في حالة الراحة –وهي حالةٌ لا يُؤدِّي فيها المريضُ أو الشخصُ المُتطوِّعُ أيَّ نشاطٍ خلالَ الاختبارِ- فيمَن يُعانونَ من السلوكيَّاتِ الجنسيَّةِ القهريَّةِ مُقارنةً بها في المُتطوِّعين من الأصحَّاءِ.
 الطرقُ المُستخدَمَةُ:
لقد قُمْنا بجمعِ معلوماتٍ عن طريقِ عملِ تصويرِ رنينٍ مَغناطيسيّ بِنْيَويّ (MPRAGE) على المُخِّ لاثنينِ وتسعينَ مُشارِكًا (ثلاثةٍ وعشرينَ من الذكورِ المُصابينَ بسلوكيَّاتٍ جنسيَّةٍ قهريَّةٍ، وتسعةٍ وستينَ من الذكورِ الأصحَّاءِ من نفسِ الفِئةِ العُمريَّةِ للمَرضى) وقُمْنا بتحليلِ تلك المعلوماتِ باستخدامِ نظامِ فوكسل لقياسِ الأبعادِ والأحجامِ، كما قُمْنا بجمعِ معلوماتٍ أُخرى عن طريقِ عملِ تصويرِ رنينٍ مَغناطيسيّ وظيفيّ في حالةِ الراحةِ باستخدامِ التتابُعِ المُستوِي مُتنوِّعِ التردُّدِ مع استخدامِ تحليلِ المُكوِّناتِ المُستقلِّ (ME-ICA) وذلك لثمانيةٍ وستينَ مُشارِكًا (ثلاثةٍ وعشرينَ مريضًا بسلوكيَّاتٍ جنسيَّةٍ قهريَّةٍ وخمسةٍ وأربعينَ من المُتطوِّعينَ الأصحَّاءِ من نفسِ الفئةِ العُمريَّةِ للمَرضَى).
hbm23447-fig-0001
النتائِجُ:
لقد أظهرَ مَرضَى السلوكيَّاتِ الجنسيَّةِ القهريَّةِ كثافاتٍ عاليَةً في المنطقةِ الرماديَّةِ الخاصةِ بالجسمِ اللوزيّ الأيسرِ (left amygdala) ، وهو جزءٌ من النظامِ الحوفيّ للمُخِّ البشريِّ (limbic System ) المسؤولِ عن الذاكرةِ واتِّخاذِ القرارِ والاستجاباتِ العاطفيَّةِ، بينَما أظهرَ هؤلاءِ المَرضى اتصالاتٍ وظيفيَّةً ضعيفةً (في حالةِ الرَّاحةِ) بينَ الجسمِ اللوزيّ الأيسرِ (left amygdala) وبينَ قشرةِ الفصِّ الجبهيِّ على الناحيتين (bilateral dorsolateral prefrontal cortex) ، وهو الجزءُ المسؤولُ من المُخِّ عن التخطيطِ، الشخصيَّةِ، السلوكيَّاتِ الاجتماعيَّةِ، واتِّخاذِ القراراتِ أيضًا، وذلكَ مُقارنَةً بالمُتطوِّعينَ الأصحَّاءِ الذين لم يُظهِروا مثلَ هذهِ النتائجِ.


الاستنتاجاتُ:
نستنتجُ أنَّ مَرضى السلوكيَّاتِ الجنسيَّةِ القهريَّةِ يتميَّزونَ بوجودِ كثافاتٍ عاليَةٍ في منطقةِ النظامِ الحُوفيِّ المَسؤولةِ عن التحفيزِ والعاطفةِ، كمَا يتميَّزونَ بضعفِ الاتصالاتِ الوظيفيَّةِ بين المناطقِ المُنظّمةِ في المنطقةِ الجبهيَّةِ وبينَ النظامِ الحوفيِّ.
لذا يجبُ أنْ تهتمَّ الدراساتُ المُستقبليَّةُ بإجراءِ قياساتٍ تُوضِّحُ ما إذا كانتْ هذه النتائجُ التحليليَّةُ تُمثِّلُ عواملَ خطرٍ تُؤدِّي فيمَا بعدُ إلى ظهورِ هذهِ السلوكيَّاتِ القهريَّةِ، أمْ أنَّها نتيجةٌ تَسبَّبتْ فيها هذهِ السلوكيَّاتُ.

  • اسم الكاتب: wiley online library
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 20 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 726
  • عدد المهتمين: 160

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك