كيف تُحرِّف المواد الإباحية بوصلتك الأخلاقية حتى لو لم تكن تلاحظها

أظهر بحث منشور مؤخرًا في مجلة “بلوس وَن” العلمية آثارعوامل متنوعة على اتخاذ القرارات الأخلاقية، بما فيها الخلفية الثقافية والجنس والتعرض لصور شهوانية تسبق اتخاذ القرار مباشرة.
A+ A-

لماذا ينبغي أن تهتم بهذا الأمر؟

لأن الصور الشهوانية اللاإدراكية (التي تؤثر في ذهنك حتى لو لم تكن مدركًا لها) تعطي معنًى جديدًا تمامًا لعبارة “انكشاف عَرَضي (لما تحت اللباس)”.
كتب جيمس ونشر منشورا بتاريخ ٢٠١٦/٨/٣٠ يقول فيه :
أظن أن الإباحية قد تقود الغرب للانحطاط الأخلاقي على كل حال.
الصور الشهوانية اللاإدراكية تجعلنا أكثر استعدادًا للتضحية بالفرد من أجل المصلحة العامة.
أظهر بحث منشور مؤخرًا في مجلة “بلوس وَن” العلمية آثارعوامل متنوعة على اتخاذ القرارات الأخلاقية، بما فيها الخلفية الثقافية والجنس والتعرض لصور شهوانية تسبق اتخاذ القرار مباشرة.
درس فريق الباحثين الموزَّع بين مؤسسة جامعة “لويس أميقو” في كولومبيا وجامعة “جزر البليار” في أسبانيا ٢٢٤ مشاركًا حَكَمَ كل منهم في سلسلة من المُعْضِلات الأخلاقية، جميعها تتفرع عن “مسألة العربة” الشهيرة:
إذا رأيت عربة سكة قطار جامحة متجهة نحو مجموعة من خمسة أشخاص، بينما هناك مسار آخر لا يوجد عليه إلا شخص واحد، فهل لا تفعل شيئًا وتترك الخمسة يموتون، أم تسحب العَتَلة لتحكم عن طريق هذا الفعل على شخص آخر بالموت؟
وجدوا أن اعتقاد الأشخاص بأن قتل الفرد هو الفعل الصائب كان أكبر احتمالًا عند عرض صورة شهوانية على شاشة الحاسوب قبل طرح السؤال. مع أن الصور كانت تُعرَض لمدة ١٦ مِلِّ ثانية فقط (أسرع كثيرًا من أن تعالجها (تتعامل معها) أدمغة المشاركين بشكلٍ واعٍ). يقول الباحث الرئيس، الدكتور “أنطونيو أوليفيرا لا روزا”: “صدقوني، من المستحيل رؤية الصور”.

journal.pone.0158690.g001

يشير “أوليفيرا لا روزا” إلى بحث سابق يفيد بأن المثير اللاإدراكي ربما يؤثر في حكمنا الأخلاقي أكثر حتى من الصور التي نلاحظها بشكلٍ واعٍ: “ففي الواقع عندما ترى مثيرًا جنسيًا وتدركه على المستوى الواعي، يَتَفَعَّل في الدماغ ما يرتبط بالاستثارة الجنسية ولكن يتفعّل أيضا ما يرتبط الضبط التنظيمي”. بينما “لا يمكنك ضبط استجابتك” بالنسبة للمثير الجنسي اللاإدراكي.
حقيقةً إن حكمنا الأخلاقي قد لا يكون دائمًا هادئًا ومُتَّزنًا :
فالعديد من الدراسات السابقة في مجال علم نفس الأخلاق قد أظهرت أن “حكمنا أحيانًا فيما إذا كان شيء ما خطأً ومدى كونه خطأ يتقلب حسب عواطفنا اللحظيّة وغير المرتبطة،
وكما يقول “ريبيكا ساكس”، الأستاذ في قسم الدماغ والعلوم الإدراكية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. “إدراك ذلك مقلق جدًا، لأنه يبدو لنا أن حِسَّنا بمدى كون شيء ما خطأ ينبغي أن يكون ثابتًا”.
إن مثالًا شهيرًا بشكل خاص على هذا، أو ربما ليس شهيرًا، أخذًا بالاعتبار ما يترتب عليه، دراسة تكشف رُجْحَان أن يحكم الأشخاص على سلوك جنسي قسري (بالإكراه) أنه خطأ بدرجة أقل عندما يكونون  مستثارين جنسيًا. حقيقةً، رغم أن الاختلافات في الأحكام الأخلاقية المرصودة بواسطة هذه الدراسة جسيمة الشأن إحصائيًا، إلا أنها ليست على نطاق شديد الاتساع.
وبينما قد أظهر البحث الموجود أن الاستثارة يمكن أن تؤثر في الإدراك، وأن العواطف يمكن أن تؤثر في الحكم الأخلاقي،
فإن “أوليفيرا لا روزا” يُقِرّ بأن المزيد من البحث ضروري لفهم الآليات المحدَّدة في الدماغ التي يمكن أن تُفَسِّر هذا الارتباط. كالعديد من الدراسات النفسية، كان جميع المشاركين طلابًا في سن الجامعة. لا أظن أني بحاجة إلى درجة أستاذية في علم النفس للإشارة إلى أن أطفال الجامعة (حسب وصف الكاتب!) قد يتفاعلون عند التعرض لمثير شهواني بشكل مختلف قليلًا عن الشخص العادي.
للإجابة على سؤال ما إذا كانت نزعة كهذه “تنطبق على النوع البشري ككل، فإن الأمر يتطلب منهجًا مختلفًا جدًا”، كما يقول “ساكس”.
لذا لا تكن موسوسًا جدًا بشأن الإمكانيات الشريرة للرسائل الجنسية اللاإدراكية — على الأقل في الوقت الحاليّ.

  • اسم الكاتب: journals plos
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 20 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 693
  • عدد المهتمين: 155

المصادر

  • Effects of Suboptimally Presented Erotic Pictures on Moral Judgments: A Cross-Cultural Comparison الدخول للمصدر
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك