5 طرق – لا يتكلم عنها أحد – تؤذي بها الإباحيات أطفالَك

هناك طرق عديدة يمكن سحب الاطفال بها الي الإباحية، واطفال اليوم يجب عليهم أن يحاولوا تجنبها
A+ A-

(كريستين جنسون) مؤلفة كتاب (Good pictures Bad pictures) الذي قام مؤخرا (د. محمد عبد الجواد) المشرف العام للموقع بترجمته، تقول: كنت لا أملك أي دليل في السابق على الطرق التي تؤذي بها الإباحية الأطفال، كل ذلك تغير عندما اتصلت بي أم وقالت لي بصوت مضطرب أن ابنها ذا الـ١٧ سنة قام بالتحرش الجنسي بإخوته الصغار، وأن إدمانه للإباحيات قاده لفعل ذلك. في اليوم التالي شعرت بضرورة ملحة لأحذّر الاطفال عن مخاطر الإباحية فتعاونت مع الدكتور النفسي (جيل بوينر) وكتبنا كتاب (صور جيدة وصور سيئة) والذي أصبح الأكثر مبيعًا على موقع أمازون.

بعد المكالمة التي تلقيتها من تلك الأم، سمعت قصص لا حصر لها عن أطفال يقعون في فخ الإباحية، وهؤلاء الاطفال ليسوا مجهولين أو من أسر مختلّة! هناك قصة لفتاة صغيرة في قريتنا، مماثلة تقريبا لقصص معظم الاطفال في تعرضهم للإباحيات.  عندما كانت في الثامنة، سمعت كلمة “جنس” كثيرا ممن حولها وعندما أُهدي لها في عيد ميلادها موبايل لوحي (Tablet) مما سمح لها أن تدخل لعالم الانترنت. قامت الفتاة بالبحث في الانترنت عما سمعته ولم تفهمه ممن حولها، فقط أدخلت كلمة “جنس”، وأصبحت بعد ذلك تشاهد أسوء وأفظع الإباحيات تخيلاً، أصبحت الفتاة منعزلة ومكتئبة بعد ذلك. حتى تفاجأت أمها أنها تشاهد الإباحيات منذ عدة شهور.

إنه من السهل رؤية كيف أن هذا السيناريو أصبح متكرراً وشائعاً.

يُحاصر الأطفال بفرص كثيرة لمشاهدة الإباحيات. ممكن أن توجد في (التلفاز، الحاسوب، الهاتف الذكي، Tablet، i Pads، الخ). ويمكن تواجد الإباحية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل (تويتر، فيسبوك، انستجرام، سنابشات والعديد). وممكن أيضا أن يتعرض الاطفال للإباحية عن طريق العاب الكمبيوتر وال(Xbox) وحتى ألعاب الكرتون على الانترنت

هناك طرق عديدة يمكن سحب الاطفال بها الي الإباحية، واطفال اليوم يجب عليهم أن يحاولوا تجنبها.

ها هي خمسة طرق تؤذي بها الإباحية الاطفال وما يكنك فعله لتجنبها:

- الإباحية تعرقل النمو الطبيعي للأطفال:

ها هي ثلاثة طرق لحدوث ذلك:

-الضعف الجنسي:

يوجد بحث يبيّن أن التعرض الزائد للإباحيات للأطفال اثناء السنين الأولى، أي بين سن (٦-١٢) أثناء الفترة التي يجب عليهم توجيه طاقاتهم في غير الانشطة الجنسية، يكون الاطفال أكثر احتمالا ً لضعف واختلال النمو الجنسي.

-الاعتداء الجنسي:

من فترة كبيرة علمنا أن الإباحية يستخدمها “المغتصبون البالغين” لتهيئة الاطفال للاعتداء الجنسي عليهم، كما أكد على ذلك د. شارون كوبر من (المركز المحلي للأطفال المفقودين والمستغلين جنسيا)

-الإدمان الجنسي:

اخيرا، الاطفال الذين يشاهدون الإباحية يصبحون مدمنين عليها. لدينا الكثير مما يؤكد ذلك فيما سمعناه من الآباء، والمعالجين، ومجموعات مثل (Fight the New Drug) حيث تلقينا رسائل بخصوص أطفال سنّهم في حدود الثمانية سنوات، يطلبون مساعدتهم للتوقف عن مشاهدة الإباحيات.

ما يمكنك فعله؟

- تكلم مع أولادك عن الإباحية بشكل استباقي قبل وقوعهم فيها.

- درّب أطفالك عما سيفعلونه إذا ما تعرضوا للإباحيات–يمكنك أن تستخدم خطة كتاب (صور جيدة وصور سيئة) في ذلك.

- تأكد من فهم أبنائك ألا يسمحوا لأي شخص أن يريهم إباحيات.

- ساعد اطفالك لفهم أن الإباحية تؤثر سلبيا على ادمغتهم، وتصبح إدمانا بعد ذلك.

- عرّف أولادك أن لهم أعضاء جنسية خاصة بهم ولا يمكن لأي أحد أن يقترب منها مما يحميهم من الاعتداء عليهم.

- الإباحية تشوّه فكر الأطفال عن الجنس:

الكثير من الاطفال يستخدمون الإباحية كمصدر ليتعلموا الجنس من خلاله. ولكن للأسف، عندما يشاهد الاطفال الإباحيات المنتشرة على الانترنت، يتعلمون أن الجنس ما هو إلا حركات وأفعال شاذّة خالية من الحب والتوادّ بين الزوجين.

(د. جيل دينس) مؤلفة كتاب “كيف سرقت الإباحية علاقتنا الجنسية مع زوجاتنا”

 “Porn land: How Porn Has Hijacked Our Sexuality

تقول: “في الإباحيات، كل فعل بين الرجل والمرأة مصمم ليصل لأقصى درجة ممكنة من المهانة، وعلى الرغم من ذلك، يتم تصوير النساء وكأنهن في قمة السعادة. الآن أصبحت تلك الصور والافكار تشوّه اعتقاد جيل كامل من الاطفال عن الجنس والحميمية.”

إذن نحن لا يمكننا أن نتقبل ذلك، صحيح؟!

ما يمكنك فعله:

علّم أولادك قيمك وتصورك عن العلاقة بين الزوجين والذي سيجعلهم في المستقبل يقيمون علاقة سويّة مع أزواجهم في يوم ما.

ساعدهم ليفهموا أن الإباحية تنزع من مشاهديها قدرتهم على اقامة علاقة حميمية فيها حب ومودة بين أزواجهم.

الإباحية تغير من السلوك الجنسي وتزيد من العنف الجنسي لمشاهديها:

يتنبأ أنه حتى المشاهد التي لا تحتوي على (إباحية صريحة) تزيد من احتمالية النشاط الجنسي المبكر بين المراهقين.

(د. مايكل فلود) من جامعة (ولونجونج) في استراليا، أعد تقريرا للحكومة الأسترالية قال فيه ” أن النشاط الجنسي المبكر للمراهقين الذي قد يصل إلى ممارسة الجنس سببه التعرض لـ(إباحية غير صريحة) من خلال التلفاز ووسائل الاعلام الأخرى.”

يخبر تقرير من (المملكة المتحدة) “الأطفال يحاكون ما شاهدوه في الإباحيات”

ذكر ذلك التقرير نسب الأطفال والمراهقين الذين يشاهدون الإباحيات وقاموا بالإجابة بنعم على عبارة “إن الإباحيات أعطتني طرق لممارسة الجنس أريد تجربتها”:

- ٢١٪ من الأطفال سنهم يتراوح بين (١١-١٢)

- ٣٩٪ من الأطفال سنهم يتراوح بين (١٣-١٤)

- ٤٢٪ من الأطفال سنهم يتراوح بين (١٥-١٦)

الأطفال يريدون أن يقلّدوا الممارسات الجنسية التي تصور في الإباحيات مثل الجنس الشرجي والفموي.

مجدداً يخبر (د. مايكل فلود): “أصبحت فكرة ممارسة الجنس الشرجي منتشرة بين المراهقين وذلك لان الدراسات أشارت إلى أن ١٥-٤٢٪ من المشاهد الإباحية تحتوي على جنس شرجي”

خمسة دراسات أجريت على شباب من الجنسين، وجدت أن الرجال المعتادون على مشاهدة الإباحيات أكثر احتمالية أنهم قد مارسوا جنس شرجي مع فتاة، والفتيات اللاتي يشاهدن الإباحيات ايضا أكثر احتمالية أنهم مارسوا نفس الشيء. (الجنس الشرجي يؤدي الي زيادة احتمالية الاصابة بالأمراض المنقولة جنسيا”STD”، تلف في الانسجة، وسلس البراز)

ما يمكنك فعله:

علّم اطفالك أن العلم يثبت أن الإباحية تغير من سلوكهم.

إذا كان لديك أبناء مراهقين، علّمهم أن الجنس هو عبارة عن نتاج الحب بين الزوجين، وليس فعل فيه عنف أو مهانة.

- الإباحية ترسخ فكرة “الإثارة” لدى الأطفال:

الإباحية هي أكبر سبب لجعل أجساد النساء “كالأشياء”، ففي حضارتنا الحالية ينتشر فكرة أن الفتيات يرغبن أن يكونوا “مثيرات” وتلك الفكرة هي مباشرة من الإباحيات.

ومن أحد أسباب ذلك أن الأطفال عند تعرضهم للإباحيات، ترغب الفتيات بشكل خاص أن يصبحن مقبولات عند الأولاد، فيجب عليهن أن يرتدوا ملابس مثيرة أو يظهرن عموما بشكل مثير!

أنت لا تريد جعل اطفالك ينشؤون على تلك الفكرة، صحيح؟

ما يمكنك فعله:

لا تجعل بناتك الصغار يرتدون ملابس عالية الإثارة.

قم بفحص لعب بناتك وتخلص من الدمى المثيرة.

أخيراً، حاول ألا تستخدم كلمات توحي “بالإثارة” عند وصف شخص ما، حتى لا تمرر الفكرة لأطفالك، أي قم بمراقبة ما تقول.

- الأطفال الذين يشاهدون الإباحية سيجعلون غيرهم من الاطفال فعل نفس الشيء:

في دراسة أجرتها (لاسي بينتلي) طالبة بكلية الطب جامعة (Utah Valley)

تم استبيان ٢٣٨ امرأة و١٣٢ رجل عن تعرضهم الاول للإباحيات. وجدت (لاسي) نتائج مفاجئة:

- ٣٢٪ من النساء و٤٠٪ من الرجال تعرضوا للإباحيات بواسطة شخص آخر، يكون في الغالب طفل آخر.

- ٤٨٪ من النساء و٤٩٪ من الرجال قالوا إن أكثر من طفل كانوا سبب تعرضهم الأول للإباحيات.

الأطفال نادراً ما يخبروا آباءهم عند تعرضهم الاول للإباحيات. وهذا ضار جدا لأن السرية والخجل يزيدون من خطورة حدوث الإدمان. استبيان (لاسي) وجد أن فقط ٩٪ من البنات و٧٪ من الاولاد أخبروا آباءهم عن تعرّضهم للإباحيات في يومهم الأول لتعرضهم لها.

ليس ذلك فحسب، ٨٠٪ من الاطفال قاموا بالبحث عن الإباحيات بأنفسهم بعد تعرضهم الأول لها، ذلك حسب استبيان (لاسي) أيضاً.

لم يقف ضرر الإباحيات عند ذلك، يقول (د. شارون كوبر): “عندما يرى الأطفال والمراهقين الصور الإباحية، يصبحون مثارين جنسيا، وبعد ذلك يعتدون جنسياً على أطفال أصغر منهم.”

وهذه بعض الإحصائيات الصادمة:

في (الولايات المتحدة) ٤٠٪ من الاعتداءات الجنسية على الأطفال قام بها “قاصر” أي دون ال١٨ عام، ذلك تبعا لبحث قام به (قسم العدل) عن الجرائم في امريكا.

تقرير برلماني في المملكة المتحدة يذكر أن “نسبة تصل إلى ٦٥٪ من الاعتداءات الجنسية على أطفال دون سن ال١٨ قام بها أطفال دون نفس السن”.

ما يمكنك فعله:

(أن توعي أولادك مبكراً ضد الإباحية. يمكنك الاستعانة بكتاب (صور جيدة وصور سيئة.

كن أول مصدر للمعلومات عما يتعلق بالجنس -بدلا من جوجل- لأولادك.

امنع بكل الوسائل الممكنة وصول أولادك للإباحيات باستخدام برامج للحجب.

لا تتوقف عن تحذير أولادك! الإباحية منتشرة -حرفيا-في كل مكان، حتى في مدرسة أولادك، فلا تكفّ عن تحذيرهم ومتابعتهم والاستماع إليهم.

لا يوجد أب أو أم يريد التحدث مع أولاده عن الإباحيات في الحقيقة، ولكن أولادنا يستحقون ذلك منا، لأن هذا هو العالم الذي سينشؤون فيه، يجب علينا أن نجعل أبناءنا يشعرون بالراحة وعدم الحرج في التحدث بما يدور داخلهم من أسئلة من أي نوع، فهذا هو الحل لإبعادهم عن الإباحيات.

  • اسم الكاتب: Kristen A. Jenson, MA
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: خالد جاويش
  • تاريخ النشر: 22 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 731
  • عدد المهتمين: 154

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك