الخطوة الأولى: الانفراجة الكبرى للخروج من إدمان الإباحية

بداية الانفراجة، أن تجلس مع نفسك، وتتفكر في أحوالك، وما هو الطريق الذي تسلكه؟ وكيف أوصلك إلى هذا الحال من الشتات، والضياع والحزن والتفكك؟
A+ A-

هذه هي المقالة الأولى، من سلسلة مقالات، تحت تصنيف "الخطوات السبعة للشفاء من الإباحية".

يقول أليكس وهو معالج غربي لهذا النوع من الإدمان ومتعاف سابق: بحلول الوقت، أدركت أنني لدي مشكلة خطيرة بسبب المواد الإباحية، حيث كنت أقضي حوالي 40 ساعة في الأسبوع مدمنًا أمامها وأسيرًا، أي ما يعادل وظيفة بدوام كامل، ثم إنها أيضا دمرت علاقاتي الشخصية، وكنت في حالة من الفوضى النفسية.

ثم حدثت انفراجة كبيرة، لأن أحد معارفي بدأ يشكو من أن ثمة شيء لا يعرفه عني، وراء تغير سلوكي. فهو غير طبيعي، وأذكر أنني كنت أغضب منه، وأعتقد أنه لم يدرك جيدا، ما هو السبب وراء تغيري تجاهه.

اعتقدت وقتها أن جميع الرجال، عديمي القيم مثلي، وكل هدفي كان هو مجرد مشاهدة الإباحية إرضاءً لإدماني الذي سجنت نفسي فيه.

انظروا، رغم الحرية التي توجد في الغرب، بشأن العلاقات غير الشرعية؟ إلا أنهم لا يشعرون بالارتياح، ولا السعادة، فانظر إلى أليكس كمثال ماذا كان يفعل؟! يترك من معه ليشاهد الإباحية، فهو مولع بالمشاهدة، وأخذ من معه يشكو منه ويغضب منه، ثم هو في النهاية أدرك سوء هذا الطريق، وتركه ليعيش حياة سعيدة، ساعيا إلى تكوين أسرة مستقرة سليمة، بعيدا عن هذه الأوحال، فتأمل وتدبر واتخذ من ذلك عبرة يا مسلم، ويا مسلمة.

يكمل أليكس فيقول: كما ذكرت لكم، كلما تقدمت في الإدمان قلت المقاومة داخلي، ولا أملك أن أساعد نفسي، بل لاحظت وجود سلسلة من الأحداث السلبية، التي بدأت تأخذ مكانها في حياتي.

ناضلت من أجل مواكبة الدراسة، كنت دائما متأخرا ومتعبا، وكنت دائما في انحدار، و كان الشيء الحقيقي الوحيد، الذي استمتع  به زورًا في الحياة، هو المواد الإباحية. عندما كنت أشاهدها، أتخيل أنني أكون سعيدا. كنت أعرف أنني أود الحصول على وظيفة جيدة وتكوين أسرة، ولكن هذا كان صعبا للغاية، في ظل إدماني.

و ذات يوم كنت أشاهد المواد السيئة في سيارتي، وكان هذا قبيل دخولي إلى الاختبار، فمضى بي الوقت دون أن أشعر، ثم  أدركت أنني قد تأخرت على الاختبار. فأغلقت جهاز الكمبيوتر المحمول، وفررت مسرعا. عندما عدت، وجدت سيارتي قد فتحت، وجهاز الكمبيوتر المحمول قد سُرق. شعرت بشعور سيء، وهنا انتابني شعور جديد، وفكرت وسألت نفسي: ما هي عواقب أفعالي تلك؟ ولماذا أنا غير قادر على السير بعيدا عن هذا الطريق؟

تيقنت أن ثمة شيء ما خطأ، هو الذي يجعلني لا أستطيع ترك الإباحية، ومشاهدتها. لا أتذكر كيف جئت إلى مكتبة مكان الدراسة في محاولة للبحث عن كتاب لا أذكر اسمه، و بعد قراءته راجعت كل الأشياء، التي فعلتها عندما كنت مراهقا، وتفكرت في الطريق السيء، الذي سلكته للتعامل مع الصراعات، في أعمالي اليومية.

للأسف، كان إدماني هذا، هو المكان الوحيد، الذي ظننت أنه يمكن أن أجد فيه الراحة. بعد قراءة هذا الكتاب، علمت أنني في مشكلة، وكانت تلك هي بداية الانفراجة الكبيرة.

و لهذا، عليك  أن تدرك أخي، أن بداية الانفراجة، أن تجلس مع نفسك، وتتفكر في أحوالك، وما هو الطريق الذي تسلكه؟ وكيف أوصلك إلى هذا الحال من الشتات، والضياع والحزن والتفكك؟ و تعترف أنك على خطأ، وأن الاستمرار فيه، لن يزيدك إلا ضعفا و انحدارا و سقوطا. واجه نفسك ولا تهرب، واعترف أن هناك مشكلة، تحتاج إلى حل وسريع. ضع نهاية لهذه الأخطاء، واتخذ ولو خطوة للنجاة منها. واجه الحقيقة واعترف بها، قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا، وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ( 125 )  قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ، وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ( 126 ) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ( 127 )   وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ) طه الآيات 124-127. هل تريد أن تكون بصيرًا هنا وفي الآخرة بإذن الله أم تريد غير ذلك؟

تلك هي بداية الانفراجة بإذن الله.

  • اسم الكاتب: اليكس
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د/ محمد عبدالجواد
  • مراجعة: أ.سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 24 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 27K
  • عدد المهتمين: 620
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك