الخطوة السابعة: الشفافية الكاملة

لقد ساعدني كثيرًا، أن أتمتع بالشفافية الكاملة مع نفسي، و كانت هذه هي الانفراجة السابعة و الأخيرة. إنه من المهم بالنسبة لنا، أن نتذكر أن مقدار الوقت، الذي يمكننا البقاء فيه متعافين هو مجرد رقم، فإن علينا أن نعمل ولا نكف عن العمل.
A+ A-

هذه هي المقالة السابعة، والأخيرة من سلسلة مقالات "الخطوات السبعة للشفاء من إدمان الإباحية".

يكمل أليكس وهو معالج غربي لهذا النوع من الإدمان ومتعاف سابق: حتى مع كل هذه المعرفة الجديدة المكتسبة، كنت ما زلت أجد نفسي أميل أحيانًا إلى الرجوع إلى نفس العادات، والإدمان. كنت أحيانًا أخدع نفسي وأقول، أن استثارتي من شيء رأيته كان حادثا عابرا، وليس مشكلة.

هذا الخط من التفكير كان يحدث على مستوى اللاوعي، وكنت قادرا على التعرف عليه، وإحضاره إلى السطح من خلال كتابة يومياتي.

ساعدتني هذه المعرفة، لاتخاذ الخطوة النهائية التي كنت أعرف أنني بحاجة إليها منذ وقت طويل، وهي استخدام برامج المراقبة على الحاسب الآلي، وفلترة اشتراكات الإنترنت (مع موفر خدمة الإنترنت المحلي- في خدمة تسمى الإنترنت الآمن، أو الخاص بالعائلات).

علَّمتُ من يدعمني، كيفية التحقق من سجل الويب الخاص، على جهاز الكمبيوتر الخاص بي، لمساعدتي على أن أبقى صادقا، أمام من التزمت أمامه.

كما استخدمت برنامجا على الجهاز، لمنع الوصول إلى أية مواقع سيئة، وأود أن أوصي المبتدئين بالعلاج بوضع مثل تلك البرامج، لحين إتمام شفائهم.

لقد ساعدني كثيرًا، أن أتمتع بالشفافية الكاملة مع نفسي، و كانت هذه هي الانفراجة السابعة و الأخيرة.

إنه من المهم بالنسبة لنا، أن نتذكر أن مقدار الوقت، الذي يمكننا البقاء فيه  متعافين هو مجرد رقم، فإن علينا أن نعمل ولا نكف عن العمل حتى نحافظ على هذا الشفاء التام.

في هذه المقالة توصل أليكس إلى الخطوة الأخيرة، التي ستساعده على أن يبقى بعيدا عن الإباحية، وهو أن يجعل عليه رقيبا، من معارفه أو أجهزته، فاتخذ برنامجا لحجب المواقع السيئة، ثم علم من قبل أن بإمكانه تخطي رقابة تلك البرامج، فاتخذ أحد المعارف رقيبا عليه. ولم يذكر أبدا أليكس رقابة الله عليه، فهو ليس بمسلم و لا أدري ما هو دينه، أسأل الله أن يهديه إلى دين التوحيد الإسلام، فلو علم أن الله عليه رقيب لاتخذه رقيبا، وهو المقدم على كل هذه الوسائل المساعدة.

لكن ليس هناك ما يمنع أبدا، من اتخاذ برامج لحجب المواقع السيئة، ووضع كلمة سر طويلة يصعب تذكرها، حتى لا يسهل عليك إلغاء الحجب بسهولة بنفسك، وأن تتخذ أيضا من يراقبك، وتتخير شخصا أمينا. قد تنتقي أيضًا شخصا يكون عنده نفس المشكلة، وتحول معرفتك به في معصية الله، إلى معرفة في طاعة الله، بحيث يساعد كل منكما الآخر، ثم حينما يقوى الإيمان بترك المعاصي، ستجد نفسك تلقائيا، تشعر بمراقبة الله لك، فتصل لمقام الإحسان، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك.

 سأقص عليكم قصة رائعة.

قيل أنه كان هناك رجل، اسمه نوح ابن مريم، كان ذا نعمة ومال، وثراء وجاه. وفوق ذلك صاحب دين وخلق، وكان له ابنة غاية في الجمال، ذات منصب وجمال. وفوق ذلك صاحبة دين وخلق.

وكان معه غلام اسمه مبارك، لا يملك من الدنيا قليلا ولا كثيرا ولكنه يملك الدين والخلق، ومن ملكهما فقد ملك كل شيء.

أرسلَه سيده إلى بساتين له، وقال له اذهب إلى تلك البساتين واحفظ ثمرها، وكن على خدمتها إلى أن آتيك. مضى الرجل وبقي في البساتين مدة شهرين.

وجاءه سيده، جاء ليستجم في بساتينه، ليستريح في تلك البساتين. جلس تحت شجرة وقال يا مبارك، آتني بقطف من عنب.

جاءه بقطف فإذا هو حامض.

فقال أتني بقطف آخر إن هذا حامض.

فأتاه بآخر فإذا هو حامض.

قال أتني بآخر، فجاءه بالثالث فإذا هو حامض.

كاد أن يستولي عليه الغضب، وقال يا مبارك أطلب منك قطف عنب قد نضج، وتأتني بقطف لم ينضج. ألا تعرف حلوه من حامضه؟

قال: والله ما أرسلتني لأكله، وإنما أرسلتني لأحفظه وأقوم على خدمته. والذي لا إله إلا هو ما ذقت منه عنبة واحدة. والذي لا إله إلا هو ما رقبتك، ولا رقبت أحداً من الكائنات، ولكني راقبت الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

أعجب به، وأعجب بورعه وقال الآن أستشيرك، والمؤمنون نصحة، والمنافقون غششة، والمستشار مؤتمن. وقد تقدم لابنتي فلان وفلان من أصحاب الثراء والمال والجاه، فمن ترى أن أزوج هذه البنت؟

فقال مبارك: لقد كان أهل الجاهلية يزوجون للأصل والحسب والنسب. واليهود يزوجون للمال. والنصارى للجمال. وعلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يزوجون للدين والخلق. وعلى عهدنا هذا للمال والجاه. والمرء مع من أحب، ومن تشبه بقوم فهو منهم. أي نصيحة وأي مشورة؟

نظر وقدر وفكر، وتملى فما وجد خيرا من مبارك، قال: أنت حر لوجه الله (أعتقه أولا). ثم قال لقد قلبت النظر فرأيت أنك خير من يتزوج بهذه البنت.

وأكمل: أعرض عليها. فذهب وعرض على البنت. وقال لها: إني قلبت ونظرت وحصل كذا وكذا، ورأيت أن تتزوجي بمبارك.

قالت: أترضاه لي؟

قال: نعم.

قالت: فإني أرضاه مراقبة للذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

فكان الزواج المبارك من مبارك.

فما الثمرة وما النتيجة؟

حملت هذه المرأة وولدت طفلا أسمياه عبد الله، لعل الكل يعرف هذا الرجل.

إنه عبد الله ابن المبارك، المحدث الزاهد العابد، الذي ما من إنسان قلب صفحة من كتب التاريخ، إلا ووجده حيا بسيرته وذكره الطيب.

إن ذلك ثمرة مراقبة الله عز وجل في كل شي.

أما والله لو راقبنا الله، حق المراقبة، لصلح الحال، واستقامت الأمور.

فاللهم أعنا على مراقبتك، في السر و العلن واغفر لنا ما كان منا من تقصير وزلل، (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) آل عمران – الآية 147.

  • اسم الكاتب: اليكس
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 24 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 5K
  • عدد المهتمين: 277
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك