دراسة حديثة تجد علاقة بين إدمان ألعاب الفيديو والاستخدام القهري للإباحية

ارتبط إدمان ألعاب الفيديو بمجموعة متنوعة من النتائج السلبية على الجانب النفسي والاجتماعي متضمنة انخفاض الرضا عن الحياة، الوحدة وضعف الكفاءة الاجتماعية
A+ A-

يوجد كمية كبيرة جدا من الدراسات حول التأثيرات المدمرة للإباحية, ومن الضروري أن تكون تلك الدراسات متاحة للعامة للاطلاع عليها،

ولذلك نحاول أسبوعيا تسليط الضوء على واحد من هذه الدراسات الأكاديمية التي بدورها تسلط الضوء على أضرار الإباحية المتزايدة،

هذه الدراسات التي تغطي مدى واسعاً من المواضيع المتنوعة من الآثار الاجتماعية إلى الآثار العصبية المرتبطة بمشاهدة المواد الإباحية.

 إدمان ألعاب الفيديو في تزايد مستمر بين البالغين: تقاطع في الأدلة بين علم الأمراض وإدمان ألعاب الفيديو ومقارنة بين ضوابط صحية مشابهة.

مرجعية الدراسة:

أصبحت ألعاب الفيديو أمرا طبيعيا وجزءا من الثقافة الغربية. ومن وجهة نظر معظم لاعبي هذه الألعاب أن ألعاب الفيديو ما هي إلا طريقة صحية للتخلص من التوتر والإجهاد، التواصل مع الأصدقاء وتقضية وقت الفراغ. وعادة ما يمزح آباء هؤلاء المراهقين حول استخدام أبنائهم لألعاب الفيديو ويصفون أبناءهم مازحين “بالمدمنين لها”، ولكن هذا الوصف بالنسبة لأطفالهم مجرد مبالغة في تحليل وضعهم. لكن في الواقع هناك أدلة علمية على أن ألعاب الفيديو يمكن أن يكون لها تأثير وتدخل سلبي  في الأداء الاجتماعي والسلوك القويم لمستخدميها.

ليس هناك تعريف عالمي متفق عليه للإدمان، لكن في عام 2001 عرفت جامعة أوكسفورد الإدمان ” بأنه مزيج من المكافآت القوية عادة ما تكون في صورة بعض التغيرات العاطفية القوية بالإضافة إلى تسلسل من استخلاص هذه الإشارات والتغيرات داخل الجسم البشري والتي تساعد بطريقة أو بأخرى استهلاك المادة الإدمانية. تتضمن هذه التغيرات تغيرات في سياقات اجتماعية متنوعة، وتشكل فيما بينها مجموعة من العمليات المسؤولة عن تضخيم رغبة صغيرة وغير ملحوظة وربطها بفعل قوي “إدماني” والذي يكون مضرا في ذاته وطبيعته ويسبب ضررا وإزعاجا في المستقبل.

وكمزيد من التفاصيل فإن المكافآت في هذا السياق يمكن أن تكون أي شيء ممتع ومثير للطبيعة البشرية، ولا يقتصر على المواد الملموسة فحسب بل يمكن أن يشمل التعريف مكافآت مثل المقامرة وألعاب الفيديو. ولهذا لا يجب أن يقتصر تعريف الإدمان على المواد ذات الطبيعة الفيزيائية فقط، ولكن يجب تضمين أي محفزات خارجية تخلق ارتباطا قويا يمكن أن يسبب الضرر لاحقا . لذا يعتبر استخدام ألعاب الفيديو  مرضيا عندما يلحق استخدامها الضرر لمستخدميها على مستويات متعددة من الأداء مثل الحياة الأسرية أو الأداء الاجتماعي أو الأداء في المدرسة أو العمل أو التأثير على الجانب النفسي لمستهلكيها.

وفي عينة من الشباب الأمريكي تتراوح أعمارهم بين 8-18 وجد أن ما يقارب ال8% من لاعبي ألعاب الفيديو أظهروا أعراضاً مرضية فيما يتعلق بممارستهم لهذه الألعاب. وفي دراسة على عينة أخرى _ وتحديدا في النرويج _  تتراوح أعمارهم بين ال15 و 40 عاما أظهرت أن 4.6% من لاعبي ألعاب الفيديو ظهر عليهم أعراض مرضية نتيجة لعبهم مقترحة أن إدمان ألعاب الفيديو يعد نادرا ولكنه ظاهرة موجودة تؤثر على شريحة صغيرة من لاعبيها . وفي الحقيقة قد تزيد المميزات المضافة في ألعاب الفيديو احتمالية تطور هذا السلوك الإدماني تماما كما في التحسينات التي أجريت على آلات المقامرة والتي جعلتها أكثر قابلية للإدمان.

ارتبط إدمان ألعاب الفيديو بمجموعة متنوعة من النتائج السلبية على الجانب النفسي والاجتماعي متضمنة انخفاض الرضا عن الحياة، الوحدة وضعف الكفاءة الاجتماعية، كما ارتبط بضعف الإنجازات الأكاديمية، زيادة التهور والاندفاع، زيادة في العدوانية وزيادة في معدلات القلق والاكتئاب.

ومن المهم أن تأخذ في الاعتبار أن لعب ألعاب الفيديو بصورة منضبطة لا يرتبط بهذه الأضرار الاجتماعية والعاطفية والنفسية وأن هذه الأضرار ناتجة تحديدا من الإدمان الشديد لألعاب الفيديو . واقترحت بعض الدراسات أن بعض هذه النتائج والأضرار المرضية  لهذه الألعاب  يمكن أن تهمل أو لا يكون لها تأثير إن كان في استطاعة اللاعبين الانفصال عن عالم ألعاب الفيديو. فعلى سبيل المثال أوضحت إحدى الدراسات أن الاكتئاب والقلق والرهاب الاجتماعي جميعها تزداد سوءا عندما يتوقف المراهقون عن ممارسة ألعاب الفيديو.

كان الغرض من هذه الدراسة : أن نقوم بربط إدمان ألعاب الفيديو بالضوابط الصحية المرتبطة بالعمر والجنس والعرق والحالة الاجتماعية من منطلق معايير الصحة البدنية والاجتماعية والعقلية والعاطفية الموصى بها من منظمة الصحة العالمية والمعهد القومي للصحة العقلية  وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة الأمريكية . وهذه الدراسة أيضا سوف تقوم بربط وتقييم العلاقة بين إدمان ألعاب الفيديو وتعاطي المخدرات وغيرها من أنواع الإدمان المرتبطة بالإنترنت .

أظهرت أبحاث سابقة علاقة وطيدة بين إدمان المخدرات وإدمان مواد أخرى لا يشترط بها وجود مادة فيزيائية خارجية  كالعلاقة بين المقامرة وإدمان التدخين  أو ربط إدمان المقامرة وإدمان المخدرات والاعتداء النفسي في سن صغير وإيجاد العوامل المشتركة بين الإدمان والاضطرابات النفسية، ومع ذلك فإن عددا قليلا فقط من الدراسات ربطة إدمان ألعاب الفيديو  بإدمان المخدرات والمقامرة و مشاهدة المواد الإباحية.

الطريقة المستخدمة في الدراسة

 1205 من البالغين صغار السن الذين أبلغوا عن لعبهم لألعاب الفيديو قد جمعوا لعمل الدراسة من جامعتين من أكبر الجامعات في الولايات المتحدة . من بين 1205 شخصا المختارين كان هناك 87 شخصا استوفوا المعايير الموضوعة لإدمان ألعاب الفيديو بنسبة تقارب ال7% .

تم اختيار المشاركين من خلال النظام الإلكتروني للجامعتين؛ بغرض تقديم  كورس تمهيدي في علم النفس ومنح هؤلاء المشاركين جميع الدرجات المطلوبة في النجاح في هذا الكورس إذا أكملوا دراسة عبر الإنترنت. قام المشاركون بإتمام استطلاع رأي مدته ساعة على منصة  qualrics وقيل لهم على وجه التحديد: إن الغرض من هذه الدراسة هو فحص العلاقة بين وسائل الإعلام والسلوك البشري، وأنهم يجب أن يكونوا ممارسين لألعاب الفيديو؛ ليتمكنوا من المشاركة في هذه الدراسة. وأعطي جميع المشاركين موافقة ضمنية في الاشتراك في هذه الدراسة وكل المواد المدرسية والإجراءات التي اتخذت حصلت على الموافقة من قبل هيئة المراجعة الداخلية في كلتا الجامعتين.

نتائج الدراسة:

جنبا إلى جنب مع دراسة سابقة ما يقارب 7 % من البالغين في سن صغيرة والذين كانوا يلعبون ألعاب الفيديو انطبقت عليهم معايير الـ Internet Gaming Disorder”   IGD” المتعلقة بإدمان هذه الألعاب مع احتمالية أكبر للذكور أن يكونوا عرضة لإدمانها عن الإناث.

يظهر مدمنو ألعاب الفيديو بشكل دائم مشاعر ضعيفة أكثر مِمَّن لم يثبت إدمانهم لها، وأبلغ مدمنو ألعاب الفيديو عن نسبة أكبر من القلق والتوتر ، الاكتئاب والعدوانية ومستوى متدنٍّ من الإيجابية في حياتهم. كما أظهر مدمنو ألعاب الفيديو ازدياداً في أعراض ال ADHD ” Attention Deficit Hyperactivity Disorder” أي: الضعف العام على مستوى الأداء الإدراكي ومستوى متدنٍّ من الصحة العقلية، وهذه الدراسة الحالية دعمت الاكتشافات السابقة عن طريق إظهار مستوى أضعف من السيطرة على الاندفاع وانخفاض المستوى الإدراكي لمدمني ألعاب الفيديو، كما أضافت الدعم لاستخدام ال IGD  كمقياس لمستوى إدمان البشر لألعاب الفيديو وأن ألعاب الفيديو يمكن أن يكون لها معاملات خطورة مماثلة لأنواع أخرى من الإدمان.

-أظهر مدمنو ألعاب الفيديو نتائج مختلطة أو متضاربة بخصوص الصحة الاجتماعية و الأداء العام للأفراد. حيث أبلغ بعضهم عن عدم وجود أي اختلاف في الدعم المجتمعي لهم أو الشعور بالتعاطف تجاههم بالنسبة لمن ليسوا مدمنين لألعاب الفيديو. بل يشعر المدمنون أن لديهم أناسا حولهم يمكن أن يلجؤوا  لهم وقت الحاجة لطلب المساعدة ، وأوضحوا أن لديهم أصدقاء ونظما للدعم ، ولكن وبالرغم من ذلك فإن هذه المعايير غير دقيقة، إذ إنه ليس واضحا ما إذا كانوا يقصدون بهؤلاء الأصدقاء أناسا قابلوهم أو يتواصلون معهم عبر الإنترنت، وهم بدورهم أيضا مدمنون لألعاب الفيديو أو أنها علاقات مع أشخاص يقابلونهم وجها لوجه في الحياة اليومية؟ ولذا يجب على الدراسات المستقبلية أن تختبر تحديدا الصداقة ونظام الدعم الاجتماعي بالنسبة لإدمان ألعاب الفيديو.

-وعلى النقيض أبلغت شريحة أخرى من مدمني ألعاب الفيديو عن شعور أقوى من الانعزال بالمقارنة بغير المدمنين، هذا الذي كان مدعوما بدراسات سابقة أظهرت أن الانعزال الاجتماعي هو عامل خطر بالنسبة لنمو أي نوع من الإدمان . وبالمثل فإن إدمان الإنترنت ارتبط ارتباطا مباشرا بالزيادة في الانعزال الاجتماعي والشعور بالوحدة. كما أن إدمان ألعاب الفيديو من المحتمل أن يتبع بأنماط مشابهة من الإدمان عبر الإنترنت أو الإدمان الإلكتروني ، حيث أبلغ المدمنون أن لديهم الكثير من الأصدقاء والعلاقات عبر الإنترنت ولكن هذه العلاقات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحل محل التواصل المباشر وجها لوجه من ناحية التقليل من الشعور بالوحدة والانعزال. ومع الأخذ في الاعتبار هذه النتائج تقترح هذه الدراسة أن مدمني ألعاب الفيديو قد يكونوا عرضة لظهور علامات لصحة اجتماعية متدنية وضعف في الأداء العالم بالمقارنة بغير المدمنين لألعاب الفيديو وإن كانوا ممارسين لها.

-ومن الجدير بالذكر أن مدمني ألعاب الفيديو أظهروا ازديادا في أعراض لاستهلاكٍ مرضيٍّ للإباحية عبر الإنترنت بالمقارنة بغير المدمنين، و يوجد مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية التي تقترح أن المدمن لأي نوع من الإدمان حتى ولو لنوع واحد يكون عرضة لتطوير المزيد من السلوكيات الإدمانية على مستويات ومناطق أخرى، ونتيجة الدراسة التي بين أيدينا دعمت هذه الفكرة الموجودة مسبقا والتي تفيد أن هذا الإدمان غالبا ما ينتج عن ضعف إدراكي وصعوبات بيولوجية ونفسية واجتماعية وعاطفية، والتي تزيد من فرصة الناس للتعرض للإدمان بمختلف أنواعه، فصعوبات مثل صعوبة التحكم في الاندفاع يبدو أنها نفس الأسباب لإدمان جزء من الناس لألعاب الفيديو.

  • اسم الكاتب: Laura Stockdale
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أ. يوسف محمود
  • مراجعة: أ.محمد حسونه
  • تاريخ النشر: 3 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 657
  • عدد المهتمين: 164

المصادر

  • Video game addiction in emerging adulthood: Cross-sectional evidence of pathology in video game addicts as compared to matched healthy controls☆ الدخول للمصدر
  • Groundbreaking Study Finds Video Game Addiction Is Linked To Compulsive Porn Use الدخول للمصدر
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك