تيك توك: تطبيق يسرق منك حياة أطفالك

‏TiK Tok هو ما يُعرف عالميًّا بأنه موقع موسيقي ، وقد سدل ستائره على الأطفال في الآونة الأخيرة، ناهيك عن سرعة تفشيه بين البالغين أيضًا.
A+ A-

موضوع اليوم يتعلَّق بمنشور كولن كارتشر، الذي يتميَّز بنشاطه الاجتماعي، لحقوق الأطفال خاصةً، وقد قام بتأسيس الحملة العالمية التي تُدعى( savethekids#)، بالإضافة لإلقائه ما يقارب خمسمئة محاضرة في العديد من الدول، بينها أمريكا وكندا. والتي استهدفت مخاطر الهواتف الذكية على الأطفال، وتحديداً تطبيقات التواصل الاجتماعي (أنستغرام، تويتر، سناب شات، فيس بوك، يوتيوب)، فضلًا عن اهتمامه البالغ بالإباحيات المتعلّقة بهذا الشأن. 

هل سبق وأن دخلت السوق، أو مشيت في الطريق، ورأيت جماعة من الناس يرقصون بذات الحركات في نفس الوقت، تماماً كالجسد الواحد، وأنت تندهش من دقة رقصتهم المتزامنة تزامناً بديعًا، إلا أنه ليس هناك ما يُطرب له، أو يُرقص معه، أو أية موسيقى صاخبة يُهتز لها. لكن إن نظرت إلى رؤوسهم ستلحظ سماعات، ولو سنحت لك الفرصة واستمعت لذلك، تعرف أنها موسيقى:Pied piper هي ما قادتهم لهذا الرقص المتزامن، بهذه الطريقة المثيرة للريبة في مكان عام.

نعم .. ما يُطلق عليه Pied per هو عينه Tik tok ، ما فتئ يهدّد طفولة أبنائنا، ويحدرهم من المرتفع الشاهق. 

ماهو TikTok ؟

TiK Tok هو ما يُعرف عالميًّا بأنه موقع موسيقي ، وقد سدل ستائره على الأطفال في الآونة الأخيرة، ناهيك عن سرعة تفشيه بين البالغين أيضًا.

 وهو ليس بمنأى عن الYoutube ، إلا أنه يُتيح للمستخدمين المشاهدة الدائمة غير المنقطعة تقريبًا، إذ لا يكاد يمرّ زمن إلا بمنشور يحلّ في المنصّة، ولا يُنتهى من مرئي حتى تجد ما بعده. كأنه ينادي عليك لتشاهده هو أيضًا. فلا توشك تفرغ منه البتة، الاختلاف والتنوّع في المرئيات، من أهم ما يُجذب المشاهد المتنقّل من مرئي إلى آخر، كأن TikTok قد عضك بأنيابه الحادة أو نصب لك مصيدة لا تفرّ منها ولا تهرب.

و قد تكون أنت أيها الأب، مشتغلاً بما يلهيك عن بُنيّتك العزيزةة، التي سئمت من السأم نفسه، من شح انشغالك وتولّيك عنها، فتضطر تلك الطفلة الجميلة البريئة، أن تحارب ملَلَها القاتل، بهاتف ذكي.

ولمّا تناولها إيّاه على مضض، تغدو فتختبئ في مكان وُورِيَ عنك، وخفيَ عليك، فتأخذ بالمشاهدة وتحاكي ما تشاهده. وذات يومٌ تُصرّح لك، أنها تُريد الشهرة في منصّة Tiktok 

وبعدما تستفيق من غفلتك، وتدير عينيك باحثًا عنها، تلقى الهاتف بين يديها، يُريد الفرار من طول تمسُّكها به، فهي منهمكة أشد الانهماك، متشبّثة أشدّ التشبُّث، لا تكاد يطرف لها جفن، ولا يقرّ لها قرار، وتعود أنت أيها الأب، تسأل وتستفسر عن تغيّر طفلتك المفاجئ؟ وعن تمرّد سلوكها عليك إذا ما أردت أن تمنعها من الهاتف. وتتعجّب كيف لطفلة في مثل هذا العمر أن تهتم بوزنها، وجمالها، وقامتها، ونضرتها، وبشرتها!؟ وما هو إلا سمٌّ تتجرّعه ابنتك كل ليلة ، لكنَّ مرادَك البريء بأن – تجعلها لاهية لاعبة – لن يفيد إذا ما انتشر السمُّ فيها.

من المحتمل أن قد قرأت مؤخّراً عن تصريح TikTok الذي أفاد بأنّ الشركة تحاول جاهدة، أن تدقق المرئيات تزامنياً، ولكنّ كثيرًا من المحتويات المرئية، لا يُجرى لها تدقيق في الوقت المطلوب. وهذا ما جعل حوالي خمسين دولة، بينها الهند، تمنع Tiktok على أرضها، بالإضافة إلى الجيش الأمريكي الذي حُظر التطبيقَ عليهم. علاوة على ذلك، شركات ضخمة مثل wells fargo صرّحت: "نتيجة المخاوف الخصوصية المتعلقة بمنصة Tiktok لقد تمّ حظرها بالكامل".

ولا يخفى عليكم إدلاء الرئيس ترامب بخصوص Tiktok حينما قال: الصين مالكة لهذه المنصّة، إنهم يتجسسون علينا، وقد اقترح منعه من الأراضي الأمريكية. 

وكل ما قيل لا يحفّز، ولا يستفز الأبَوين، إلا بمقدار أُنملة. ثم يعتذران بعذرين. أولهما: لا أريدها أن تغضب مني من سحب الهاتف منها، والثاني – وهو أسوأ من الأوّل -: هذا زمانهم، ما بأيدينا فعل شيء! 

لا تغترّ بسخافة المنصّة، وتحسب أنه مجرد رقصات ساذجة، ما حسبته كذلك، إنما هو لصّ يسرق طفولة طِفلك، وطهارة ابنك، ونقاء ولدك، فتدبَّر.

اُستهدف بها الأطفال، لكن ليست لهم!

لمّا قمت بتحميل التطبيق على هاتفي الذكي، قبل عدة أشهر، لم أكن مهتمًا اهتماماً بالغاً فيه حينئذ، وفي يومٍ ما، فتحت التطبيق، وأخذت أشاهد منشورات في صفحة ” لك أنت ” أو “ For you “ (هي ذات الصفحة الموجودة في السناب شات والانستقرام ويُطلق عليها: اكتشف أو discover ) ، فمكثتُ أشاهد لساعات عدّة في تلك الصفحة، التي جُعلت خصيصاً لي، مناسبة لعمري واهتمامي! 

في بادئ الأمر صادفت مرئياً فاحشًا، بذيئاً، مبتذلاً، حتى لأخجل من عرضه هنا لشدّة وقاحته وتجرّئه. فضًلا عن لغة الفتاة الفاسدة. 

والمرئي باختصار: فتاة تتمايل تمايلاً جنسيّاً، على إيقاع أغنية ما، بألفاظ خادشة للحياء العام، ومما أدهشني، أن هذا المرئي شُوهد آلاف المرات، حتى لظننت تصنيف عمر المشاهد لهذا التطبيق هو فوق الثانية عشرة.

وعدت أكمل ، فإذ بي أرى فتى يافعًا يسخر من أمِّه العجوز ، وهذا  آخر لشابّة حسنة المظهر  تتثنّى من اللين كأنها سكرانٌ يترنّح، وتحاول بأقصى ما أوتيت من قوّة، أن توقع الحمقى في شباكها المترامية، بصوتها الناعم الذي يتماشى مع كلمات الأغنية، ولا ريب، فقد حصل الفيديو على مشاهدات هي أكثر من غيرها، وأوفر حظّا على مَنْ سواها.

وعلى الأغلب ربع إلى ثلث المرئيات المعروضة، ذات طابع جنسي، لا تُناسب الأطفال بطبيعة الحال.

 وأودّ التنويه إلى أنّني أشاهد ذلك من غير حساب رسمي مُسجل؛ أي: من غير تصنيف عمري، ولا موقع، ولا حتى إعجاب مُسبق بمرئي، ولا بحث ماضٍ.

ولمّا راودني الشك، أخذت هاتف أحد أصدقائي الذي ليس له علاقة بTiktok ، فنزلت التطبيق على هاتفه، وإذ بي أتيقّن أنَّ ما رأيته لم يكن محض صدفة ، فما عُرض على صفحة ” لك أنت ” أو “For you “ هو نفسُ ما عُرض لي!

أعود فأقول : Tiktok تصنيفه لعمر مستخدميه هو اثنا عشر فصاعدًا، مما يعني أنه آمن لطفلك في هذا السّن، هراء واضح. صحيح؟ أن تُعرض لطفلٍ في الثانية عشرة من عمره مرئيات ذات طابع جنسي، بلغة فاحشة مستنكرة،  لهي الأمور التي لا يقبلها أحمق، فضلًا عن قبولها لعياله الصغار.

 لا يختلف الأمر كثيراً، إذا جلست أنت وأسرتك تشاهدون فيلمًا ما، مع أطفالك البريئين الطاهرين، وخرج مشهد من التلفاز لفتاة تُبيِّن مواطن فتنتها بتراقُص مثير، أو هي مستلقية جانب عشيقها عارية من لباس يسترها، فلو رأيت ذلك المنظر لهالَك الموقف وفزعت، أما Tiktok فلا بأس!! مع استوائه في المفسدة والإثم!! 

Tiktok هو البوابة الأساسية للإباحية للعديد من الأطفال.

من المقرّر أن Tiktok هو من الأسباب الرئيسة للانخراط في هذا المستنقع، وقد أتى إليَّ شابٌّ في مقتبل عمره، كان يحاول الإقلاع عن الإباحية التي لازمته سنين طويلة من حياته، فصرّح لي مستاءً: غالبًا  أتصفّح مرئيات Tiktok، والكثير من الأحيان، أسقط فريسة لتلك المناظر الفاتنة فيه، فأعود أشاهد الإباحية كما كنت!

إلى أيِّ والدين يقرآن مقالتي هذه، وقلقين من انجراف ابنهما في الإباحية، يجب تنبيههما لما يأتي:

إن الأطفال لا يتعرّضون إلى الإباحية من أول وهلة، إلا أنّهم مع استخدامهم Tiktok  سيقعون فيها بلا شك، حتى أن Tiktok أصبح فئة من الفئات المعروضة على المواقع الإباحية!

وهذا يقودنا لسؤال لا يقلّ أهمية: لماذا Tiktok يقدم لنا مثل هذه المرئيات ذات الطابع الجنسي؟

والجواب عنه يكون على قسمين:

الأول: أنه لا يكاد يوجد شيء يجذب الناس كافّة، بما فيهم اليافعين سوى الميل الجنسي، فتلقاه يُثير فضول الكبار فضلاً عن الصغار، لذا كان هذا المُحرك الرئيس لميزانية الشركة.

والثاني: اهتمام الشركة يكون متمحوراً حول نفعها، فهي لا تعبأ كثيراً بما تخلفه من خسائر صحية وعقلية للأطفال، ما دام ذلك يزيد من حصيلة أرباحها فلا بأس إذن بالتضحية بعقول الأطفال الناضجة السوية! 

عندما تحقّق الشركة أرباحها من المستثمرين، سيمنحها الرخاء المادي والقوة الاقتصادية، فلن تكترث بك أنت وأطفالك!

الTiktok من أقوى السُّبل لتصوير الأنثى كائناً جنسيّاً بدلاً من إعطائها قيمتها الحقيقية، وهذا ما يجعل الفتاة تشعر برغبة جنسية مفرطة:

مثل ما هو معروف عن تأثير الإباحية في عقل الفرد، وجعله يرى المرأة بطبيعتها كائناً مثيراً، بعيداً عن قيمتها وجوهرها وإنسانيتها، فTiktok يلعب ذات الدور أيضاً، ويصوّر للطفل المشاهد أن المرأة إنما وُجدت لإثارة الرجل وتهيج رغبته، فيتعاطى معها على أنها شيء جنسي لا أكثر! وإن لم يعِ ذلك.

التطبيقات مثل Tiktok تزرع في عقول الفتيات أنهن لسنَ بشراً، بل إنهن وُجدنَ للعرض من قِبَل الرجال.

إذا كانت ابنتك من مستخدمي Tiktok  تيقّن أنّها في القريب العاجل ستبغض شكلها، وتكره جسدها.

من المعروف والواضح جدًا أن Tiktok لا يُرشح المرئيات إذا كان أصحابها ذوي وزن زائد، أو إعاقة جسدية، أو حتى أقل جاذبية، بل تجدهم يعرضون لك في صفحة ” لك أنت ” أو “For you” أجمل الفتيات، وأكثرهن فتنة، وأعلاهن جاذبية، وأحسنهن قواماً.

 ما المشكلة إذن؟ المشكلة تكمن في أنّ "المعروض" هو الشائع، و هو السبيل للشهرة، فكأنهم يقولون لطفلتك أو طفلك: إذا أردت الشهرة، فكن مثلهم! حتى نجعلك في الصفحة الرئيسة، والأطفال هذا تماماً ما يتمنونه ويطمحون إليه، ثم تكرار تلك المرئيات والتعرّض لها بشكل مستمر، يغرز في الطفلة الشعور بعدم الرضا عن خِلقتها، أو شكلها، أو هيئتها ولباسها، فتصبح مفتونة "بالفلاتر" التي تجمّلها وتحسّن من صورتها!

أنا حقًا لا أستطيع عرض كمّ الرسائل التي وصلتني عبر instagram  والتي كان أصحابها فتيات في العشرينات من العمر، يشتكين العديد من المشكلات الحاصلة بسبب مشاهدتهن لTiktok  قائلات: لقد بدأنا نكره أجسادنا، فقادنا ذلك إلى الشَّرَه في الأكل، والبعض قال: فقدان الشهية، وإيذاء الجسد، والاكتئاب، من قلّة جاذبيتنا مقارنة بنجوم Tiktok .

دعوا Tiktok ! رجاءً دعوه يغرق وحده! إنه يُدمّر براءة أطفالنا وفتياتنا.

هناك الكثير من المراهقات قد أسررن لي قائلات: توجد حسابات وافرة في Tiktok يروّجون لفكرة "تجويع النفس" كسبيل للفتنة والجاذبية، وهذا ما فعلوه حتماً، لأنهم راغبون بأقصى درجات الجمال وأكملها، حتى تلقيت رسالة، نصّها:

ابنتي عمرها اثنتا عشرة عاما، قالت لنا بأنها: ظلّت تجوّع نفسها لتصبح أنحف مثل الفتيات في Tiktok .وتابعت قائلة: من حسن الحظ أمسكنا بها وهي تحاول الانتحار! 

يجب التنويه أيضاً إلى أن: الأطفال الذكور أيضاً، لهم نفس التأثير السلبي، فهو كما أسلفنا البوابة الرئيسة للإباحية، نظرًا لِما يُعرض من المثيرات والإغراءات، وعلاوة على ذلك، يُمثل الTiktok المروّج الأكبر في نشر: الشذوذ او ما يطلق عليه المثليّة، والتعصب الديني، والنزعة الطائفية، والنظر نحو المرأة ككائن جنسي، وهذا سيلحق أضرار جمّة في تعاملهم مع الأنثى خلال حياتهم.

الشيء الآخر الذي يجب التنبه له، الكثير من الفتيات الصغيرات عندما يتأثرن بما يُعرض في Tiktok ، يحاكين المرئي كما أسلفنا، ويُنتج عن ذلك أن جماهير الفتيات القاصرات الراقصات، يكونون ذووا شهوة غير سوية تجاهن، لذا كان ذلك من أشد الدواعي التي يجب مراعاتها في منع الأطفال، وإن شئت اذهب وانظر إلى التعليقات، تجد من يُعلق يثير الريبة والقلق، لن تستشعر من تعليقه نقاء النية وصفاء السريرة.

كما ذكرت، الفتاة تحاكي المرئيات ذات الشهرة الواسعة، التي نال أصحابها على شرف صفحة ” لك أنت ” أو “For you “ ! ، والجدير بالذكر أن المرئيات المُشتهرة، تكون معتمدة على أساس الهاشتاق المتداول في تلك الفترة، وسأعرض لكم عن أهم الهاشتاقات المنتشرة في الحقبة الأخيرة:

 المشي متعرياً أمام صديقك في أثناء لعبه، وتصوير ردّة فعله حينذاك.

التحدث مع الأخ – غير الشقيق – عن الجنس.

الاستهزاء بشخص مصاب بالتوحد.

اثنان من أصدقائك يقفان جانب بعضهما، وشخص آخر في المنتصف، وتأمرانه ليقفز، وحالما يقفز تركلان قدميه حتى يسقط على قفا رأسه، هناك من مات بسبب ذلك بالفعل.

الذهاب إلى ماكدونالدز، وعند استلام الطلب، تقول بصوت عالٍ: اعرضِ لنا صدرك !! ، وقد صرحت لي فتاة تعمل هناك أنه حدث معها ذلك عدة مرات خلال الأسبوع الماضي.

إدمان Tiktok:

لقد وصلني عدد لا يحصى من الرسائل التي يشكو أصحابها، أنهم يسهرون  طوال الليل يشاهدون الفيديو تلو الفيديو من غير توقف، وما يعقبه من ألم نفسي وحسرة لضياع الوقت، فيعانون من اضطراب النوم؛ مما يؤثر على حياتهم وعملهم.

كنت قد أنشأت هاشتاق بعنوان #Delete Tiktok  ” حذف التك توك ” ، وبعد إطلاق الهاشتاق بأيام ، تفاعل جمُّ من الشباب والفتيات بشكل لا يصدق!

سأعرض لكم بعضها:

- كنت مدمنا جداً على Tiktok ، أخذت أقلبُ فيه حتى الساعة الرابعة أو الخامسة فجراً، الآن أصبحت سعيداً، وبدأ نومي يتحسن.

- حذف Tiktok أفضل خيار اتخذته على الإطلاق.

أحد مشاهير Tiktok قالت لي : كان Tiktok كالسجن بالنسبة إليَّ، ولمّا حذفته كان تحرراً.

ليس Tiktok بمنأى عن بقية التطبيقات، فهو يحتوي على بعض المرئيات المفيدة، المضحكة التي تغرقني في الضحك، بالإضافة إلى بعض المرئيات التي تحتوي مادة علمية. هؤلاء المستخدمون هم أصحاب رسالة وطموح، يسعون  إلى نشر إبداعهم خلال المنصة، مؤثرين تأثيراً واضحًا، مما يجعل المشاهدين يقتدون بهم . بيد أن مقالي هذا مختصّ بالجانب السلبي للمنصة، خاصة فيما يتعلق بتربية الأطفال،  فالمنصة لهم كالسمِّ، يقتل إبداعهم ببطء.

وقد يقول قائل: لكن طفلتي تريد تعلم الرقص من خلال المنصة؟ لا مانع. أنا أجد أن YouTube خيار أفضل لتعلم الرقص!

أو "ابنتي تتوسل إلي ألا أوقفها عن المشاهدة، وتقول : كل صديقاتها يشاهدن Tiktok . امتلاك شيء لدى الأصدقاء هي مسألة لا تنتهي، إذن من غير المعقول متابعتهم في كل شيء، قولي لها: لا. وحسب.

أو "ابنتي تغضب علي! لو أخدت هاتفها عنها، دعها تغضب في سبيل صحة عقلها.

لو أردت أن تجعل طفلك آمنًا، سليمًا، ناضجًا،غالباً  ينبغي عليك أن تصنع عكس ما يفعله جيرانكم، والآباء الآخرون.

إن رأيت أنني أُبالغ في مدى ضرر Tiktok ، ولم تصدقني فيما أقول، اذهب ونزّل التطبيق على هاتفك، وعشر دقائق كفيلة لتُريك ما قصدته،هل تتفقد طفلك لو أخبرك أنه ذاهبٌ إلى الخارج مع أناس غرباء، ألن تحمل همّه وتتبعه حتى تطمئن؟ إذن لِمَ لا تتبع طفلك في أمر هو أخوف وأشد قلقا من ذلك! 

نصائح للتحدث مع أطفالك بشأن Tiktok :

أرجوك أيها الأب وأيتها الأم، لا تفرط في ردة فعلك تجاه الأمر، هذا ما سيجعل الطفل أكثر عرضة لعدم تقبله لِما تقول، لا تهاجمه في غرفته، وتصرخ عليه، وتأخذ هاتفه وتسقطه أرضاً أو ما شابه من ذلك، أفضل ما يمكنك فعله هو: خروجك معه في نزهة، احصل على مثلجات، وتكلم معه بهذا الشأن، وإليك  مثال جيّد كيف تسير المحادثة:

- ماهو شعورك حيال Tiktok ؟

- ما  رأيك في المرئيات التي تشاهدها؟

- هل Tiktok يُشعرك بشعور أفضل تجاه نفسك، أم العكس؟

- لو بإمكانك تغيير شيئاً ما في Tiktok ، ماذا سيكون؟ 

- أتظنُّ أن مشاهدة مرئيات Tiktok تبرز أفضل ما لديك؟

- ما الذي تفضله غير أن تشاهد حياة الآخرين عبر Tiktok ، هل لديك شيء آخر تنجزه غير ذلك؟

بعد هذا النقاش الثري، والتعبير عن شعوركم نحوه، اعرض عليه حذف التطبيق! عندها ستعود سعادة طفلك للحياة، سيتحرر من ضرر المرئيات، وسيخوض في الحياة  حاملاً معاني سامية وقيم نبيلة، ليس ساقطاً في هُوة Tiktok.

امّا إذا رغبت في تحريره بشكل كامل من منصات التواصل الاجتماعي، فذلك حسنٌ جداً، يمكنك إعطائهم هاتف عادي، لا يدعم خاصية  الإنترنت، يُسعمل عند الاتصال فقط، هذا لا يطاق صحيح! 

أنا لدي أربعة أطفال، أكبرهم سِنّاً مُتخرجة من الصف التاسع، وحتى هذه اللحظة لم تمتلك هاتفا ذكيا، كيف تظن حالها؟ سعيدة جداً، مكافحة، وهي تعلم من هي وماذا تريد. تعرف ذاتها وأهدافها، وهي تتعلم الآن الموسيقى عند معلمة جيتار، ولقد تُبلي بلاءً حسناً!

افعل ما يحلو لك كرجل بالغ، لكن احفظ أطفالك!!

  • اسم الكاتب: Collin Kartchner
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أسامة شاهيني
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 5 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 902
  • عدد المهتمين: 159

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك