توقف عن النظر إلى الإباحية! هل هذا هو الحل؟

هل لاحظت أنك تميل للنظر في المواد الإباحية عندما كنت تواجه مشاكل مزاجية؟ عندما تكون مضغوطا ،أو مكتئبا أو قلقا، هل تذهب إلى الإباحية؟ هل لاحظت أن مزاجك قد تغير للأفضل؟
A+ A-

يقول سام بالك مؤلف كتاب "دائرة اإلباحية، افهم دماغك واكسر عادات اإلباحية السيئة في 90 يوما":

مشهد كوميدي جعلني أضحك، كان هناك رجل يقوم بدور المعالج وجاءه مريض يشكو إليه مخاوفه من أن يدفن في قبره وحيدا بعد الموت.

فنصحه المعالج أن يستمع بعناية إلى كلمتين ويدمجهما في حياته.

ثم سأله: هل أنت مستعد؟

فقال المريض : نعم.

فقال له صارخاكف عن هذا!

فنظر المريض إلى معالجه في دهشة وحيرة.

فقال المعالج له : أنا أتكلم بكلام مفهوم لم تتعجب!

"كف عن هذا!"

إنك لا تستطيع أن تعيش في الحياة وأنت خائف من دفنك في قبر ضيق، أليس كذلك؟

هذا قد يبدو مخيفا!

إذا توقف عن التفكير في ذلك!

فذكر له المريض أنه يعاني أيضا من مخاوف أخرى و مشاكل كثيرة، أنا أعاني من الشره المرضي.

فقال له صارخا: كف عن هذا!

علاقاتي بالآخرين مدمرة.

كف عن هذا!

فقال وأخشى القيادة، فقال له "احصل على سيارة وقدها، وتوقف عن ذلك!

"لأسباب واضحة لمعظم الناس، فإن المريض لم يشعر بالارتياح لتلك المطالب من المعالج"

فقال المريض له:

أنا لا أحب هذا العالج على الإطلاق. إنه عبارة عن قولك لي: "كف عن هذا!"

فرد عليه المعالج بقوله: ”حسنا، اسمح لي أن أقدم لك 10 كلمات والتي أعتقد أنها ستنهي كل ما لديك من مخاوف تجاه دفنك في قبر"

هل أنت مستعد ؟

فيما يلي الكلمات العشر: "أوقفها و إلا سوف أدفنك و أنت على قيد الحياة في قبر!"

لا أحد يلتقي معالجا من هذا القبيل. ولكن للأسف، هذه نصيحة غير معقولة يمكن للناس أن ينصحوا بها أنفسهم أو غيرهم، بشأن استخدام الإباحية وهيكف عن هذا!

لا أحد يحب أن يعترف أنهم يشعرون بخروجهم عن نطاق السيطرة، ولكن تأتي لحظات محورية في حياتنا، لتوقظنا وتخبرنا أن عاداتنا تكلفنا خسائر شتى.

إن إدراك هذه الخسائر من الممكن أن تختلف من شخص إلى آخر، فإن شخصا ربما يضطرب أو حتى يشمئز من استخدامه للإباحية، أو ربما تسبب له اضطرابا في أفكاره وسلوكياته الجنسية؛ لأن المواد الإباحية لها آثار سلبية على العلاقات، بداية من تجاهله للأشخاص الذين يحبهم من أجل قضاء بعض الوقت مع الإباحية، وحتى تدمير العلاقة الحميمة بين الأزواج، والتي قد تؤدي في النهاية إلى الطلاق بسبب أن مشاهدة الإباحية تضعف القدرة الجنسية، ويشمل هذا ضعف الانتصاب وسرعة القذف .

والبعض الآخر يدركون أن مشاهدة الإباحية تتناقض مع المعتقدات الأخلاقية و الدينية؛ فهم يعلمون أن الرجال والنساء في الإباحية هم أناس حقيقيون ويتم عادة التضحية بهم، ولا سيما النساء. إن النساء في الإباحية غالبا ما يعاملن بالعنف، ويجبرن على ممارسة الفاحشة بطرق عديدة.

إن صناعة الإباحية تساهم في الاتجار بالجنس، و يصبح ضحايا الاتجار بالجنس جزءا من مجموعة من الفيديوهات والصور، التي تملأ فضاء الانترنت. فلك أن تتخيل أنه بين 500،14 و 500،17 من المستعبدين من أجل الفاحشة يتم تهريبهم إلى الواليات المتحدة كل عام، وأن 000،300 طفل أميركي آخر معرضون لخطر الاتجار كل عام.

قلت: هذه هي البلاد التي يدعون أنها بلاد الحضارة والرقي بئس البلاد، فها هي حقيقتهم بلا تزييف ولا تجميل ومن احصائياتهم هم وعلى ألسنة بني جلدتهم.

فبعد نهم على الإباحية، فإن كثيرا من الرجال والنساء، يشعرون بالخجل من أنهم أقدموا على ذلك مرة أخرى وقد وعدوا أنفسهم، و البعض الآخر، بل وربما وعدوا الله عز وجل أنهم لن يفعلوا ذلك مرة أخرى، مثل رؤية الصور المثيرة، وأشرطة الفيديو، أو القصص، أو دخول غرف دردشة على االنترنت. عادة هذا الوعد هو أكثر قليلا من المتكرر، فهو كالنداء يتردد صداه من خلال ذاكرتهم. حتى أنهم قد يمتنعون فترات عن الإباحية، سواء بضعة أيام، أو أسبوعا، أو حتى شهرا كاملا، ولكن في نهاية المطاف يقعون مرة أخرى.

هل الشخص يمكن أن يقلع بمجرد أن يقال له: "كف عن هذا؟!"

هذا لم يحدث حتى الآن، إنها بالنسبة للبعض، حلقة مفرغة:

مشاهدة الإباحية ليشعر بأنه على نحو أفضل ثم يصرف شهوته، ثم الشعور بالعار، ثم االحتفاظ بالسر..

مشاهدة الإباحية ليشعر بأنه على نحو أفضل ثم يصرف شهوته، ثم الشعور بالعار، ثم االحتفاظ بالسر..

مشاهدة الإباحية ليشعر بأنه على نحو أفضل ثم يصرف شهوته، ثم الشعور بالعار، ثم االحتفاظ بالسر.


للأسف قد يشعر البعض الآخر بألا عار حول استخدام الإباحية، متناسين وغافلين عن أن هذا يغضب الله.

وربما يرون أنها نشاط ترفيهي والعياذ بالله، ولكنهم لا يزالون يعترفون بتأثيراتها السلبية، على علاقتهم بالله جل وعلا وعلى حياتهم الجنسية، والعمل، والأسرة. إنهم يظنون أنهم بحاجة إلى الإباحية وممارسة العادة السرية، لمجرد الشعور بالراحة.

وهل ارتاح من عصى الله؟!

كلا ثم كلا!

يقول الدكتور أحمد فريد في خطبة بعنوان: معان إيمانية يغرسها الإسلام في نفوس أبنائه:

قال الله عز وجل: {من كان يريد العزّة فلله العزّة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} (فاطر:10)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وجُعل الذّل والصغار لمن خالف أمري)) مسند الإمام أحمد (92/2)

وكان الإمام أحمد يدعو: اللهم أعزنا بطاعتك، وال تذلنا بمعصيتك.

وكان بعض السلف يقول: من أشرف وأعز ممن انقطع إلى من ملك الأشياء بيده.

وقال رجل للحسن البصري أوصني: فقال له أعز أمر الله

 حيثما كنت، يعزك الله حيثما كنت.

وقال أيضا: إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، إن ذل المعصية في رقابهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه.

وهذه يستشعرها كل مؤمن في نفسه، فكلما وفق لطاعة الله -عز وجل- وجد العزة، والاستعلاء على الشهوات، ومحبة رب الأرض والسماوات. وكلما عصى الله -عز وجل-، أحس بالذلة في نفسه، كما قال بعضهم: إن العبد ليذنب الذنب سراً، فيصبح وعليه مذلته.

فنسأل الله -تعالى- أن يعزنا بطاعته، وأن لا يذلنا بمعصيته.

"انتهى هنا كلامه".

نكمل : ثم إنهم سيلاحظون أن الإباحية ستتصاعد وتيرة استخدامها مزيدا من الأصناف، أول مشاهدة سيشعرون أنها جارحة، ومثيرة للاشمئزاز، أو غير ملائمة. ثم يستمر السقوط من قاع إلى قاع.

يقول الدكتور مارك السر، وهو مؤلف ومعالج في مجال عالج إدمان اإلباحية:

إن السؤال التقليدي هنا، هل يمكنك التوقف عن النظر في االباحية مدة 30 يوما؟

اذا كنت من المدمنين حقا، فإن عقلك سوف يواصل تنبيهك للإثارة في أول حوالي من 7 إلى 14 يوما"

مارك السر يسأل: "هل لاحظت أنك تميل للنظر في المواد الإباحية عندما كنت تواجه مشاكل مزاجية؟

و قال: “ عندما تكون مضغوطا ،أو مكتئبا أو قلقا، هل تذهب إلى الإباحية؟

هل لاحظت أن مزاجك قد تغير للأفضل؟

يقول الدكتور جيفري شوارتز خبير بارز في علم الأعصاب: ”عندما نفهم كيف يعمل الدماغ بصورة أفضل نوعا ما، يمكنك استخدام تلك المعلومات، لتعزز حرفيا وجهة نظرك الخاصة، و توسع شعورك بقدراتك الخاصة والوعي بها، و تتعلم أن تركز على أمور أخرى، مع العلم أنك إذا كنت تركز على أمور أخرى باستمرار، يمكنك تغيير ما أنت عليه من إدمان ، ثم يمكنك تغيير تلك الطريقة التي تستخدمها والتي قد تجعلك مدمنا إلى الأبد".

بدلا من تقديم الأعذار العصبية والاجتماعية لسلوكيات الإدمان، تم تصميم هذه المعلومات لفتح أبواب الفهم.

فالعلم يقول لنا أن الدماغ قد صمم للتعلم، وعلى حد تعبير القائل: "يجب ألا تتعلم ما قد تعلمته" حتى لا تتوقف عند ما ظننته أنه الحق وحاول أن تتعلم المزيد، لقد حان وقت تغيير العقول.

المعرفة تسبق الفهم، والفهم يسبق التغيير.

من الممكن أن تعمل أدمغتنا ضدنا، ولكن يمكن أن تتشكل مسالك عصبية إيجابية جديدة، وعادات صحية تغيرنا إلى الأفضل.

اقرأ ما كُتب على الموقع بعناية، وتابع سلسلة المقالات الجديدة التي كانت بدايتها هذا المقال.

  • اسم الكاتب: سام بلاك
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 23 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 10K
  • عدد المهتمين: 266
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك