خطتك في الـ 90 يوما القادمة للتحرر من الإباحية.

هذه خطة يمكنك تنفيذها في الـ 90 يوما القادمة لكسر العادات الإباحية السيئة والتحرر منها.
A+ A-

هذه خطة يمكنك تنفيذها في الــــ 90 يوما القادمة لكسر العادات الإباحية السيئة والتحرر منها:

من الصعوبة نحت مسارات جديدة:

أطباء الأعصاب أخبرونا بأنه لكي نتغلب على العادات السيئة والإدمان فإن الشخص يحتاج إلى بناء عادات جديدة وإيجابية في حياته، والذي سيقوم بدوره في إنشاء مسارات عصبية جديدة وإيجابية.

ببساطة تجنب العادات السيئة يؤدي إلى الفشل، قضاء بعض الوقت في التفكير في تجنب الاباحية يؤدي إلى استحضار وإخراج مخزن العقل من الصور والفيديو واللقاءات التي يمكن أن تؤدي إلى القلق والتوتر، الذي قد يؤدي إلى محاولة الفعل لتخفيف التوتر، ولذا فهناك حاجة لمسارات جديدة ومجزية لتجنب الاصطدام بما هو متواجد في المسارات القديمة.

أطباء الأعصاب يتفقون على أن الممرات القديمة التي قد تفضي إلى سلوكيات غير مريحة وتصرفات سيئة لن تذهب بعيدا، ولكن تشكيل مسارات جديدة عمدا ستسمح للشخص بأن يتجنب الاتجاه نحو الحافة والوقوع في حادث يؤذيه.

مع مرور الوقت وبعد بناء عادات جديدة وإيجابية وتجاهل مسارات استخدام الاباحية، فإن الرغبة الشديدة في الاباحية والخواطر المستمرة للفكر الجنسي سوف تقل وستقل قوة الرغبة في العودة لها من جديد، فمع الممارسة والصبر والمثابرة، فإن التحرر من الاباحية يمكن بإذن الله أن يكون واقعا جديدا.

في حين أن هذا الأمر قد يبدو بسيطا، فالعادات القديمة التي يحركها الدوبامين وتطورت على مدى سنوات من التكرار من الصعب للغاية تجاهلها لصالح بدائل صحية جديدة.

فالرجال والنساء الذين استمنوا بسبب المواد الإباحية منذ المراهقة لديهم أعداد هائلة من الممرات والخواطر التي تتجه بهم إلى الوراء مرة أخرى حيث المواد الإباحية.

الرغبة الجنسية تشعر بها وكأنها ضرورة للبقاء على قيد الحياة على غرار الغذاء والماء والمأوى، وتجنب الفعل نتيجة هذه الرغبة  يشعرك بشعور غير صحي جسديا وعقليا. فكيف سيكون التعامل مع الإجهاد والملل والذكريات المؤلمة والدوافع الجنسية وحتى روتين الحياة اليومي؟

في كثير من الأحيان، عندما يفكر مكافح الإباحية في تجنب المواد الإباحية والرغبة الملحة لكي يصرف شهوته خارجيا تصبح أكثر كثافة، بل وتسيطر على أفكاره وخيالاته لأن المقاومة الشخصية لهذه الخاطرة الإباحية ضعيفة جدا وتصريفها عادة ليس بعيدا، ومع كل فشل يقابله من يكافح للتعافي فإن فكرة تراوده وتخبره بأن التحرر من الإباحية مثل الخرافة، إنها فكرة نموذجية للرجل الذي يعاني من الاباحية ليقنع نفسه "أنه لا يوجد حقا من هو حر من المواد الإباحية، والتجنب يحدث فقط في طفرات قصيرة، وأن العيش دون إباحية ستسبب له مشاكل في دماغه وزواجه وحياته!"

بطبيعة الحال، مع المساعدة والعمل فإن الرجال والنساء يمكنهم أن يتحرروا من العادات السيئة والإدمان، بما في ذلك أولئك الذين يشعرون بأنهم غير قادرين على التحرر من الاستمناء والمواد الإباحية.

فطريا، فإن الغالبية العظمى من أولئك الذين يكافحون للتعافي من الإباحية، يعلمون أن التحرر منها ممكن ولكنهم غير متأكدين من كيفية الوصول إلى هذا الهدف.

ومن المرجح، أنه لا توجد وصفة سحرية واحدة، أي مقاس واحد يناسب الجميع  للتعافي، ولكن المعالجين وأطباء الأعصاب، يشيرون إلى الاستراتيجيات والخطوات المشتركة التي تؤدي إلى حرية حقيقية وطويلة الأجل.

في الصفحات القادمة سيتم استكشاف لفترة وجيزة حفنة من تلك المفاهيم، سنشير إلى الموارد لمزيد من البحث والتحقيق. إن الكتب وممارسات العلاج تُبنى على هذه الاستراتيجيات. لذلك سيكون من الصعب الوصول بكل هذه الاختيارات إلى مداها الكامل، في غضون بضع فقرات. ومع ذلك، يمكن أن تكون مناقشة خاطفة كبداية قيمة.

وجدتها!

 معظمنا جاءته لحظات من الوضوح أو الصفاء التي غالبا ما تأتي بعد أن نقع في مشكلة لبعض الوقت، فقد يحدث هذا في الفصول الدراسية حيث لا يفهم طالب معادلة حسابية أو حينما يشاهد محبان أماً تحتضن طفلها الجديد فيفتح الباب أمامهما لحب لم يشعرا به من قبل أبدا، وقتها قد تكون هناك نظرة ثاقبة للمستقبل تساعد الشخص كي يقرر اتخاذ مسارا جديدا أو للمحبين أن يتزوجوا.

العثور على لحظة اكتشاف حلا أو مخرجا لما نحن فيه من المشاكل، تأتي مع إدراك صارخ لوضوح الهدف.

والتعافي من الإباحية يحتاج إلى لحظة اكتشاف كدفقة من الماء البارد أو دعوة للاستيقاظ أو خط مرسوم في الرمال.

 التفكر والمعرفة والفهم هامان جدا لفهم أن الإباحية مشكلة وأن الهروب منها هو الهدف الأسمى.

في حالة المواد الإباحية فإن هذه اللحظة من الوضوح والاكتشاف  قد تأتي وسط أزمة.

إن الشخص إذا اكتشف ذووه أنه يشاهد الإباحية فمن الممكن أن يسبب حسرة وخيبة أمل وغضبا.

في 56٪ من حالات الطلاق، فإن المواد الإباحية تعتبر عاملا رئيسا يساهم في الانفصال، ورغم أن زواج المرء المدمن للإباحية يمكن أن يكون جزءا من هذه الإحصائية الكئيبة إذا حدث الطلاق، لكنه أيضا قد يكون محفزا للغاية ويثير نقطة جديدة من الوضوح التي نتكلم عنه.


الاباحية والطلاق

إن مستخدمي المواد الإباحية يعترفون ببساطة إلى أي مدى حياتهم غارقة في السرية، ويستعرضون كم الكذب الذي استخدموه والوقت الذي فقدوه وكم اليأس الذي يشعرون به ومن ثم فهموا أنه لم يعد بمقدورهم السيطرة على هذا الجزء من حياتهم.

فالرجل ربما يكتشف أن استخدام الإباحية أدى إلى ضعف الانتصاب عند الممارسة مع زوجته، وقد يكتشف الشخص أيضا أن الإباحية تدمر العلاقة الزوجية داخل وخارج غرفة النوم على حد سواء.

ربما يدرك المستخدم للإباحية أيضا كيف أنه يضر المجتمع، فالإباحية تؤذي الناس الذين يستهلكونها، وتؤذي الأشخاص الذين يحبونهم، ليس هذا فقط بل تؤذي وتضر أيضا الناس الذين يجدون أنفسهم محاصرين بصناعة المواد الإباحية، بما في ذلك النساء والأطفال الذين يتم الاتجار بهم.

وفي الوقت نفسه، فإن تمسك المرء بإيمانه وتعاليم دينه، والاستفادة من مبادئ الشريعة يمكن أن يكون الدافع الرئيسي والأصل للوصول إلى التعافي.

لحظات من الوضوح بشأن المواد الإباحية، والعثور على دافع أو عدة دوافع لتركها بدل التمسك بها هي الخطوة الأولى للهروب من الإباحية.

الدكتورة بام بييك تقول: "إن لحظة الوضوح  ستأتي عندما يتوقف الناس عن تقديم الأعذار للآخرين ولأنفسهم، وسيتم البدء في تغيير الموقف 180 درجة نحو التعافي".

ولكي تساعد الناس على الشعور بوضعهم الحالي، قالت أنها تشجعهم على كتابة كل الأعذار والتبريرات التي تأتي لهم لمدة 24 ساعة.

وقالت: "عندما يرحل صانع الأعذار الذي داخلك، فأنت الآن جاهز للتعافي". وأضافت: "إن مستقبلات الدوبامين ملكك فغذ روحك، وليس وحش الإدمان".

بطبيعة الحال، فإن اختيار التغيير هو البداية لمعركة هائلة.

والآن، لقد حان الوقت لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

تحديد الأهداف:

 كل خطة عمل تحتاج إلى نقطة بداية، وتحتاج إلى مهام لإكمال طول الطريق، والشخص الذي عقد العزم على الهروب من فخ الإباحية في حاجة إلى وضع أهداف.

يقول الدكتور ليسر: "في لحظة الخجل أو الألم يمكن للشخص أن يقول بسهولة (لا، يكفي ما حدث، سأتوقف)، ولكن الوضوح الحقيقي والالتزام بالحل يتطلبان خطة".

دكتور ليسر والعديد من المعالجين وأطباء أعصاب آخرون يقولون إن الخطوة الأولى للهروب من المواد الإباحية هو سحب تقويم ووضع هدف لمدة 90 يوما وهو قطع مشاهدة الإباحية وممارسة العادة السرية.

يمكن لأي شخص استخدام التقويم على الهاتف الذكي أو الكمبيوتر إذا كانوا يحبون، ولكن يفضل استخدام تقويم ورقي لأنك سوف تنظر إليه في كل يوم.

ومواعيد الاحتفال بمرور الأيام وأنت متوقف عن المشاهدة والاستمناء يُفضل أن تُحَدد لإدراك التقدم، مثل يوم 3، يوم 5، يوم 7، يوم 14، يوم 25 وهلم جرا.

الهدايا الإيجابية أو المكافآت مهمة جدا أثناء سيرك في طريق التعافي، وهي تختلف من شخص لآخر، ولكن من المهم ويعتبر كمكافأة تحديد هذه العلامات مع مرور الأيام أثناء رحلة التعافي.

الهدف على المدى الطويل هو وقف دورة الإباحية والعادة السرية تماما، ولكن 90 يوما من الهروب هو الهدف الأول لتحقيقه.

بالنسبة للكثيرين فإنها سوف تبدو كالجبال، فهم لم يعرفوا التوقف عن الإباحية والعادة السرية لسنوات وربما لعقود.

هذه الفترة الزمنية تغمرها مخاطر، في الفقرات القادمة سوف نستعرض المزيد من بنود العمل والتقنيات والحيل لتبقى قويا في المعركة، لكن عاملا واحدا هو المهم أن نذكره هنا، أنك إذا استسلمت للإباحية أو الاستمناء فلسوف تكون قد انتكست وهُزِمت ذاتيا.

حان الوقت لاستخدام الدماغ للقتال مرة أخرى، قشرة الفص الجبهي هي الجزء المنطقي لصنع القرار في الدماغ، وفي كل مرة يقاوم الشخص فيها الإغراء ويتم تعزيز هذه العادة الإيجابية فإن قشرة الفص الجبهي تصبح أقوى، وهذا يعني أن قوة الإرادة لدى الشخص تنمو، والخواطر والرغبة الشديدة في استخدام الاباحية تضعف.

الناس الذين حاولوا إنهاء إدمان الإباحية من قبل دون نجاح، سمحوا لأدمغتهم بقبول كذبة: "أنا على ما يرام، أنا بحاجة فقط إلى الراحة قليلا، مرة واحدة أخرى لن تضر"، فالاستسلام للإغراء سيزيد من الوقت الذي تستغرقه للتعافي ويوقف تقدمك وأسوأ من ذلك، قد يضيع المجهود الذي تم بذله للتعافي.


كن إيجابيا

الفشل ليس خيارا:

إذا كان الشخص لم يقم بتصريف شهوته خارجيا، فينبغي أن يعلم  كيف سقط ويتجنب هذا الإغراء ويعود إلى خطة الــ 90 يوما ولا يستسلم لليأس، إذا كان سقوطا كزلة وحيدة، يقول الدكتور ليسر فإعادة عقارب الساعة لمدة 90 يوما ليست ضرورية.

ولكن الانغماس العميق مع الإباحية أو سلسلة من التراجعات يعني أن الوقت قد حان لإعادة فترة الــ 90 يوما من الامتناع مرة أخرى.

ملاحظة: نعم إنك إذا انتكست ستبدأ العد من جديد، ولكنك ستحتفظ برصيد النقاط التي أحرزتها من تقدمك السابق فمكاسبك عديدة بعد التعافي.

أي إنك لن تبدأ مرة أخرى من نقطة الصفر!

 يقول سين رسيل:  لم أكن أبدا أرجع مرة أخرى إلى البداية حتى لا أشعر أنني أضيع وقتي، فكل انتكاسة هي مثل CHECKPOINT في لعبة فيديو، نعم، من الممكن أن تفشل، لكنك لا تعود أبدا إلى نقطة البداية من جديد.

أي أن الانتكاسة لا تعني أن ما أنجزته قد ضاع، بل سيبقى في رصيدك بكل تأكيد، مثل الألعاب الطويلة لو توقف الشخص أو فشل في مرحلة لا يعيد من البداية بل يكمل، لهذا كنت أقترح تسجيل التقدم بطريقة مختلفة.

مثال :

اليوم: بلا إباحية

ثاني يوم: 2 يوم بلا إباحية

ثالث يوم: 3 يوم بلا إباحية

رابع يوم: حدثت انتكاسة وكانت انتكاسة فعلا فيكتب: انتكاسة ويبدا عد من جديد

خامس يوم: يوم بلا إباحية + 3

سادس يوم: 2يوم بلا إباحية+ 3

سابع يوم انتكاسة

ثامن يوم: يوم بلا إباحية + 5 وهكذا

فهو يبدأ العد من جديد لكنه في نفس الوقت يحتفظ بالرصيد،حتى يتأكد أن ما بذله لا يضيع، والأهم أنه غير ضائع عند الله عز وجل ربنا يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.


اثبت يا بطل

الامتناع عن ممارسة الجنس:

هل ممارسة الجنس مع الزوجة يُسمح به خلال هذه الفترة؟

يمكن أن يكون هذا سؤالا صعبا وربما يحتاج إلى إجابة من قبل الطبيب المعالج لشخص ما أو شخص ما له وجهة نظر من الخارج لحالة المناضل للتعافي من الإباحية.

يقول الدكتور ليسر: لا.

 في الواقع، يطلب الدكتور ليسر من مرضاه توقيع عقد الامتناع عن ممارسة الجنس مدة 90 يوما، وهو ما يعني أنه ليس هناك جنسا ذاتيا وفقط، ولكن أيضا لا جنس مع الزوجة.

لماذا؟

 أولا وقبل كل شيء كما يقول، الشخص يحتاج إلى تعلم أنه لن يموت دون ممارسة الجنس، وخاصة لمدة 90 يوما.

 ولكن الأهم من ذلك أن الشخص الذي يعاني من إدمان الإباحية أو إدمان الجنس يحتاج إلى العمل بشكل استباقي لتعلم الألفة الحقيقية.

"عقد الامتناع عن ممارسة الجنس  هو تماما للتخلص من السموم الكيميائية العصبية" ،ويقول ليسر:"انها لإعادة الدماغ إلى فطرته التي دمرتها الإباحية".

 عموما، إن اليوم الــ 14 هو هدفنا القريب وهو أصعبها، فإذا مر عليك 14 يوما الأولى فإن الأمور ستكون  أسهل بعد ذلك.

بعد 30 يوما من الامتناع عن ممارسة الجنس سوف يبدأ الفرد بالشعور بمزيد من الثقة.

فكثير من الناس الذين خاضوا رحلة التعافي يقولون أنه بعد 30 يوما يشعرون بأنهم أكثر تركيزا في حياتهم اليومية وأكثر حيوية.

لذلك إذا كان الــ 14 يوما الأوائل للتخلص من السموم و الـــ30  يوما للبدء في كسب الثقة، لماذا التركيز على 90 يوما من الامتناع عن ممارسة الجنس حتى مع وجود الزوج؟

إنها كل شيء لعودة العلاقة الحميمة الحقيقية، إن شخصا يشاهد الإباحية ومهووس بها ومدمنها فإنه يركز على الإشباع الشخصي والفوري.

يتم استخدام الناس في الإباحية، فالمستخدم للإباحية لا يعطي شيئا خاصة بالنسبة للرجال، فالإباحية تعادل الأنانية التي تمتد عادة إلى حياتهم الزوجية، ويتضمن هذا: الرجال الذين لديهم تركيز مفرط على الأداء الجنسي، وفخر ببراعتهم الفائقة حيث أن الأداء الجنسي يساوي رجولتهم.

لقد سرقت الإباحية من  مستخدميها  قدرتهم على العلاقة الحميمة، وهذه الفترة مدة 90 يوما من دون ممارسة الجنس هو الوقت الأمثل للتعلم والنمو.

أزواج  كثيرون وقعوا في الخطأ الكلاسيكي لجميع مدمني الإباحية وهو "أن الجنس يساوي الحب أو الجنس يساوي الحميمية"، يقول الدكتور ليسر: :"خلال 90 يوما ونحن نحاول أن نعلم الزوجين أن تكون الحميمية بطرق روحية وعاطفية أولا ثم يصبح في نهاية المطاف الجنس تعبير عن العلاقة الحميمة".  

ماذا تعني العلاقة الحميمة؟

لا توجد صيغة محددة، إنها فريدة من نوعها لكل زوجين ولكن لديها الكثير لتفعله مع العطاء والمشاركة، كالقراءة سويا والصلاة والطبخ والتمشية سويا.

 الأزواج بحاجة إلى استكشاف وسائل غير جنسية للتعبير عن العلاقة الحميمة، وبعد استراحة مدة 90 يوما فلسوف تجد هذه العلاقة الحميمة المكتشفة جديدا، وقد جعلت حياتهم الجنسية أقوى وأكثر إشباعا هكذا يقول دكتور ليسر.

ولكن لي تعليق هنا، وهو أنني ترددت في عرض هذه الوسيلة العلاجية للامتناع عن الجنس للمتزوجين هذه الفترة المحدودة، ولكن قلت سأعرضها للأمانة العلمية، وربما تكون وسيلة علاجية مجربة لها فائدتها، ولها وجهة نظر علمية طبية لمن أمرضته الممارسات الخاطئة، وكذلك لتشجيع من أبعدته الظروف عن زوجته كسفر وغيره، أو من لم يتزوج بعد، والتأكيد على فكرة أن الإنسان لن يموت لو امتنع عن الجنس فترة حتى يجد سبيلا  للزواج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَن استطاع منكم الباءةَ فلْيتزوَّجْ فإنَّه أغضُّ للبصرِ وأحصَنُ للفَرْجِ ومَن لم يستطِعْ فلْيصُمْ فإنَّه له وجاءٌ) صححه بن حبان، فالزواج من الأهمية بمكان لحل مشكلة إدمان الإباحية.

ولكن أود أن ألفت النظر، إلى أن الإنسان قد لا يستطيع فعل ذلك، خاصة وأن فيه تكليفا للشخص بما لا يطيقه، خاصة أن لديه سعة في تفريغ شهوته في الحلال لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن المرأة تُقبِل في صُورة شيطان، وتُدبِر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأتِ أهله، فإن ذلك يردُّ ما في نفسه)). أخرجه مسلم ، وأؤكد أن هذا الامتناع عن معاشرة الزوجة إذا سلمنا بتلك الفكرة لابد وأن يتم بموافقة الزوجة، وأن تكون متفهمة لهذا الأمر وموافقة عليه، هذا إن قبلنا تلك النقطة في سبيل التعافي.

♦هناك شخص يقول: أيضا لم أفهم بوضوح لماذا ال90 يوم بالذات؟

يمكنك قراءة هذا المقال لمعرفة السبب لماذا اخترتم الـ90 يوما كهدف مبدئي للتعافي من إدمان الإباحية؟

منزل نظيف:

 تسعون يوما ستبدو كأنها مسافات طويلة لشخص ابتدأ في هذه الرحلة، وسيكون من المستحيل تجنب الإغراء إذا كانت هناك مخابئ سرية.

عندما قرر كورتيز غزو بلاد الازتيك عام 1519، قيل أنه أحرق سفنه بعد الوصول إلى اليابسة لمنع أفراد قوته من الفرار.

الناس التي التزمت بمحاربة الإباحية يجب أن توفر "طرقا للهروب من الإباحية" لأنها كالنار المشتعلة يمكنها أن تطالك في أي وقت غفلت فيه.

وسواء كانت الإباحية مخبأة في شيء متاح يمكن رؤيته عند الحاجة  أو مخفية تماما، فأنت عرضة لأن ترتفع النيران وتطالك في أي وقت.  

يقول سام بلاك: أذكر أن أحد الأصدقاء دعا إلى بيته المسئول عنه في برنامج الــ 12 خطوة، حيث قاموا بإشعال نار وألقوا فيها أشرطة الفيديو الإباحية، لم تكن هناك أعشاب لتحترق كما قال، ولكن مشاهدة أشرطة الفيديو وهي تحترق جلب الدفء إلى روحه وعزز من عزمه على الانتعاش الحقيقي.

اليوم قال إنه تغير وتحرر من الإباحية  ويقود الآن مجموعة للتعافي في متشجان.


دورة حياة مدمن الإباحية

نظف جهاز الكمبيوتر والجوال:

 ومن المرجح أن الإباحية على شبكة الإنترنت هي أكبر مصدر للإباحية للناس اليوم، الواي فاي وصل إلى كل مكان.

وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والجوالات تجعل الوصول إلى الإباحية يتم بنقرة واحدة.

ولعلكم تذكرون الثلاثي المحرك التي وصفه الدكتور كوبر والذي يوجه الناس في النشاط الجنسي عبر الإنترنت:

وهي إمكانية الوصول، والقدرة على تحمل التكاليف، وعدم الكشف عن الهوية.

 التوفر ومعقولية السعر والسرية هذه العوامل الثلاثة تعمل مثل ثلاثة أرجل لكرسي.

قم بإزالة رجل واحدة فقط من الأرجل وسوف تقع (أو على الأقل تجعله محرجا للجلوس عليه).

الرجل الأسهل لكسرها هي عدم الكشف عن الهوية أو المجهولية.


07

العديد من المعالجين يتفقون على أن برنامج المساءلة عبر الإنترنت هو واحد  من أكثر الطرق فعالية  للأشخاص لحماية أنفسهم أو أحبائهم على الانترنت.

  المساءلة  عبر الإنترنت تتم عبر برنامج مدفوع يراقب الشخص المسجل بياناته ويسلم تقريرا إلى صديق موثوق به، أو الزوجة، أو مراقبه الشخصي أيا كان هو، وهي تشجع الشخص على التفكير قبل النقر على أي محتوى إباحي، وبذلك يتجنب الإغراءات، فيبني قوة الإرادة و صنع القرار في قشرة الفص الأمامي  للدماغ.  

في عام 2011، أظهرت دراسة جامعية أن استخدام  برنامج مثل هذا مع صديق محفز كشريك المساءلة له تأثير كبير على الامتناع عن الإباحية.

جون واي لي وهو طالب دكتوراة في علم النفس السريري، اختبر تقنية تسمى المقابلة التحفيزية، التي توفر المعلومات حول كيفية تأثير الإباحية سلبا على الناس عن طريق المحادثات التي تقوي وتشجع الثقة بالنفس والتي بدورها تستطيع جعل الشخص يتجنب الإباحية.

الناس الذين تلقوا المقابلات التحفيزية ولديهم برنامج كشريك للمساءلة على الانترنت سجلوا انخفاضا بنسبة 66% في نوبات الانتكاس، خلال أربعة أسابيع، مقارنة بالمجموعة الأخرى الضابطة.

 يقول لي: "ليست فقط الجلسات التحفيزية وبرنامج شريك المساءلة يستطيعان تقليل تكرار استخدام الإباحية، لكن العديد من المشاركين في الدراسة، استطاعوا منع استخدام الاباحية كلية، بعد الدخول في الدراسة وسجلوا صفرا في عدد مرات الانتكاسة، برنامج شريك المساءلة عبر الانترنت والجلسات التحفيزية حينما يستخدمان سويا فإنهما يحملان الكثير من الأمل في مساعدة الناس حقا في صنع تغيير فيما يتعلق باستخدامهم للإباحية".

 إن المفتاح لخلق علاقة فعالة عبر المساءلة هو أن نكون صادقين في ذكر المشغلات والإشارات، والموضوعات التي تواجهك وتدفعك إلى الإباحية.

"إذا كان لديك شريك للمساءلة، أخبره عن الألغام الأرضية التي تعترض طريقك، فأنت لا تحارب وحدك".

 الدكتور دوغ وايس أضاف يقول:"إذا لم يكن لديك شريك للمساءلة، فابحث عن واحد".

“جميع المفترسات تبحث عن الحيوان الذي انحرف عن القطيع، كن أمينا وصادقا واتخذ شريكا للمساءلة، ويمكنك عمل ذلك عبر برنامج   covenant eyes   على الهاتف والكمبيوتر الذي سيرسل لمن يتابعك من زوجة أو شيخ أو صديق تقريرا بجولاتك عبر الإنترنت، هذا شكل من أشكال الأمانة والصدق الذي يمكنه حمايتك ومساعدتك كي تقود حياتك وتحافظ عليها نظيفة".

عندما يود الناس حماية أجهزة الحاسوب الخاصة بهم، فإن كثيرا منهم يفكرون أولا بتصفية شبكة الإنترنت في محاولة لمنع المحتويات غير اللائقة، لكن عامل تصفية الإنترنت دون مساءلة هو مضيعة لمال المراهقين والبالغين.

التصفية وحدها يمكن تشبيهها بسياج ساحة البيت، فيمكن لأي شخص أن يبحث عن وسيلة للخروج من السياج كأجزاء ممزقة في سلك السياج أو حتى يجد واحدة منها فضفاضة يفتح من خلالها بوابة السياج.

إن هذا البرنامج يكشف أي قرع على الباب أو السياج في محاولة لفتحه، بل إنه يكشف حالات الدخول عبر المواقع الإباحية على شكل مجهول.

هذا لا يعني عدم جدوى حجب بعض مواقع الإنترنت بالبرامج المعتادة، التصفية من الممكن أن تكون مفيدة جدا، ولكن التصفية وحدها لا تساعد الشخص على إعادة تنظيم الممرات العصبية في دماغه.

ملاحظة: ومراقبتك لله هي الأصل. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) النساء (1) وقال: ( أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ  ) القلم (14) ولكن مع ضعف النفس في بداية الرحلة قد نحتاج لدعم ورقابة خارجية.

عادات جديدة ومسارات جديدة ومكافآت من الدوبامين:

 كما ذكرنا من قبل، تجنب الإباحية، ليس هو الحل الوحيد ببساطة، فهناك حاجة إلى أنشطة إيجابية جديدة، نضع في اعتبارنا المفهوم العصبي الذي يقول: "استخدمها أو أنك ستفقدها"، تجنب أي نشاط وسوف تضعف الرغبة فيه، وعند متابعة نشاط معين، سوف يصبح أكثر رسوخا.

تحتاج إدخال عادات جديدة وإيجابية ويجب أن تكون مجزية ومسلية.

نعم، مسلية!

   يقول الدكتور لاسر: "وهكذا فإن إيجاد سبل للإبداع، والاسترخاء، وقضاء وقت هادئ. تلك الأنواع من الأشياء، هي بعض من العادات الصحية الجديدة".

"وجود هواية هي واحدة من الطرق التي يمكن مكافأة أنفسنا بها".

 ويقول الدكتور لاسير: "كنت أتحدث إلى شخص اليوم فقال لي: كنت دائما أملك مهارات النجارة، ولكني لم أتخذ  أبدا الوقت لبناء أي شيء، فقلت له: حسنا، لديك واجب، ويعتبر من العادات الصحية، وهو أن تصنع بعض الأعمال الخشبية على الأقل، بضع مرات في الأسبوع".

ممارسة الرياضة عادة مفيدة أخرى، وتغذيك بالدوبامين في الجسم والإندورفين، بدء ممارسة روتينية قد يشعرك بالصعوبة في البداية، لذلك ابدأ خطوة خطوة وعلى مهل، ومع الوقت ستُحْدِث ممارسة الرياضة فرقا كبيرا على المستوى العقلي والجسدي.

هذا المنهج (إدخال عادات إيجابية) يخلق مرونة حسية، لأنه ينمي دائرة الدماغ الجديدة، التي تعطي المتعة، وتطلق سراح الدوبامين كمكافأة على النشاط الجديد، وتنمي ارتباطات عصبية جديدة.

 الدكتور دويدج كتب يقول: "هذه الدوائر الجديدة يمكنها أن تنافس في نهاية المطاف الدوائر القديمة، وفقا لـ "استخدمها أو ستفقدها"، وبالتالي فإن الشبكات العصبية المرضية ستضعف، وبهذا العلاج لن نفعل الكثير، فقط نكسر العادات والسلوكيات السيئة ونستبدلها بأخرى أفضل".

قاعدة الثلاث ثوان

حينما تشاهد التليفزيون، أو تتجول في الأسواق، أو تهجم عليك الخواطر الماضية، فمن الممكن أن تُفاجأ بإغراء قد عُرض لك.

إن الكثير من المعالجين، ينصحونك بقاعدة الثلاث ثوان وهي تشمل ثلاث خطوات:

- انتبه: لتدرك أنك قد رأيت شيئا غير مناسب، ربما يأخذ هذا ثانية، لتحدد موضع الإغراء، فتدرك أن هناك خطر.

 - حول نظرك: أغلق عينيك أو حولهما بعيدا.

هاتان الخطوتان يجب أن تكونا خاطفتين.

- ثبت وأكد:  اعط نفسك رسالة تهنئة علی المجهود الذي بذلته في انتباهك للخطر وتحويل نظرك.

قل لنفسك (أنا رأيت هذا بالخطأ، وأنا بسرعة حولت نظري، أنا يجب أن أبقی نظيفا لمدة (…….) وتقول عدد الأيام التي حددتها كهدف قريب مثلا أسبوعين، وأنا يجب أن أظل بعيدا عنها)

تفكير نقي:

 السماح للعقل بأن يستعيد الذكريات الإباحية والتخيلات الجنسية، يمكن أن يبقي تلك الممرات العصبية الإباحية متدفقة، من مفهوم "استخدمها أو أنك ستفقدها".

 فالتخيل الإباحي والجنسي يعادل استخدامه.

كيف للطاقة النفسية أن  يكون لها تأثير مباشر على الممرات العصبية؟

 يمكن للممارسة العقلية أن تتساوى مع الممارسة الفعلية.

على سبيل المثال، الدكتور ألفارو باسكوال ليون رئيس مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي، الذي هو جزء من كلية الطب بجامعة هارفارد أجرى تجربة والتي درس فيها مجموعتين من الناس للعب قطعة موسيقية على البيانو.

 لم يكن أي فرد في المجموعتين قد درس العزف على البيانو، فقط أروهم أي الأصابع تُستخدم للعزف وأسمعوهم كيف يمكن لعب النوت الموسيقية.

 جلست المجموعة الأولى أمام لوحة مفاتيح مدة ساعتين لخمسة أيام وتصوروا أنهم يلعبون على البيانو ويسمعون.

وأما المجموعة الثانية فقد قضت نفس القدر من الوقت في لعب القطعة الموسيقية فعليا.

بعد خمسة أيام طُلب من كل مجموعة لعب القطعة الموسيقية، وكان يُستخدم جهاز كمبيوتر لقياس دقة أدائهم.

وكانت النتائج كالتالي: المجموعة التي كانت تتخيل العزف على البيانو عزفت النوتات الموسيقية في اليوم الخامس، كما كان يفعل اللاعبون الفعليون في اليوم الثالث، فإذا لو أعطيت المجموعة المتخيلة ساعتين فقط من الممارسة الفعلية سيكون أداؤها بنفس مستوى المجموعة التي أمضت كل وقتها في الممارسة الفعلية.

 دويدج يقول: “طريقة واحدة يمكننا بها تغيير أدمغتنا، وهي ببساطة عن طريق تخيل ذلك، من وجهة نظر علم الأعصاب، فإن تخيل الفعل وفعله لا يختلفان، عندما يغلق الناس أعينهم ويتصورون شيئا بسيطا ، مثل حرف "أ"، فإن القشرة البصرية الأولية تضيء، تماما كما لو أنهم بالفعل ينظرون في حرف "أ" في الواقع، لقد أظهر المسح الإشعاعي على الدماغ تشابها كبيرا بين كثير من الأجزاء النشطة في حالتي الفعل والتخيل.

يمكن محاربة الأفكار غير اللائقة بالأفكار الإيجابية، مثل التفكير في هواية جديدة أو تكرار آية أو حديث أو حكمة ملهمة أو بعض الأنشطة الإيجابية الأخرى، وينبغي إعداد طرق للهروب العقلي والبدني في وقت مبكر لدرء التفكير الجنسي.

فبطبيعة الحال، في كل مرة تقاوم فيها أي إغراء يأتيك فإن قوة صناعة القرار لديك ستنمو وتقوى.  

معالجة آلام الماضي:

 في أحد الأفلام يسافر الممثل في رحلة علاج، وعند البحث في حياته الماضية نجد أنه لم يعرف والده مطلقا، وقال انه قد تعرض لمضايقات طوال فترة الشباب، وفقد أعز أصدقائه في حرب فيتنام، ووالدته توفيت من مرض السرطان، ومن أحبها تركها.

بعد الانتهاء من رحلته عبر البلاد أخذ يتفكر فيما كانت تقوله له والدته على الدوام:

"عليك أن تضع ماضيك خلفك قبل أن تتمكن من المضي قدما للأمام".

 إن المواد الإباحية وممارسة العادة السرية، تستخدم بمثابة مرهم للآلام والقلق والاكتئاب وعدم الثقة بالنفس والغضب والمشاعر غير الصحية الأخرى.

هذه المشاعر والشكوك غالبا تضرب بجذورها عميقا، فهي نابعة من الطفولة والمراهقة وحتى عند الكبر، فجميع الأسر تمتلك صفاة صحية وغير صحية، حتى الأخطاء تخلق جروحا في النفس البشرية.

إلقاء اللوم على الآخرين وتجنب المسؤولية عند استخدام الاباحية أو إدمان الجنس لن يساعد الشخص على التحسن كي يصير إنسانا جيدا.

يقول ليسر: "ولكن ينبغي للإنسان أن يعترف بالجروح التي يعاني منها والتسليم بها، بدلا من دفن تلك الذكريات المؤلمة، والتي قد تشمل جروحا بدنية وعقلية، واعتداءات جنسية، وتحتاج هذه الذكريات إلى أن تُستحضر إلى السطح، حيث يمكن مناقشتها ومراجعتها مع صديق جيد أو مستشار".

لا يمكن استعراض الطرق التي يمكننا بها التغلب على جراحات الماضي في غضون بضع فقرات هنا، لكن اكتشاف الذات والدراسة وطلب المشورة للتغلب على الندوب هي جزء حيوي من عملية الشفاء.

كن يقظا:

 الطريق إلى التعافي من الإباحية كمباراة ملاكمة من الوزن الثقيل، فالملاكم يحتفظ بقفازاته عالية حتى يحمي وجهه وكوعيه لكي يحمي أضلاعه، وعينه تركز على خصمه في كل خطوة.

في التعافي، تخفيف الحماية واليقظة، يعتبر كمن يطلب ضربة غير متوقعة.

توقفك عن اليقظة يمَّكِن عادات الادمان من العودة بسهولة إلى الحياة مرة أخرى وتسيطر.

الرعاية المادية أمر حيوي لليقظة.

HALT هو اختصار غالبا ما يستخدم من قبل المعالجين لتذكير الناس بالمواقف التي يكونون عندها  أكثر عرضة للخطر:

جوعان  ====   Hungry

غضبان  ====  Angry

وحيد ====  Lonely

متعب  ====     Tired   

ببساطة، الذهاب الى الفراش على جدول منتظم للحصول على راحة ليلية جيدة يمكن أن يساعد الدماغ على أن يكون أكثر تركيزا على العادات الإيجابية، ويجعله أكثر يقظة لمحاربة الإغراءات.

ليس تناول الطعام فحسب، بل أيضا تناول الطعام بشكل جيد يحسن المزاج والشعور بالرفاهية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام تبقي العقل أكثر تركيزا، وتشعرك بشعور عظيم وتحسن من النوم.

الناس في رحلة التعافي لديهم ذكريات طازجة من الوساوس والخواطر، لذا يجب أن يكونوا على أهبة الاستعداد لتفادي ومنع المحركات والمثيرات والإغراءات التي تواجههم يوميا.

ولأن ذكريات الإباحية والمسارات العصبية التي تم إنشاؤها للإباحية ستبقى، فيجب أن تكون اليقظة جزء من الحياة اليومية.

إلا أنه من المهم أن نكون على وعي بالناس والأماكن والأشياء التي تساهم في الأفكار غير الصحية وتعرضنا للفتن والإغراءات.

وهذا يتطلب وجود جرد شخصي لقائمة المثيرات والمحركات، فما قد يكون مغريا لرجل ما أو امرأة ما لا يكون مغريا لآخر.

على سبيل المثال، قد يجب على الشخص إسقاط  بعض الصداقات إذا كان هؤلاء الأصدقاء يدفعونك إلى الإباحية.

يجب عليك تجاوز المتاجر أو المحلات التي تبيع أشرطة الفيديو أو الأقراص المبرمجة أو المجلات والجرائد الإباحية.

وهذه النقطة مهمة جدا، لخلق الحدود التي تعزل الشخص عن الإغراء قدر الإمكان.

ينبغي لكم اعتبار الإباحية مدرجة في قائمة الأشياء السلبية أو السامة، عندها ستعرفون  كيف تتفادون لكمة (في شكل محرك أو مثير) كانت موجهة إليكم، الإباحية لديها الكثير من السلبيات، ولكن يجب أن ينظر إليها الفرد كشيء قبيح بالفعل، فالإباحية مهينة ومسيئة.

الإباحية تسرقك بعيدا عن العلاقة الحميمية من خلال الزواج.

 إنها تزيد الطلب على الاتجار بالجنس والعبودية في العصر الحديث.

تعلم أن تكره الإباحية، فكما يقول فايس:  "لن تستطيع تدمير عدوك وأنت تحتضنه"

فكر إيجابيا:

 عندما كنت صغيرا جدا، سرعان ما اكتشفت أنني لم أستخدم قط كلمة "لا أستطيع" في وجود جدتي.

"لا أستطيع"، كما كانت تقول : "هي العذر المريح للتخلي عن الصبر والمثابرة والعمل الشاق" .

 لقد نشأتْ جدتي في مزرعة صعبة الحياة، كانت تقود قطيعا من البغال عبر الحقول، للحرث خلال فترة الكساد الكبير.

فعلى سبيل المثال، إذا طلبت منك أن تخلص حديقتها من الأعشاب الضارة لا يمكنك أن تقول أبدا "لا أستطيع" عمل هذا.

لأنك تعرف ما ستقوله لك: "لا أستطيع، لن تفعل شيئا".

فلورنسا "فلو جو" جوينر، أسرع امرأة في العالم والتي فازت بثلاث ميداليات ذهبية في دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية عام 1988، قدمت مقولة رائعة : "اعتقد، نفذ، انجح".

وتشير الدراسات إلى أنه إذا قال الشخص لنفسه: "أعتقد أنني أستطيع"  فإن ذلك له نتائج مبهرة.

التفكير الإيجابي غالبا يبدأ بالحديث الإيجابي مع النفس، أو من خلال الأفكار غير المعلنة، التي  تجعلنا متفائلين في مواجهة التحديات.

التفكير الإيجابي يخفض معدلات الاكتئاب والضيق ويحسن مهارات التأقلم في أوقات الشدة أو التوتر ويحسن من نوعية الحياة.

وجد الدكتور روبرت بروكس أن العديد من مرضاه كانوا يسبحون في بحر من مشاعر النقص، حتى  أنه كان يشجع مرضاه على السباحة إلى ما يسميه "جزر الجدارة أو الكفاءة" وهي مناطق في حياتهم تعتبر مصدر لفخرهم وإنجازاتهم.

تشجيع المرضى على التركيز على نقاط القوة بدلا من نقاط الضعف، وعلى التفاؤل بدلا من التشاؤم، كان هذا له أثر مضاعف وساعدهم على مواجهة الأوضاع والقضايا في حياتهم والتي كانت تسبب لهم إشكالية.

 توسيع هذه الجزر سمح لجزر جديدة من الكفاءات في الظهور والنمو، في حين أن مشاعر النقص تضاءلت.

هذه المشاعر من الكفاءة والجدارة يمكن أن تؤدي أيضا إلى مصالح ذات اهتمام، على سبيل المثال، يمكن للرجل الذي لديه مهارات في النجارة أن يطبقها لمساعدة الأسر المحتاجة أو غير القادرة  في مجتمعه، وكذلك إعطاء الوقت للآخرين يمكن أن يحسن من مشاعر الإنجاز.

تمرين واحد افعله الآن، أكتب مواطن القوة لديك، ليس هذا هو الوقت الذي تكون فيه متواضعا، مثلا كونك مجتهدا، أو كونك الشخص المنظم، وجود مهارات ومواهب معينة، وكل شيء اكتبه، كل ما هو نبيل وحق ونقي ومثير للإعجاب وممتاز، فكر في هذه الأمور.  

كن شيئا جديدا:

سواء كان الشخص قد بدأ  في استخدام الاباحية في سن المراهقة أو البلوغ، وهدفه هو ألا يصبح كما هو الآن في المستقبل، فلا يمكن لعقله أبدا العودة إلى فترة البراءة، بل يمكن له أن يصبح  شيئاً جديداً.

نشاط الدماغ مثل لعبة طين الصلصال، كل شيء يفعله المرء يساهم في تشكله، فمثلا إذا بدأ اللعب بالطين الصلصال بتشكيل مربع ، فبعدها يمكن تشكيله على شكل كرة، ومن الممكن مرة أخرى إعادتها إلى شكل مربع، ولكنه لن يكون كنفس المربع المحدد، لقد تم إعادة ترتيب جزيئات الصلصال مرة أخرى.

في “التعافي" لا يعني العودة إلى نفس الحياة التي كنت عليها قبل المرض".

يقول دويدج صاحب كتاب "الدماغ الذي يغير نفسه":

"النظام الدماغي بلاستيكي وليس مطاطيا يمكنه التمدد، فيمكنه العودة إلى شكله السابق، ولا يتم ترتيب الجزيئات في هذه العملية، يتم تبديل الدماغ البلاستيكي على الدوام مع كل لقاء وكل تفاعل"

إن الرجال والنساء الذين يبدؤون  في الامتناع عن ممارسة الجنس مدة 90 يوما يحدوهم الأمل الشخصي  في الحرية سيبدؤون عملية التغيير، التغيير الذي يمكنه أن يخلق داخلهم الرغبات الإيجابية، والكفاءات العذبة، وقوة الإرادة الصامدة.

 ستبقى المسارات العقلية القديمة، ولكن يمكن تجاهلها بالعادات الإيجابية الجديدة.

كل شخص قادر على أن يصنع له رحلة فريدة من نوعها ذات نتائج فردية.

وبعد أكثر من عام من الحرية، فإن العديد وصفوا رغباتهم الجنسية وقد تحلت بالثقة الإيجابية والضمان الذاتي.

 ووصف آخرون شفاءهم بأنه حرية هشة، وسواء وصفوها بأنها كالحديد الزهر أو كالزجاج الهش، فإن الحرية قابلة للتحقيق وتستحق القتال من أجل تحقيقها.

فاليوم هو بداية جديدة لشخص حر هو أنت.


حدد  هدفك قبل الدخول للانترنت

  • اسم الكاتب: سام بلاك
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 23 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 53K
  • عدد المهتمين: 409
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك