لماذا يجب عليك أن تترك الإباحية؟

هناك الكثير من الأدلة على أن إدمان الإباحية بل والإباحية بشكل عام تضر الدماغ البشري. فمن خلال خبرات استمرت قرابة 15 عاما أثبتت الاختبارات أن استخدام الإباحية له آثار جانبية خطيرة على البشر.
A+ A-

هناك الكثير من الأدلة على أن إدمان الإباحية بل والإباحية بشكل عام تضر الدماغ البشري.

فمن خلال خبرات استمرت قرابة 15 عاما أثبتت الاختبارات أن استخدام الإباحية له آثار جانبية خطيرة على البشر.

فما هو المهم كي نفهمه عما يحدث لدماغنا عندما نشاهد الإباحية؟

هيا لنلقي نظرة.

العلم فسر لنا ما يحدث داخل أدمغتنا، قد يكون صعب علينا فهمه لكن سأحاول جعله سهلا يسيرا وستفهمه بغير صعوبة، دعونا نبدأ.

الإباحية عبر الإنترنت هي مثير كبير، فأدمغتنا لم تر مثل ذلك من قبل!

منذ آلاف السنين لم تكن الأدمغة تتعرض لتأثيرات مثيرة كما في الإباحية عبر الإنترنت إلا خلال 15 عاما الماضية.

عندما ترى فتاة فإن دماغك البدائي مبرمج على أنك تريد أن تتزوجها.

فإذا شاهدت أي امرأة في الأفق، فتفكير دماغك البدائي تلقائيا سيكون في التزاوج.

الدماغ عبر الإنترنت قد يتعرض لمشاهد مثيرة في أسبوع في السنوات الأخيرة بما يعادل ما قد رآه الناس في الزمن الماضي طوال حياتهم.

الدماغ البدائي في عقلنا الباطن لا يفهم  أنك تبحث في الكمبيوتر، هو يفهم الصورة ولا يفكر،  فإذا رأى صورة فإنه يريد التزاوج وفقط.

تأثير كوليدج ” Coolidge effect “:

 تبين التجربة الاسترالية أنه ليس مجرد العري هو الذي يثير الناس، ولكنه  "التجديد اللامحدود".

 فعند تعرض الرجال لمشاهدة الإباحية فإن تبديل أشرطة الفيديو المختلفة هو الذي يخلق هذا الارتفاع الهائل في إثارتهم وكذلك في قوة الانتصاب.

كما يمكن ملاحظة ذلك في دراسة أجريت على الفئران الذكور.

سيناريو التجربة كان كالآتي : يتم وضع الفأر الذكر في قفص مع أنثى ويكون الفأر متحمسا جدا في البداية لإشباع غريزته بها، ثم مع الوقت يفقد مزاجه السابق غير مهتم بها. وبمجرد إدخال أنثى أخرى جديدة سرعان ما يتغلب على الملل ويتخطاه ليرتبط بالأنثى الجديدة. ومع الوقت يصيبه الملل مرة أخرى، حتى يتم إدخال أنثى جديدة. ويستمر السيناريو نفسه حتى يصاب الفأر بالإنهاك البدني.

كما حدث مع الفئران، فإن أصحاب هذه النظرية يرون أن الإنسان مبرمج طبيعيا على الزواج المتعدد، ولكني لن أقترب من هذا الموضوع.

بينت التجربة أيضا أن الفأر عند تزاوجه بنفس الأنثى يأخذ وقتا أطول للإنزال بينما يقل الوقت مع إناث عديدات.

 وهذا ما يسمى بتأثير كوليدج.

 فإن تأثير كوليدج يفسر انحدار الاهتمام الجنسي بالشريك الوحيد وزيادة الرغبة الجنسية مع تعدد الشركاء.

 وفي نفس الوقت يقل الوقت المستغرق للقذف في كل مرة يتم فيها تقديم شركاء جدد.

عقلك يتعامل مع النساء عبر الشاشة كأنهن شركاء جدد، هذا يتم في غياب الفلتر المعرفي، مما يسمح للمشاهدين بمواصلة السعي عبر كميات لا حصر لها من الإباحية لتلبية الاحتياجات البدائية لديهم.

فلا مهرب منه، وهذا هو السبب في أن  الإباحية تسبب الإدمان.


كوليدج

تعليق: تأثير كوليدج تم تجربته على الحيوانات مثل الفئران، والفئران الشهوة الجنسية لديها غريزية وليست مثل البشر فالبشر شهوتهم ليست غريزية ولا يمكن فهمها من خلال نظرية التطور الخاطئة، ولكن من الممكن فهمها بأن الإنسان عندما يفقد تفكيره الواعي ويتصرف من خلال عقله البدائي عند مشاهدة الإباحية يتصرف مثل الفئران أكرمكم الله، فلا تكن فأرا!

أرجو مراجعة هذا المقال لمزيد من الفهم حول هذا الموضوع: إباحية بنكهات متعددة 

 التجديد اللانهائي:

 بينما يراقب الدماغ الإباحية فإن دماغك البدائي "الزاحف" يحصل على المزيد والمزيد والمزيد من الشركاء الجنسيين في 20 دقيقة فقط عن أي وقت سابق في الماضي، فيديو جديد، بنات جديدة، مشاهد جديدة.

و الدماغ لن يكتفي أبدا، بينما الشيء الوحيد الذي سيتوقف هو القذف.  

هذا ممتع بجنون، ونحن جميعا نعرف ذلك.

ولكن لا يمكنك أن تحصل على هذه المتعة الاصطناعية دون أن تسقط.

شاهد هذا الفيديو المترجم لجاري ويلسون لمزيد من الفهم.

الدماغ الحوفي ”limbic brain“:

الدماغ الحوفي هو الجزء البدائي من الدماغ،  الرغبات الجنسية وتأثير كوليدج يأتيان منه، وهذا هو أصل كل أنواع الإدمان.

في حين أن قشرة الفص الأمامي من الدماغ تسيطر على تفكيرنا وتفهم عواقب التصرفات، أما الدماغ الحوفي فلا.

الدماغ الحوفي باختصار، وظيفته باختصار كيف نتجنب الألم ونشعر بالمتعة.

فالمياه المغلية خطرة، الإباحية جيدة.

وداخل هذا الدماغ الحوفي سوف تجد مركز المكافأة وهذا هام جدا.

فعند إدمانك لشيء ما مثل الإباحية، فيتم ربط مشاهدتك للإباحية بمكافأة حتى يضمن عودتك لها ثانية، ويكون هذا أيضا مع أي متعة أخرى من تناول طعام محبب أو شيء من هذا القبيل.  

الدوبامين:

الدوبامين هو الناقل العصبي المسئول عن الشعور الجيد بالسعادة.

فقد تحصل عليه عند تناول الطعام، عندما ترى فتاة، وعندما تشاهد الإباحية.

الدوبامين هو الغاز الذي يشغل دوائر المكافاة.

فأنت في الحقيقة لا تشتهي الطعام أو الإباحية ولكنك تشتهي زيادة الدوبامين الناتج عن المثير.

إنه الدافع لك لفعل أي شيء، وكلما كانت جرعة الدوبامين أكبر، زاد احتياجك له.

التجديد أفضل صديق للدوبامين (أفلام حديثة ومشاهد لا نهاية لها من الإباحية).

الدوبامين هو القوة الدافعة الكاملة لتأثير كوليدج في الفئران وتحفيز لدوائر المكافأة أكثر وأكثر مع كل شريك جديد.

فالفئران ليس لديها قشرة الفص الأمامي للدماغ حتى توقفهم.

مع كل فيديو جديد تشاهده تُفرز دفعة جديدة في الدوبامين.

هذا شعور رائع، ولكنه غير طبيعي.

هذا يشبه تماما مصدرا لا ينتهي للمخدرات المجانية في يديك، إنه يسبب تجاوزا شديدا للحدود.

هذا ما يسببه لك الدوبامين في النهاية من فقدان التوازن.

نعم، مثلما يحدث مع المخدرات والقمار وأنواع الإدمان الأخرى وكذلك إدمان الإباحية، فإنه يغير عقلك بنفس الطريقة بالضبط.

الإباحية تثير الدوبامين، وتزيد من إفرازه بنسبة أعلى من تناول الطعام و(الجنس)، على الرغم من أنك لا تستطيع ان تأكل إلى الأبد، وكذلك فإنه لا يمكنك مشاهدة الإباحية إلا عند استطاعتك جسديا.

فالإباحية ترفع مستوى الدوبامين إلى هذا المستوى العالي لفترة طويلة، أطول مما تسببه ممارسة الجنس بصورة طبيعية.


الدوبامين

لو لاحظنا في المخطط السابق أنه يوضح المقارنة بين نسبة الدوبامين التي تفرز في الجسم استجابة لمؤثرات مختلفة كالطعام والنيكوتين والمورفين والإباحية والجنس والكوكايين والأمفيتامين.

نلاحظ ان نسبة الدوبامين التي تفرز مع مشاهدة الإباحية تفوق التي تفرز عند تناول الطعام والمورفين والنيكوتين، وتتساوى تقريبا مع الجنس، وأقل من المفرزة مع الكوكايين والأمفيتامين. 

لكن هل لاحظتم شيئا فارقا مهما، بين الإباحية كعامل مفرز للدوبامين والمؤثرات الأخرى، ستلاحظون أن الدوبامين مع الإباحية يتصاعد ويظل عاليا في الدم فترة أطول من غيره من المؤثرات، حتى أطول من ممارسة الجنس الواقعي مع الزوجة، انظر إلى الشكل التالي:


ادمان الدوبامين

فتكون النتيجة، أن الشخص المدمن للإباحية يشتهي الشاشات ولا يشتهي زوجته نسأل الله العافية.

لمشاهدة الإنفوجرافيك كامل من هنا 

معادلة: الإثارة الشديدة + التجديد + الإمداد اللا محدود + النهم العالي  = الإدمان على الإباحية

النتيجة: فقدان الحساسية Desensitization

مع الوقت سيصبح الرجل المشاهد للإباحية متحسسا فقط للصور المتجددة عبر الشاشات، ويفقد حساسيته للأسف تجاه زوجته في الواقع.

كما أنه سيصاب بملل لو أنه شاهد مشهدا إباحيا مرار وتكرارا.

دوائر أو مسارات المثوبة والدوبامين يصيبها الشلل وفقدان الحساسية.

ففي نقاط الاشتباك العصبي  synapses ، يؤدي إفراز كميات كبيرة من الدوبامين إلى تدني في عدد مستقبلات الدوبامين، ومع الوقت تقفل نهائيا.

وهذا يؤدي مع الوقت إلى فقدان الاستجابة للمتعة واللذة.

هذا النقص في مستقبلات الدوبامين، يؤدي إلى الحاجة إلى إعصار من الدوبامين غير الطبيعي!

 وهذا مُشاهد لدى مدمني الكوكايين، فمع الوقت يحتاجون إلى زيادة الجرعة من المخدر للوصول إلى نفس الشعور بالنشوة التي حصلوا عليها في بداية إدمانهم.

وكذلك مدمنو الإباحية؟

نعم أيضا يحدث هذا لدى مدمني الإباحية.

وهذا يؤدي إلى البحث عن إباحية أعلى جودة ومشاهد أكثر ومزيد من الفتيات ومشاهد مفزعة بل مقرفة وشاذة، بل وأكثر حتى إن البعض قد تحول لمشاهدة مثليي الجنس!

وفي نهاية المطاف ستصاب بضعف الانتصاب والملل ومزيد من الوقت في مشاهدة الإباحية.

 لكن الوضع لن يتوقف عند هذا الحد، سيتسرب الفشل إليك خلال حياتك اليومية، فالأشياء ستصبح رتيبة وستصبح الحياة مملة.

وبعد فقدان مستقبلات الدوبامين الممتعة، ستفقد معها الشعور بالمتع الأخرى في الحياة، ستصبح الحياة بلا هدف واضح، وستفتقد الدافع للشهوة تجاه زوجتك.

معظم الرجال الذين توقفوا عن مشاهدة الإباحية يتحدثون عن هذا الحماس الهائل للحياة والنجاح الذي وجدوه بعد إقلاعهم عنها، ستشعر بذلك قريبا فكن على ثقة بذلك.

كل شيء كميائي، الدماغ يستعيد بعد الإقلاع مستواه الطبيعي من الحساسية وسيحدث له ما يُسمى بإعادة تشغيل.

وهذا هو السبب في أن الكثير من مستخدمي الإباحية مروا بتجربة الاكتئاب والقلق أثناء الاستخدام غير مدركين ما هي المشكلة الحقيقية ويلجؤون إلى الأدوية الخطرة والتي من الممكن أن تسبب لهم مزيدا من الفوضى، إنها كارثة.

نعم مستقبلات الدوبامين ترتد مرة أخرى بعد فترة من الشفاء أو الانسحاب، ولكن المتعة لا تعود بسرعة.

وكلما كانت المشاهدة باكرا، كان تأثيرها أسوأ.

فإذا كنت مثلا قد بدأت في سن  14 عام ، فسيكون لديك خلل في التوازن الكيميائي  بالدماغ في سن  الـ 22.

فوفقا للباحث الكندي سيمون لاجوانيز يقول: إن معظم الأولاد يبدؤون مشاهدة الاباحية في سن العشر سنين!

لقد عانيت من اضطراب القلق ولكن بعد ترك الإباحية هذا القلق قد أخذ مني وقتا طويلا، ولكنني كنت فاقدا لدماغي مدة 10 سنين.

هل لازلت غير مقتنع أن الإباحية إدمان؟:

إنها دراسة نتائجها مثيرة للصدمة، فعندما قام الباحثون بعمل مسح إشعاعي على نوعين من الأدمغة المختلفة لرجال وصلوا إلى قمة نشوتهم الجنسية أثناء الإباحية،

والآخرون أثناء ممارسة الجنس الطبيعي فكانت النتائج مخيفة.

مسح الدماغ الإشعاعي للرجال الذي وصلوا إلى قمة شهوتهم مع زوجاتهم، أظهرت وجود أماكن مضيئة في الدماغ في الأماكن المسئولة عن الرحمة والمحبة،

في حين أظهرت نتائج المسح الإشعاعي لأدمغة الرجال الذين وصلوا إلى قمة شهوتهم مع الإباحية، وجود أماكن مضيئة مختلفة وهي بالضبط ممرات الإدمان التي تضيء عندما يتعاطى المدمن جرعة من الهيروين. 

ويمكنكم الرجوع إلى الدراسة من هنا Valeria Voon Study

أثبتت الدراسة باختصار شديد، أن أدمغة مدمني الإباحية تستجيب للمواد الإباحية مثل ما تستجيب أدمغة مدمني المواد المخدرة من الكحوليات والهيروين وهذا يعني أن المواد الإباحية يمكنها أن تسبب الإدمان مثل بقية المواد المخدرة.

بل هناك ما هو أكثر من ذلك، فقد وجدوا أن مستخدمي الإباحية يشتهون الإباحية لكنهم لا يملكون رغبات جنسية أعلى من نظرائهم غير المشاهدين لها،

هم فقط يشتهون الشاشات!

وأخيرا إليكم 

بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول إدمان الإباحية:

في هذه الثانية هناك أكثر من 30000شخص يشاهدون الإباحية .

7% من مستخدمي الإنترنت يشاهدون الإباحية.

56% من حالات الطلاق تتضمن شخصا مشاهدا للإباحية.

عدد الرجال المتابعين للإباحية 6 أمثال النساء المتابعات لها.

لكن 17% من النساء لازلن مدمنات لها.

يوميا يوجد 68.000.000 بحث عن محتوى إباحي بما يساوي ربع البحث عبر الإنترنت.

والمدهش أن دخل منشورات صناعة الإباحية، أكبر من دخل الإيرادات المجمعة، لشركات مايكروسوفت وجوجل وأمازون و إي باي و ياهو وأبل ونيتفليكس.

ولاية أوتا الأمريكية، لها أعلى معدل استهلاك للإباحية لكل فرد.

هذه الإحصائيات مصدرها   Chris Haven

وأقول لكم ها هي الحقائق بين أيديكم الآن، ويمكنكم فهم ما يحدث لكم عند مشاهدة الإباحية، ولعلكم أدركتم الآن خطورتها الشديدة فاتركوها لله واعقدوا العزم أن تكونوا أحرارا من الليلة وإلى الأبد.

  • اسم الكاتب: سين راسيل
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 24 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 10K
  • عدد المهتمين: 257
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك