ماذا لو صلينا ونحن نتعافى من إدمان الإباحية؟!

إذا كنت لا تصلي فإن الصلاة حقيقة بسيطة، فقط سل الله أن يساعدك على ذلك
A+ A-

يقول أندرو ميشيل في كتابه "كيف توقف العادة السرية" في نصيحته التاسعة: 

عندما كنت في سن المراهقة كنت أستخدم المخدرات، والمسكرات، وكنت في مشاكل مع الشرطة، لقد طُرِدت من كل مدرسة التحقت بها، ولقد هددت والديَ بالقتل.

لم أكن أشعر بشيء سوى الغضب والكراهية والرغبة في الانتحار.

وفي يوم من الأيام  جاء أحد الجيران وأعطاني كتابا ولأنني لم أكن في المدرسة جلست وبدأت القراءة.

قرأت فيه أن الله يجيب دعاء المصلين فاعتقدت أنه بإمكاني محاولة الصلاة، فجثوت على ركبتي وسألت الله أن  يساعدني ومنذ تلك اللحظة شعرت بالسلام والفرح، عندما واصلت القراءة وجدت الأمل.

 وأدركت أن لدي سبب وجيه كي أسعى إليه وهو أن أكون أفضل شخص بغرض مساعدة الآخرين.

ماذا يمكننا أن نفعل هذا في هذه الحياة، الجلوس وممارسة العادة السرية؟!!

كنت أعلم أن الله هو الذي يجيب دعاء المخلصين الذين يتوقون إلى معرفة الحقيقة.   

أفضل استخدام لطاقتك هو أن تكون بصحة جيدة!

صديقي، إذا كنت لا تصلي فإن الصلاة حقيقة بسيطة،  فقط سل الله أن يساعدك على ذلك.

 واطلب المساعدة لفعل ما هو صحيح، تحدث معه وفضفض له، وهو سوف يساعدك.

انتهى كلام أندرو 

 ولقد لاحظت أنا شخصيا من رسائل الأصدقاء التي ترد إلينا، عن طريق الموقع أو عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي، أن كثيرا من الذين اتخذوا قرار التعافي، يقولون أنهم انتظموا في صلاتهم، وبدأوا يحافظون عليها، أو بدأوا يصلون بعدما كانوا منقطعين تماما، وكان ذلك بعد قرارهم بالابتعاد عن الإباحية والعادة السرية.

ومنهم من كان ينصح غيره بأن أفضل الوسائل التي ساعدته على التعافي وقهر الرغبة الملحة للعودة إلى الإباحية هي الصلاة، وخاصة الصلاة في المسجد مع الجماعة، لأن الصلاة بالمسجد لها فوائد كبيرة، خاصة في المساعدة على التعافي، حيث توفر بيئة طيبة بتغيير الصحبة الفاسدة، وتنفس هواء نقيا، بعيدا عن الأجواء المليئة بالفتن في كل مكان، وتغيير المكان من حين لآخر والذي من الممكن أن تضعف فيه النفس وتنتكس ،وكذلك زيادة الإيمان بزيادة الحسنات التي لا تحصى نتيجة الذهاب للصلاة بالمسجد، فالصلاة في جماعة تفضل صلاة الفذ ب27 درجة  .

 ومن فوائدها: تعويد النفس على عمل عكس ما يأمرها به دماغك العاطفي والزاحف، وذلك بالنزول في كل صلاة إلى المسجد، خاصة في صلاة الفجر فيعتاد الدماغ الواعي الرئيسي تولي الأمر، وعدم الخضوع لأوامر الدماغ اللاواعي، بالانزلاق إلى وحل الإباحية حين يضعف الشخص ، فتقوى لديه الإرادة على مقاومة المغريات والمثيرات، وكذلك من فوائدها إزالة الهم والحزن والاكتئاب والأعراض الانسحابية الأخرى، والتي ربما تعقب الترك، أو تعقب الانتكاسات فيستعان بها على الأمور الصعبة، ويمكن للشخص أن يدعو الله وهو ساجد، يسأله أن يعينه على التعافي، وأن يشرح صدره ويقويه، ويأخذ بناصيته إليه، ويتوب عليه ويوسع له في رزقه، ويتولاه ويوفقه إلى ما يحب ويرضى . 

قال ابن كثير ( 1 / 253 ) في تفسير قوله تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة)  " وأما قوله: (والصلاة) فإن الصلاة من أكبر العون على الثبات في الأمر، كما قال تعالى: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر) العنكبوت/45 .

ثم ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه نعي إليه أخوه وهو في سفر، فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) انتهى.

والمسجد مكان لطيف وهاديء ومبارك، ومناسب جدا، تستطيع فيه بعد أي صلاة أن تجلس بعيدا عن الزحام والملهيات خارجه، فتضع لنفسك خطتك للتعافي، ويمكنك أيضا كتابة اليوميات، وتستطيع فيه ممارسة التأمل والتفكر الذي يساعد كثيرا في التعافي من الإدمان.

وجميل جدا، لو خلوت بربك الكريم ليلا، تناجيه وتسأله المغفرة والعون، فما أحلى صلاة الليل والناس نيام وأنت تقف بين يدي الرحيم التواب الرزاق تسأله من فضله وترجو هدايته.

  • اسم الكاتب: أندرو ميشيل
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 25 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 182
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك