الدرس التاسع: كيف تغير تقنية التعرض ومنع الاستجابة دماغك للأفضل؟

ممارسة تقنية (التعرض ومنع الاستجابة) هي الأداة التي يجب استخدامها باستمرار وبشكل منتظم عندما لا تشعر بشيء تحْذَره أو تحاول تجنبه.
A+ A-

في الدرس الأخير أعتقد أنك قد أكملت الممارسة الأولى للتعرض ومنع الاستجابة وإن لم تكن قد فعلتَها فأنا أشجعك على القيام بذلك الآن.

إن الخطأ الشائع أن الناس يعتقدون أن ممارسة تقنية (التعرض ومنع الاستجابة) هي الأداة التي يمكن استخدامها لتجنب فعل ما تسعى لتركه كمشاهدة للإباحية. الواقع هو العكس تماما: إن ممارسة تقنية (التعرض ومنع الاستجابة) هي الأداة التي يجب استخدامها باستمرار وبشكل منتظم عندما لا تشعر بشيء تحْذَره أو تحاول تجنبه.

اسمحوا لي أن أذكركم بنظرية (الدماغ الثلاثي): تذكر مناقشتنا حول نموذج (الدماغ الثلاثي) وكيف أن (الدماغ العاطفي) يمكن أن يتولى التحكم بجسمنا ويجعلنا نتلهف ونشعر ونفكر في الأشياء التي لا نريد أن نفعلها حقا في حياتنا، فإذا بدأ (الدماغ العاطفي) بتولي القيادة وبدأ يدفعك لأن تفعل ما يغضب الله، حينها سيكون دماغك (الفكري الرئيسي) في حالة من الضعف، لا تسمح له بأن يتذكر أن يفعل تقنية (التعرض ومنع الاستجابة) لأنها لن تبدو فكرة جيدة حينها.

ممارسة (التعرض ومنع الاستجابة) ليست أداة لمساعدتك على التوقف عن فعل شيء لا ترغب بفعله، وإنما هي أداة لمساعدتك على تدريب الدماغ العاطفي على أن يتلهف لأشياء مختلفة.

هذا هو السبب في أنه يجب استخدام ممارسة (التعرض ومنع الاستجابة) باستمرار ويوميا وعلى مدى فترة طويلة من الزمن لا تقل عن ثلاثين يوما لتحصل على النتيجة المرجوة، فهي تمرين لدماغك العاطفي.

أنت تقوم بتدريبه، أنت تتركه يشعر قليلا باللهفة والشهوة، ثم تعلمه كيف يتفاعل ويستجيب معها بطريقة صحية.

وحين تكرر هذا التدريب باستمرار، فإن (الدماغ العاطفي) سيدرك أن هذا النشاط مهم، وسوف يبدأ بعد ذلك من تلقاء نفسه بالتعامل في كل مرة في المستقبل بنفس الطريقة الصحية التي تدرب عليها.

هل تذكر عندما كنت تتعلم قيادة السيارة كم كان ذلك من الصعب بادئ الأمر؟ كنت حاضرا تماما بكل جوارحك أثناء التدريب، وكان الأمر يتطلب الكثير من الجهد الواعي، أليس كذلك؟

هل بإمكانك أن تقود سيارتك بإتقان وأنت تفكر وتستمع إلى الراديو أو تتحدث على الهاتف النقال وأنت تقود السيارة؟ نفس الشيء يحدث مع ممارسة (التعرض ومنع الاستجابة) إن كنت تمارسها بشكل منتظم.

يقول (أليكس) :"حتى يومنا هذا وأنا لا أزال أتلقى طلبات من دماغي الزاحف لفعل ما كنت أقوم به سابقا، ولكن الآن عندما يحدث ذلك فإن ذهني العاطفي لديه حق الوصول إلى نوعين من الذكريات: واحدة: هي سلوكياتي السابقة المرتبطة بالمواد الإباحية والتلفزيون والكمبيوتر والمجلات الخليعة، وما إلى ذلك من تلك المصادر القوية التي كنت أستخدمها من قبل، والثانية: هي السلوكيات الجديدة التي استحدثتها".

فأنت أخي العزيز لديك الآن نوع جديد من الذكريات: الشعور القوي بأن الله يراقبك وقد أصبحت قريبا منه تحبه، تريد أن تفعل أي شيء لتعوض ما اقترفته من خطايا وآثام في الماضي ليرضى عنك، تشعر باحترام الذات، تشعر بحلاوة الطاعة ولذة الصلاة ومتعة قراءة القرآن، تشعر بأنك إنسان ناجح، يحبك الناس من حولك، قريب من أولادك وزوجتك، يحبون جوارك وتحب جوارهم… إلى آخره.

تشعر أنك قد حققت مراد الله عز وجل فَحَقَّقَ اللهُ بفضله وَمَنِّهِ أمنيتَك؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ الرعد: من آية 11.

هذا الشعور أقوى من أي فائدة (وهمية) ربما تحصل عليها لو تصرفت بما لا ينبغي أن تقوم به.

بالإضافة إلى ذلك، فعندما أشعر بأي شيء يثيرني، ألاحظ نفسي وقد بدأتُ بالانخراط في ممارسة تقنية (التعرض ومنع الاستجابة) تلقائيا دون الحاجة إلى التفكير في الأمر، فأنا أجد نفسي وقد بدأت في أَخْذِ نَفَسٍ عميق دون حتى الحاجة إلى بذل مجهود كبير، هذه العادة الجديدة فقط تأتي مع ممارسة ثابتة لهذه التقنية.

آمل أن تساعدك ممارستك المستمرة لهذه التقنية على تطوير مماثل لنوع جديد من الذاكرة واستجابة صحية تلقائية.

اليوم أنا أشجعكم على تحميل قائمة المحفزات التي تخاطب الروح حقا، وقد كتبتها في مقال خاص تحت عنوان (39سببا تجعلني أترك الإباحية).

عند الانتهاء، اكتبها على ثلاث أو خمس بطاقات صغيرة من الورق المقوى بخط كبير، بيان واحد لكل بطاقة، واستخدم هذه البطاقات في ممارستك اليومية لتقنية (التعرض ومنع الاستجابة)، وتأكد من أن تقرأ بصوت عال لنفسك: (الناس يتعلمون أفضل من خلال مزيج من العمل والرؤية والسمع، وعند استخدام بطاقات الورق المقوى فكأنها تراهم وتحركهم) أسْمِعْ نفسك وأنت تقرأهم مما يسّهل كثيرا عملية التعلم الخاصة بك.

في الدرس المقبل بإذن الله سنذهب لنلقي نظرة على استراتيجية مهمة يمكنك بفضل الله استخدامها لمساعدتك على التحرر من قيد الإباحية، أنا فخور بكم، استمروا بالعمل الجاد.

  • اسم الكاتب: أليكس
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 25 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 204
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك