الدرس الحادي عشر: استراتيجية مهمة تساعدك على النجاة من إدمان الإباحية

حاولت استخدام إرادتي فترة من الوقت، وكانت أطول فترة استطعت أن أتحكم بها في نفسي بعيدا عن الإباحية كانت أسبوعين وفي كل مرة أنزلق فيها، أقول لنفسي على أية حال أنا فعلتها، فانغمس في فترات من عدم التحكم بالنفس مرة أخرى
A+ A-

سنتحدث بإذن الله في هذا الدرس والدروس الأربعة التالية له عن كيفية تكوين رؤية جديدة.

كثير من الناس يقضون معظم الوقت في محاولة للعثور على "طريقة مثالية" تكون سببا في إطلاق سراحهم من قيد العبودية للإباحية.

الحقيقة أنه لا يوجد طريقة مثالية، فمعظم الطرق جيدة، لا توجد طريقة واحدة منها مثالية.

ما الذي علينا القيام به إذا لم يكن هناك طريقة تعمل 100٪ ؟ كيف لنا أن نضرب  إدماننا في مقتل ونخلص أرواحنا منه؟

يقول أليكس: النهج الذي عملت به (وما زلت)، استخدام مزيج من الأساليب لمساعدتي في التحرر.

و بذل كل جهد ممكن في نفس الوقت.

فبدلا من المحاولة بأسلوب واحد على أمل أنه سيؤثر بقوة، فقد قررت أن أفعل كل ما هو ممكن في نفس الوقت لمساعدتي في التغلب على الإدمان.

إن أليكس قد ساق قصة من الأدب الأمريكي القديم، مستدلا بها على استراتيجيته تلك.

ﻗﺎﻝ الحكيم ﻟﺤﻔﻴﺪﻩ "ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻮﻑ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ".

ﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ: "ﺃﺳﻤﻌﻚ ﻳﺎ ﺟﺪﻱ".

ﻘﺎﻝ: "ﻓﻲ نفس ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺗﺪﻭﺭ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻫﻲ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺫﺋﺒﻴﻦ، ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﻳﻤﺜﻞ: ﺍﻟﺸﺮ، ﺍﻟﺤﺴﺪ، ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ، ﺍﻻﻧﺎﻧﻴﺔ، ﺍﻟﻜﺬﺏ"

ﻫﺰ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻗﺎﻝ: "ﻭﺍﻷﺧﺮ؟"

ﺍﻟﺠﺪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ: "اﻷﺧﺮ ﻳﻤﺜﻞ: ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺍﻟﺤﺐ، ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﺍﻻﺧﻼﺹ"

ﺗأﺛﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺻﻌﻮﺑﺘﻬﺎ، وﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺳﺄﻝ ﺟﺪﻩ: "ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻱ ﺫﺋﺐ ﻳﻨﺘﺼﺮ؟"

ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺠﺪ ﻭﻗﺎﻝ: "ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺍﻟﺬﻱ أﻧﺖ ﺗﻄﻌﻤﻪ ﻭﺗﻐﺬﻳﻪ".

إليكم قصة أخرى تحمل نفس المعنى، لكنها حقيقية حدثت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-

جاء رجلٌ إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فقال: يا رسولَ اللهِ! إني عالجتُ امرأةً في أقصى المدينةِ، وإني أصبتُ منها ما دون أن أمسَّها، فأنا هذا فاقضِ فيَّ ما شئتَ.

قال له عمرُ: لقد سترك اللهُ، لو سترتَ نفسك.

فلم يَرُدَّ عليهِ رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- شيئًا.

فقام الرجلُ فانطلق.

فأتبعه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجلًا دعاه.

وتلا عليه هذه الآيةَ: أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ الّليْلِ، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [ 11 / هود / 114 ] .

قال رجلٌ من القومِ: يا نبيَّ اللهِ! هذا له خاصَّةً؟ قال: "بل للناسِ كافَّةً". وفي رواية: يا رسولَ اللهِ! هذا لهذا خاصَّةً، أو لنا عامةً ؟ قال "بل لكم عامَّةً" .صحيح مسلم.

و معنى عالجها دون أن يمسها: أي قبلها ولم يجامعها.

يقول الدكتور عمر المقبل: ومعنى الآية ـ التي تضمنت هذه القاعدة باختصار: أن الله تعالى يخاطب نبيه -صلى الله عليه وسلم- وهو خطاب للأمة كلها  بأن يقيموا الصلاة طرفي النهار، وساعاتٍ من الليل، ينصب فيها قدميه لله تعالى، ثم ذكر علّلَ هذا الأمر فقال: {إن الحسنات يذهبن السيئات} أي تمحوها وتكفرها حتى كأنها لم تكن، على تفصيل سيأتي بعد قليل -إن شاء الله-

والإشارة بقوله تعالى: {ذلك ذكرى للذاكرين} إلى قوله: {فاستقم كما أمرت} وما بعده، قيل: إلى القرآن، ذكرى للذاكرين: أي موعظة للمتعظين.

وكما أن هذه القاعدة صرحت بهذا المعنى، وهو إذهاب الحسنات للسيئات، فقد جاء في السنة ما يوافق هذا اللفظ تقريباً، كما في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنّه، من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن".

وتأمل في هذه الكلمة المعبرة، للحسن البصري رحمه الله: "استعينوا على السيئات القديمات، بالحسنات الحديثات، وإنكم لن تجدوا شيئا أذهب بسيئة قديمة، من حسنة حديثة، وأنا أجد تصديق ذلك في كتاب الله: {إن الحسنات يذهبن السيئات}.

اللهم ارزقنا حسناتٍ تذهب سيئاتنا، وتوبة تجلو أنوارها ظلمة الإساءة والعصيان، والحمد لله رب العالمين. انتهى كلامه رحمه الله.

يكمل أليكس فيقول: قبل بضع سنوات اكتشفت أنني مدمن للإباحية، و كنت قادرا على الإقلاع عن التدخين، ولقد أقلعت بالفعل عنه سريعا و كلية.

و قررت استخدام نفس النهج مرة أخرى لترك الإباحية، فحاولت استخدام إرادتي فترة من الوقت، وكانت أطول فترة استطعت أن أتحكم بها في نفسي بعيدا عن الإباحية كانت أسبوعين وفي كل مرة أنزلق فيها، أقول لنفسي على أية حال أنا فعلتها، فانغمس في فترات من عدم التحكم بالنفس مرة أخرى.

أخيرا شعرت بأني مررت بما يكفي بعد نحو عام من المحاولة والفشل، فكرت في السبب فوجدته أنني أغذي نفسي الشريرة بما تريد، ولا أعين نفسي الخيِّرة كما ينبغي، وأن هذا هو سبب الزلات، ففي أي فريق أنا؟ مع نفسي أم ضدها؟

بعد حوالي يومين، كنت أقضي عطلة نهاية الاسبوع في منزل والدتي حيث قضيت 5-6 ساعات أخرى في إدماني. و حينما اكتفيت أدركت أنني حقا علي أن أفعل شيئا مختلفا إذا أردت أن أوقف تلك السلوكيات، كتبت قائمة بجميع الأشياء التي يمكن أن أفعلها لتغذية نفسي الخيِّرة بداخلي.

وتضمنت قائمتي مراقبة مشاعري، تناول الطعام الصحي، وشرب ما يكفي من المياه، والحصول على قسط كاف من النوم، والقيام يوميا بالرياضة، والتأمل، وكتابة اليوميات، وممارسة تقنية التعرض ومنع الاستجابة  التي تعلمتها من كتاب بعنوان "اقتلوا الشهوة".

منذ ذلك الحين، شاركت توجهي لدعم وإطعام نفسي الخيِّرة بالأعمال الصالحة والمفيدة مع العديد من الآخرين وتلقيت استجابات إيجابية جدا منهم.

إنها استراتيجية غاية في القوة والأهمية إن كنت تريد بصدق النجاة، فابدأ بتعويد نفسك الخير واعمل وثابر واجتهد وتدرج وبادر ولو بأعمال قليلة.

وحافظ عليها وواظب، فخير الأعمال أدومها وإن قل. وإن سقطت فانهض ولا تيأس ودع الكسل والفتور وتقوى بالعمل الصالح، واستعن بالله ثم استغفر واذكر الله. وكلما وقعت فازدد عملا صالحا في تحد لنفسك الأمارة وشيطانك وهواك لا أن تستسلم، وقل لنفسك كلما أوقعتني في المعصية يا نفسي كلما زدت طاعة لله، فسيأتي يوم وقد غلبتها، ثق في ذلك.

مثلا كنت قد بدأت مثلا بقراءة صفحة من القرآن يوميا، فبعد وقوعك في المعصية مرة أخرى زدها إلى ربع، وهكذا جميع الطاعات والأعمال الصالحة.

طبقوا تلك الاستراتيجية وأخبروني بالنتائج المفرحة الطيبة.

في الدرس المقبل بإذن الله سنذهب لنلقي نظرة على نموذج قوي من شأنه أن يساعدنا على فهم كيف تؤثر معتقداتنا على عواطفنا.

و تأكد من أن تفعل ممارسة تقنيةالتعرض و منع الاستجابة  الخاصة بك اليوم أرجوك!

  • اسم الكاتب: أليكس
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 25 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 182
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك