مشاهدة الإباحية تؤثر سلباً على عقلك من خلال 6 أشياء

ما النتائج المحتملة بعد الوقوع في مشاهدة الإباحية؟ وسؤالنا يسعى إلى معرفة مدى مساهمة الإباحية، في سوء حالة العقل. وليس إن كانت الإباحية، هي المسبب الأول لسوء حالة العقل. وسنحاول الإجابة على ذلك السؤال من خلال طرح ست نقاط
A+ A-

في البداية، لا بد من التسليم بأمر معين، ألا وهو أنه: لا يوجد حتى الآن رابط وثيق بين مشاهدة الإباحية، وسوء حالة العقل.

وفي الوقت نفسه، ليس من المنطقي أن نعاين مرضى عقليين، ونربط سبب سوء حالتهم بالإباحية، فعلى سبيل المثال، قد نجد شخصا يعاني من مرض عقلي معين وكان يشاهد الإباحية قبل ذلك، وفي الوقت نفسه نجد شخصا آخر يعاني من نفس المرض ولكنه لم يشاهد الإباحية في حياته.

لكن السؤال الذي ينبغي أن نسأله لأنفسنا: ما النتائج المحتملة بعد الوقوع في مشاهدة الإباحية؟ وسؤالنا يسعى إلى معرفة مدى مساهمة الإباحية، في سوء حالة العقل. وليس إن كانت الإباحية، هي المسبب الأول لسوء حالة العقل. وسنحاول الإجابة على ذلك السؤال من خلال طرح ست نقاط وهي:

الشعور بالذنب

لا يوجد شخص منغمس في الإباحية ويشعر بسعادة عارمة، بعد أن شاهد الإباحية، ومارس العادة السيئة؛ فبمجرد أن يفيق من سكرة شهوته، نجده يندب حظه، ويندم على تلك الفعلة، لما لها من آثار وأضرار على الجسد.

وفي نفس الوقت قد نجد من حديثي البلوغ مَن يمارسون ذلك الفعل، وقد لا يشعرون بذلك التأنيب الذي يعاني منه الكبار. وهذا غير مستغرب، فقد يكون حديثو البلوغ، لا يعرفون مدى ضرر تلك العادة عليهم،  وفي نفس الوقت، لا يمكنهم تقدير عواقب الأمور، فكلما نضج عقل المرء، كلما أصبح أكثر تقديراً لعواقب الأمور. ولكن مع ذلك، لا نجد حديثي البلوغ، يشعرون بذلك الشعور النبيل، أو أنهم قاموا بعمل إنساني عظيم، يشكرون عليه من قبل الإنسانية، وإنما هو عمل دنيء.

وتجده عندما يريد فعله، يتوارى عن أنظار الناس، وعادة يقوم به في بيت الخلاء ( أجلَّكم الله).  والندم المتزايد قد يسبب أضرارا صحية على عقل المشاهد؛ وذلك لأنه كلما تذكّر المدمن، أنه شاهد الإباحية، فإنه عقله يذكره بالأسى والضيق الذي حلّ به جرّاء تلك المشاهدة؛ وهذا قد يصل بالمرء إلى الكآبة.

ولكن بالنسبة لمَن اعتاد مشاهدة الإباحية، وأدمن عليها أشد الإدمان، فإن شعور الندم قد يتم تجاهله عادة من قِبَل العقل، ويتمّ التركيز على النشوة الآنية التي يحصل عليها، أثناء المشاهدة، وما ذلك إلا من شدة إدمانه؛ إذ يركّز العقل فقط على ما يُمتّعه، ويتجاهل العواقب المريرة التي حصلت له مرات عديدة. وعادة فإن غضّ الطرف عن العواقب، قد تكون لها عواقب وخيمة جداً، بحيث قد يصل بالمدمن، إلى تطبيق ما يشاهد من مقاطع الإباحية، ضارباً عرض الحائط  بالعواقب والأضرار الناتجة عن ذلك.

العار والبعد الاجتماعي

عادة يشاهد المدمن الإباحية، في معزل عن الناس؟ وبعيداً عن أعينهم، وهذا الوقت الذي يقضيه أمام الشاشات، كان بالإمكان قضاؤه مع رفاقه، في نزهة. فتجد بعض المدمنين يصل بهم الحال، إلى أن يُؤثِر أحدهم مشاهدة الإباحية، على مقابلة رفاقه أو صلة رحمه. وهذا يؤدي إلى ضعف العلاقات و شعور المرء بالوحدة. وقد يؤدي إلى انغماس أكثر في الإباحية.

في الوقت نفسه، لو كان لديه رفاق فإنه يخشى معرفتهم لأمره، وماذا ستكون ردة فعلهم، في حال قد علموا بشأنه؛ هل سيسترونه أم يفضحونه؟!!! وإن لم يتمّ الكشف، هل يستمر معهم، وهو بواجه الصديق الصالح، وصديقه يعلم ما يفعله، عندما يكون بعيدا عن أنظار البشر؟

كل هذه الأفكار السلبية، والتردد، والوحدة. تؤثر سلباً على الصحة العقلية، والرفقة الصالحة، تُعين المرء على الصلاح. فعندما يرى المدمن أن رفاقه صالحون، لهم أنشطة تفيد المجتمع. فإن ذلك يُحفّزه على التعافي، وأن يكون مثلهم، كما يترك تأثيرا إيجابيا في المجتمع.

انتكاس للفطرة - تغير مفهوم قيمة الأشخاص

الممثلون والممثلات، في الإباحية يتم تقييمهم في العادة، على المظاهر الخارجية: الطول، العرض، الوزن، اللون… الخ. وعندما يغرق المدمن في المشاهدة، فبعد حين ستتكوّن لديه المعايير التقييمية لممثلي وممثلات الإباحية، ويصبح تقييمه للناس قائمًا على المظاهر الخارجية، ضارباً بعرض الحائط، المظاهر الداخلية من الصدق، والمحبة، والإخلاص، وغيره. والحقيقة أن المظاهر الخارجية، لا تدوم مدى الحياة، فسوف يكبر الرجل، وتضعف قواه، وتكبر المرأة، ويذهب بريق جمالها، والذي يبقى هو المظاهر الداخلية، بل إنها تصبح أكثر جمالاً كلما مرّ العمر.

ويكمن الضرر على العقل عندما يبدأ المشاهد في تطبيق تلك المعايير على نفسه، ويقارن شكله الخارجي، بشكل الممثلين الذين يراهم في الأفلام.

وكالعادة، فإن جسده لن يكون مطابقا لهم؛ لأن ممثلي وممثلات الإباحية يتمّ اختيارهم بعناية شديدة، بين العديد من المتقدّمين. وهذه المقارنة، تبعث في نفس المشاهد النظرة السلبية لذاته، وقد يشعر بأنه لن يكون ناجحا جنسياً، في حال إن تزوّج بسبب أن جسده ليس مثل أجساد الممثلين، وما ذلك إلا وهم، يساهم في الانغماس أكثر في الإباحية.

التهرُّب من المشاعر السلبية

الحياة لا تخلو من المشاكل والمصائب، فلا يكاد يخلو يوم من وجود منغّصات الحياة. والإباحية تجعل العقل يعتاد عليها، كمخدر للهروب من مشكلات الحياة. حقًّا قد يشاهد المرء الإباحية، في بادئ أمره من أجل الشهوة، ولكن سرعان ما يتحوّل هذا الأمر إلى مشاهدة؟ للتخدير والهروب من مشكلات الحياة. وهذا يضرّ بالعقل سلباً؛ إذ يعتاد العقل على الهروب من المشاكل، بدلاً من مواجهتها وحلّها.

شدة الإثارة

الأفلام الإباحية شديدة الإثارة، وتُعطي العقل جرعة عالية من الدوبامين قد تكون أعلى من أي نشاط آخر طبيعي. وذلك يؤدي إلى الملل، والزهد، في النشاطات الحياتية الأخرى، من زيارة للأقارب والأصدقاء، والمذاكرة والجماع بين الزوجين. وهذا كله يؤدي إلى ضرر العقل، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

عدم استثمار الوقت بالشكل المناسب

النجاحات العظيمة التي يُحقّقها الإنسان، ما هي إلا نتيجة مجموعة من العادات، والمعارف، والمعلومات، التي كوّنها في السابق، وتشكّلت بطريقة ساهمت في وصوله إلى المراتب العالية! بعد توفيق الله. والأشخاص غير المدمنين على الإباحية، لديهم وقت فائض يمارسون فيه هواياتهم من ركوب الخيل، أو القراءة، أو تجربة هواية جديدة. وذلك على عكس مدمن الإباحية، الذي يقضي معظم وقته أمام المقاطع الإباحية. فلو قمنا بتجربةٍ على شخصين: أحدهما بقي يشاهد الإباحية مدة ثلاث سنوات، والآخر لا يشاهدها وبقي يشغل وقت فراغه في أمور نافعة. سنجد الفرق واضحا بين تفكيرهما: فغير المدمن عادة يكون متطلعا للنجاح والتأثير بالخير، والمدمن نجده شاغلا فكره بما يرى.

الخاتمة

إن كنت ممّن اعتاد مشاهدة الإباحية (ونسأل الله أن يُعينك على التخلّص من هذه الآفة) فاسأل نفسك: أي من هذه النقاط كان لها التأثير عليك، وجعل من ذلك الأمر محفزا لك للتوقّف عن الإباحية؟ لأن عقلك بإذن الله بإمكانه الرجوع إلى طبيعته، بعد التوقّف عن الإباحية، والعادة السيئة خلال ما يقارب 90يوما.

  • اسم الكاتب: Brad Hambrick
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أ. بويعقوب
  • مراجعة: أ. محمد حسونة، أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 26 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 192

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك