خواطر حول الانتكاسة

كثير من أحبابنا إذا انتكسوا أهمهم ذلك واسودت الدنيا فى وجوههم وظنوا أن لا فائدة من المحاولة وأنه لا تغيير من حالهم وأن لا تحسن فى تعافيهم من هذا البلاء .
A+ A-

سنتحدث بداية عن نقطتين :

ممنوع منعا باتا النظر لأى منظر إباحى (أيا كانات درجة التعرى ولأي زمن قصر أو طال )

لو هاجمتك الصور المثيرة كن سباقا برد فعلك و افعل الآتى :

بداية قبل أن تسمح لدماغك بالتلذذ بهذه الصور ويبدأ تفاعل الدوبامين معك , أعدَّ مكانا خاصا بك سواء تجلس فى الهواء الطلق مستمتعاً بنسماته اللطيفة أو على قمة جبل تتأمل فى الكواكب والنجوم فى السماء الواسعة , أو اذهب لرحلة صيد أو اذهب إلى حديقة الحيوانات أو على شاطىء البحر تتنسم هواء البحر المنعش أو على حسب ماتوفر من الأماكن الطبيعية فى بلدك .

أولا ً: لا تعطى الأمر أكثر من حجمه . هذه الصورة المثيرة التى طرأت على مخيلتك ضعها  فى حجمها الطبيعى . ما هو إلا وضع يأنف البشر أن يراهم أحد عليه (وحتى بعض الحيوانات ) . اعتبرها كصورة مثل التى تراها عندما تخرج من بيتك لعامل النظافة الذى ينظف الشارع أو تلك المرأة التى تشترى بعض الأغراض من البقالة . هل صورهم تظل عالقة فى ذهنك طول اليوم ؟ أم تأخذ وقتها ولا تتذكرها بعد ذلك .أو تخيلها كنجمة فى السماء من ليلة من ليالى الصيف حيث تظهر وتلمع ثم ما تلبث أن تختفى عن الأنظار . كلما هولت الأمر واهتمت نفسك بهذه الصورة كلما زاد التصاق هذه الصور بمخيلتك والعكس بالعكس .

ثانياً : الخطوة التالية – بعد إهمال الصورة المثيرة – أن لا تترك مخيلتك فارغة فإنك إن فعلت ذلك لا تلبث الخواطر أن تعود إليك مرة أخرى ولكن استحضر بيئة أخرى محببة لنفسك وتخيل نفسك تستمع بما فيه من مرح و سرور (كأنك تشارك فى سباق للركض وتفوز- أو أتممت حفظ القرآن – أو كأنك حصلت على مؤهل أكاديمى عالي ويتم تكريمك أو تعلمت أمورا جديدة ماكنت تعلمها من قبل ذلك ) واستمتع بتخيل هذا الوضع السعيد حتى يملأ عليك جميع مخيلتك .

 *افعل الخطوتين السابقتين حتى تصير عادة لك تفعلها تلقائيا كلما هاجمتك تلك الصور المثيرة .

التسامى وعدم الالتفات لهذه الصور :

أول وسيلة دفاعية عليك أن تتخذها للتخلص من هجوم هذه الصور عليك هو التجاهل التام لها ، هذا هو أفضل أسلوب صحي وبن٘اء لتطرح هذه الصور جانبا إذا ما بدأت هجومها عليك .

تجاهلها تماما وإياك أن تفتح حوارا معها فتكون بذلك منحت لشيطانك فرصة ليوقعك فى حبائله وليقوى أكثر وأكثر حتى لا تستطيع أن تفعل معه شئيا إلا ما يطلبه منك .

واحذر أن يغرك حب الفضول أو ثقتك الزائدة بنفسك لهذا المنزلق فكفى ما وقعت فيه من قبل ولا يلدغ مؤمن من جحر مرتين .

فالغباء أن تكرر نفس الفعل مرة ثانية وتنتظر نتائج تختلف عن نتائج المرة الأولى .

إنك إن فعلت وبدأت الحوار تكون كمن قابله عدو أشد مكراً ودهاءً منه فظن أنه يستطيع أن يغالبه فى دهائه وأن يسلم من مكره فبدأ بحواره . فما لبث حتى أحاط به عدوه وأحكم نصب شباكه لصيده وتدميره وكلما مر الوقت كلما ازداد العدو قوة وازددتَ أنت ضعفا .

وزاد صوته ارتفاعا وقل صوتك انخفاضا حتى لن تجد مفراً من الاستسلام منه .

فسبيل النجاة من هذه الهجمات الإباحية التى تهجم على الدماغ هو إعطاؤها  حجمها الضئيل الطبيعى ثم  التجاهل التام وأن لا تترك لها فرصة حتى تنفذ إليك أو تجرك لأي نقاش معها أنت الخاسر حتماً فيه .

هل الانتكاسة عودة إلى نقطة الصفر :

كثير من أحبابنا إذا انتكسوا أهمهم ذلك واسودت الدنيا فى وجوههم وظنوا أن لا فائدة من المحاولة وأنه لا تغيير من حالهم وأن لا تحسن فى تعافيهم من هذا البلاء .

هل  تذكرون  لعبة “ماريو” أو “كلاو ” أو غير ذلك من ألعاب الفيديو التى تنقسم إلى عدة مستويات (ثمانية او عشرة أو عشرون أو غير ذلك )

إذا ما بدأت باللعب فى المستوى الأول وتجاوزت المستويات حتى وصلت إلى المستوى الثامن مثلاً ثم بعد ذلك سقط ماريو فى النار أو أكلته السلحفاة وقضت عليه . هل المحاولة التالية تكون من المستوى الأول كأنك لم تجتز أى شىء فى هذه اللعبة ؟ أم إنك تعيد اللعب فقط فى المستوى الثامن .

كذلك التعافى من الاباحية مثل ألعاب الفيديو هذه إذا ما كنت فى تعافى لعشرين – خمسين – ستين يوما ثم حدثت الانتكاسة بعد ذلك  لا تظن أن حالك فى هذا الوقت كحالك يوم كنت منغمسا فى الإباحية  . لا بل إنك -صدقاً وواقعا- قد قطعت شوطا فى تعافيك فما عليك إلا أن تقوم وتنفض غبار انتكاستك وتواصل مشوار التعافى . فالانتكاسة أمر متوقع فى هذه المرحلة فتعامل معها بحكمة وتعلم من أخطائك .

فأنت بدأت اللعبة (مشوار التعافى ) من اليوم الذى اتخذت فيه قرار التعافى لتغيير حياتك للأفضل . فاذا انتكست (هزمت فى اللعبة) لا تعود لنقطة الصفر ( المستوى الأول من اللعبة ) وإنما تبدأ من نقطة أنت أكثر قوة وأصفى ذهنا من حالتك وأنت منغمس فى الاباحية . 


_أعد قائمة خاصة بماذا يدفعك لمشاهدة الإباحية وماذا تجنيه منها بعد ذلك وماذا ستكسب باجتنابك إياها؟ :

ما الذي يدفعك للإباحية ؟

-لذة أحصل عليها لفترة من الوقت (ساعة)

– تعطينى الشعور بذروة النشوة الجنسية (افراز الدوبامين ) 

– تأخذنى إلى خيال من الجنس والشهوة أفتقده فى الحياة الواقعية . 

ما الذى أجنيه منها بعد ذلك ؟

– الوقوع فى معصية الخلوة حيث أجعل الله أهون الناظرين إلى٘ .

– أشعر بفقدان الأمن الداخلي وكلما نظر إلى٘ أحد أشعر فى عينيه بنظرة استنكار لما فعلته ( وإن لم يقصد ذلك ) كما قال الله – عزوجل – عن المنافقين : (يحسبون كل صيحة عليهم ) بسبب شعورهم بالذنب وترقب الفضيحة أو نزول العقاب بهم .

– ضعف في جسدي وفقد لعنفوان شبابي .

– أفقد اعتزازى بنفسى كشاب مسلم ينبغى أن يكون مجاهداً عالماً رجلٝ كما أراد الله مني ، لا خسيس النفس يدور اهتمامه حول التبذل والعري وما تترفع عنه حتى الحيوانات  .

– يتجاوز حصاد هذا الفعل من نفسي إلى فعلي فأكون سريع الغضب أنفعل لأتفه الأسباب ، فظا غليظا لا أحسب حسابا لمدى وقع كلماتي على غيري حتى وإن جرحت فالجرح لا يبرأ إلا بصعوبة ، فما أجني من ذلك إلا عقوقاً لوالدين أو ظلما لزوجتي وأقربائي .

– انخفاض كفاءتي في أدائي لواجباتي الوظيفية مما يؤدي إلى تدني تقييمي من قبل رؤسائي لعدم تحقيق مستهدفاتى وقد أفقد وظيفتي وعملي وأصبح عاطلا فاشلا أخيب آمال  من يرون في٘ القدوة .

– وقوعي في الإباحية يؤدي بي لمزيد من العزلة الاجتماعية وقابلية لأن أترك صداقاتي مع أصدقائي المقربين لأجل صديق الإباحية السوء . مما يجعلنى وكأنى بين الناس غريبا لا أفهمهم ولا يفهمونني .

– الجزاء من جنس العمل فكما وقعت فى الحرام حُرِمتُ من الحلال ، فلا أستمتع ولا أستريح مع زوجتى فى أثناء الجماع الحلال و لا أجد النشوة المفترض وجودها .

– الأيام التالية لمشاهدة الاباحية تعتبر ضائعة لا أستطيع أن أقوم بحق نفسي أو غيري على٘ أو واجباتي في عملي لمدة تصل لأربعة أيام كان من المفترض أن تُقضى في أشياء أكثر نفعا بدلاً من أن تضيع هباءً منثوراً .

– الشعور بالارتباك الاجتماعي والانسحاب سريعا من اللقاءات العائلية نتيجة أنني لا أجد نفسي مستحقا لروابط أفتخر بها تمنحني الاعتزاز الذاتي .

– الاصابة بالاكتئاب والشعور بالقلق .

– التشتت وصعوبة التركيز وحصر الذهن (كيف يحضر الذهن و هو مفرق من قبل الخيالات الإباحية ؟  ) وفقدان الذهن الصافى اليقظ .

تَذْكُرُ ذلك الشخص الضائع  المكتئب سريع الغضب والانفعال الذي رأيته في  نفسك من قبل ؟؟؟

 فإن استمررت في هذا السبيل فنهايتك ستكون سيئة ، ومن ثم اتخذ قرارك بالتعافى لتغير حياتك للأفضل .

ان انتكاستك سترجعك إلى هذا الشخص الذى لاتحب أن تكونه  ، حان الوقت للتغيير لا وقت للعودة إلى الوراء .

 دماغك منحة من الله لتفكر به وتستعمله فيما خُلق له ، فلا تستعمله فى النظر للاباحية فتفسده .

-الدوبامين هرمون السعادة لولاه لسئمنا الحياة  ومستقبلات الدوبامين في  دماغك لم تخلق لكل هذا الكم من الشهوة والمناظر المثيرة ، فنظرك للإباحية يفسدها ويجعلها لا تعمل عملها الأصلي .

ما الذى سأكسبه باجتنابى للإباحية ؟:

- سأكون قادراً على مسايرة الحياة بضغوطها مهما كانت الضغوط شديدة ، لن أنعزل نتيجة الضغوط بل سأتفاعل مع من حولي من الأشخاص و سأبتسم للصعوبات وأواجهها حتى أتغلب عليها .

(بخلاف حالي أثناء انغماسي في الإباحية حيث يكون الهروب من المواجهة هو خياري المفضل دائما مهما كانت العواقب وخيمة ، وسأهرع إلى العزلة حتى أصاب بالاكتئاب . )

- سيتحسن أدائي في عملي ويزداد إنجازي فيه ومن ثم ستتحسن حالتي الاقتصادية والنفسية .

- سيلاحظ من حولي تغييرا للأحسن في شخصيتي وتعاملي معهم مما سيقوي روابطي الاجتماعية ويبعدني عن العزلة المصاحبة للإباحية .

- التعامل مع الآخرين سيكون من السهولة بمكان حيث الحِلم وضبط النفس بخلاف حال مدمن الإباحية سريع الغضب والانفعال .

- الإنسان سمي إنسانا لأنه يأنس بغيره ويستوحش الوحدة فباجتنابي للإباحية أصبح أكثر اجتماعية ومن ثم أصح نفسيا . 

- أستطيع أن أتجاوز بسلام المواقف التى أشعر بالضعف فيها نتيجة استعادة قدرتي على ضبط نفسي . 

- أكون مفعم بالحماس والنشاط في أداء نشاطاتي بخلاف حال إدمان الإباحية حيث كنت أقوم بتلك النشاطات بطريقة جافة لا روح فيها بل مجرد تأدية واجب مجرد من أي سعي نحو الكمال .

- حال اجتنابي للإباحية سيعود ميكانيزم الجنس لحالته الطبيعية الأصلية وسيصبح اللقاء الحميم مع الزوجة لقاءً ممتعا ً مرضياً للطرفين وسأستعشر اللذة الجنسية كما أوجدها الله فى تكويني .

- سيتحسن تركيزى وسأستطيع حصر ذهني بسهولة ، وسيصبح ذهني أكثر نقاءً و يقظة.

- سأتطلع لأتعلم أشياء جديدة (كانت الإباحية مانعة لي من أن أستكشف الدنيا من حولي ، بل حصرتني في شرنقة الشهوة والإدمان ) 

- بشكل كلي سأستمتع بحياتي أفضل وأفضل ( خلاف سأمي منها حال اكتئابي نتيجة الإباحية ) 

- سأكون إنسانا حساساً ستؤثر فيَّ المواقف المثيرة للشفقة ولربما دمعت عيني لذلك بخلاف حالي وأنا مدمن للإباحية حيث قضت على أي إحساس نبيل في داخلي فأصبحت فظا غليظ القلب لا تثيرني الشفقة ولا تهزني أقل المواقف إنسانية.

- سأتخلص من خجلي من مواجهة الآخرين ، بل سأعتبر نفسي جزءً من هذا العالم يتوجب على أن أشارك فى حل مشكلاته .

- سيعود دماغي لحالته الأصلية النشطة النقية وتعود مستويات الدوبامين لمعدلاتها الطبيعية التى تتكفل بإحساس السعادة بالحياة .

- سأستعيد مكاني في هذه الحياة وأستعيد ثقتي بنفسي لمواجهة هذا العالم 

ضريبة التعافى:

قد لاحظت بنفسك أيها القارئ الفرق بين حالك وأنت مدمن وحالك وأنت متعافٍ ، وأن أي إنسان سويّ لن يرضى لنفسه إلا الابتعاد عن الإباحية تماما ولكنك حال انتقالك من حال الإدمان لحال التعافي لابد أن تتحمل بعض الأمور التى قد تكون مؤلمة لك بعض الشىء ولكن كل ذلك يهون فى سبيل حياة أفضل .

ستأتيك بعض الأعراض الانسحابية : كالأرق و الألم النفسى نتيجة حرمان الدماغ من إدمانه وغير ذلك .

لعلك ستفرض على نفسك بعض التقييدات التى تنأى بك عن الإباحية والتى قد تسبب لك ضيقا كتقييد استخدام الإنترنت أو الامتناع عن التعرض لبعض الأماكن والظروف التى تثير إدمانك ، فاصبر على ذلك ولا تشعر بالضجر فحياتك تستحق أن تضحي لتحسينها بهذه الأمور .

والله ولي التوفيق

شاهد هذا الفيديو لبراين تريسي لتعرف كيف تتعامل مع الانتكاسة بصورة إيجابية

 

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 27 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 171
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك