قصة حقيقية بعنوان - أهم قرار في حياتي

احد شباب المنتدى الاقوياء يصل 219 يوما نظيفة، دون إباحية أو استمناء.،يحكي لنا قصته وتجربته مع التعافي.
A+ A-

«أهم قرار في حياتي»

أحد شباب المنتدى الاقوياء يصل 219 يوما نظيفة، دون إباحية أو استمناء، يحكي لنا قصته وتجربته مع التعافي يقول:

لعل أهم قرار في حياتي كلها هو القرار بأني قلت لنفسي يكفي .. ماذا بعد 4 أو 5 سنوات ضاعت من عمري.

فيلم إباحي مقرف مدته لا تتجاوز 3 دقايق بجودة رديئة والطقس حار، حرارة الغرفة لا تطاق، ولا يهمني أو ليس لدي وقت حتى لأشُغل جهاز التكييف. أهم ما في الأمر هو أن أشعر بتلك النشوة المؤقتة، أمارس معها تلك العادة القبيحة ثم ماذا بعد كل هذا؟؟

هل هكذا هي الحياة؟؟

ثم أبدأ بعدها مباشرة مسلسل جلد النفس، وأبكي بعدها كأني كنت أعد العدة لهذا.

سيناريو هزيل.

 ولا أعلم هل أنا من فتح ذلك الموقع الاباحي؟؟ أم أنا الذي يبكي على حاله وكأنني كنت شخصين في جسدٍ واحد.

فما هي إلا يوم أو يومان وكأن شيئاً لم يحدث!! 

أثير نفسي مجدداً وأقع مرة أخرى وأقول في نفسي: هذه هي أخر أنتكاسة لي، ثم أحاول أن أختلق الأعذار لنفسي بأني كنت تحت نار الشهوة الخيالية الشديدة، القوية، الصعبة، وغيرها من هذه الكلمات، وأحاول أن أضعها تحت عدسة مكبرة حتى أراها أكبر من حجمها الطبيعي لأخدّر نفسي بها، وفي وأقع الأمر تحت كل تأنيب الضمير الذي كنت أحسه، لم تكن لدي رغبة صادقة وقاطعة بنسبة 100% بأني أريد أن أعيش دون "البورن"!!!

 هناك رغبة خبيثة تريد أن تشاهد مشاهد أكثر تطرفاً ومشاهد أكثر شذوذاً، وبأني لم أشاهد جميع أفلام البطلة الفلانية بعد.

 دعني أغرق دماغي بالدوبامين؟

ثم أفكر حينها، هل حان وقت الاقلاع أم بعد؟؟ ألم تحن الفرصة!!

 كنت بانتظار أمر ما.

كنت أعوّل على العالم الخارجي بأنه هو الذي سوف يجعلني أتوقف، حالة وفاة قريب، أو موت صديق، أو حادث، لا سمح الله!!

ثم قلت لنفسي:

ثم ماذا بعد!! هل هذه هي الحياة؟؟

فيلم قذر وعادة سرية تجعلني لا أستطيع المشي لشدة ما كنت أمارسها بجنون، وتأنيب ضمير الذي لا ينقطع ثم الرجوع وكهذا!

كنت أفكر وأقول لنفسي: الى أين أذهب أنا؟؟ الى المجهول؟ إلى الهاوية! الى طريق السقوط.

وصلت الى درجة أقل ما يقال عنها بأنها حاله يرثى لها.

 لقد عززت فيّ الاباحية: العزلة، والانطواء، والتوتر الذي أنتج شخصا مصابا بتهتهة محرجة تقطع عليه حديثه وصلت إلى الألم الذي لا يطاق.

 قلت لنفسي: من يجبرك على المشاهدة؟؟؟ لا أحد.

 هو قرار شخصي منك.

 إذن لماذا لما لا تتخذ قرارا شخصيا كفيلا بأن يغير حياتك و روحك وعقلك إلى الأفضل.

 فكرت بالأمر وقلت: لماذا أنا ألهث وراء تلك المتعة المؤقتة التي تذوب أمام الآلام الشديدة التي أتجرعها أنا يومياً!!

 ولماذا أحرم نفسي متعة العيش بسلام، هي حياة واحدة سوف أعيشها في الدنيا، لماذا أفوت على نفسي فرص العيش فيها بسلام.

لماذا أتجرع كل تلك الآلام يومياً ؟؟؟

وزنت الأمر وبيني وبين نفسي وقلت: سأصبر على تلك الآلام المؤقتة حتى أنال نعمة التعافي الدائمة.

حددت تاريخاً والتزمت به.

 هذا التاريخ لا تاريخ بعده.

 هذا القرار لا رجعة فيه.

 هذا القرار سوف ينجح بنسبة 100% لن أنتكس بعده مهما كلفني الأمر.

 كنت مستعداً لمواجهة أقصى الآلام وكأنني كنت في طور إعداد جيش لمواجهة عدو صعب، لم أكن أعلم حجم المكافأة ولكن كان لدي يقين بأن حياتي سوف تصبح أجمل.

 وضعت لنفسي خطوطاً حمراء، لا لمشاهدة أي أمر يذكرني بتلك الأفلام مهما كان صغيرا في نظري.

 حتى أن كانت الفتاة بكامل حشمتها، غض بصرك عنها.

لا تترك مجالا لدخول أي صورة إلى دماغك.

 وغيرت جدول يومي كاملاً بحيث لا أنام فترة العصر، أمارس الرياضة التي جعلت دماغي يلاقي شيئا بسيطاً مما تعود عليه من جرعات الدوبامين الهائلة، وقويت الوازع الديني لدي.

أوقات طويلة كانت صعبة مرت علي.

 كان يصيبني صداع فظيع جداً يحرمني من لذة النوم لساعات، وأنام وأصحو على ذلك الصداع والألم الجسمي وأوجاع الظهر، بل في كل جزء من جسمي، وتشتت ذهني الذي جعلني في قاعة المحاضرات حالي كحال ذلك الكرسي الذي أجلس عليه.

 قلت لنفسي لا يهم المهم أن حياتي سوف تصبح أفضل غداً، وإن لم يكن غداً، فبعد غد.

 لا بد أن يأتي ذلك اليوم الموعود، كنت أجعل لنفسي بصيص أمل لابد أن يأتي.

بفضل الله تعالى.

اليوم 219 دون عادة سرية وأفلام إباحية!

التعافي صنع مني إنساناً أخر، وكأني بالضبط طفل ولد وترعرع داخل كهف مظلم سنوات عديدة، واعتاد على العيش مع ذلك المخدر لسنوات وسنوات!

 إلى أن قرر الخروج من ذلك الكهف الموحش المظلم إلى عالم آخر، عالم تحس فيه بمعنى كونك إنسانا على هذه الحياة.

لم أكن أعلم أن الاباحية كانت سبباً غير مباشر وراء تلك التهتهة وذلك الخجل والتوتر والعزلة الاجتماعية وذلك الاكتئاب!!!

 بفضل الله كل هذه الأعراض تقربيا ذهبت عني بنسبة 60 أو 70 % بفضل الله وحده.

والله أني الان أحمد الله ليلاً و نهاراً أن ألهمني لاتخاذ أهم قرار في حياتي كلها.

و كم أفّكر اليوم بعظيم ستر الله عليّ، ماذا لو شاهدني أحد من أهلي وأنا أدخل تلك المواقع!! 

كيف ستكون ردة فعلهم؟! ماذا أقول لهم!

سبحانك ما أعظم سترك لعبادك ..

أقول لكم أخوتي: أنتم أمام أهم قرار سوف يغير حياتكم إلى الأفضل، صدقوني هذا القرار يستحق منك كل تلك التضحيات وذلك الصبر.

هذه قصتي باختصار.

 اعذروني على الإطالة.

 فقط أحببت أن أقول لكم إن حياتنا عبارة عن قرارات، من قرر الإقلاع هو من قرر. ومن انتكس هو قرّر أن ينتكس، أما الأمور الاخرى فتقف أمامك.

أنت ستحدد: إما أن تصبر أو ترجع الى الوراء.

قرار تجعله وأضحاً أمامك تعد له العدة، تلتزم به، تذكر نفسك به وتجعله في طور التنفيذ.

 أسأل الله رب العرش العظيم أن يديم عليكم الصحة والعافية ويثبتكم ويقيكم شر الانتكاسات.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • تاريخ النشر: 28 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 158
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك