قصة حقيقية: من ساحل الإباحية إلى شاطئ الهداية

تلقيت رسالة من صديق لصفحتنا على الفيس بوك، يحكي فيها عن قصة توبته الرائعة من الإباحية، ورجاني لأنشرها لعلها تكون سببا في هداية غيره من القراء.
A+ A-

تلقيت رسالة من صديق لصفحتنا على الفيس بوك، يحكي فيها عن قصة توبته الرائعة من الإباحية ورجاني لأنشرها لعلها تكون سببا في هداية غيره من القراء.

يقول: أتمنى أن تنشر هذا الموقف، فلربما يكون سببا في توبة أحد آخر غيري.

منذ 3 أيام حياتي قد تغيرت تماما لأن الله يحبني.

أنا كنت مواظبا على الإباحية والعادة السرية يوميا، ليس هذا فقط بل كنت كل فترة أذهب أنا وأصحابي إلى الساحل الشمالي كي نرتكب الفواحش مع الفتيات.

حتى كان يوم الخميس الماضي موعدي مع أصحابي للذهاب كعادتنا إلى  الساحل وخططنا أن نسافر بسيارة والدي، كان ذلك قريبا من الساعه الخامسة فجرا، استيقظت وارتديت ملابسي، وأثناء بحثي عن مفتاح السيارة لم أجده، أيقظت والدتي لأسألها عن المفتاح أخبرتني أنه مع والدي وهو يصلي الفجر في المسجد، فقلت أنتظره، وسألت والدتي عن المسجد الذي يصلي فيه والدي؟

فدلتني عليه وإذا به يبعد عن منزلنا بمسافة طويلة.

 قلت في نفسي إذا انتظرت حتى يعود من المسجد سأتأخر!

فطلبت منها أن تصف لي مكان المسجد بالضبط كي أذهب وآخذ منه السيارة وأسافر بها مع أصحابي.

بالفعل ذهبت إلى هناك ووجدت الصلاة قد أقيمت وهم يصلون، وقفت أمام المسجد منتظرا حتى تنتهي الصلاة ويخرج أبي وأشعلت سيجارة، و فجأة وجدت رجلا كبيرا في السن يقترب مني ويقول لي: هيا حتى لا تفوتك الركعة الأولى وأمسك بيدي حتى أدخلني المسجد.

دخلت المسجد وتوضأت، كان الإمام شيخا سنه لا يتعدى الـ 22سنة، كنت أصلي وأنا متكدر حتى جاءت الركعة الثانية وفجأة وجدت الإمام يبكي، ركزت جدا حتى أعرف ما الذي يبكيه لأنني كنت سرحان جدا في الصلاة؟!

فسمعته يقرأ قول الله تعالى: (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34) ) الفرقان.

 تركت التركيز في الصلاة وجلست أفكر إذا كان هذا الشاب الإمام صاحب هذا الصوت وهذا الأداء الرائع يبكي من معنى الآية رغم أنه من المفترض أنه صالح، فكيف بي أنا!!!

 المهم، انتهيت من الصلاة وذهبت إلى أبي فتعجب جدا أنني متواجد في المسجد في هذا الوقت، أخدت منه مفاتيح السيارة وذهبت مع أصحابي.

طوال الطريق وأنا أفكر في بكاء هذا الإمام الشاب وهو يتلو تلك الآية (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا) (34) الفرقان.

 أخيرا وصلنا إلى الساحل حيث رتبنا لارتكاب الفاحشة كالعادة ونزلنا إلى البحر، أما أنا وبعد فترة تركتهم وخرجت لأجلس وحدي قليلا ثم فتحت الفيس بوك فوجدت صفحتكم "صفحة علاج إدمان الإباحية" أمام عيني وبدات أقرأ عن أناسٍ كثيرة جدا تحارب نفسها حتى تهرب من المعاصي.

بعد فترة ذهبت مع أصحابي لتناول الغداء، ونحن جالسون وجدت نفسي أريد أن أذهب وأستمع إلى هذا الشاب مرة أخرى في صلاة الفجر وأتكلم معه.

بعد الغداء تحججت بأن والدي متعب وعلي أن أعود بسرعة، فوصلت إلى البيت حوالي الساعة 11 مساء، دخلت فتعجب أبي وأمي من عودتي سريعا على غير العادة، فقلت لهم أنني متعب قليلا ودخلت اغتسلت وأوشكت على النوم، لكن خشيت إن نمت أن تفوتني صلاة الفجر، فقضيت الليلة سهرانا على الفيس بوك، أقلب في الصفحات الدينية التي تتحدث عن التوبة حتى سمعت أبي وقد استيقظ  ونزل يصلي الفجر فلحقت به وقلت له: ستصلي في نفس المسجد الذي صليت به أمس؟؟

 قال لي: نعم.

 قلت له: انتظرني أنا سآتي معك.

 استغرب أبي!!!

ذهبت معه وجلست أصلي حتى الإقامة وأقيم للصلاة ثم بدأت الصلاة، وكان الشيخ الشاب يصلي بآيات تتكلم عن الجهاد وأنا مركز في كل كلمة يقولها عكس أمس. 

 و فجأة وجدته يقرأ قول الله تعالى:  (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا) (110) النساء

أحسست وقتها أن الآية موجهة لي ووجدت جسمي قد اقشعر وبدأت بالبكاء.

انتهت الصلاة وذهبت إلى الشيخ الشاب وسلمت عليه، نظرت في وجهه فإذا به يبتسم لي ابتسامة جميلة، وملامح وجهه أخبرتني بأنه صغير في السن وكان ذا لحية، يبدو أنه لم يحلقها من قبل رغم قصرها، حكيت له قصتي والذي حصل لي بالأمس.

و قلت له: أنني خائف أن ربي يدخلني النار.

قال لي قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) ) سورة الزمر.

فدمعت عيناي، وذكرت له أنني لا أعرف ماذا أفعل ؟؟؟

و حكيت له عن صفحتكم صفحة علاج إدمان الإباحية، وقال لي: إن هذا عمل خيري كبير.

قلت له:  أريد طريقة لا أعود بها إلى المعاصي مرة أخرى.

فقال لي: اجعل خطة توبتك عنوانها "هي لله" 

و من وقتها وأنا منتظم في الصلاة وقراءة القرآن، وأنوي أن أصوم الاثنين والخميس لأنه قال لي: أنه من حلول التعافي من الإباحية والعادة السرية والزنا، الصوم.

 أنا الحمد لله ظللت مدة 3 أيام من غير إباحية ولا عادة سرية + أول خميس من فتره طويلة يمر علي من غير زنا والحمد لله.

 دعواتكم لي، وأرجو متابعتي بالرسائل كي أظل ثابتا، رجاء النشر لكن دون الاسم.

 فحينما قرأت رسالته قلت له: 

أنا أحبك في الله حقيقة.

 قصتك جميلة لقد أبكيتني.

جميل جداً أن أقرأ قصة توبة مثل هذه.

لا أملك إلا أن أقول لك فعلا: ربنا يحبك، ربنا يحميك ويحفظك.

أنا سأنشرها بالطبع ولن أنساها ما حييت.

ولن أنشرها فقط على الصفحة بل وفي الموقع الخاص بنا لتكون من أجمل الذكريات الجميلة والعظات المؤثرة لكل المتابعين.

 وأتمنى أن تحضر معنا لقاء الخميس القادم على زوم وتحكي قصتك الجميلة هذه للشباب بنفسك كي تكون سببا في هداية أناس كثيرين بإذن الله.

جميل جدا هذا الامام الشاب أبلغه سلامي.

وخذ مني بالله عليك هذه النصيحة: اقطع علاقتك بأصدقائك القدامى تماما، غير رقمك، اختفِ عنهم، أغلق حسابك، وأي طريق يصلون به إليك، هذا من أهم الأشياء  للثبات على التوبة ثم استبدلهم بالصالحين.

وثانيا: أتمنى أن أسمع منك عن شعورك قبل التوبة وبعدها، وهل كنت تشعر بالمتعة في المعصية؟؟ 

وكيف حدث لقلبك بعد التوبة.

فكان رده:

شعوري قبل التوبه كان عبارة عن متعة وقتية تذهب بعد عمل العادة أو فور انتهاء الفيلم، أو الانتهاء من فعل الفاحشة أو الانتهاء من سيجارة.

أما الآن فأشعر بأنني أتعرف إلى نفسي من جديد، واكتشفت أن البكاء ليس من صفات البنات ولا الصغار فقط مثل ما كنت أعتقد، لكنه أيضا من صفات الخاشعين في الصلاة، لأنني أقف أكلم أكثر واحد يحبني و يخاف علي، إنه ربي.

وأقصى درجات متعتي الآن هي أن أستمع إلى القرآن من هذا الشاب الذي كان سببا في تغيير حياتي حقيقة، من الممكن أن يكون هناك أناس كثيرون صوتهم أحلى من صوته رغم أن صوته جميل، لكن إحساسه بالكلام الذي يقرأه عال جدا، وبيشعر الناس الذين يصلون وراءه أن الآيات موجهة لكل واحد فيهم.

ها هي رسالته قد انتهت، لكن أثرها سيظل باقيا في قلوبنا إلى ما شاء الله.

أعجبني جدا ذلك الأب المحافظ على صلاة الفجر في المسجد وحرصه عليها وذهابه إلى ذلك المسجد رغم بعد مسافته، فسبحان الله كانت صلاة الفجر جماعة سببا لتوبة ولده.

وأعجبني ذلك العجوز الذي أخذ بيد صديقنا واصطحبه إلى داخل المسجد ولم يقل ليس لي شأن به، فكان سببا في صلاة صديقنا التائب وسببا في سماعه تلك الآيات التي أيقظت قلبه.

وأعجبني ذلك الإمام الشاب الصالح صاحب الصوت الخاشع المحرك للقلوب الذي كانت قراءته وكلامه الطيب لصاحبنا سببا في هدايته ومحبته لله بعد طول فراق وأنين.

وأعجبني وبكل تأكيد قبل كل هذا صديقنا الذي سارع إلى طريق ربه وفتح الباب للهدى فور أن دق قلبه وأقبل على الله بكل مشاعره وحنينه من غير تردد.

هذا ما أستطيع ان أقوله الآن، وإلا فهناك كلام كثير يتردد داخلي.

 أكتفي بما ذكرته هنا، وكل أملي ورجائي أن يثبته  الله ويحفظه من شر أصدقاء السوء وأن يجدد الإيمان في قلبه دوما وأبدا.

اللهم آمين.

وأنتظر تعليقاتكم المحفزة والمباركة لصديقنا برجوعه من جديد إلى ربه وتركه للإباحية.

وقبل أن تغادروا، أدعوكم إلى مشاهدة هذا المقطع بعنوان "إني ذاهب إلى ربي سيهدين".

قلها الآن قبل سماعك لهذا المقطع، حرك بها لسانك "إني ذاهب إلى ربي سيهدين".

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • تاريخ النشر: 29 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 159
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك