من قصص الناجحين.. شاب سوري مهاجر يتوقف عن الإباحية 8 أشهر

شاب سوري مهاجر بطل، استطاع بفضل الله أن يتوقف ثمانية أشهر عن الإباحية فأجرينا معه حوارا
A+ A-

شاب سوري مهاجر بطل، استطاع بفضل الله أن يتوقف ثمانية أشهر عن الإباحية فأجرينا معه حوارا جاء فيه:

عمري 25 سنة، لست متزوجا.

الآن أكملت 8 شهور أي 240 يوما بلا إباحية منذ خروجي من بلدي الحبيب سوريا.

بدأت معاناتي مع الإباحية في السنين الأولى من البلوغ، وذلك بميل طبيعي في البداية نتيجة تغير الهرمونات الجسمية وزيادة الميل الجنسي الطبيعي.

ولكن بدأ الموضوع في التطرف والغوص في الأخطاء من خلال التلفاز وبعض المشاهد الإباحية التي بدأت تثير فضولي، ووقعت في الفخ، خاصة في سن يعد حساسا وسهل الخدش بسبب عدم الدراية والوعي الكافي.

ثم بدأت أتابعكم على صفحتكم "الفيسبوك" ومنذ بداية نشأتها، وأتصفح ما تنشرونه عليها من معلومات بشكل شبه مستمر.

وموقعكم أيضا كان له نوع من التحفيز من خلال التذكير الذي يعد بحد ذاته وقود الإرادة.

نعم كانت لي محاولات سابقة للتوقف، لكنها لم تكن ذات منهاج علمي أو لم تكن مغلفة بالإرادة الممنهجة.

برأيي، لا أتوقع أنه سيمضي الكثير من الوقت على أي شخص حتى يتيقن أن الإباحية أمر سيء وغير محبذ، فكل شيء يتطلب عمله التستر والخوف من الكشف واستغلال الفرص والبحث عن الممنوع، فهو من البديهي أمر مخل حتما.

بعد معرفتي بأن ما أعاني منه هو نوع من الإدمان، كان علمي هذا في البداية ليس مؤثرا كثيرا، فالموضوع كان بين مد وجزر، وكانت الغريزة تحكم القرار.

لكن عند اكتمال المعلومة والوعي بالمعلومة، أصبح بالتأكيد هناك أثر كبير، أما كيف؟ فوجود الوعي والمعرفة يخلق سدا وحائط ردع بينك وبين أي شيء غير صواب على كافة المستويات ويضعف شوكة تلك الغريزة في قلبك أمام عقلك.

الإباحية لها تأثير كبير جدا وأتصور أن توضيح هذا التأثير وسلبيته أمر أساسي في منهاج التعافي من الإباحية.

بالنسبة للعلاقات: تصبح خاملة، وضعيفة، ومنفرة للشخص، وذلك بسبب بحثه الدائم عن الخلوة لتحقيق الشهوة المضرة.

بالنسبة للدراسة: فهي تشتت، وتبعد المخ عما هو أهم من التفكير فيها.

وبالنسبة للقدرات: فتبددها، وتقلل من حماس الشخص، لأي فعل نافع.

لم يمض على إقلاعي عام كامل، إنما أتصور أنه عند الوصول إلى مرحلة 6 أشهر، فهي كفيلة بجعل الشخص قادرا على التحكم بدوافع جسمه وضبط نفسه وأهوائه.

وأيضا عكسها إيجابيا على حياته الاجتماعية، فالفراغ الذي تركته الإباحية وراءها هو فراغ أصبح متوفرا للاستغلال الإيجابي والاستثمار التنموي في حياة الشخص.

وحول رأيه في الزواج وهل هو حل كامل لإدمان الإباحية، قال: الزواج مهم، لكنه غير كاف.

أعتقد أنه يسد أبوابا كبيرة من الإباحية، ويمكن أن يغلقها بشكل كامل في حال كانت الأمور سليمة بين الزوجين.

فمن توافرت لديه شروط الزواج وكان قادرا على تحمل المسؤولية (لأن الزواج مسؤولية وليس جنسا فقط) فعليه حينها بالزواج، لأن التأخير وقتها أصبح بلا مبرر.

وللتذكير، فإن الزواج يعني علاقة علنية شرعية هادفة، ولا تسبقها أبدا أي ملابسات وقصص غرام سرية توقع صاحبها بمشكلات كبيرة دون زواج.

وردا على سؤال: إذا ما كان مواظبا على الصلاة أثناء فترة إدمانه السابقة أم لا؟  قال: للأسف لم أكن مواظبا على الصلاة أثناء الإدمان، وهذا ما قد يشكل ثغرة في موضوع التعافي، حيث إن من ثمرات الصلاة النهي عن الفحشاء، لأنها تقرب الإنسان من ربه وبالتالي تقوي حس المتعافي من مراقبة الله له، وتقوي من حيائه، وتقوي من طهارته التي سوف تستنكر كل شيء يؤدي إلى النجاسة.

وقال: أنصح كل مدمن للإباحية مراجعة ذاته، ومحاولة الحد من الضحك على نفسه والبحث عن حلول ﻹبعاد سلبية الإباحية.

وأنصح من يتعافى ويزل أو ينتكس بأن عليه تقبل الأمر والمحاولة بعدها مباشرة والنظر عند كل انتكاسة إلى:

"الشيء الجديد الذي حققته قبل هذه الانتكاسة وما يجب علي تجنبه في الجولة القادمة".

فالتقدم يأتي على مراحل وليس في مرحلة واحدة، لكن يجب أن نتقدم لنصل وألا نعيد نفس المراحل.

ثم وجه كلمة إلى أولياء الأمور، فإنه يقع على عاتق الآباء واجب مهم جدا في درء هذا الأمر، وذلك بتوعية الأبناء في مراحل مبكرة ومراقبتهم على الإنترنت بشكل جدي حتى لا يخدش تفكير الشاب في مقتبل العمر ولا ينحرف بما لا يستوعبه، وأن يكون لكل فترة زمنية جلسة توعية للابن، ومحاولة ملء فراغ الشباب اليافع بما هو مفيد، وعدم ترك فراغهم لأهوائهم الشخصية، وأكرر: المراقبة غير المباشرة جزء من التربية السليمة وتسيير الأبناء للطريق الصحيح.

بالنسبة لمساعدتي لغيري على التعافي، لم أفعل شيئا حتى الآن لتقديم المساعدة لغيري، ولعل ما أكتبه الآن يصب في مساعدة غيري بإذن الله.

خطتي المستقبلية هي الزواج، فأي شخص في الحياة سيكون مع شريك أو شريكة يفترض أنه أنهى إدمانه الإباحي، ولكن بالنسبة للمرحلة بين التعافي والزواج والتي ممكن أن تكون سنوات، فيجب عندها التشبث بالأسباب التي أوصلت الشخص إلى التعافي وتعزيزها ببيئة خالية من الفراغ غير المبرر، أي ملء الوقت بأسباب التعافي.

وردا على سؤال: كيف استطاع التغلب على المغريات في بلد أوروبي؟

قال: بالابتعاد الكلي عن المغريات.

وقال: الحمد لله  لم أعان من الوحدة فأنا أقيم مع عائلتي.

وبالنسبة للتفاز فأنا شبه مغيب عنه أمام شبكات التواصل الاجتماعي، أما مواقع التواصل فأصبحت أتعامل معها للعمل وللضرورة والتواصل العائلي فقط.

أوجه للأصدقاء رسالة تذكير بأن لكل أمر نهاية فاجعل نهايتك طيبة.

وكان أكبر دافع له للتوقف عن الإباحية هي السلبيات النفسية والاجتماعية الكبيرة التي تؤذي صاحبها مع مرور الوقت دون علمه، وأيضا للحصول على راحة نفسية وحياة أفضل.

كما أمرني الله بالتزام منهاجه للحياة، لأن الله لا يأمر العبد إلا لصالح العبد، فالله لا حاجة له في جميع عباداتنا.

كلمة أخيرة:

أتمنى أن يكون كلامي مفيدا لمن يقرؤه، وأعتذر إن كان هناك شيء ناقص أو شيء سلبي لم أدركه.

ما أريد قوله هو: أن المتعافي لا يتعافى من أول محاولة، بل المتعافي هو من يكرر المحاولة ويستفيد من أخطائه حتى يصل إلى هدفه.

فلا تتوقف عزيزي القارئ من المرة الأولى، بل عليك بالمثابرة والتطور من مرحلة إلى أخرى، فالأمور تأتي بالتدريج، ولكن عليك الوصول فالأمر بسيط. وأتمنى ممن يقرأ أن يدعو لي بما يحبه لنفسه، والسلام عليكم.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • تاريخ النشر: 29 يوليو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 161
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك