ثلاثة أشياء لا تظهرها الإباحية

الإباحية، تغير تركيب العقل وتدمر العلاقات الاجتماعية، لكن مع أهمية واجبنا بالتوعية ضد الأخطاء، والطبيعة الاستغلالية، والمهيمنة، للمواد الإباحية.
A+ A-

لقد كشفت الدراسات والأبحاث، أن الإباحية، تغير تركيب العقل وتدمر العلاقات الاجتماعية، لكن مع أهمية واجبنا بالتوعية ضد الأخطاء، والطبيعة الاستغلالية، والمهيمنة، للمواد الإباحية. يجب أيضاً الملاحظة، أن الإباحية لا تعلم مشاهديها الحب والجنس.

الإباحية لا تعرض كيف تكون العلاقات الحقيقية التي تجعلنا سعداء.

العلاقات الاجتماعية، مهمة لنا كبشر فنحن كمراهقين وبالغين نحتاج إلى علاقات اجتماعية قوية، صحية، حقيقية، كي ننمو ونزدهر.

هذا يتضمن علاقاتنا مع أصدقائنا، وأبوينا وإخواننا، وزملائنا، وأحبائنا الخ… العلاقات الصحية تبني الثقة بالنفس، وتقوي الصحة العقلية، والعاطفية، وتساعدنا لعيش حياة صحية أكثر.

فقد أظهرت الدراسات، أن الأشخاص الملتزمين بعلاقة، هم أكثر سعادة.

أما في الطرف الآخر، فالمزيفون يفعلون العكس تماماً، فالإباحية تضر بالعلاقات، مما يسبب ضررا على الصحة النفسية، والعقلية، والجسدية، والعاطفية، مما يسبب الاكتئاب، والقلق، والشعور بالوحدة.

الإباحية لا يمكن أن تقارن بالشعور بالسعادة، والاكتمال، الذي يؤمنه الحب الحقيقي، في الحقيقة، الإباحية هي بديل غير صحي للحب.

الإباحية لا تظهر احتياج التضحية لتكوِّن علاقة مع شريك الحياة.

إذا كنت تشاهد الإباحية، وأنت تظن أنك ستتعلم شيئاً عن الجنس. فأنت تتدرب للمهمة الخطأ، متابعة الإباحية لتعلم الجنس، مثل متابعة مشهد سينمائي، لمطاردة سيارات لتتعلم قيادة السيارات. ليس فقط لأن الإباحية تقوم بعرض الجنس، بطريقة غير واقعية، بل لأنها لا تشجع على الجنس الآمن، والصحي، باستخدام الحمايات، أو الفحص من الأمراض السارية.

وأنا أقول: لأنها تشجع وتجرىء، على ارتكاب الفواحش، خارج نطاق الزواج الشرعي.

هذا ليس كل شيء، فالإباحية لا تعرض واقعية علاقة العطاء والأخذ في المشاركة.

العلاقات الحقيقية صعبة، فهي تحتاج إلى التضحية، فقط اسأل أي شخص في علاقة حب حقيقية، وسيخبرك بأن عليك أن تضع احتياجات الطرف الآخر، قبل احتياجاتك.

قام أحد المختصين بحل مشاكل العلاقات، بعمل دراسة عما يسبب استدامة العلاقات، ووجد أن اللطف، والكرم، هما أهم عاملين.

الأزواج اللطفاء، الكرماء، مع بعضهم، كانوا أكثر قابلية للبقاء سوية وأكثر سعادة. مرة أخرى، الإباحية تظهر العكس تماماً. فالإباحية أنانية، وغالبا تظهر تصرفات أنانية وحتى عنيفة أيضاً. في الحقيقة عندما قام فريق من الباحثين، بتحليل بعض المقاطع الإباحية الشهيرة منذ سنوات،  وجد أن 88% منها أظهر عنفاً جسدياً، و44% منها احتوى على اعتداء لفظي.

مشاهدة الاعتداء اللفظي، والجسدي، للوصول إلى لذة جنسية، بالتأكيد لن يساعد على التعامل بلطف وكرم في العلاقة.

بينما العلاقات الحقيقية، تتضمن الثقة، والتواصل. تقوم الإباحية بتخفيف الثقة والتواصل في العلاقة، وعزل المشاهد.

كما تقوم الإباحية بالترويج لكذبة، أنك كي تكون برفقة شخص، في علاقة، لا تحتاج إلى الجهد، في التعرف عليهم، ومقابلتهم، وتخصيص وقت للتعرف إليهم، وعلاج مشاكلكم، تتناقشون سويا، وتعبرون معا كافة لحظات الحياة الصعبة. 

الإباحية لا تظهر كم هو رائع أن تحب شخصاً حباً حقيقياً!

نعم العلاقات صعبة، وتحتاج إلى جهد، لكن الإباحية، تحرمك الشعور بروعة أن تحب زوجتك، وأن تحبك هي. في الإباحية يستحيل أن تصبح، الصديق المقرب، لأي أحد فلا يمكن أن تكون بديلا لشخص يحبك، ويقاتل ﻷجلك.

في العلاقات الحقيقية، يمكنك مشاركة حياتك مع شخص آخر، يمكنك أن تكون معهم، وتسمع ضحكاتهم، يمكنك أن تقع في حب ابتساماتهم، وطريقة كلامهم، وحس الفكاهة لديهم. والأهم من ذلك أن تقع في حب قلبهم.

الحب مغامرة، وهو فرصة لتدخل الحياة، وتحدياتها، وجمالها، مع شريك بجانبك.

كل ما تقوم به الإباحية، هو أن تأخذ اللذة الجسدية للجنس، وتقوم بنزع الحب منها فبدلا من أن يكون الجنس شيئاً جميلاً ورائعاً، وظيفته أن يقوم بالربط بالعلاقة بين شخصين وتقريبهم من بعضهم. يحول الجنس ليصبح ممارسة أنانية، ثنائية الأبعاد، وتصرف سطحي، مأخوذ من نص مكتوب مسبقاً.

في النهاية: الإباحية تقوم بإبعاد حقيقة أنه لتكون مع شخص آخر حقيقي، صعب في بعض الأحيان. الحقيقة أنه يستحق ذلك الجهد المبذول،

لا تقع في ذلك الزيف ، فالإباحية تقتل الحب، والحب شيء يستحق دائماً، أن تقاتل وتضحي لأجله.

  • اسم الكاتب: د. محمد عبد الجواد
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 1 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 162
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك