رسالة من مجهول: تجربتي مع الإباحية

لقد كنت مدمنا للإباحية بشدة قبل زواجي، أتذكر بعض الأوقات التي كنت أقضي كل يومي فيها أعاني مع الإباحية.
A+ A-

مرحبا! لقد قرأت كثيرا من المنشورات على الفيسبوك، وقرأت أحدها هذا الصباح، فأقنعني أن أكتب رسالة مجهول المصدر.

إذا ساعدتكم؛ فهذا جيد! وإن لم يحصل ذلك؛ فلا بأس. ولكن إليكم قصتي:

لقد كنت مدمنا للإباحية بشدة قبل زواجي، أتذكر بعض الأوقات التي كنت أقضي كل يومي فيها أعاني مع الإباحية.

والآن بعد مرور 8 سنوات، لا زلت أشعر بالانجذاب تجاهها، وأحيانا –أكثر مما قد أعترف به– أنتكس وأعود إلى الإباحية.

زوجتي من النوع الذي يُجرح بشدة من شيء كهذا، وأنا أكره أن أجرح مشاعرها.

لم أخبرها قط عن هذه المعاناة،  ولكني قلت بعض الأشياء التي كانت تشير إلى عودتي إلى عادة قديمة.

هي بالتأكيد تعرف أني كنت في تلك الحالة من قبل، ولكن لا أعتقد أنها تعرف أنني أعود لذلك من حين لآخر.

شخصيتها من النوع الذي يأخذ جانب ضحية الخيانة بين الزوجين في الأفلام، بينما أجلس في صمت وأتظاهر بأني لدي نفس الشعور، لكني أخفي أي إدانة للذي خان زوجه؛ لأنني أنا ذلك الخائن؛ لذلك أنا أتفهم الأمر.

الشعور كأنك محاصر، ولا مجال للهروب:

لا أريد أن أظل في هذه المعاناة –أنا لا أريد هذا الوضع أبدا، ولكنها لن تتفهم ذلك– هي لا تريد أن تتفهم، ولذلك، لا أستطيع الرجوع إليها عندما أعاني، قد يفسد ذلك زواجنا.

لم أرغب أن أكتب هذه الرسالة، لا أرغب في أن أكشف أي شيء عني، ولكني اقتنعت هذا الصباح عندما قرأت منشورا آخر من كاتب مجهول، وقلت أنه يجب أن أفعل ذلك، وأشارك تجربتي.

للرجال الذين يعانون ولديهم زوجات لا يمكنهم الحديث عن الأمر معهم: لستم وحدكم. للزوجات اللاتي لا يتفهمن، ويدينون الموقف دون تفاهم: جربن الاستماع، والتفاهم، والعطف. أرجوكم جميعا. اختيار الحب في وسط شيء مؤلم كهذا ليس أمرا سهلا إطلاقا. ولكن أيضا اعتبروا أن معاناتي ليست شيئا يمكنني إيقافه في الحال، وبالنسبة لأغلب الناس، فالأمر يستغرق سنين.

استكشاف الطرق الجديدة، بلا إباحية:

في دراستي لعلم النفس، تعلمت أن كل شيء تتعلمه يخلق شيئا أشبه بـ”طريق” في عقلك، وتحتفظ بالمعلومات باستخدام هذه الطريق. وهي بالفعل تركيب فسيولوجي بإمكانك تقويته، وهي أيضا كيفية تعلمك للمعلومات، وهي أيضا طريق الوقوع في الإدمان، لذلك قد ندمن أشياء ليست بالضرورة محفزة على الإدمان، على سبيل المثال، اضطراب الوسواس القهري أو مشاهدة المسلسلات.

وأضف إلى هذا الخليط قليلا من الدوبامين مثلما في المخدرات، والطعام، والإباحية؛ يصبح لديك طريق ليس مقويا ومدعما وحسب، ولكن ممتع جسديا وكيميائيا أيضا.

ولكن إليك حيلة، بقدر ما بإمكانك أن تقوي هذه الطريق، بإمكانك أيضا أن تضعفها، ويمكنك بعد فترة أن تكسرها أيضا. لقد كنت أعمل في هذا المجال مدة سنين، والوضع يتحسن. أعدكم. فكّر في ذلك الإدمان كطريق قد سلكته من قبل، وقلل من ارتياده. في الغالب لن تستطيع في الحال.

في كل يوم تسلك فيه هذه الطريق بصورة أقل، فأنت تضعف هذه العادة، أنا أعلم أن هذا المفهوم قد ساعدني لأقضي على هذه العادة ببطء، وآمل أن تساعدكم، أيا من كنت تقرأ هذه الرسالة.

أنا لست ضحية، بل محاربا!

لست متعافيا من الإباحية تماما، ولكني لست ضحية. ولا أنت أيضا، إذا كنت تعاني. لا يعنيني كم يكون ذلك منهكا، أنا أعرف ذلك، وقد مررت به من قبل. وكنت أسوأ مما قد  أعترف به، حتى ولو بهوية مجهولة.

في وسط المعاناة، أنت لست فتاة متوترة، محبوسة في برج عالٍ بانتظار الفارس في درع لامع ليأتي وينقذها، أعتقد أننا كثيرا ما نفكر في عاداتنا هكذا، ننتظر شيئا يحدث لينقذنا.

أنت وأنا، لسنا بائسين، ولا مسجونين، نحن محاربون في هذه الحرب غير الملموسة.

هذه حرب، ونحن نتلقف السهام من العدو يمينا ويسارا، ولن تتوقف السهام عن الاندفاع، ويصبح السؤال: هل نرضخ وندع السهام تُدمينا، أم نواصل السعي مع العلم أننا سنتلقّى سهاما أكثر؟

نحن نعيش في عصر دائما ما ستكون هذه الثقافة المشبعة بالجنس حولنا، والاستهلاك الجسدي الجنسي.

دائما ما ستكون حولنا. قد يمكننا أن نفادي سهامها مرة أو مرتين، ولكن الحقيقة المُرة هي أن التكنولوجيا جعلتنا في وسط حرب. لا تسيئوا فهمي، بالإمكان أن تستخدم التكنولوجيا في أشياء حقا مذهلة، ولكنا نتعدى الحدود الخطرة كما لم نفعل من قبل، بكل صدق.

تلك الإعلانات الدعائية أسفل مقالة بريئة كنت تقرأها بسبب الملل، التي تُظهر أكثر مما يكفي؟ إنها سهام، خذ طريقا أخرى؛ لأن هذه مفخخة  بالسهام، أضعف هذه الطريق باتخاذ أخرى. وإذا ذهبت هناك وتلقيت ضربة، اعتبرها منبها لك أنك لست في ذلك البرج. أنت في ساحة المعركة.

اخرج من ذلك البرج وعش حياتك رغم السهام المتوالية، ذلك البرج يحترق، وسيهلكك معه حينما يسقط، لا تكن ضحية، تلقِّي الضربات، وواصل القتال. لأنه في النهاية، يجب أن تعلم أن المقابل يستحق كل ذلك.

أنا أكتب هذه الرسالة وأنا أعلم أنها قد تكشفني. أكره أن يحدث ذلك، ولكني عليَّ الأخذ بنصيحتي أولا، وأتمنى أن تفعل كذلك أيضا.

أهمية الصدق والصراحة:

نحن معجبون بهذا المحارب؛ لأنه في معاناته لم يشعر كأنه ضحية، ونرغب أن نوضح أننا نشجع، وبشدة، الحديث الصريح حول الإباحية في العلاقات في أي مرحلة.

نرغب أن نكون واضحين في أن الأمر بالفعل اعتيادي أن يشعر الشخص بالاستياء تجاه معاناة زوجه أو شريكه مع الإباحية، وأنه ليست مسئولية الزوج أبدا أن يعالج مشكلة زوجه مع الإباحية.

مع استحضار كل ذلك في الذهن، فالتواصل الصريح المنفتح في العلاقة –الهادف للحب والتفاهم– يمكن أن يغير الواقع تماما، في هذه المعركة.

بصراحة، لا يوجد إلا طريقة واحد لمعرفة إذا ما كان الشخص يعاني مع الإباحية: التواصل. حتى وإن كان صعبا ومحزنا، الحديث بخصوص الأشياء والتفاهم يساعد بقدر كبير في الوصول للحلول، هذا إن كان ذلك ما يرجوه الشريكان كلاهما

الإباحية تقتل الحب، بإخفاء الأسرار:

دائما نقول: أن الإباحية تقتل الحب، والإباحية تفعل ذلك من خلال إخفاء الأسرار، والإحساس بالعار، الذي يشعر به من لم يستطع التخلص من الإباحية بعدُ. وإذا اكتشف الشريك هذه المعاناة، التكتّم قد يجعل مواجهة المشكلة أسوأ.

وقد تقتل الإباحية الحب أيضا بطريقة أخرى، الإحساس بالخيانة الذي يشعر به الشخص عادة عندما يكتشف عادة شريكه للإباحية.

الطرفان يشعران بالألم:

الطريقة المؤكدة الوحيدة لتفادي هذه المشكلات في العلاقة هي أن تبوح بهذه الأسرار، وتتحدث عن الأمر بشفافية في أقرب وقت.

إن كان شريكك مستهلكا معتادا للإباحية، ولا يعرف الحقائق، حاول أن تخبرهم بالأضرار التي قد تسببها، وخصوصا كيف تشعر تجاه سلوكهم هذا.

فليكن حديثكم صريحا ومفعما بالمشاعر الصادقة. وبكونك الشريك المتأثر، حاول بأقصى جهدك ألا تصدر أحكاما عليه/ها، ولا تشعره/ها بالعار بسبب ما شاهده/ته.

كن محبا، داعما، ومنفتحا عندما تتحدث عن المشكلة، هذا إن كنت تنوي الحفاظ على علاقتكم حقا.

إن كان شريكك يهتم حقا بك وبمشاعرك، لا شك أنه سيستمع لك، وفي أفضل سيناريو، سيصارح بما كان يعاني به أيضا. الصراحة لازمة للطرفين.

العار و الوصم يجعلان المعاناة أسوأ، ليس أفضل:

إذا اعترف الشريك الذي يعاني بما يحدث في معركته، احذر أن تصدر حكما، أو تشعره بالعار، بكونك الزوج أو الشريك؛ قد يجرحك الأمر، ولكن عليك فهم أنه قد تكون هذه مشكلة استمرت سنين، حتى قبل بدء علاقتكما، التسرع للأحكام والوصم بالعار لا يعالجان المشاكل، فقط بسبب أنه يعاني ويجاهد مع نفسه، لا يعني ذلك أنها نهاية علاقتكما.

فلنواجه الأمر: كون شخص لديه رغبة في مشاهدة الإباحية لا يجعل منه “مقرفا” ولا “منحرفا”، بل يعني ذلك ببساطة أنه إنسان. ولكن الإباحية بلا شك تؤذي الشركاء، وهذا هو سر كون الصراحة شديدة الأهمية للعلاقات الحية.

تعالوا نحارب من أجل التواد والمحبة، من خلال الصراحة والشفافية، ودحض العار، إن كنت شخصا تعاني، أو كنت شريك شخص يعاني.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 1 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 7K
  • عدد المهتمين: 223

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك