كيف تتحدث عن الإباحية دون أن تبدو كالأحمق؟

فلنفكر للحظة: إذا كان جوهر رسالتك التي تقوم بإيصالها منطقيا ومدعوما بالحقائق، فطريقة إيصال الرسالة أحيانًا تكون أكثر أهمية. 

كم مرة يشعر المستهلكون بالنفور من منتج بسبب طريقة عرضه فقط؟ على سبيل المثال، إحدى سلاسل المطاعم وضعوا إعلانات جنسية سيئة، والتي كانت السبب في شعور بعض الناس بالنفور، ولم يترددوا في عدم دخول مطاعمهم أبدًا.

التوعية بأضرار الإباحية حركةٌ تعليمية نافعة للمجتمع، على عكس الإعلانات المسيئة المذكورة سابقا التي تقوم بعكس ذلك النفع، ولكن فلنعتبر كيف يمكن لهذا المبدأ أن يُطبَّق في هذه الحركة؟ 

الإباحية مشكلةٌ مليئة بالمشاعر، وأحيانًا تكون مثيرة للجدل، وهي بالتأكيد مشكلة شخصية، هذه حقيقة، إن لم نكن حذرين؛ فطريقة حديثنا عن أضرار الإباحية قد تُنَفِّرُ الناس من التعلم، وقد تمنعهم من الاستماع للحقائق المهمة التي هي أساسية للحفاظ على صحتهم وسعادتهم في عالم اليوم المليء بالإباحية. 

نصائح لإيصال الرسالة الصحيحة عند الحديث عن أضرار الإباحية .

هذه بعض المبادئ التوجيهية الأساسية؛ لكي لا تبدو كالأحمق –وتُنفر الناس من حديثك بدون قصد– عند حديثك عن الإباحية وآثارها، بل تدعوهم ليفكروا قبل أن يستخدموا [المحتوى الإباحي]، وتُحدث التغيير الإيجابي والحديث البنّاء.

احصل على المعلومات الصحيحة، ولا تشعر بعدم الارتياح تجاه تلك الحقائق

إنه من الصعب –بل إنه يقرب أن يكون مستحيلًا– الحديثُ عن أضرار الإباحية بطريقة صحّيّة بدون أن تعلم الحقائق.

عليك أن تعرف ما تقوله الأبحاث وما لا تقوله! هناك جبال من المصادر تحت نقرة إصبعك؛ فبادر بالتعلم! هذا البئر المليء بالمعلومات سيساعدك لتعرف ماذا عليك أن تقول عندما تخاطب كل شخص وتُجيب أسئلته وتتحدث عن مشاكله المميزة. 

اشعر بالتعاطف مع مستهلكي الإباحية (حتى وإن لم يشعروا بأن استخدامهم للإباحية غيرُ صحي).

أولئك الذين يستخدمون الإباحية، في الأغلب يكونون ضمن واحدٍ من تصنيفين: إما إنهم يريدون التوقفَ عن استخدامها ولكن لا يعلمون كيف يقومون بذلك، وإما إنهم غير مهتمين بالتوقف عن الاستخدام؛ بسبب ضعف فهمهم لكيفية كون الإباحية مضرة. 

مهما كانت ظروفهم المختلفة، التعاطف معهم لا يجب أن يكون مشروطًا بمدى رغبتهم في التغيير.

 نحن نعلم أضرارَ الإباحية، ونحن نتعاطف مع أولئك الذين يستخدمونها، سواء كانوا يعرفون مدى تأثير عادتهم هذه أو لا. 

فلنستبدل حكمنا عليهم بالتعاطف معهم، ولنمنح أنفسنا الفرصة للتواصل مع مستخدم الإباحية كإنسان؛ لأنه في النهاية إنسان. 

اعترف بنقاط التشابه.

علام تتفقون؟ إن القاصرين يجب ألا يشاهدوا الإباحية أو إن الاتجار بالبشر والجنس غيرُ مقبول؟ دائما ما تكون هناك أرض مشتركة يمكننا بناءَ الحديث عليها. من أي زاوية يواجهون المشكلة؟

إننا لا نفهم الأشخاص حقًّا حتى ننظر للأمور من وجهة نظرهم.

 ما هو السياق الذي يأتون منه؟ ما هي حكايتهم مع الإباحية المؤديةُ إلى هذه اللحظة؟ 

هذا الحديث هو مجرد لقطة من حياة الشخص، الذي عادةً ما تكون أوجهُ تشابهكم أكثرَ من أوجهِ اختلافكم. 

على الرغم من أنه قد لا يكون من الممكن معرفةُ حياة كل شخص من كل ناحية، ولكن يمكن أن نحاول. 

 هذا التحول في المنظور يمكنه أن يساعدنا لنرى أولئك الذين يُعانون بطريقة صحية وصادقة فعلًا.

كيف يمكنك أن تتواصل معهم كأشخاصٍ مساوين لك، وتُعلمهم أنك تحادثهم كأشخاص يستحقون التعاطف؟.

تذكر أن الجميع تحت تأثير الإباحية بشكلٍ أو بآخر

حتى وإن لم تكن متأثرًا بالإباحية بنفس الطريقة التي يتأثر بها شخصٌ آخر، ليس هنالك شكٌّ أن الإباحية قد أثرت في حياتك فعليًّا، إذًا من هذا المنظور، جميعُنا في نفس الملعب.

خذ بعضًا من الوقت لتفكرَ في التأثير الذي أحدثته الإباحية على حياتك أو حياة من تحب. 

بدلًا من معاداة بعضنا البعض، ينبغي علينا أن نتحد لنحارب العدو المشترك، إنه الإباحية وصناعتها والضرر الذي تُلحقه بالأفراد، والعلاقات، والمجتمع بأكملِه. 

تذكر أنه بإمكانك أن تكون لطيفًا ودود القلب ومقنعًا في نفس الوقت

مشاركة وجهة نظرك لا يجب أن تؤدي إلى جدال حاد، وكونك ودودًا نحو شخصٍ ما لا يجب أن يكون مشروطًا باتفاق بينكم. الود يجذب الناس ويجعلهم يفكرون ويستوعبون ما تقول، أما العدوانية فتدفع بالناس تلقائيًّا إلى الدفاع عن أنفسهم وتمنعهم من تفهُّم ما تقول، وتجعلهم متحفّظين تجاهك.

كن واضحًا أمام محادِثِك، ولا تصدر أحكامًا تجاهه ولا تراه بشكل مختلف إذا كنت غير متفق معه، بل إنك تهتم لأموره ولصحته وسعادته.

كن جريئا في مشاركة ما تعرفه عن المشكلة، ولكن اخلق مساحة للحديث يشعر فيها محادِثُك بالأمان وعدم التحفظ، واستمع له، واحترز من أن تخلق مساحة للعراك.

تذكر أن تلتزم بالأقوال العلمية.

في حين أن الآراء مهمة، الحقيقة أن كلًّا منا لديه رأيه الخاص، وعادة ما تكون آراؤنا مختلفة جدًّا. استخدام الآراء كنقطة محورية في النقاش عن أضرار الإباحية قد يكون غير مفيد. العلم يُظهر بوضوح أضرار الإباحية، إذًا استخدمه. الأبحاث لديها القدرة على أن تشق الطريق عبر الآراء وتُشير إلى شيء راسخ ومتفق عليه عالميا. إذًا تحدث عنه.. وشاركه.

هذه الحركة هي حركة عالمية يشارك فيها مكافحون مختلفون، أتوا من كل مكان لأننا بإمكاننا أن نتحد ونتفق على حقائق لا يمكن الخلاف عليها أو رفضها بناء على رأي شخصي. 

كل هذه النصائح ستساعدك لتبدو ذكيا، وفي نفس الوقت محترما و ودودًا.

ولكن لننظر لأمرٍ آخر أكثر أهمية: دوافعك. ما الذي يدفعك لتخرج وتتحدث عن الإباحية؟ هل لتُثبت أن الآخرين جميعهم مخطئون، بينما توضح للجميع مدى كونك محقا وصائبا ؟ 

أو لتمنحَ الأفراد الفرصة لمعرفة معلومات لم يكونوا ليعرفوها في مجتمعنا الذي تتفشى فيه الإباحية، بغض النظر عن كونهم متفقين معك أم لا؟

على الرغم من أن تغييرك لطريقة رؤيتك للذين يعانون مع الإباحية ويرون الأشياء بطريقة مختلفة عنك قد يأخذ بعض الوقت، عليك أن تثابر على ذلك. باختصار، لا تمثل أنك إنسان ودود وحسب، بل ابذل قصارى جهدك لتكون ودودا للجميع، ولا تجعل ودك مشروطا بمعاملة الآخرين لك بود أيضا، أو باتفاقهم معك.

 عامل الآخرين كرفقاء، ألست تذكر إنسانيتنا وأنها تستحق الكفاح من أجلها هو جوهر رسالتنا ومهمتنا؟ .

قم بتغيير العالم، من خلال محادثة، ثم الأخرى

الإباحية تضر وتُذيب العلاقات بين الناس، إذًا لماذا على طريقة إيصالنا لهذه الرسالة أن تقوم بنفس الشيء؟ 

عندما نصبح مكافحين ودودين عالمين بالحقائق ولا نتجنب الحديث عن هذا الأمر والأبحاث العلمية المختصة بهذه القضية؛ ميدان انتشار تأثيرنا ينمو أضعافا مضاعفة. نحن موثوقون في هذا الأمر لأننا نعرف الحقائق العلمية، ونحن أيضا نجذب الناس، لأنا نهتم لأمور الذين نتحدث إليهم، فصحتهم وسعادتهم هما هدفنا الأكبر، وليس أن نكون “على حق”.

انضم إلينا لنكسر الحواجز التي تمنعنا من التواصل واقعيا، كن مصدرا يقصده الآخرون عندما يكون لديهم أسئلة أو عندما يطلبون المساعدة. تأثيرك قد يكون نقطة التحول لشخص  يحتاج لسماع هذه الرسالة.