أربعة اعترافات عن العالم الإباحي السري لـ (اشتراكات سناب شات المميزة أو الخاصة)

هل سبق لك أن سمعت عن (Snapchat premium)؟ أو حسابات سناب شات المميزة؟، إنها أحدث طريقة لدى المنتجين الإباحيين للوصول واستهداف جماهيرهم “بريميوم سناب شات”
A+ A-

الآثار الاجتماعية والعقلية لاستهلاك المواد الإباحية السائدة تثير القلق لوحدها كما هي[1]. لكن العواقب السلبية الشخصية تتحول إلى مستوى جديد تمامًا عندما تقوم الإباحية بتحويل شخص ما إلى ضحية لها، يمكننا اليوم الحصول على أشياء مثل الإباحية المزيفة أو ما يسمى بـ (DeepFake Porn[2])وهي القيام بصنعِ فيديوهات مزيّفة عبر برامج الحاسوب من خِلال الذكاء الاصطناعي، تقومُ هذهِ التقنيّة على محاولة دمجِ عددٍ من الصور ومقاطع الفيديو لشخصيّةٍ ما من أجلِ إنتاج مقطع فيديو جديد باستخدام تقنية التعلم الآلي حيث يبدو المشهد للوهلة الأولى بأنه حقيقي لكنّه في واقع الأمر مُزيّف، أو النوع الآخر وهو الإباحية الانتقامية أو ما يسمى ب (Revenge Porn[3])وهو القيام بتصوير شخص ما (عادة يكون الشريك السابق بالعلاقة) بأوضاع حميمية أو تصوير الأشخاص بواسطة الكاميرات في المراحيض العامة أو غرف قياس الملابس، ومن ثم رفعها على الإنترنت بغية إيذاء الشخص أو حتى ابتزازه، وهي جميعها اتجاهات تسمح للضحايا غير الراضيين على تصوير مثل تلك الأمور والذين لا ينتمون إلى صناعة الإباحية من الأساس بالتعرض إلى تلك المواقف من نشر أشيائهم الشخصية على المواقع الإباحية، هذا الاتجاه للاستهداف “الشخصي” هو نمط جديد وآخذ في الازدياد، وعلى الرغم من أنه لا يستغل الضحايا الذين لا يوافقون على التصوير لتلك المشاهد مثل ما يحدث في صناعة الإباحية الأساسية ولكنه خطير بطريقة مختلفة.

ما هي حسابات سناب شات المميزة؟

هل سبق لك أن سمعت عن (Snapchat premium)؟ أو حسابات سناب شات المميزة؟

إنها أحدث طريقة لدى المنتجين الإباحيين للوصول واستهداف جماهيرهم، مصطلح “بريميوم سناب شات” مصطلح غير رسمي، لكنه موجود فعليا، حساب سناب شات المميز هو حساب سناب شات عادي في الواقع، لكنه حساب مقيد بشكل خاص، أي إنه ليس كل من يقوم بإضافة الحساب سيتمكن من رؤية المحتوى سيتوجب عليك الدفع على شكل اشتراك لتتمكن من الوصول إلى الصور والفيديوهات حيث يقوم مالك الحساب بفرض رسومٍ على المستخدمين للوصول إليه، تستخدم هذه الحسابات بأغلبية ساحقة من قبل الناس -وخصوصا ممثلي الإباحية- لتقديم عرض من لقطات جنسية خليعة لأنفسهم على وجه الخصوص، إذا كنت تدفع لشخص ما مقابل الحصول على إذن مشاهدة حسابهم الخاص، فستتوقع تلقائيا عرضا منتظما وإباحيا عبارة عن المقاطع الخليعة الخاصة بذلك الشخص والتي قام بتصويرها بنفسه، وأرسلها مباشرةً إلى حسابك السناب شات الخاص بك، يمكن لأصحاب الحسابات المتميزة التأكد من أن حساباتهم بأمان من الحذف أو التعطيل من قبل شركة سناب شات؛ وذلك لأنهم عندما يقومون بجعل حساباتهم خاصة ويقوم الناس بالدفع مقابل الدخول إلى تلك الحسابات فمن غير المرجح أن من قام بالدفع سيقوم بالتبليغ عن تلك الحسابات، أصحاب هذه الحسابات وهم في الغالب من النساء، يقمن بالإعلان عن حساباتهن في منصات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل FacebookوInstagram ويقبلون الدفع المالي من خلال Venmo أو  PayPal أو أي تطبيق تحويل أموال يفضلونه، وهي جميعها برامج تسمح لك بتحويل المال عن طريق الإنترنت بسرعة وبثوان معدودة، إن ذلك كله ما هو إلا ما يسمى بالإباحية حسب الطلب ولكن يتم بشكل مخفي أو متنكر.

ما هي المشكلة؟

مقابل دفعة واحدة أو رسم عضوية مدى الحياة، يمكن للناس الآن الحصول على ما كانوا يريدونه منذ فترة طويلة وهو الاهتمام الجنسي المباشر والشخصي من مؤديهم الإباحي المفضل والمختار.

يمكن للمشترك بهذه الحسابات أن يتلقى الرسائل الرذيلة والصور العارية ومقاطع الفيديو حسب الطلب، وحتى مكالمات FaceTime أو المكالمات الهاتفية الجنسية صوت وصورة من حساب سناب شات المتميز الذي يختارونه ويشتركون به، إن هذه الخدمة أكثر شخصية من كونها مجرد إباحية عادية؛ فهي تحدث في وقت وحسب رغبة المشترك وطلبه، وهناك علاقة ديناميكية وتواصل مباشر يجعل الناس لا يمانعون من الدفع والاشتراك من أجل تلقي هذا المحتوى.

هل يبدو لك هذا بأنه ليس أكثر من عرض وطلب حيث يحصل المشتركون بإرادتهم الحرة على ما يقدمه الفنانون الراضون بهذا النوع من العمل والتبادل؟

ليس تماما! فيما يلي العديد من المشكلات التي يمكننا أن نراها للوهلة الأولى عند تقييم مقال هذا النوع من الخدمات الإباحية:

إن هذا النوع من التواصل ما هو إلا اتصال شخصي وهمي ومزيف

هذه الحسابات الممتازة تربك الطبيعة الحقيقية للإباحية، هل ما يحدث هو فانتازيا وخيال، أم هو حقيقة واقعة؟ هل كلاهما؟

إن إحدى أكبر مزاعم الإباحية هي أنها متعة شخصية، وأنها يمكن أن تعزز – أو حتى تحل محل – الحياة الجنسية الحقيقية للمستهلك. التجربة الشخصية[4]والعلوم والبحث[5] أظهرت جميعًها أن هذه الفكرة خاطئة، لقد أثبتت الإباحية أنها تجعل المستهلكين لها متصلين بشكل أقل بالآخرين[6] أقل رضا وإشباعا[7]من حياتهم الجنسية الحقيقة، فهي مع ذلك تبقى على الشاشة، ومع شخص غريب، ودون الالتزام الذي يمكن أن يزدهر فيه الاتصال الجنسي الحقيقي الحميم.

لا توجد طريقة حقيقية للتأكد من أن جميع الأطراف المشاركين هم فوق السن القانوني وراغبون تماما بما يفعلون

طبعا، سنقول: إن معظمهم من البالغين الذين يوافقون على المشاركة في “علاقات” المعاملات هذه، ونحن في الوقت ذاته نكره أن نكون قاتلين للمتعة بما سنقول الآن، ولكن حقيقة لا توجد طريقة حقيقية للتحقق من أن المشتركين راضون تماما بما يفعلون وأنهم من البالغين وليس شخصا من عمر الـ 13 عامًا مع هاتفه الذكي وحساب Venmo لتلقي المال. إرسال محتوى أو مواد جنسية إلى قاصر يعتبر أمرا غير قانوني[8]. ولكن ما هي الضمانات التي لدى المشترك بأن منشئ المحتوى على حساب سناب شات المميز الذي يوافق على إنشاء حساب بمحتوى شخصي، أنه شخص لا يعاني من الضغوط المالية أو غيرها من الضغوط ؟ هذا كله ما هو إلا نظام غير معتمد للغاية وغير منظم مع الكثير من الثغرات السهلة للسلوك غير المشروع.

هذا النوع من الأعمال يعبر الحدود الأخلاقية ويخترق الحياة الخاصة والطبيعية

هذه الحسابات المميزة هي بالتأكيد ليست الطريقة الأولى التي استخدم بها الناس وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض جنسية، ولكنها خطوة عملاقة لتجاوز تلك الحدود التي تفصل عالم الإباحية السري عن حياتنا البشرية اليومية، وسائل التواصل الاجتماعي في أفضل حالاتها هي للتواصل مع الناس بطريقة صحية، وتعزيز ومشاركة حياتنا بطريقة مليئة بالتقدير لها، وكما نعلم جميعًا، فإن غالبية السكان[9]، وخاصة المراهقين والجيل الألفي، يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للأغراض اليومية … طوال الوقت، ومع تسويق ووجود هذا النوع من الإباحية المخصصة والمباشرة وبيعها على مواقع التواصل الاجتماعي اليومية نفسها، يمكن للناس أن يواجهوا أو يتعرضوا للإباحية عن غير قصد بدلاً من الاضطرار إلى اختيار الانتقال إلى مواقع الإباحية على وجه التحديد، صحيح إنه يجب أن تدفع للوصول إلى المواد الفعلية وهو ما يعتبر الخط الفاصل الأخير بين الاستعمال الجيد للإنترنت والانخراط بهذه الأمور، ولكن لا يزال الواقع والمناقشة لمثل هذه الأمور يطفو على السطح في أي وقت ويطمس هذا الخط الفاصل.

الالتزام بحياة صحية لا يحتاج إلى إنشاء طرق أكثر تقاطعا بين الإباحية والحياة الطبيعية والتي تسهل الدمج بين الاثنتين، على العكس نحن بحاجة إلى تقليل مثل هذه الطرق.

تفتح الباب لمزيد من الاستغلال الجنسي

إنها مشكلة بالفعل أن الرجال والنساء، تحت الضغط الاجتماعي والمالي، يشعرون أن صناعة الجنس هي الخيار الوحيد لتحقيق الغايات، هذا هو المكان الذي تصبح فيه الموافقة أو الرضا والاتجار أمرا محيرا[10]. لكن حسابات سناب شات المميزة هذه تزيل هذه الحواجز التي تحول دون حدوث ذلك، حيث يمكن لأي شخص بواسطتها أن يجعل دخله الشهري يبدأ بالتدفق بشكل أكبر على الفور دون الذهاب إلى وكيل أو موقع مضيف أو التحقق من هويته. يوجد بالفعل دليل[11]على أن الناس يقومون بإنشاء هذه الحسابات بدافع اليأس  في تلك الحالات، حيث تكون القوة في الوضع لصالح موقف الاتجار بالنفس ماليًا.

مستقبل الإباحية، وراء سناب شات

إن حسابات سناب شات المميزة هذه لا يبقى تأثيرها ذاتيا. هذا النوع الجديد من الاتجاه يؤدي إلى نشوء شركات جديدة بالكامل وجوانب جديدة من صناعة الإباحية. مثلا تطبيقOnlyFans يزداد شعبية أيضًا، حيث يحصل على زيارات بأعداد كبيرة من هواة ومشتركي حسابات سناب شات المتميزين الذين يرغبون في الحصول على نفس خدمات حسابات سناب شات المتميزة ولكن تحت دعم رسمي من شركة ما (بدلاً من ضمان غير موثوق تماما من صاحب الحساب المتميز بأن المحتوى سيستمر دائما).

يشير حديث كشفته صحيفة نيويورك تايمز عنOnlyFans إلى أن فكرة الاشتراك الشخصي المرتكز على المعجبين والدافعين هو المستقبل الجديد للإباحية، أجرت التايمز مقابلة مع رجل تفاخر بمبلغ 10،000 دولار شهريًا من عمله على موقعOnlyFans هذا الشخص الذي يقول: إن الناس “يريدون تجارب أكثر حميمية، إنهم يريدون تجربة الحصول على حبيب أو حبيبة [صديق أو صديقة للمتعة الجنسية]. إنهم يريدون تخيل شخص ما يرغبون في ممارسة الجنس معه والحصول عليه بنمط “حسب الطلب” وعدم الشعور بالاشمئزاز من ذلك”.

هناك شخصية أخرى من OnlyFans، وفقًا لمقال التايمز، لها في حسابها 10000 مشترك يدفع كل منهم لها رسوم شهرية بقيمة 10 دولارات.

فلماذا يصبح الناس على استعداد متزايد لدفع المال لهذه التجارب الإباحية المرتكزة على المعجبين عند وجود الكثير من المحتوى المجاني بالمقابل؟

لا يوجد بحث حتى الآن حول هذا النوع من العمل الجديد، لكننا نعتقد أن جزءًا كبيرًا من السبب أن الإباحية السائدة والعادية عبر الإنترنت تقدم متعة مؤقتة، ولكنها لا تزال تترك المستهلكين قلقين [12] وغير راضين ومدمنين[13] وغير مدمنين[14]. ولهذا السبب فإن الناس على استعداد لدفع ثمن علامة تجارية من المواد الإباحية تعد بالاتصال والوفاء كبديل زائف لعلاقة حقيقية.

هذا النوع من التواصل [15]في الحقيقة لا يعطي الناس ما يبحثون  عنه أبدا، العلاقة الحقيقية [16]والحب فقط يمكنهم أن يفعلوا ذلك، يمكن أن يكون القلب المجازي البشري أكثر ذكاءً من العقول بعدة طرق، فحتى لو اعتقدنا أن هذه النكهة الإباحية الجديدة ستحلّ محل الرغبة الشديدة في العلاقة، فإن قلوبنا ستظل [17]غير راضية حتى نتخلى عن الإباحية تمامًا، ونبحث عن حب حقيقي وصحي، متبادل، وملتزم.

  • اسم الكاتب: fight the new drug
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 3 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 3K
  • عدد المهتمين: 138

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك