لماذا أجد الإباحية أكثر متعة من علاقتي مع زوجتي؟

هناك أدلة متزايدة، توحي أن المشكلة حقيقةً في دماغك، لا في جهازك التناسلي، فالإفراط في مشاهدة الإباحية، أنتج تغييرات شبه دائمة في دماغك، تجعلك أقل استجابة للمتعة الحقيقية
A+ A-

أكدت الدراسات القائمة، منذ العام 2012 أن هناك ارتفاعا ملحوظا، لدى الذكور، في حالات ضعف الانتصاب وقلة الرغبة بممارسة الجنس. تابع معنا هذه المقالة التي كتبها العديد من الخبراء، الذين عالجوا ضعف الانتصاب، وأدركوا أنه ناجم عن الإباحية.

دراسات على أدمغة مدمني الإباحية:

يكشف علم الأعصاب، كيف أن الإباحية تتغلب على العلاقة الجنسية الطبيعية: "من الصعب حقاً، أن أحصل على انتصاب، عندما أحاول ممارسة العلاقة الحميمية مع زوجتي، حيث يستغرق الأمر مني 20 دقيقة. حقاً إنه أمر محرج، لكن عندما أجلس وأنظر إلى الإباحية لا يستغرق مني هذا سوى 20 ثانية، هذا سريع جداً"

هل أنت مدمنٌ للإباحية؟

تجد نفسك أثناء العلاقة الحميمية، لا تستطيع الحفاظ على استمرارية الانتصاب مع زوجتك بشكل تام، وربما لا تستطيع الوصول إلى النشوة بسهولة. إذا استبعد طبيبك، الأسباب العضوية لمشاكلك، وقال أنه من الممكن أن يعطيك حبات الفياغرا، وأحالك إلى قسم الاستشارات النفسية، فمن المفترض هنا أن مشكلتك نفسية، ما دام أنك تحصل على انتصاب، عندما تشاهد الإباحية.

هناك أدلة متزايدة، توحي أن المشكلة حقيقةً في دماغك، لا في جهازك التناسلي، فالإفراط في مشاهدة الإباحية، أنتج تغييرات شبه دائمة في دماغك، تجعلك أقل استجابة للمتعة الحقيقية، وأكثر إفراطاً في الاستجابة للإباحية، هذه التغييرات المرتبطة بالإدمان تدعى (الحساسية واللاحساسية) بآن واحد، وهذا يشرح لماذا ينجح الأمر مع الإباحية، ولا ينجح مع زوجتك الجميلة.

قبل أن تهلع، اعرف أن هذه التغييرات، قابلة لأن تنعكس عند الشباب، الذين يتوقفون عن ممارسة العادة السرية. عادة، يستعيدون استجابتهم للجنس الحقيقي، خلال شهرين، إلى ثمانية أشهر. غالباً بعد اعراض انسحاب سيئة، وإحباط، وضعف مؤقت، للرغبة الجنسية ربما.

إن كانت مشاكل أدائك تزعجك حقاً، إليك هذا الاختبار:

هل تبدو مشاكلك، كأنها متعلقة بالإباحية؟

تابع القراءة، لتتعلم أكثر حول التغييرات التي تجري في دماغك، قد تستنتج خطأ، أنك إن استطعت الحصول على النشوة في الإباحية، فهذا يعني انه ليست لديك مشكلة، وأن المشكلة كانت بسبب تعاطيك الكحول، أو بسبب سلوك زوجتك، أو مظهرها، أو شعورك بالقلق.

قد تنفق آلاف الدولارات، على المرشدين النفسيين، والمنشطات الجنسية غير الفعالة باستمرار، وتبقى في النهاية وحيداً مع مشكلتك.

"لم تكن لدي مشكلة ابدا، عندما تعلق الأمر بالإباحية، لكن عندما أصبح ذلك حقيقيا (يقصد: مع زوجته) بدأت بتناول الحبوب المقوية، مع مرور الوقت، أصبحت أتناول جرعات أكبر، من الحبوب، مع ذلك، كان مفعولها مؤقتا جدا (أقل من السابق) لكنني، أحصل على الانتصاب مع الإباحية بسهولة!!!"

تفسير هذا الأمر: الإباحية على الإنترنت، تستطيع إثارة دماغك بسهولة، كل بحث، كل صورة، كل أسلوب، يسبب شهوة. وهي بدورها تطلق الدوبامين (دائرة المكافأة) الدوبامين: هو الغاز الذي يعطي الطاقة، لدائرة المكافأة، وهي تعادل: الرغبة، الاستعداد، الانجذاب الشديد، إرادة شيء ما، على وجه الخصوص. لسوء الحظ، الكثير من التحفيز، يؤدي لمحاولة الدماغ أن يحمي نفسه، وذلك بتقليل حساسيته للدوبامين، بالتالي يؤدي ذلك إلى متعة مؤقتة.

في كثير من الأحيان، لا يستطيع دماغك العودة إلى حساسيته الطبيعية، لذا قد تجد نفسك تبحث عن مواد أكثر تطرفا لإثارة مراكز المتعة لديك، مع الوقت، دماغك يتكيف مع هذه الحالة، مع انخفاض محدود في مستويات الدوبامين، لذا تبحث عن المزيد، لكن الشعور بالمتعة، يتناقص لديك.

عملية الإدمان هذه تسمى "زوال التحسس" وقد أكدت بحوث حديثة، أن "زوال التحسس" يحدث في الإدمان السلوكي (القمار، الطعام، العاب الفيديو، الإباحية).

المفتاح الرئيسي الذي يؤدي هذه التغييرات المرتبطة بالإدمان هو بروتين ( Deltafos B ).

فاستهلاك مستويات عالية، من المكافآت الطبيعية (جنس، سكريات، دهون عالية) أو أي تعاط مزمن، لأي مخدر تقريباً، يسبب إطلاق DeltafosB (عامل استنساخ) لتجتمع هذه البروتينات في مركز المكافأة، مؤثرة على التعبير الجيني، ولاحظ أن تلك الأمور تسبب الإدمان لأنها فقط تضخم او تمنع عمل الآليات الطبيعية للحصول على مكافأة.

هذا سبب تأكيد الجمعية الأمريكية، لمعالجة الإدمان بأن إدمان الطعام، والجنس، هو إدمان حقيقي لا لبس فيه Deltafos B  هذا البروتين هو تحفيز لنا، للحصول على أمور جيدة، كالغذاء والتكاثر، عندما يكون الحصول عليها امر جيد. وهو الية الشراهة، وقد كان مفيدا طوال العصور، والبيئات المختلفة، لكنه هذه الأيام، يجعل من إدمان الوجبات السريعة، والإباحية أمراً سهلا. وكأنك تعد 1-2-3

إنه لا يمهد للإدمان فقط، بل يساعده على البقاء فترات طويلة، يبقى يحرضك على العودة، حتى مرور مدة شهرين من تركه، مما يجعل الانتكاس، أكثر احتمالية خلال هذين الشهرين. 

الانسحاب: فترة الآلام.

دعنا نقول أنك قررت التضحية، وإيقاف إدمانك للإباحية، فربما تشعر بالملل فترة، لأن عقلك ينظر إلى استخدامك المكثف للإباحية، على أنه كنز جيني. هو يعتقد أنك تنجب أطفالاً في كل استمناء، وهذا يرسخ ذاكرة قوية، بأنك لن تتخلى عن هذه القيمة الجمالية (قمة النشوة) الآن.

وكما أنك حينما تتحدى دماغك، بالامتناع عن الإباحية، فإن مستوى الدوبامين المنخفض لديك أساساً، سينخفض أكثر، وأيضاً إجهاد دماغك، في مقاومة الرغبة الجنسية، واندفاع هرمونات (CRF و norepinephrine)، وقلة الحساسية عندك أصبحت مفرطة، حتى انك لا تستطيع النوم مع زوجتك. فلا عجب بأن اغلب الرجال، يعانون من هذه الأعراض الانسحابية.

شعور المتعة لديهم هو أقل من أي وقت مضى عند الاستجابة للمثيرات الحقيقية (الزوجة)، شعور أكثر بالقلق ومحاولة دفع الشيء الوحيد الذي يحرك دوائر المكافأة لديهم فهذه كلها أسباب قوية تجعل النصر على الإدمان أمرا صعباً لكنه ليس مستحيلاً.

والأسوأ من ذلك هو أنه وأثناء الامتناع عن الإباحية، فإن مسارات الحساسية تصبح أقوى وكأن مركز المتعة لديك يصرخ لأجل الإثارة، لكن الإدمان وحده يستطيع سماع هذا النداء.

يقول مدمن” أجد حتى الصور العادية في الإعلانات تثير شهوتي حتى لو ارتدت النساء فيها ملابس محتشمة فإني أثار لحد الرغبة بالاستسلام”.

خلال فترة التعافي إن عانيت انخفاض قوي في الشهوة في وقت ما من التعافي خلال مرحلة موت الشهوة المؤقت، فإن إشارات الإباحية قد لا تزال تلهبك، وفي الوقت نفسه تجد شريك حياتك وجميع المحفزات الأخرى اقل إثارة وهذا يخدعك بأن الإباحية هي الحل لتراجع الشهوة لديك، لكن العلاج الحقيقي هو الصبر والسماح لدماغك بالتكيف مع التوجه الجديد.

“بعد شهرين من التعافي رأيت منظرا مثيرا على قناة أفلام للبالغين، أقسم شعرت وكأني حقنت بنوع من المخدرات، كانت أكبر محفز لجسمي وذهني ورغبت بتكرار رؤيته مرة أخرى ركضت فعلياً على الدرج، كنت أرتجف وأتنفس بصعوبة بعد 8 دقائق عدت الى وضعي الطبيعي دون أن أنتكس والحمد لله”.

التعافي على الرغم من القوة الهائلة لمسارات الإدمان، فإنها بالنهاية تفقد سيطرتها عليك ويعود عقلك للاستمتاع بالملذات العادية واليومية وبنفس الوقت الذي يضعف فيه الدماغ المسارات المتعلقة بإدمان الإباحية، تقوى مسارات مكافأة أخرى وجيدة مثل زوجتك.

هنا بعض الرجال يصفون كيفية الشعور بالتغيير ولا تنس أنهم مروا بشهر أو عدة أشهر يعانون من أعراض الانسحاب بسبب تجنب الإباحية والعادة السرية.لقراءة ما قاله بعض المتعافون وكيف كانت مشاعرهم بعد أن نجحوا في التعافي اقرأ هنا .

برأيي المتواضع عندما نرغب بالجنس، حقيقة ذلك هو الاتصال العاطفي الذي نرغبه، أعتقد أن هذا ما يفسر لما الحيوانات تزعج نفسها بالبحث عن شريك بدلاً من إثارة نفسها (عادة سرية)، أنا واثق أنه حتى في عالم الحيوان هناك العنصر العاطفي للتزاوج وإن كان بشكل أقل تعقيداً بكثير مما هو عليه الحال بالنسبة للبشر.

باختصار تعافيك لا يحميك من التجاوز والانتكاس في المستقبل ((لكنه يبقيك أقوى وأقدر على مواجهة التحديات وستصبح حرا من قبضة الإباحية عليك)).

ما هو الحدث الذي يجب أن تجهز نفسك من أجله؟

مع الأسف الرجال الذين يصلون الى موقعنا مع عجزهم الجنسي الناجم عن الإباحية يواجهون أصعب الأوقات لتغيير مسارات أدمغتهم.

واحد من هؤلاء يقول “لم يكن شعوري جيداً حقاً، كان ذلك مملا لقد فقدت الانتصاب بعد 10 دقائق ربما أرادت زوجتي المزيد لكني انتهيت”

يبدأ الشباب مثله عادة بمشاهدة الإباحية وبكثرة عند عمر 11 أو نحو ذلك ولا يستطيعون الزواج أصلا حتى ربما عشر سنوات أخرى أو أكثر ، إنهم يربطون قوتهم بالشهوة الجنسية العالية ، وبوقود الإباحية سريع الاشتعال.

وبعد أن يتحولوا إلى شريك حقيقي (وقود عادي) فإنهم يماطلون ويتهربون من حين لآخر والبعض منهم يضطر لبذل جهد كبير ليمضي الوقت مع زوجته الحقيقة ويجب أن يكونوا صبورين لتتكيف أدمغتهم مع التوجه الجديد، بحيث يمضون أحياناً 4 أشهر أو أكثر ليتمكنوا من الاستجابة لشركاء حياتهم .

وبالمقابل فإن الشباب الذين تزوجوا قبل الإنترنت لا تزال تتطور لديهم مسارات الشريك الحقيقي، وغالبيتهم لا يعانون مشاكل مع الجنس الحقيقي إلى أن تحفزت أدمغتهم بنطاق واسع عن طريق الإباحية واختل توازن دوائر المكافأة لديهم ليعودوا إلى حالتهم الطبيعية فهؤلاء عليهم التعافي مدة شهرين تقريباً ،لكن رجلاً بالخمسين من عمره صرح أنه بعد 3 سنوات من ضعف الانتصاب بسبب الإدمان احتاج فقط 8 أيام من تركها للعودة لحالته الطبيعية.

إن كانت الإباحية فقط توصلك للنشوة فهذا يعني أنك ربطت دماغك بالهدف الخاطئ ،لأن دوائر المكافأة لديك فقدت الحساسية مع المتعة الطبيعية. في الواقع ظنك أن زوجتك غير مثيرة سببه الوحيد أن دوائر الإدمان لاتزال تعمل لأنك أنشأت مطرقة عصبية قوية بما فيه الكفاية لتضرب أعصابك وتهيج دوائر المكافأة بينما تشاهد الإباحية..الجنس الحقيقي هو غزل وملامسة وروائح هرمونات جنسية وتفاعل مع شخص حقيقي، أما الإباحية نظر لشاشة ثنائية الأبعاد نقر الفأرة والبحث في علامات تبويب عديدة، والمزيد من العزلة والبحث المستمر عما هو جديد ونساء وتتفاعل فقط مع يدك.

باستخدام مقياس الرياضة، أي حدث تدرب دماغك لأجله؟ فإن كنت تريد رمي القرص ببراعة فلن تمضي وقتك بالتردد الى نادي الغولف.إمضاء سنين مع الإباحية على النت يخلق عدم تطابق بين ما يتوقعه دماغك وما يحدث فعلياً خلال التزاوج الحقيقي.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أ. بويعقوب
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 6 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 799
  • عدد المهتمين: 145
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك