ما موقفك إذا كان زميلك يعاني من الإباحية؟ … وماذا يمكن أن تفعله لأجله؟

لقد كان أحد أهدافنا الدائمة هنا في ( منظمة حارب المخدر الجديد Fight The new Drug) تثقيف ورفع الوعي حول مخاطر وتأثير الإباحية على المجتمع بأسره.
A+ A-

لقد كان أحد أهدافنا الدائمة  هنا في  ( منظمة حارب المخدر الجديد  Fight The new Drug)   تثقيف ورفع الوعي حول مخاطر وتأثير الإباحية على المجتمع بأسره، حيث إننا نتلقى  عددا لا حصر له من الرسائل والإيميلات من جميع أنحاء العالم  من محاربي  الإباحية  تظهر دعمهم  لنا  ولحركتنا  ومشاركة الحقائق؛  لتغيير النظرة العامة للإباحية .

على الرغم من وجود العديد ممن  يشاركون المنشورات  حول أضرار الإباحية  بالادعاء أنها تقتل الحب (PORN KILLS LOVE )،

يوجد هناك مجموعة أخرى من المحاربين الذين لديهم شغف خاص  بالقضية  كونهم يعانون أو يعرفون شخصا آخر يعاني منها . إننا نتلقى العديد من الرسائل من أشخاص لا يعرفون كيف يخبرون  عن شخص ما قريب لهم  يعاني من الإباحية،  وكيف لهم أن يساعدوه، عندما  يشوب العلاقة الرومانسية  حالة من عدم الثقة  فالأصدقاء والصديقات لن يتمكنوا من المساعدة،  وسيشعرون  بنوع من التمزق حيال ما يمكن لزميلهم  الإخبار به .

لقد قمنا بإجراء وجمع العديد من الأبحاث والمعلومات حول هذا الموضوع،  فالحقيقة ببساطة  إنه لا توجد إجابة صحيحة،  فكل شخص  مختلف عن الآخر، ويقدم نفسه بطريقة مختلفة  حول  الإباحية، كما إنه من المهم  جدا  عدم النظر لمَن يشاهد الإباحية  على أنه قد يكون مدمنا.

ومع ذلك  فالمعلومات التالية  قد تكون مفيدة  في معرفة  ومساعدة  الأشخاص  الذين لديهم عادة الإباحية،  واختاروا أن يحرروا أنفسهم منها .

(ملاحظة  من  منظمة حارب المخدر الجديد  (FND):  أولا وقبل كل شيء عند قرار شخص ما بالإقلاع عن الإباحية  يجب أن يُدعم من الشخص  ذاته ومن تلقاء نفسه، ومع ذلك التشجيع والمساعدة من  أحد الأقارب أو أفراد الأسرة  يمكن أن يكون مفيدا للغاية في عملية التعافي )

صراع سهل خفيّ

مع توافر الإباحية  على مدار 24 ساعة  بالهواتف  الذكية والإنترنت،  فليس بمستغرب أن تتحول هذه القضية وبسرعة إلى قضية كبيرة اليوم،  لكن بخلاف إدمان الكحول أو أي مخدر آخر  فعلامات  إدمان الإباحية ليست سهلة التحديد،  فسجلّ متصفحات الإنترنت يمكن مسحه،  كما يمكن للتطبيقات أن تخفي  الصور  … الخ . فسلوك الشخص الذي يعاني من الإباحية  يمكن أن يعطي إشارة مع الوقت  بأنه يعاني منها .

تقول الدكتورة ماريسيا ويبر  طبية الأسرة لتقويم العظام المعتمدة من المجلس الأمريكي  للطب النفسي  والعصبيإن أولئك الذين يعانون  قد يشعرون  بالاكتئاب  وعلامات  الاضطراب وفرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، وعادة ما يخفون مشاكلهم  مع الإباحية عن الأسرة والأصدقاء  مع عدم قدرتهم على التوقف .

كما أشارت الدكتورة ويبر إلىأن المواد الإباحية تجعل الأشخاص يطلبون المزيد والمزيد،  لكن ليس بالضرورة أن يعجبوا بما يرون؛  مما يساهم في إصابتهم  بأعراض القلق والاكتئاب .

عادة ما تأتينا رسائل  من بعض الزملاء مفادها أنهم لاحظوا بعض العلامات على أصدقائهم كالمكوث لفترات طويلة في الحمام، والمبالغة في حماية أجهزتهم الذكية، والشعور بالانفصال العاطفي عن أشخاص مهمين دون أسباب واضحة .

التحدث قد يكون باللحظات الحميمة (العاطفية).

في حال إصرار زميلك أو شريكك  في دفعك إلى ما هو أبعد من مستوى راحتك او مفاجئتك  بأفكار  حول الأمور الجنسية التي يجب عليك تجربتها  بشكل أكثر من المعتاد، عندها قد ترغب في التحدث والكلام، من ناحية أخرى عند إبداء شريكك عدم رغبته في العلاقة الحميمية  أو عدم الاهتمام  والتراجع  في العلاقة  أو إثارة غضبه عندما يكون معك  فهذا يعد علامة أو إشارة  وأثر من آثار عادة الإباحية .

غالبا ما يلجأ مستهلك الإباحية إلى استهلاك مواد أكثر تشددا  ووضوحا أو مواد صادمة؛  وذلك لضعف حساسيتهم  وتأثرهم من المواد الإباحية  العادية،  والتي  قد تؤثر على سلوكهم .

في العام 2014 قام معهد ماكس بلانك (MAX PLANCK)  بعمل دراسة عن طريق التصوير الوظيفي المغناطيسي (FMRI) تبين فيه أن استخدام  مزيد من المواد الإباحية مرتبط  بتفعيل دائرة أقل مكافأة عند مشاهدة الصور الإباحية بشكل وجيز، وهذا يعني أن الباحثين  وجدوا أنه كلما زاد معدل مشاهدة الإباحية كلما زاد  طلب  مشاهدة المزيد منها؛ للحصول على نفس المتعة في الدماغ .

بمرور الوقت، قد تنخفض حساسية مستهلكي الإباحية بشكل متكرر  تجاه الإباحية؛ وذلك بسبب  المحتوى الصادم والجلي الذي يبحثون عنه ، لذلك قد يجدون صعوبة في التمتع بعلاقاتهم الخاصة  وحتى الحياة اليومية؛ مما يشعرهم بالاكتئاب وعدم الإنجاز والفراغ ، لاحظ تغير مزاجهم وشخصياتهم،  فغالبا الأشخاص المدمنون للإباحية  تجدهم  سريعي الغضب، ولديهم صعوبة في التصرف كما يريدون.

( ضع في اعتبارك حال حدوث  أي من هذه العلامات  أنها قد لا تكون دليلا على إدمان الإباحية، فهذه مجرد علامات قليلة لأناس  مثبت أنهم يعانون من الإباحية بشكل مؤكد،  فالتواصل هو المهم،  فحاول أن لا تفترض  شيئا قبل أن تتأكد أو ترى ما يدعو للافتراض ).

تحدث عنها

التواصل هو الطريقة الوحيدة المؤكدة لمعرفة ما إذا كان شريكك يعاني من الإباحية أم لا، فأحد طرق قتل الإباحية للحب هو عن طريق  شعور المدمن بالسرية والعار،  فعند معرفتك لمعاناة شريكك مع الإباحية  يفضل ـن يتواجه الشريكان،  ويتحدثان بشكل واضح وصريح عن المشكلة،  فالكتمان  لا يزيد المشكلة إلا تعقيدا .

في حوار صادق أعرب لشريك حياتك من منطلق الحب وبشكل واضح جدا عن الآثار الضارة للإباحية، وكيف أنها تؤثر على شعورك، ابذل جهدك وحاول أن لا تستجوبه أو توبخه بالعار،  كن محبا وداعما ومنفتحا معهم،  فهذا سيقودهم لعلاقة صحية،  وسوف يستمعون إليك، ويتحدثون عن ما يعانون منه .

في حال ثقتهم فيك وحديثهم عن معاناتهم  احذر من الاستجواب والتوبيخ بالعار ، قد تتأذى ولكن تفهّم أنهم قد يعانون من مشكلة خطيرة ، فالملامة أو التوبيخ بالعار لن يحل أي شيء،  ولن يشجع على موقف إيجابي،  ففهم وإبداء الدعم  للتعافي وإبداء صعوبة المعاناة سيكون ذا فائدة كبيرة لهم .

ضع في اعتبارك أيضا أن مشاهدة  الإباحية  لا يعني بالضرورة نهاية العلاقة مع شريكك،  فالرغبة في مشاهدة الإباحية لا تحول الشخص إلى  شخص فظ أو منحرف،  فهي تعني أنه إنسان .

إن الحديث عن الإباحية بشكل منفتح  وعدم جعله حديث مواجهة وعار سوف يسلط الضوء على أكثر حديث قد تحتاجون إليه، إن تكن صادقا ومنفتحا في حديثك عن الموضوع (الإباحية) -في حين يشعر معظم الناس بالحرج الشديد من الحديث عنه- فسوف يساعد ذلك كثيرا من الضحايا المحاطين بالسرية  والعار حيال  هذا الموضوع .

توصي الدكتورة ويبر بطرح الأسئلة التالية  في حال أردت أن تتواصل مع شخص ما حول احتمال إدمانه  الإباحية:

هل سبق لك أن شاهدت الإباحية؟ إذا كان الأمر كذلك ، متى بدأت مشاهدتها؟

كم مرة تشاهدها؟ منذ متى كانت هذه العادة ؟

لماذا تشاهد الإباحية؟ (هذا السؤال ساعد الدكتورة ويبر على اكتشاف مسببات الإدمان. كالحزن أو الوحدة أو الاكتئاب أو الإحباط  أو حتى الشعور بالملل)

متى لاحظت أنك تبحث عن المزيد من الصور لمزيد من الإثارة؟ (إذا كان الشخص يبحث عن المزيد من الصور، فغالبًا ما تكون هذه علامة على الحساسية التي تحدث في مراكز المتعة بالدماغ عندما يصبح الشخص مدمنًا)

متى آخر مرة شاهدت الإباحية؟ (تقول الدكتورة ويبر: يجب أن  تكون مدة  لا تقل عن ثلاثة أشهر للشخص بحيث لا يعتبر مدمنًا).

اعرض دعمك وتشجيعك

في حال وجدت أحد أقاربك  يعاني  ويكافح من الإباحية  لا تدعه  يكافح وحده،  فقرار الإقلاع عن الإباحية  يجب أن يكون من تلقاء الشخص قبل كل شيء،  ثم بتشجيع من شخص محب له  سيكون ذا فائدة كبيرة في عملية التعافي .

تقترح الدكتورة ويبر  بأن يكون لدى مدمن الإباحية شريك مسؤول، وهو شخص لا يجعل المدمن يشعر بالسوء لفشله، بل يعمل على معرفة أسباب انتكاسهم،  ثم يقوم بتشجيعهم للعودة إلى الطريق الصحيح للتعافي .

يمكنك أن تكون ذلك الشخص، فأصدقاؤنا في (Fortify )   قاموا بإنشاء مصدر رائع  ساعدنا في تطويره جنبا إلى جنب مع الخبراء والباحثين والمدربين وعلماء النفس؛ لمساعدة أي شخص باتخاذ خطوة في طريق التعافي من الإباحية .

قد يكون من الإحباط شعورك بالعجز في تقديم الدعم لشريكك في معركته للتعافي من الإباحية، فالحقيقة هي أنها معركتهم بالدرجة الأساسية، ولكن يمكن أن تكون مشجعا وداعما لهم خلال هذه المواجهة، ولكن في النهاية الحب ينتصر على العار والخجل، والكفاح الجماعي يفوق الكفاح الفردي.

إن اتباع هذه الخطوات لا يضمن لك  نجاح التعافي ولكن لن تضر من فرصهم، بغض النظر عن الكفاح والمعاناة , فالحب دائما يستحق الكفاح لأجله .

  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أ. محمد باسد
  • مراجعة: أ.محمد حسونه
  • تاريخ النشر: 6 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 139

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك