الأخطاء الثلاثه الكبرى أثناء مرحلة التعافي

عندما تزيد الشهوه، تعامل معاها بعقلية، راقبها، ولا تتفاعل معها، ولا تحاول قتلها، لا تحاول إبعادها، فقط ابتسم وركز تفكيرك على شيء آخر.
A+ A-

اشكر كل القائمين على مواقع التعافي، فالفضل لهم أن الملايين من مدمني الإباحية حول العالم يرغبون في التعافي بناءً على حقائق علمية.

ولكن الحقائق العلمية ليست كافية، بدليل الأعداد الهائله من راغبي التعافي الذين يصارعون هذا الإدمان.

ما سأشاركه معكم الآن لا يحظى باهتمام كافٍ في مواقع التعافي، الناس يقلقون جدا بسبب ضعف الانتصاب الذي يسببه البورن، الدوبامين، معدلات التستوستيرون، الاحتلام أثناء النوم... الخ الخ، ولكنهم لا يركزون بشكل كافٍ عن كيفية محاربة هذا الإدمان.

هذا المقال ليس المقصود منه التحفيز، الحماس الناتج عن التحفيز شيء مؤقت، يمكنك أن تشاهد كل فيديوهات التحفيز المتاحة على اليوتيوب، ويصل حماسك إلى السماء، ثم تنتكس بعدها بعدة أيام، إنها لا تعني شيئا هنا.

هذا المقال معنيٌ بالفهم، معنيٌ بأن يعطيك آخر قطعة تحتاجها لتستكمل بناء الجدار بينك وبين الإباحيه.

أنا أؤمن من أعماق قلبي أن أي شخص سيفهم ويطبق ما سأكتبه الآن سيستطيع الإقلاع عن مشاهدة الإباحيه.

كل ما عليك فعله هو تجنب هذه الأخطاء الثلاثه.

خذ وقتك لمحاولة استيعاب ما ستقرأه الآن، هذه الأشياء غير واضحه وكثير من الناس ليسوا على دراية بها، خاصة أولئك القادمون الجدد في عملية التعافي، أما من تمكنوا من هزيمة الإباحيه فلن ينتفعوا كثيرا من هذا المقال.

اجلس، خذ وقتك، أحضر فنجانا من الشاي أو القهوه، سأخبرك الآن بالثلاث خطايا الكبرى التي يقع فيها من يحاولون التعافي.

الخطأ الأول: استخدام البورن لتقليل المشاعر السيئه.

هؤلاء الذين ليسوا على دراية بهذا الخطأ سيجدون صعوبة شديده في التخلص من إدمان الإباحيه

هذا ما يحدث عادة:

أنت تشعر بضغط شديد من العمل أو الدراسة، قضيت يومك بأكمله تعمل تحت ضغط شديد وأنت تعلم جيدا أن الأيام القادمة ستحمل نفس الضغط، هناك آلام في جسدك، أنت مرهق فكريا، تحتاج للاسترخاء والشعور بالراحة، فما الذي عليك فعله؟ مشاهدة البورن؟

لا توجد زوجة في حياتك، تعود أحيانا إلى المنزل محبطاً، مزاجك ليس على ما يرام، تتساءل إن كنت ستتزوج يوما من امرأة ترضيك، يصيبك اكتئاب مؤقت، إحساس مؤلم.

تريد أن تهرب من هذا الإحساس، فما الذي عليك فعله؟ مشاهدة البورن

تشعر بالملل في بيتك، أنت والكسل سواء، لست في مزاج يسمح لك بأي شيء، ولا حتى مشاهدة فيلم سينمائي واحد، ملل وملل بالإضافة إلى مزيد من الملل، من يرغب في الشعور بالملل؟ لا أحد، الوقت يمضي ببطء، لا يوجد شيء يبعث على المتعه، تذهب إلى حسابك على الفيس بوك فلا تجد فيه شيئا ممتعا، تقوم بالذهاب إلى مجموعاتك المشترك فيها ولا جديد، لا يوجد شيئ لتفعله، تبدأ في الشعر بالضيق وعدم الراحه، فما الذي عليك فعله؟ مشاهدة البورن.

أرجوك توقف عن هذا

يجب عليك أن تتوقف عن استخدام البورن كدواء كلما شعرت بالألم أو عدم الراحة

هذا هروب من واقع الحياة.

الضغط، الاكتئاب، الإحباط، الدوار، الملل، الإصابات، الألم الجسدي، الشعور بالضيق، الإحراج، هل تعلم ما هذه الأشياء؟

إنها الحياة

لا تهرب من الحياة، لا تهرب من الواقع

لن نشعر بالسعادة أبداً إن فعلنا ذلك

ليس هذا من الدين في شيء

كل هذه المشاعر السيئة مؤقتة، الملل، الضغط، الدوار، الإحباط، كلها ستمر

إذا حافظنا على البورن كملجأ نركض إليه هربا من الألم والتعب فلن نصبح رجالا أبدا

يجب عليك أن تكسر هذه الدائره، أو على الأقل أن تحاول كسرها

وإلا، ما الذي ستفعله عندما تقسو عليك ظروف الحياه، تختبئ في غرفتك؟ تصاب بالاكتئاب؟

ما الذي ستفعله إن تأخر زواجك، تهرب؟ تختلق الأعذار؟

ما الذي ستفعله عندما تعلق في زحام المرور لساعتين وأنت تتضور جوعا؟ تشكو؟ لا تكف عن استعمال آلة التنبيه في السياره؟

ما الذي ستفعله عندما تدرك أن فقدان الوزن ليس بالسهولة التي كنت تتصورها؟ تستسلم؟ تأكل الدسم من الطعام؟

عليك أن تتوقف عن مشاهدة البورن كمسكن للآلام

عليك بمواجهة الواقع، وليس بالهرب منه

من فضلك حاول استيعاب ما أتحدث عنه هنا، إن فعلت فسوف تدرك كل الأوقات التي استخدمت فيها البورن كمهرب

يقول الله تعالى: }وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله”. رواه أحمد والترمذي.

وقد قال القائل:

والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

الخطأ الثاني: قسوتك على نفسك إن انتكست

لقد انتكست بالفعل

اهدأ، تنفس بعمق.

ليس هناك داعٍ لأي دراما، توقف عن تعليقات من نوع “لقد تعبت من ذلك”

لا تشعر بالغضب

لن يفيدك ذلك في شيء

لقد وقعتُ في هذا الخطأ كثيراً

اقرأ مقالاتي، لقد كنت “منتكسا مزمنا” كما وصفني الآخرون

هذا ما يحدث عادة:

الشاب ينتكس ويمارس العادة السرية أمام البورن، لم يعد يستطيع التحمل أكثر من ذلك، يقضي ساعة أمام البورن، وبعد أن ينتهي، يشعر بالحسرة، ثم يأتي إلى صفحته أو إلى الجروب ويكتب “لقد انتكست “

“إلى متى سأظل هكذا”

“لقد مللت”

“حياتي بائسة”

في بعض الأحيان يشعر بالغضب، وفي أحيان أخرى يشعر بالذنب، وأخرى بالإحباط، هو يتعامل مع الانتكاسات بجدية شديده وينتهي بالشعور بالغضب من نفسه، عندها يكمل رحلته بالخطأ الأول ليحارب شعوره بالغضب، وهذا سيجعله يشعر بالمزيد من الغضب، ويستمر في مشاهدة الإباحية والعادة السرية حتى تنهك قواه، ثم يحاول البدء من جديد في مرحلة التعافي، دون أن يدرك خطأه، بعد عدة أيام ينتكس مجدداً ولا يتمكن من كسر هذه الدائرة.

اسمعني، إذا انتكست في المستقبل، لا تكن قاسيا على نفسك، اهدأ، افتح جدول التعافي الخاص بك، (والذي أعتقد أنه يجب على الجميع عمله) وضع علامة إكس أمام اليوم الحالي، وبهدوء ارجع لمسارك على وجه السرعة، فإنك لن تعود لنقطة الصفر في كل مرة تنتكس فيها.

هناك قناعة مدمرة في مواقع التعافي بأن مقياس النجاح هو عدد الأيام المتصله من تجنب البورن

حاول الفهم، دعنا نضع مزيدا من المنطق.

إذا تحول شاب من مشاهدة البورن يوميا إلى مشاهدة البورن ثلاث أو أربع مرات شهريا فهو قد حقق نجاحا.

لماذا يقسو شاب مثله على نفسه عندما ينتكس؟ ليس هذا منطقيا، هناك الملايين من الرجال غارقون تماما في الإباحيه.

كل ما يحتاج لفعله هو الإصرار على تقليل عدد الإنتكاسات في الشهر التالي، ولهذا أعتقد إن جدول التعافي ضروري، سيعطيه هذا الجدول تصورا واضحا عن مدى تقدمه.

مع الوقت سيكتشف هذا الشاب أن معدل الإنتكاس يقل بالتدريج، وبأن عودته لمسار التعافي بعد الانتكاس أصبح أكثر سهوله.

ربما يتمكن أو لا يتمكن من كتابة اسمه في لوحة الشرف الخاصة بالمتعافين، لكن الإدمان لم يعد مسيطرا عليه على أي حال.

هذا يا أصدقائي نجاح حقيقي

وكونك فرد في مجموعة التعافي وأنك تحاول ترك البورن يبعث على الفخر ويمنعك من اللوم المتكرر لنفسك.

الخطا الثالث: التركيز بشده على عدم مشاهدة البورن

هل تعلم

إن كنت تفكر كثيرا في الامتناع عن مشاهدة البورن ففي الحقيقة أنت تفكر كثيراً في البورن

كلما كان البورن في تفكيرك سيكون من الصعب عليك التخلي عنه.

المنهج الصحيح هو نسيان البورن.

توقف عن الهوس بعدد الأيام التي مرت وأنت ممتنع عن البورن

توقف عن كتابة منشورات من نوعية: “ترك الإباحية صعب، الشهوة قوية!”

تجنب زيارة مواقع التعافي كثيراً

ببساطه تناسى البورن، من الآن انسَ الإباحية كجزء من حياتك.

ركز على المهم، عائلتك، أحلامك، صحتك، مهنتك.

عندما تزيد الشهوه، تعامل معاها بعقلية، راقبها، ولا تتفاعل معها، ولا تحاول قتلها.

لا تحاول إبعادها.

فقط ابتسم وركز تفكيرك على شيء آخر.

مشاهدة البورن لم يعد خياراً مقبولاً من الآن، لم يعد جزءاً من حياتك.

إنه شيء من الماضي.

للإنضمام لمجموعات التعافي شباب أو فتيات على التليجرام من خلال مراسلتنا على صفحة واعي بالفيس بوك

  • اسم الكاتب: yourbrainrebalanced.com
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د ضياء صفوت
  • مراجعة: منة الله
  • تاريخ النشر: 6 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 155

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك