اضطراب الوسواس القهري OCD والإدمان

صحيح أنَّ الإصابة باضطراب الوسواس القهري تزيد من احتمالات إصابة الفرد بالإدمان. وفي معرض الجدال ضد مفهوم الإدمان السلوكي، بما في ذلك الإدمان على المواد الإباحية، يزعم المتشككون في كثير من الأحيان أن الإدمان على المواد الإباحية “إكراه” وليس “إدمان”. هذا الإدمان “مثل” الوسواس القهري وعندما يُضغط أكثر على كيفية اختلاف “الإكراه على استخدام” X ” (فيزيولوجيا) عن “إدمان استخدام”X”، فإن الردَّ الشائع لهؤلاء المشكّكين غير الواعين هو أنَّ “الإدمان السلوكيَّ هو مجرد وسواس قهري. “ليس صحيحا. وتظهر البحوث أنَّ الإدمان يختلف عن الوسواس القهري في العديد من النواحي الموضوعية. والواقع أن الطبعة الخامسة لديها فئات منفصلة للوسواس القهري والإدمان السلوكي، لذا فإن خبراءها يدركون أن الشرطين مختلفين فيزيولوجيا.

تلخيص مقتطفات من استعراض هذا الأمر 2016:

تمَّ التفكير باضطرابات الطيف القهري- الوسواسي لتصوُّر القهري الجنسي؛ لأنَّ بعض الدراسات وجدت أنَّ الأفراد ذوي السلوك الجنسي الفائق هم على طيف من الوسواس القهري. الوسواس القهري للسلوك الجنسي الفائق لا يتوافق مع تشخيص الوسواس القهري طبقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية – الطبعة الخامسة – DSM-5 والذي يستبعد من التشخيص السلوكيات التي يستمتع بها الأفراد. رغم أن الأفكار الوسواسية من نوع الوسواس القهري غالبا ما تحتوي على مضامين جنسية، لا تُنفَّذ الاضطرارات المرتبطة بها استجابةً للهاجس من أجل المتعة. ويشعر الأفراد الذين يُعانون من الوسواس القهري بالقلق والاشمئزاز بدلاً من الرغبة الجنسية أو الإثارة عند مواجهتهم مواقف تُثير الهواجس والاستحواذ، حيث لا يتمُّ القيام بتلك الهواجس إلا من أجل كبح جماح القلق الذي تثيرُه الأفكار الوسواسية.

غالباً ما يدَّعي المشكّكون في إدمان المواد الإباحية أن CSBD (Compulsive Sexual Behavior Disorder( ليس أكثر من اضطراب الوسواس القهري، ومع ذلك فإنَّ نقطة الحديث المبتذلة هذه لا تتمتّع إلا بدعم تجريبي ضئيل:

مراجعة في دور الاندفاع والقهر في السلوكيات الجنسية الإشكالية، 2018:

لم تتناول سوى دراسات قليلة الارتباطات بين القهر وفرط النشاط الجنسي. تتراوح نسبة انتشار الوسواس القهري مدى الحياة بين الذكور المُصابين باضطراب فرط الجنس غير الشاذ، وهو اضطراب نفسي يتّسم بالإكراه، بين 0% و 14% . الوسواس -الذي قد يكون مرتبطاً بالسلوك القسري (قائمة منيسوتا للشخصية المتعدّدة الطفيلية 2) – وُجد أن الرجال الباحثين عن العلاج ذوي فرط الحساسية الجنسية مُرتفعون مقارنة بالمجموعة المقارنة، ولكن حجم تأثير هذا الفرق كان ضعيفا . عندما تمَّ فحص الارتباط بين مستوى السلوك القهري – الذي تمَّ تقييمُه بواسطة مقياس فرعي للمُقابلة السريرية المنظّمة DSM-IV (SCID-II) ومستوى فرط النشاط الجنسي بين الذكور الباحثين عن العلاج المُصابين باضطراب فرط النشاط الجنسي، تبيَّن وجود ارتباط إيجابي وضعيف. وبناء على النتائج المذكورة أعلاه، يبدو أن القهر- السلوكي يُسهم بقدر ضئيل نسبيًّا في فرط الميل الجنسي.

مقتطفات ذات صلة:

من إدمان المواد الإباحية على الإنترنت: ما نعرفه وما لا نعرفه -مراجعة منهجية (2019):

من منظور اضطراب التحكّم بالدوافع، يُشار عموماً إلى السلوك الجنسي المُفرط على أنَّه سلوك جنسي قهري CSB، في حين أنَّه يُدرج السلوك الجنسي القهري تحت هذا المصطلح، وقد يتعايشون في بعض الحالات، فإنَّه يميزه بوضوح عن الفرط الشاذ، وهو ما نُريد التركيز عليه في هذه المراجعة.

من المثير للاهتمام أنَّ السلوك المفرط للجنس غير الشاذ هو عادة متكرِّرة، إن لم يكن أكثر من ذلك. ومع ذلك، تشير التعاريف الأحدث لقانون الجرائم الجنسية عادة إلى سلوكيات جنسية متعدّدة يمكن أن تكون قهرية: الأكثر شيوعاً هو الاستمناء، يليه الاستخدام القسري للمواد الإباحية، والمواعدة الجنسية، الرحلات القسرية، والعلاقات المتعدّدة  (22-76%) . بينما هناك تداخلات أكيدة بين فرط النشاط الجنسي وحالات مثل اضطراب الوسواس القهري وغيره من اضطرابات التحكّم بالدوافع، هناك أيضاً بعض الاختلافات الملحوظة: على سبيل المثال، سلوك الوسواس القهري لا ينطوي على مكافأة، على عكس السلوك الجنسي. علاوة على ذلك، في حين أنَّ الممارسة القسرية قد تُؤدي إلى راحة مؤقَّتة لمرضى الوسواس القهري ، فإنَّ السلوك الجنسي المُفرط عادة ما يرتبط بالذنب والندم بعد ارتكاب الفعل .

كما أنَّ الاندفاع الذي يُمكن أن يسيطر على سلوك المريض في بعض الأحيان يتعارض مع التخطيط الدقيق الذي يتطلبه أحياناً نظام دعم المرضى (على سبيل المثال، فيما يتعلق باللقاء الجنسي).

يعتقد (غودمان) أن اضطرابات الإدمان تتقاطع مع الاضطرابات  القهرية (التي تنطوي على تخفيف القلق) والاضطرابات الاندفاع (التي تنطوي على الإشباع)، مع وجود آليات بيولوجية عصبية تدعم الأعراض (نظم السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين والأفيون). يتفق (شتاين) مع نموذج يجمع بين عدة آليات مرضية، ويقترح نموذجاً ألف -باء -جيم (الاختلال الوجداني، الإدمان السلوكي، والاختلال الإدراكي) لدراسة وجود هذا الارتباط.

من وجهة نظر السلوك الإدماني، فإنَّ السلوك الجنسي المُفرط يعتمد على تقاسم الجوانب الأساسية للإدمان. وتشير هذه الجوانب، وفقاً ل DSM-5، إلى نموذج الاستهلاك الإشكالي المذكور الذي طبق على السلوك الجنسي المفرط، سواء خارج الإنترنت أو على الإنترنت. وقد يكون دليل عدم الاهتمام والانطواء لدى هؤلاء المرضى عاملاً أساسياً في وصف هذا الكيان بأنَّه اضطراب إدماني . كما أن الاستخدام الإشكالي للجنس عبر الإنترنت غالباً ما يتم تصوّره كإدمان سلوكي.

اضطراب السلوك الجنسي القهري بالمقارنة مع اضطراب الوسواس القهري: الانتشار والأمراض المرفقة (2019):

– أفادت الدراسة أن معدلات الإصابة ب OCD لدى المصابين ب CSBD هي في الواقع أقل في المصابين بالوسواس القهري في عموم السكان: في هذه الدراسة، كنا مهتمين بانتشار الوسواس القهري والسمات الاجتماعية والديمغرافية والسريرية المرتبطة به في المصابين بالوسواس القهري. أولاً، وجدنا أن 3.3% من المرضى المصابين بالوسواس القهري مصابون حالياً ب CSBD و 5.6% مصابون ب CSBD مزمن، مع انتشار أعلى في الرجال منه في النساء. وثانيا، وجدنا أن الحالات الأخرى، وخاصة المزاج، والوسواس القهري، واضطرابات التحكم في الاندفاع، كانت أكثر شيوعا في مرضى الوسواس القهري المصابين بمرض CSBD مقارنة بالمصابين به، ولكنها لم تكن اضطرابات ناجمة عن تعاطي المخدرات أو السلوك الإدماني.

تشير التقديرات المبكرة لمعدلات انتشار CSBD التي قدمها كارنيس (1991) وكولمان (1992) إلى أن نسبة تصل إلى 6 في المائة من عامة السكان يعانون من السلوك الجنسي القسري. وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح كيف تم الحصول على هذه التقديرات ، فقد أكدت البحوث الوبائية اللاحقة أن ممارسة الجنس القسري، التي قد تشمل زيادة تواتر الاستمناء، واستخدام المواد الإباحية، وعدد الشركاء الجنسيين، والعلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج، شائعة بين عامة السكان . تبدو نتائجنا عن معدلات انتشار المرض في الوسواس القهري مشابهة لتلك الموجودة في عموم السكان.

في الختام، تشير بياناتنا إلى أنَّ معدلات انتشار OCD لدى CSBD مشابهة لتلك في عموم السكان وفي المجموعات التشخيصية الأخرى. وعلاوة على ذلك، وجدنا أن OCD لدى CSBD كان أكثر ترجيحاً مع اضطرابات أخرى مرتبطة بالتهور والقهر والمزاج، ولكن ليس مع الإدمان السلوكي أو المتصل بمادة الإدمان. وتدعم هذه النتيجة وضع تصور للاضطراب الاندفاعي القسري. وللمضي قدماً، لا بد من اتخاذ تدابير موحدة ذات خواص نفسية سليمة لتقييم وجود وشدة مرض شلل الأطفال. وينبغي أن تواصل البحوث في المستقبل توحيد مفهوم هذا الاضطراب وجمع بيانات تجريبية إضافية، من أجل تحسين الرعاية الإكلينيكية في نهاية المطاف.

توضيح و ملخص من المترجم:

المصابون ب السلوك الجنسي القهري CSBD هم في الواقع مصابون ب الوسواس القهري OCD بدرجات متفاوتة

لكن ليس كل المصابين بالوسواس القهري OCD مصابون بالسلوك الجنسي القهري CSBD

أشارت دراسة حول معدلات الإدمان السلوكي المتزامن الحدوث بين الأفراد الباحثين عن العلاج والمصابين باضطراب الوسواس القهري: تقرير أولي (2020) إلى أن معدلات الإدمان السلوكي (بما في ذلك إدمان الإنترنت و CSBD) هي نفسها تقريباً بين عامة السكان. وهكذا، فإن الإدمان لا يتساوى مع الوسواس القهري أو القسري

الأساليب: دعي ثلاثة وعشرون مركزاً دولياً متخصصا في علاج الوسواس القهري للمشاركة في دراسة استقصائية لمعدلات الإدمان السلوكي وغيره من الحالات االمشتركة بما فيها تلك العينات .

النتائج: كان لدى 16 مركزاً من 23 مركزاً مدعواً (69.6 في المائة) من 13 بلداً بيانات كافية للمشاركة في الدراسة الاستقصائية. وكان استخدام أدوات التشخيص المصدق عليها يتسم بالتباين، حيث كانت معظم المراكز تعتمد على “التشخيص السريري” لتشخيص الإدمان السلوكي. وتألفت العينة النهائية من 6916 مريضاً تم تشخيصهم بشكل أولي بالوسواس القهري. وكانت معدلات الإدمان السلوكي المبلغ عنها على النحو التالي: 8.7 في المائة لاستخدام الإنترنت المثير للمشاكل، و 6.8 في المائة لاضطراب السلوك الجنسي القسري، و 6.4 في المائة للشراء القسري، و 4.1 في المائة لإدمان القمار، و 3.4 في المائة لادمان الألعاب على الإنترنت.

في معظم الدراسات المدرجة في صفحات الأطفال أدناه، قارن الباحثون الإدمان على المواد مع الإدمان على القمار لأن الإدمان على القمار هو الإدمان السلوكي الوحيد المعترف به رسمياً حتى الآن في نظام DSM-5 الجديد (2012).