إعادة إثارة الفضول بالهوايات الفكرية

"لم السماء زرقاء؟"

"لماذا العشب أخضر؟"

الفضول لا ينفصل عن الطبيعة البشرية، فأثناء نموّنا نحاول أن نفهم كلمات والدينا إذا أخبرانا مثلاً ألا نلمس الموقد الساخن فنحاول الوصول إليه على أية حال فقط للتعرف على معنى كلمة "ساخن".

القادة الأكثر شهرة بما في ذلك بيل غيتس ومارك زوكربيرج وإيلون موسك، لا يزالون يقومون بالتركيز الشديد على التعلم للنمو الشخصي والتنمية، لكن في مكان ما في مسيرة حياتنا قُتِل فضولنا. ربما تجاهل آباؤنا أسئلتنا أو ربما كان لدينا معلمون سيئون، أو ربما جذبنا فضولنا إلى Google فصرنا أكثر فضولاً – وخشينا كثيراً أن نسأل الكبار عن مواضيع معينة – هذا البحث عن تلك المواضيع اختطف فضولنا تماماً.

إنه الجنس، وأثناء بحثنا عن الجنس جذبتنا الإباحية، ولكن هذا البحث هو النقيض تماماً للفضول. تستبدل المواد الإباحية "الفضول: بــ"البحث عن الجديد"، مما يجعلك تبحث عن "جديد"، بدلا من إضافة جديدة من المعرفة.

إن التدريب السلبي لأدمغتنا نتيجة مشاهدة الإباحية خفض من قيمة النساء في نظر الرجال حتى وصل الأمر إلى النظر إليهن على أنهن عبيد، نعم من المؤكد أن هناك علاقة قوية بين الإباحية والاستعباد الحرفي للنساء والأطفال من خلال الاتجار بالجنس.

تصرف الاباحية نظرك عن اتساع الكون وتوجهه إلى رؤيته رؤية مجهرية للتشريح الجنسي. لكن العالم كبير وجميل ومحاربتنا لإغراءات المواد الإباحية تعلي نظرتنا لنرى كم هو رائع هذا العالم حقا.

الدراسة لغرض محدد:

حاول أن تخصص بعض الوقت كل أسبوع لدراسة ما يساعدك على أن تكون من تريد أن تكونه. فإذا كان تركيزِك على أن تكوني زوجة رائعة أو أماً فريدة فسترغبين بقراءة الكتب والمدونات التي تتحدث عن ذلك. وإذا كنت تريد أن تكون رساماً، فدراسة أنماط الفن للفنانين العظماء في التاريخ شيء مهم، وإذا أردت أن تكون طالب علم للعلوم الشرعية فسيكون من الأفضل أن تملأ عقلك بالعلوم الشرعية.

مهما تريد أن تكون، ابدأ بتحقيق ذلك بالدراسة.

مصادر على الانترنت:

نحن نعيش في عصر محظوظ حيث يمكننا بسهولة العثورعلى ثروة من المعلومات في غضون دقائق. عمليات بحث قليلة يمكنك خلالها الحصول على أدق التفاصيل عن أي موضوع يمكنك التفكير به، وهناك أعداد مهولة من المدونات والمواد الصوتية والمرئية لاستكشاف أي موضوع تستمتع به بداية من الأساطير وحتى الرياضيات، بل إنه هناك عدد كبير من الجامعات تقدم محاضرات مجانية عبر الإنترنت. وهناك عدد وفير من الخبراء على تويتر أو من خلال الفيس بوك.

ولكن هناك بعض الاحتياطات التي يجب عليك اتخاذها:

أولاً: قد يكون من المعتاد جدًا فتح علامة تبويب أو نافذة في متصفح جديد والبدء بالبحث عن المواد الإباحية دون تفكير. قدر المستطاع، قم بعمل بعض الاحتياطات لمنع التعرض للإباحية. عيّن Google للبحث الآمن، اذا كان ممكنا اضبط متصفحك لمنع وضع التصفح المتخفي. وبالطبع استخدم covenanteyes أو أي برنامج حجب لمراقبة نشاطك عبر الانترنت، كل هذا سيساعد على منع زيارات متعمدة للإباحية أوالتعرض العرضي.

ثانيًا: انتقد مواقع الويب التي تعتمد عليها، فقد يكون من السهل جدا أن تقع في خطأ أنك حققت كامل المعرفة لكن في الواقع إن ما حصلت عليه من معلومات هي غير كاملة. قد يكون من الحكمة زيارة واحدة على الأقل أو اثنين من المواقع التي تقدم وجهة نظر معارضة فقط لضمان التحقق من افتراضاتك. هذا صحيح بشكل خاص، إذا كنت متحمساً للقراءة حول أشياء مثل السياسة والأدوية واللقاحات والأطعمة والقضايا البيئية وغيرها من المواضيع المتقلبة.

القراءة:

وجدت دراسة عام 2014 أن 28٪ فقط من البالغين يقرؤون ما يصل إلى 11 كتاب في السنة (أقل من كتاب في شهر واحد) ، و 24 ٪ لم يفتحوا كتاباً واحداً على الإطلاق. المهام القرائية في المدرسة العليا والكليات سيئة فهي تقتل تقريبا كل رغبة في القراءة للمتعة.

هذا مؤسف حقا، لأنه غالبا يتطلب قراءة بعض الأدب الكلاسيكي الكثير من النضج والبلوغ، لكن الكتب غير الخيالية تقدم مزيدًا من العمق حول المواضيع أكثر مما تقدمه مواقع الويب عادة، والأدب الكلاسيكي يمكن أن يطور الخيال والتعاطف مع الآخرين ووجهات النظر.

العديد من القادة مثل بيل غيتس ينشرون قوائم القراءة السنوية قادة آخرون مثل تيم تشاليس، ينشرون سنويًا "تحديات القراءة".

أخيرًا، إذا كنت تحاول إعادة اكتشاف القراءة فلا تخف من قراءة كتاب موجه إلى الأطفال، أو المراهقين من حين لآخر! قد ترغب بالبدء مع كلاسيكيات أخف وزنًا، وتذكر أنك تقرأ لبناء خيالك وتطوير ذاتك وليس للحصول على تقدير في الجامعة.

المعرفة التجريبية:

بالنسبة لكثير من الناس فإن متعة الاكتشاف تكمن في استخدامها، هناك الكثير من الطرق لصقل تفكيرك النقدي أو مهارات المراقبة دون الحاجة إلى القراءة.

الألغاز:

إحدى الطرق لبدء التفكير بشكل نقدي هي البدء في حل الألغاز والكلمات المتقاطعة وسودوكو والألغاز المنطقية، تجبرنا على تنمية قدراتك المنطقية وحل المشكلات، هذه لديها أيضا فائدة من كونها تستغرق وقتاً قصيراً نسبياً. ويمكنك الاحتفاظ بكتاب من الألغاز "سودوكو" على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف إذا استولت عليك رغبة بمشاهدة الإباحية يمكنك حل مجموعة من ألغاز "سودوكو".

تعلم اللغات:

في حين أنه من الصعب تعلم اللغات كشخص بالغ إلا أن هناك دليلا على أن أدمغة أولئك الذين يتحدثون بلغتين بطلاقة أكثر إبداعًا ومرونة عقلية أكثر من هؤلاء الذين يتحدثون لغة واحدة فقط، ولا تظهر عليهم أعراض مرض الزهايمر والخرف.

هناك برامج تسمح لك بالتعلم من المنزل مثل Rosetta Stone، أو يمكنك التحقق من كلية قريبة تقدم كورسات لغوية. وإذا كنت تحاول تطوير لغة تعلمتها بعض الوقت منذ حين فتحقق من وجود ملفات صوتية جيدة أو أفلام كرتون مترجمة. إن الانغماس في مجتمع هو أفضل معلم. لذلك إذا كنت تعيش في بلد تلك اللغة التي تريد تعلمها فسوف تحقق طلاقة أكثر وبسرعة، وستعرف المزيد عن الآخرين وعن ثقافاتهم ووجهات نظرهم.

قضاء الوقت في الهواء الطلق:

من السهل أن تنسى حجم العالم الحقيقي، عندما تكون متصلاً بالإنترنت طوال اليوم. غالبًا يكون الخروج أحد أفضل الأشياء، التي يمكنك فعلها لتحسين مزاجك بشكل عام وذلك بسبب فيتامين (د) من الشمس.

العثور على هواية تمارسها في الطبيعة سوف يشجعك على الخروج في الهواء الطلق بشكل أكثر انتظامًا مما قد تكون معتادًا عليه ستقدر خلق الله الجميل.

تحقق من مراكز الطبيعة المحلية لمعرفة  إذا كانت تقدم جولات سياحية لمشاهدة النباتات والطيور والحشرات. حتى ولو لم تكن واقعاً في حب مشاهدة الطيور فأنت على الأقل قد تعرفت على قدر أكبر من التنوع البيولوجي في منطقتك مما لم تدركه من قبل.

وإذا كنت تعيش بعيداً عن مركز مدينتك حيث يوجد القليل من التلوث الضوضائي، فيمكنك دراسة علم الفلك، فكم هي رائعة تلك السماء الصافية، عندما تستيقظ في الليل وتشعر بالرغبة في مشاهدة الإباحية فعليك الخروج بدلا من ذلك. تعلم أسماء الأبراج وقم بشراء تلسكوب غير مكلف ادرس سطح القمر وأيقظ عائلتك للتحديق في السماء معك.

كم الكون رائع وجميل حقا!.