كيف تتجنب الانتكاسة في حياتك؟

المقصود بالانتكاسة في الحياة أن ترتد إلى فعل أو سلوك سيئ بعد النجاح في الإقلاع عنه, لاشك أن هذا الأمر قد يحول حياتك إلى جحيم لا يطاق
A+ A-

المقصود بالانتكاسة في الحياة أن ترتد إلى فعل أو سلوك سيئ بعد النجاح في الإقلاع عنه, لاشك أن هذا الأمر قد يحول حياتك إلى جحيم لا يطاق.

لذا عليك تجنبه قدر المستطاع ومع ذلك فلابد أن نُقِرَ بأن الذين ينجحون في البقاء بعيداً عن السلوكيات الخاطئة ليسوا بالضرورة الأشخاص الذين لن يتعرضوا للانتكاسات وفقط , لكن أيضا هم الأشخاص الذين سيعرفون كيف يتعاملون معها إذا وقعت.

في كل مرة تقلع فيها عن عادة سيئة مثل التدخين أو الإباحية أو العادة السرية أو تبدأ في سلوك صحيّ مثل الحمية فأنت معرض للانتكاس و العودة مرة أخرى وهذا ليس لعيب في شخصيتك ولكن لأننا كبشر  نميل إلى التمسك بعاداتنا الراسخة.

فالإنسان يجنح بشكل فطريّ للمألوف في نفس الوقت الذي يخشى فيه من خوض التجارب الجديدة؛ لذلك فهو ينزع دائماً إلى ما تعود عليه و ألفه, ومع كل تجربة جديدة يخوضها تكون هناك احتمالات كبيرة لانتكاسته منذ اليوم الأول وحتى اليوم الأخير.

الانتكاس محتمل لكنه ليس حتميّ

إنَّ ميل الإنسان للماضي المألوف لا يعني “حتمية” انتكاسته بقدر ما يعني “احتمالية” الانتكاسة ليس أكثر؛ وفي هذا المعنى يجب أن تفرق بين ما “سوف يقع” وبين ما “يمكن أن يقع”,ومن ثمَّ يجب ألا تتخذ من إمكانية حدوث الانتكاسة مبرراً للضعف و الاستسلام لها لكن عليك الاستعداد لها والتعامل معها وفق خطوات محددة مثل:-

أولاً: الإنذار

ليس عليك أن تخوض التجربة بمفردك فحتماً هناك دائماً من يهتم لأمرك, و على أهبة الاستعداد أن يقدم لك يد العون, إنه الشخص الذي يشاركك اللحظات الصعبة و يدعمك حين يلفك الظلام ويحيط بك الخوف.

عليك أن تتواصل مع هذا الشخص الذي قد يكون شريك حياتك, صديقك, معلمك, إنسان له تأثير روحي نافذ على شخصيتك لتخبره بما تحتاجه وبالطريقة التي ترغب أن يساعدك بها, وتيقن أن هذه ستكون أولى خطوة تستقوي بها ضد الانتكاس.

ثانياً: التبيان

بعد أن تعثر على الشخص الذي سيدعمك عليك أن تحدد أسباب الانتكاسة وتأكد أن  الأمر ليس لغزاً لكنه تجربة كآلاف التجارب التي مر بها غيرك, وبالتالي فإن تحديد السبب لن يكون معضلة حيث أنه لن يخرج عن التراخي في بعض الأساسيات اللازمة في التعامل مع مثل هذا المشكلة مثل الابتعاد عن الرفقة المعينة وإهمال الجانب الروحي و ربما سيكون لديك بعض الأسباب الشخصية أيضاً.

امنح نفسك بعض الوقت لتكتشف ما الذي قادك إلى الانتكاس والعودة لما أقلعت عنه مرة أخرى, قم بسبر أغوار نفسك لمعرفة الخطوات الصغيرة التي قمت بها وقادتك إلى السقوط, حدد لنفسك خطوات عملية ستحميك من السير نفس الخطوات مرة ثانية.

ثالثاً: لا تستسلم

إن بقاءك في دائرة الشعور بالذنب والبكاء على خطيئتك طوال الوقت دون أن تأخذ خطوات عملية نحو العودة للطريق الصواب لن يفيد مطلقاً, كلما حددت وقتاً للعودة و شرعت في استعادة حياتك من جديد متغلباً على مشاعر الأسى و الخطيئة كلما زاد ذلك من فرص نجاحك في التجربة الجديدة.

طول البقاء تحت مشاعر تبكيت النفس و  الإحساس بالهزيمة و الضعف قد يقودك إلى جريمة أخرى في حق نفسك ألا وهي القنوط و اليأس وإذا كان الانتكاس يُعَالَج  فالقنوط ليس له دواء.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 10 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 162
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك