كيف نتعامل مع الاكتئاب بعد إدمان الإباحية؟

يجب أن تعيش حياتك وأنت تعلم بأن كل يوم وكل خيار صحيح هو خطوة للأمام لكي تتحسن وتشعر بالتحسن.
A+ A-
مشلول وعاجز عن الحركة.

لماذا يحدث هذا؟ الأمور تسير على ما يرام ،أنا أتحسن و مركز على هدفي ، ومتحفز و أستطيع مجدداً أن أدير دراستي و أشعر براحة مع أصدقائي وعائلتي مجدداً فأنا أعلم أن الأمور تسير بشكل صحيح.

لكنني لا أزال أشعر بفراغ ، يجب أن أشعر بسعادة عارمة بما حققت ، وبالفعل ففي بعض الأحيان أشعر بذلك ولكن للحظات قليلة أشعر أنني مشلول و عاجز عن الحركة.

هل يبدو ذلك مألوفاً؟

يمكن أن نكون عالقين بالإدمان لعدة أسباب ، ولكن ولفترة سيصبح الأمر متعلق بالهروب .

نتوقف عن المحاولة والعمل وحتى القلق عندما تقف السلبية والتوتر في طريقنا فنحاول إزالتهم بالمتعة الآتية من الإباحية.

ثلاثة أشياء تنتج عن هذا التنفيس المستمر لأحاسيسنا ومشاعرنا بهذه الطريقة:

أولاً : نتوقف عن تعلم طرق للتعامل مع أي شيء يمكن أن يسبب لنا ضغطا حتى ولو كان إيجابياً.

ثانياً: نحن لا نُشَلُ فقط في الأشياء السيئة بل الجيدة أيضاً ﻷننا معتادون على الكميات الكبيرة من المواد الكيميائية التي تفرز في أدمغتنا بسبب الإباحية مما لا يجعل أي شيء طبيعي يشعرنا بالمتعة.

ثالثاً: ﻷن المتعة البسيطة في الحياة لم تعد كافية وتصبح أدمغتنا وأجسادنا مذعورة وهذا معروف في الأعراض الانسحابية .

هذا الاندماج بين التراجع الذهني والعاطفي الناتج عن مشاهدة الإباحية يتحول غالباً لأعراض كالاكتئاب والقلق.

الاكتئاب والقلق

حينما نأتي على ذكر إدمان الإباحية فإن أول ما يجب تذكره بخصوص الاكتئاب والقلق هو أنهما أعراض لمشكلة أكبر، وهذا لا يعني أن هذه التقلبات ليست مشاكل حقيقة للكثير من الذين يتعافون من الإدمان.

نحن نعلم أن كثيرا من الناس يعانون لكن الحل الأفضل هو بالتعافي.

المشكلة في الاكتئاب والمشاعر السلبية الأخرى هي أنها قد تصبح سيفا ذو حدين. فعندما نخفق فيسحبونا للأسفل أكثر وقد يتسببوا بأن نتخبط في أخطائنا، ثم حتى وإن كنا في الطريق الصحيح للتعافي فإنهم يجعلونا نتباطأ ويبعدوننا عن الوقوف مجدداً.

ولكن هناك جانب مضيء،  حيث أن الاستراتيجيات التي تتعلمها كمتعافي من الإباحية يمكن تطبيقها على الاكتئاب والقلق.

خطوة بخطوة

من المهم أن تبدأ بخطوات صغيرة عند الشعور بهذه الأحاسيس وتتعلم بأن تكون صبوراً مع نفسك. نحن نعلم كم أنك متشوق لأن تبدأ في حل المشكلة وتصلحها، الخدعة بأن تعلم أنه مهما فعلت فإن الاكتئاب لن يزول في يوم وليلة إنه شي يختفي تدريجياً.

يجب أن تعيش حياتك وأنت تعلم بأن كل يوم وكل خيار صحيح هو خطوة للأمام لكي تتحسن وتشعر بالتحسن.

عندما يظهر هذا الضباب في حياتنا لا يجب أن نسمح لأنفسنا بأن نضيع يجب أن نسير في الطريق الصحيح لنجد طريق الخروج .

ولكن كيف سنصنع ذلك؟ ومن أين نبدأ؟

الكثير من النصائح التالية قد تبدو مألوفة إذا كنت تتعالج من الإباحية ولكنها مفيدة حقاً:

- تمارين منتظمة (30 دقيقة من الحركة المتواصلة  ل3 ثلاث أيام في الأسبوع على الأقل).

- نمط نوم منتظم (8 ساعات من النوم والنوم كل ليلة بنفس الوقت تقريباً).

- التعرض للشمس بشكل أكبر (اجعل فيتامين D صديقك).

- ممارسة التفكر  والتأمل .

- صنع عادات أكل صحية.

- الاعتناء بحيوان أليف .

الهدف من هذه النشاطات:  أنها تساعد على تنشيط إفراز الدوبامين والأهم أنها تساعد أيضاً على تنشيط الأكسيتوسن ،فهذان المركبان مرتبطان بكم السعادة التي نشعر بها، فالدوبامين يعطينا الإحساس بالاندفاع ولكن للحظة عابرة أما الأكسيتوسن فيُرمز له بأنه مركب “الترابط” الكيميائي وسبب تسميته بذلك ﻷن أهم الطرق لافرازه هي قضاء وقت ممتع مع الأشخاص المهمين لنا.

العلاقات الصحية والإيجابية والداعمة مهمة عند التعامل مع مشاعر خطيرة والفرق يصبح واضحاً عند التعامل مع هذين المركبين.

فلنعتبر الدوبامين على أنه سكر فهو لذيذ ويعطينا طاقة بسرعة ولكن الإفراط به له نتائج مدمرة.

الأكسيتوسن يشبه البروتين فأجسامنا تستخدمه ببطء أكبر لكنه مرتبط مباشرةً بنمونا وطاقتنا على المدى الطويل.

بعد إدماننا للإباحية لفترة طويلة فإن مستويات الدوبامين لدينا ستصبح عالية لحد كبير، نعم نحتاج للقليل منه من فترة لأخرى ولكن الكميات الكبيرة تسبب مشاكل ولن نتحملها ، الذي نحتاجه هو الأكسيتوسن وأفضل طريقة للحصول عليه هو عبر بناء علاقات مع الأهل والأصدقاء.

هناك نشاطات أخرى إيجابية يمكن عملها وقد تكون تحدياً نوعاً ما ، فالمكافآة التي نحصل عليها من شيء نسعى ونصر عليه هي من المحفزات لإفراز الأكسيتوسن.

دعها

الاكتئاب قد يسبب لنا نظرة خاطئة للعالم من حولنا وخاصة النظرة الخاطئة عن أنفسنا، بعض الأحيان قد لا نلاحظ ما نفعله لأننا اعتدنا أن ننظر للأشياء بطريقة سلبية، وكمتعاملين مع إدمان الإباحية نعلم أن الإيجابية مهمة لكنها لا تكفي فيلزمك خطة.

ضع نفسك في مكان غيرك، اسأل نفسك ماذا لو رأيت نفسك بهذه الحالة من منظور شخص آخر؟

لا تدع أسرارك تقف في طريقك  بهذه الحالة يمكن أن تستفيد من شريك داعم يشاركك همومك. 

لا تقسو على نفسك، المصابون بالاكتئاب يحبون الكمال فهم يطلبون من أنفسهم تحديات صعبة وقد تكون مستحيلة وعند الفشل في تحقيقها يلومون أنفسهم فعليك أن تحارب هذا الضغط النفسي الذي فرضته على نفسك عبر التحدي ومقاومة أفكارك السلبية. 

دع المشاكل لوقت آخر ، فإذا كان لديك أفكار وتجارب سلبية كثيرة فلا تحاول مواجهتها إذا كنت في مزاج سيء، قم بتصغير الأمر وأجله واذهب وافعل شيئاً ممتعاً وعندما تشعر بتحسن عد للأمر وانظر إليه تحت ضوء جديد، ستتفاجأ من تغير الأشياء عندما تراها بإيجابية ورحابة صدر.

كما قلنا سابقاً من الممكن أن تبقى على هذه الحالة لمدة طويلة، فلا تفقد الأمل وحاول أن لا تيأس. هناك أيام أجمل قادمة إذا التزمت بطريقك للمعافاة ومعالجة الإدمان.

نعدك بذلك.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 10 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 3K
  • عدد المهتمين: 156
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك