استغلال قوة المجتمع في التعافي

نحن بحاجة إلى صديق لنحارب سوياً، بحاجة إلى صديق يعرف همومنا العميقة وأسرارنا، يقف جوارنا، يشجعنا، ينهض بنا عندما نفشل. هذا الصديق سيدفعنا ليس بعيدا عن الإباحية فقط، بل إلى تحسين حياتك بصورة عامة.
A+ A-
ما الذي يجب أن تفعله كي تقلع عن الإباحية؟

كل شيء!

ولأن الإباحية عادة تُشاهد في السر، فإن معظم الناس يريدون أن يتغلبوا عليها أيضا في السر. هذه نية طيبة إذا لم يكن هناك شخص قد علم أنك  تشاهد الإباحية فقد تظن أنك لم تؤذِ أحدا، ولكن الواقع أنه يؤذي عائلته على الأقل.

في الحقيقة، سرية الإباحية هي أكبر فخ،

الثلاثي المحرك الذي وصفه الدكتور كوبر والذي يوجه الناس في النشاط الجنسي عبر الإنترنت:

- إمكانية الوصول.

- القدرة على تحمل التكاليف.

- عدم الكشف عن الهوية.

التوافر، ومعقولية السعر، والسرية، هذه العوامل الثلاثة تعمل مثل ثلاثة أرجل لكرسي.

قم بإزالة رجل واحدة فقط من الأرجل وسوف تقع (أو على الأقل تجعله محرجا للجلوس عليه).

الرجل الأسهل لكسرها هي عدم الكشف عن الهوية أو المجهولية.

وهذا يعني أن أسهل حل لمسألة السرية هو تسليط الضوء على معاناتك والإتيان بها إلى المجتمع.

العديد من المعالجين يتفقون على أن برنامج المساءلة عبر الإنترنت هو واحد من أكثر الطرق فعالية  للأشخاص لحماية أنفسهم أو أحبائهم على الانترنت.

المساءلة عبر الإنترنت تتم عبر برنامج مدفوع يراقب الشخص المسجل بياناته ويسلم تقريرا إلى صديق موثوق به، أو الزوجة، أو مراقبه الشخصي أيا كان هو، وهي تشجع الشخص على التفكير قبل النقر على أي محتوى إباحي، وبذلك يتجنب الإغراءات فيبني قوة الإرادة وصنع القرار في قشرة الفص الأمامي  للدماغ.

كي تبدأ محادثة عبر الانترنت للتحدث عن معاناتك فإن شريك المساءلة على الطرف الآخر لا يقوم بدور الشرطي الذي يعاقبك على فشلك، بل يساعدك على تحديد الأسباب الرئيسة خلف تلك المعاناة من ضغط العمل، أو الاكتئاب، أو انعدام الأمن، أو بقية الأقفاص التي تقودنا إلى الإباحية.

لكن الفائدة الحقيقية من شريك المساءلة أكبر من مجرد مناقشة مشكلة الإباحية، أفضل شراكة عبر الانترنت هي مشاركة الأهداف والأحلام والهوايات.

نحن بحاجة إلى صديق لنحارب سوياً، بحاجة إلى صديق يعرف همومنا العميقة، وأسرارنا، يقف جوارنا ويشجعنا، ينهض بنا عندما نفشل. هذا الصديق سيدفعنا ليس بعيدا عن الإباحية فقط، بل إلى تحسين حياتك بصورة عامة.

اختيار الشريك:

إذا أردت أن تتخلص من الإباحية من حياتك، فأنت تحتاج إلى اختيار شخص ما (أو مجموعة من الناس) كرفيق في الطريق، هذا الشخص سيصبح مهما جدا في حياتك فأنت ستتحدث معه عن مشكلة الإباحية التي هي صعبة بدرجة كافية، وتتحدث معه عن أهدافك في هذه الحياة، ستشاركه تقدمك وهواياتك الجديدة التي ربما تمارسها.

إذا كيف تختار هذا الشخص؟

لو أنك محظوظ، واحد أو اثنان سيتواردان على ذهنك الآن، لكن لمعظمنا من المحتمل ألا يحدث ذلك ببساطة، فربما لا تعرف شخصاً تثق ب إلى هذه الدرجة. لا تجعل ذلك يحبطك، فأي علاقة ستأخذ الوقت كي تصل إلى هذه الدرجة، فالهدف الآن أن تجد هذا الشخص لك في المستقبل.

فإذا بحثت عن شخص كرفيق لك في رحلة التعافي فلتكن فيه تلك الصفات:

متدين: هذا الشخص يجب أن تكون له نفس المعتقدات والأهداف الروحية.

جدير بالثقة: فإنك سوف تتحدث معه عن موضوعات شخصية عميقة، لذلك تأكد أنه ليس معروفا بالثرثرة والقيل والقال.

مشجع وليس شاجبا: فعليه أن يعطيك حباً قوياً حينما تحتاجه، لكن من قبيل الحب وليس من قبيل الشجب والإدانة.

ناضج: هذا الشخص يجب أن يكون صاحب خبرة.

في نفس مكانك: فلو كنت عازبا فالمتزوج لن يفهم تحدياتك كأعزب والعكس صحيح، لكن هذا ليس شرطاً أساسياً بل مساعداً.

له نفس الاهتمامات: هذه ليست ضرورية لكن إذا امتلك شريكك نفس الهوايات والاهتمامات فسوف يساعدك على أن تتقدم إلى لأمام وتستكشف هوايات جديدة.

من نفس الجنس: فالاباحية تؤثر على كل جنس تأثيرا مختلفاً، النساء يشعرن بعبء إضافي من الخجل حيث إنهن لا يعتبرن أنه من الطبيعي أن تكون مدمنة على الإباحية (رغم ازدياد تقبل ذلك) هذا أولا.

ثانياً: حينما يكون الرجال والنساء في علاقة لصيقة فهناك احتمالية خطورة كبيرة لإساءة استخدام هذا القرب.

- ولو كنت متزوجاً فنحن نوصي بألا تتخذ زوجتك / زوجك شريكاً لك، حتى ولو كان من حقه أن يعرف أكثر عن عملية تعافيك، فوضعه بموضع شريك المساءلة سوف يؤذيه ويجعله يشعر بكونه أحد الآباء أو جلساء أطفال بدلاً من كونه معاوناً.

بدء المحادثة

الآن أنت قد وجدت شريك التعافي أو شريك المساءلة وحان الوقت لنبدأ بعض الأشياء، علاقة الشراكة ستبدو مختلفة من شخص إلى شخص، لكن هناك أشياء أساسية تؤخذ في الاعتبار :

شارك أهدافك

أساس الحرية من الإباحية يكمن في تذكرك من تريد أن تكون وتركيزك على هذا الشخص القادم، شارك مهمتك التي كتبتها من قبل حين أجبت عن سؤال من تريد أن تكون مع شريكك؟، وركز في محادثاتك على التقدم للوصول إلى ذلك الهدف بخلاف التقدم بعيدا عن الإباحية، نعم تحدثك عن الإباحية بالضرورة سيكون جزء من محادثاتك لكن في الوقت الذي تتحدث فيه عن الإغراء الذي تعرضت له وهفواتك فإن المحادثة لابد وان يُرَكَز فيها على التحرك بعيدا عن الإباحية ونحو شيء آخر أفضل .

مجموعات التعافي عبر الانترنت

إذا لم تجد شريكاً للتعافي أو تريد أن تحصل على دعم إضافي، فإن مجموعات الدعم عبر الانترنت يمكنها أن تقدم لك الدعم والتشجيع الذي تحتاجه كي تجد حريتك النهائية .

وعلى الرغم من أنه قد يعوزك  شخص هناك يكون عالما بكل تفاصيلك كشريك إلا إنهم سيكونوا قادرين على تشجيعك ودعمك في كفاحك ضد الإباحية .

ونحن لدينا العديد من جروبات التعافي سواء كانت للذكور أو (للإناث بإدراة منفصلة) والتي لم يكن في العالم العربي مثيلاً لها بفضل الله قبل إنشائها .

المجموعات تتميز بإمكانية احتفاظك بسيرتك التامة من خلالها حيث يكفل التليجرام لك ذلك من خلال تحكمك فيه.

ويمكنكم الانضمام لها عبر مراسلتنا على صفحة واعي بالفيس بوك .

لماذا لا تمتلك فلتر؟

حينما تعاني من إغراءات الإباحية فمن أفضل الخيارات أن يكون لديك برنامج للحجب إنه أداة مساعدة، برامج الحجب تعمل كأسوار من الممكن أن تُكسر ولكن، لا يمكنها أن تعالج القضايا القلبية التي تؤدي إلى استخدامك للإباحية .نوصي بها كحماية إضافية وليست كطريقة وحيدة لحمايتك.

اصنع خطة

لديك الآن هدف عظيم لتحقيق من تريد أن تكون ولكن لم يزل عليك معالجة عادات الإباحية السيئة، فعلى سبيل المثال لو الإباحية أصبحت وسيلة لإزالة الأرق والتوتر، فأنت بحاجة لاختيار وسيلة أخرى للتعامل مع تلك المواقف. يمكنك أنت وشريكك البحث عن أفكار سوياً، جزء من خطتك يجب أن يتضمن الحل التكنولوجي كالاشتراك في برنامج المساءلة عبر الانترنت مثل برنامج covenanteyes  حيث يقوم بمراقبة نشاطك عبر الانترنت وابلاغ شريكك بتقرير وبالتالي يقدم لك رقابة لأنك بالتأكيد لا ترغب في أن يعرف من عاهدته أنك قد دخلت إلى المواقع الإباحية مجدداً وهذا يساهم بشكل كبير في تقوية إرادتك مع الوقت .

لقاءات منتظمة

قد يكون من الصعب الالتقاء بصديق وشريك التعافي أسبوعيا لكن سيظل روتين المقابلة مهماً . الثبات هو مفتاح نجاح الشراكة في التعافي فأنت لن تعاني من الإباحية كل أسبوع بل أحياناً ربما تمر أسابيع دون أن تواجه إغراءً، لكنك لو تخليت عن عادة الاجتماع بصديق أو أصدقاء التعافي فمن الصعب أن تعود إليها مرة أخرى في الوقت الذي تحتاج فيه للدعم. المزيد من اللقاءات حتى ولو لشرب فنجان من القهوة أو للدردشة عبر التليجرام أو سكايب سيساعد في تقوية الشراكة وبناء المزيد من الثقة ليس فقط للتحدث عن الإباحية بل للتحدث عما يجري في حياتك ومشاركة الأهداف الشخصية الخاصة.

وإذا لم تستطع حضور لقاءات منتظمة فعليك أن تضع في مفكرة مواعيدك أنه قد تم تأجيل الموعد هذه المرة وتحديد موعد آخر في أقرب فرصة حتى تظل على وعي دائم بأهمية تلك اللقاءات .

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 10 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 657
  • عدد المهتمين: 174
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك