ماذا إذا انتكست؟

إنك لن تنجز شيئا إذا أغرقت نفسك في الحزن بعد الانتكاس، ولا يوجد أي سبب يجعلك تؤخر البدء مجددًا في استكمال ما بنيته من قبل؛ لأنك إذا رفضت أن تبدأ في التحرك، فأنت أقرب من أن تقوم بشيء أصعب بكثير، وهو أن تيأس!
A+ A-

يقول جوي دالاس من موقع Covenant eyes:

الانتكاسة تعني “تدهور بعد فترة من التحسن”.

إنها عدو يجب تجنبه، فهي تجعل الحياة صعبة عند حدوثها.

ولكن على المدى البعيد، فالأشخاص الذين نجحوا في التعافي من الإباحيات ليسوا بالضرورة أشخاصًا لم ينتكسوا من قبل؛ ولكنهم أشخاص عرفوا كيف يسيطرون على انتكاستهم بعد وقوعها، ويعودون إلى طريق التعافي مرة أخرى، ويمنعون الانتكاسة أن تحدث مجددًا.

في أي وقت تحاول أن تصنع تغييرًا للأفضل، فإنك تكون عرضة لأن تنتكس؛ أي شخص حاول أن يلتزم بنظام غذائي، أو أن يقلع عن التدخين، أو أن يتوقف عن عادة سيئة سيؤكد لك ذلك.

إن السعي والكفاح للأفضل يعني أنك في خطر من أن تعود للأيام القديمة التي لا تريدها، حيث أننا كبشر نميل للعودة إلى أنماطنا المتأصلة فينا والتي اعتدنا عليها فترات من الزمن.

نحن تلقائيًا نعود إلى ما هو مألوف، إنها حقيقة مؤلمة خصوصًا للشخص الذي ابتعد عن الإباحيات ويكافح لأجل بقائه في طريق التعافي، يجب عليه تقبل حقيقة أنه سيتعرض للمثيرات التي تدفعه للانتكاس منذ اليوم الأول من إقلاعه، وهذا يعني أنه يحتاج أن يتوقع الانتكاس دائمًا!

الانتكاسة دائمًا محتملة ولكنها ليست حتمية الحدوث؛ توقُع الانتكاس ليس معناه أنك تخطط لتنتكس!
لا ليس هذا هو المعنى، فعلى الرغم من أن الفشل محتمل، ولكنه ليس حتمي الحدوث، إذًا فتوقع الانتكاس هو أن تضع في حسابك ما يمكن أن يحدث، لا أن تضع في حسابك ما سيحدث.

إذًا، ليس عليك العودة ومشاهدة الإباحيات، حتمًا لا، ولكن في حال أنك فعلت،

فهنا بعض الخطوات التي يجب أن تقوم بها في الحال.

أولًا، أخبر صديق المساءلة:

قرر الآن، من الذي ستخبره في حال أنك تعرضت لانتكاسة؟
صديق المساءلة في الغالب هو شخص تشعر بالراحة في حديثك معه، يدفعك للالتزام بقرارك لتظل متزنًا عفيفًا، قد يكون صديقًا مقربًا منك يعرف كيف يساعدك .

وأضيف أنه يمكنك الاستعانة مثلا بصديق من جروب التعافي ” حرر نفسك ” على التليجرام والخاص بنا  ، المهم أن تقرر من ستخبر إذًا في حالة انتكاستك.

أخبره بما حدث، وأنك تريد دعاءه ودعمه؛هناك تأثير قوي في ذلك، ربما أكثر مما تتصور؛ فالمشكلة التي تبوح بها وتخرجها إلى النور ستتمكن من التعامل معها وحلها، أما الذي يُحفظ في الظلام يظل دون تصحيح.

ثانيًا ، حلل الأمر:

بعد إخبارك بما حدث لك وتلقيك الدعم من صديق المساءلة، عليك أن تعرف ما الخطأ الذي حدث. أعتقد أن معظم الانتكاسات ليست غامضة، إنها تحدث عادة لأن الشخص تثاقل عن أداء الصلاة، أو عدم الاهتمام بطريق التعافي، أو بسبب الصحبة، ومن الممكن وجود أسباب أخرى.

اقضِ بعض الوقت لتراجع ما الذي فعلته قبل الانتكاس، وما الذي كان من الممكن أن تقوم به مختلفًا، وما ستقوم به لتجنب ذلك في المستقبل.

أخيرًا، تحرك !

عد إلى طريق تعافيك في الحال. هذا يعني أن تتوب وأن تصلي، وتعترف بذنبك إلى ربك في صلاتك .

وأضيف تذكر دائمًا قول اللهوَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ” [الشورى ٢٥]

وهذا يعني أيضًا أن تأخذ الخطوات المطلوبة لكي تمنع نفسك من الانتكاس مجددًا، و محاولة التعلم من الانتكاسة.

وبعد ذلك تحرك!

إنك لن تنجز شيئا إذا أغرقت نفسك في الحزن بعد الانتكاس، ولا يوجد أي سبب يجعلك تؤخر البدء مجددًا في استكمال ما بنيته من قبل؛ لأنك إذا رفضت أن تبدأ في التحرك، فأنت أقرب من أن تقوم بشيء أصعب بكثير، وهو أن تيأس!

فالذنب الذي قمت به تستطيع أن تتوب منه، ولكن اليأس إذا استسلمت له فأنت تقضي على نفسك.

أنت تحمي كنزًا عندما تحمي عفتك، إذًا فلتعرف أنه طريق مستمر كحماية أي شيء ثمين، بمعرفتك قيمة عفتك؛ ستعمل بجد لحفظها، وتمنع أي شيء يهددها.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 10 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 6K
  • عدد المهتمين: 191
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك