الحقيقة حول إدمان المراهقين لمواقع التواصل الاجتماعي

هل المراهقون يستطيعون التعامل مع عالم، مصمّم على أن يبقيهم متصلين به؟
A+ A-

لقد وجد الباحثون علاقة ترابطٍ بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والقلق والاكتئاب.

 فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، جزءا من ثقافتنا، إلى درجة أن هناك كثيرا من الأشخاص، لا يستطيعون تخيُّل حياتهم،  دون فيس بوك، أو يوتيوب. وفقا لآخر تقرير أصدرته وكالة pew  المتخصصة في التكنولوجيا والإنترنت , فإن مستخدمي الإنترنت ارتفع عددهم من 5% في عام 2005 إلى 69% في عام 2018. حيث تفيد وسائل التواصل الاجتماعي بنشر الأخبار، والمتعة، بسهولة وسرعة.

البالغون يتعلمون كيف يفرقون بين التعامل مع الغير على الإنترنت، والتعامل على أرض الواقع، لكن ماذا عن المراهقين؟

هل المراهقون يستطيعون التعامل مع عالم، مصمّم على أن يبقيهم متصلين به؟ الدراسات الحديثة تظهر، أن المراهقين يتفقدون وسائل التواصل الخاصة بهم، أكثر من مئة مرة في اليوم! واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مبالغ فيه، إلى درجة أنه بدأ يؤثّر سلبيا، على حياتهم، علاقاتهم، تعاملهم، وصحتهم تتضرّر؛ لقد أصبحوا مدمنين.

يقول الدكتور المشهور، جيف نيلين: بعض المراهقين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، لسدّ العواطف داخلهم، مثل مَن يحاول أن يسدَّ بُركانا بقليلٍ من الأحجار. ويصبح هؤلاء المراهقون، مدمنين، إلى درجة تسيطر على حياتهم، وهذا قد يؤدي إلى انفجار بركان العواطف، الذي بداخلهم بشكلٍ مضرٍّ جدا، على صحتهم.

يبدأ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي منذ سنٍّ صغير، ويستمر إلى المراهقة، وهذا يعني أن الأحداث المهمة والكبيرة، المؤثّرة على الشخصية – كبناء الصداقات، والثقة بالنفس، والتغيرات التي تحدث في سن المراهقة عامة- تكون جميعها متأثّرة بمواقع التواصل الاجتماعي.

تُظهر الدراسات أن ردّة الفعل التي يُظهرها الشخص، لوسائل التواصل الاجتماعي، تشبه تلك التي يُظهرها عند تناوله المخدرات.

 ومثل المخدرات أيضا، يصبح الشخص متعلّقا بوسائل التواصل الاجتماعي أكثر، ومع الزمن تزداد كمية الزمن التي يجب أن يمضيها؛ كي يحس بالسعادة، وعندما تؤخذ الأجهزة بعيدا، مثل مدمن المخدرات، يبدأ الشخص بالإحساس بالاكتئاب، ومختلف أعراض الانسحاب.

المراهقة:

في هذه المرحلة من حياة الإنسان، يبدأ التغيّر الكبير، والتخبّط في الأحاسيس، وفي غالب الأوقات، يقوم الأطفال بالتجريب والاستكشاف، متجاوزين الحدود، وهذه التصرفات طبيعية…. إلى حدٍّ معين!

ولكن الخطر فيما يبدأ كأنه تجربة عابرة، قد يؤدي إلى مخاطر صحية ونفسية كبيرة، فبقاء الأطفال فترة طويلة على الإنترنت، يؤثّر تأثيرا كبيرا على باقي جوانب الحياة التي يجب عليهم تطويرها في مرحلة المراهقة؛ فيصبح الطفل غير قادر على التعامل مع الغير، ويصبح لديه ضعف في الثقة بالنفس وغير ذلك.

يجب على الآباء أن يبقوا أطفالهم بأمان

فيجب الحرص على مراقبة ما يتابعه الطفل على الإنترنت، ومع مَن يتكلم، كما يجب تحديد المدة؟ التي يمضيها الطفل على هذه الوسائل، والأجهزة، كما يجب على الوالدين التأكد من ممارسة الطفل نشاطات متعددة كاستكشاف البيئة التي حوله، والتواصل مع الآخرين، والرياضة وغيرها.

العلاج

يبدأ العلاج بتقليل فترات استخدام وسائل التواصل تدريجيا، والهدف هو تعلم كيفية التعامل مع العالم الخارجي، بشكل إيجابي، بعض الأمثلة تكون باستعمال السماع للقرآن؛ لكي يضفي الهدوء والسكينة على النفس، ويتيح لها إخراج ما لديها من عواطف.

أيضا الانشغال بما ينفع، كممارسة الرياضة، وقراءة الكتب، والانشغال بالهوايات المفيدة، مما يجب أن يطبق عند محاولة الإقلاع عن أي إدمانٍ، مهما كان.

وسائل التواصل لن تفنى في الزمن القريب، وهذا يعني أن تعلم كيفية الموازنة بينها، وبين الحياة الحقيقة هو جزء من العالم الحديث.


  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 10 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 205
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك