والفتيات أيضا عرضة لإدمان الإباحية !!

لقد حان الوقت للوقوف بجوار الجميع الذين يعانون من إدمان الإباحية ، بغض النظر عما كانوا من أي الجنسين هم.
A+ A-

والفتيات أيضا عرضة لإدمان الإباحية ! (1)

الإباحية هي مجرد شيء خاص بالرجال ، أليس كذلك؟

إذا كنت تفكر في ذلك، فإن الغالبية العظمى من المواد الإباحية تحتوي علی رجال وهم يهينون النساء ، وليس العكس.

ولا تظهر الفتيات وهن يخفين المجلات الإباحية تحت فرشهن أو يغلقون أبواب غرفهن ليتمكن من مطالعة الإباحية عبر أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهن بعيدا عن أعين البشر ،  لذلك لابد وأن يكون الرجال فقط هم الذين يشاهدون الاباحية ،حقا؟

هذا خطأ ، وليس بصحيح !

فلقد وصلنا مؤخرا عبر دراسة ألمانية جديدة أظهرت أكثر مما كنا نعرف بالفعل ، تقول الدراسة أن النساء عرضة لخطر أن يصبحن مدمنات  على المواد الإباحية مثل الرجال . وأظهرت الدراسة أن ما يصل إلى 17٪ من النساء يعتبرن أنفسهن مدمنات على الاباحية، مع العلم أن نصف النساء اللائي شملهن المسح هن مستخدمات للإباحية عبر الأنترنت .

بل إن هناك المزيد من الإحصائيات الكثيرة التي تبحث في هذا الموضوع ، ففي إحدى الدراسات وجدت أنه ما يقرب من نصف الشابات الكبار يتفقون على أن مشاهدة المواد الإباحية مقبولة  وأن ثلث الشابات ذكرن استخدامهن للإباحية.

إذن هذه ليست مجرد مشكلة يعاني منها الرجال وفقط ، بل إنها مشكلة البشر كلهم .

لإثبات هذه النقطة إلى أبعد من ذلك، أدرجنا قصص اثنتين من الشابات اللتين وافقتا علی مشاركة قصتهما معنا.

تقول كيلسي :

” بدأت الإدمان تماما مثلما حدث مع كثيرات غيري. وكان عمري  11 سنة عندما بدأت ، لقد اكتشفت ذلك عن طريق الصدفة، على الرغم من أنه لم يكن لدي أي فكرة عما كنت أفعله ، وكنت أظن وقتها أن هذا ليس من الخطأ . 

أصبح لدي آلية موجهة رئيسية تجاه المواد الإباحية عندما أكون سعيدة، أو حزينة، أو أشعر بالملل، أو متحمسة ، أو غاضبة ، أو وحيدة. قلت لنفسي إن الأفكار والأوهام ليست خطيرة، وأنني لا أؤذي نفسي وذلك لأنه لم يكن هناك ممارسة للفاحشة ، كان هذا حسنا. لقد عشت مع هذا في سرية لمدة 16 عاما قبل طلب المساعدة “.

 الآن، أليس هذا الكلام تماما مثل القصص التي نسمعها من الرجال الذين أدمنوا في سن المراهقة؟

هذه القصة هي واحدة فقط من قصص كثيرة جدا ، فنحن نسمع مرارا وتكرارا من الفتيات اللاتي يمررن بنفس تلك التجارب المشينة . 

عندما سألنا كيلسي عن شعورها تجاه إدمان الإباحية حيث يتم عرض تلك المشكلة  إلى حد كبير علی أنها مشكلة تخص الرجال وفقط. 

فأجابت: “كنت أعيش في العار، والسرية لسنوات عديدة. قلت لنفسي أنه لا يمكن لأحد أن يفهمني ، لأنني ظننت أنه لا توجد فتاة مثلي تعاني مما أنا فيه . وإذا اكتشف شخص ما ما أقوم به في السر ، فإنه سيعتقد أنني أفعل فعلا فظيعا ومثيرا  للاشمئزاز.

وأضافت أنها إذا كانت تعرف أنه إدمان بشري وليس إدمان متعلق بالرجال فقط ، فإنها ربما تحاول أن تبقى طاهرة ونظيفة وتطلب المساعدة في وقت سابق عن ذلك بكثير “.

يقول الكاتب متحدثا عن مجتمعهم الغربي المنحل البعيد عن الله وعن شرعه الحكيم  : “في ثقافتنا ، من المقبول للرجال مشاهدة المواد الإباحية. حتى أنه من المتوقع أن نرى ذلك في كل جانب تقريبا من البرامج التلفزيونية أو المسرحية الهزلية. و ذلك «طبيعي » في ثقافتنا. ولكن نادرا ما يذكر الناس النساء. أنا لا أفهم لماذا الناس يفترضون أن النساء ليس لديهن أي محرك أو رغبات، أو لماذا أنها لن تكون كائنات بشرية تماما كما الرجال. فالبشر لديهم جميعا عينين ، لديهم كلهم عقول. كلنا لدينا نفس الرغبة عند نقطة معينة. أعتقد أن المرأة يمكن أن ترى مثل الرجال “.

واللقاء الثاني كان مع فتاة تدعى نيكول

تقول نيكول : ” بدأ الإدمان يتطور لدي  في سن الثالثة عشرة ، واستمر صعودا وهبوطا كلما تقدمت في السن ثم اشتد عندما انفصلت عن زوجي . إنها تعمل الآن لتتعافى صحيا ، لكن هذا قد يستغرق وقتا طويلا بالنسبة لها للوصول إلى ما ترجوه للتعافي من هذا الإدمان ” .

“لم أكن طلب المساعدة لإدماني لأنني شعرت أنني كنت مهووسة بطبيعتي ،فقد كنت على يقين من أنني كنت المرأة الوحيدة التي تكافح وتناضل للتعافي من هذا المرض الذي اعتقدت أنه يخص الرجال فقط . أتذكر أنني حينما كنت أبحث في  المقالات والمدونات حول التعافي من إدمان المواد الإباحية، فقد كان كل شيء عن الرجال، وللرجال، وكتبت من قبل الرجال. لذلك، وبشكل واضح،

ظننت انني الوحيدة الذي أعاني من هذا المرض.

ليس جيدا في الواقع، وليس مريحا لأحد أن يشعر بالعار بسبب هذا الإدمان. سواء كنت فتاة أو رجلا، يجب أن لا نحكم على أحد  أو نفضحه  بسبب صراعهم ونضالهم ضد إدمان الإباحية  .

عندما طلبنا من نيكول أن تقول لغيرها من الفتيات اللاتي يمررن بهذه المشكلة ، وتحديدا الفتيات في سن المراهقة، قالت: ” افهمي أنك لست الوحيدة . لن تكوني صحيحة على الدوام لابد أن نرتكب أخطاء ، وان قيمتك لا تحدد ولا تتغير بسبب هذا الإدمان. 

من فضلك، عليك العثور على إنسانة يمكنك الوثوق بها لمساعدتك . أعدك، أنه يمكنك أن تكوني حرة وطليقة من سجن الإباحية  “.

أصبحت الإباحية المخدر المفضل للكثيرين في الألفية الجديدة. إنها تسبب إدمانا فائقا للغاية وهو شائع لدى كل من الرجال والنساء. حان الوقت لاتخاذ خطوة أخرى لإزالة العار عن أولئك الذين يكافحون للتعافي من الإدمان . 

يبدو أن النساء تم إهانتهن بما فيه الكفاية في مجتمعنا، ونحن لسنا في حاجة للقيام بذلك هنا أيضا.

كيلسي ونيكول على حق ، فإنه من الجنون تماما عند أي واحد منا أن يعتقد أن الفتيات ليس لديهن هذا الدافع كما الرجال . وإنه  مفجع أن نعتقد أن الفتيات اللاتي ابتلين بهذا الداء وكأنهن لا يمكنهن أن يتواصلن مع أي شخص بسبب وصمة العار والتي هي الإباحية لأنها مجرد شيء خاص بالرجل فقط .

لقد حان الوقت للوقوف بجوار الجميع الذين يعانون من إدمان الإباحية ، بغض النظر عما كانوا من أي الجنسين هم.

إننا وبعد قراءتنا لهذا المقال قد يتساءل البعض ما الغرض من طرح تلك القضية في مجتمعاتنا والتي من الممكن أن لا تكون بها هذه المشكلة ؟؟؟!

إنني أنتهز تلك الفرصة لأؤكد لكم أنها متواجدة في مجتمعاتنا لكنني لا أعلم حجمها ومدى انتشارها بين الفتيات ، فعلى كل فتاة ابتليت بهذا الداء أن لا تيأس وتعود إلى الله وتتوب إليه توبة صادقة وتستعين بالله ثم بما نقدمه عبر موقعنا من دعم والله المستعان ، وهذا من شأنه أيضا أن يدق ناقوس الخطر لأولياء الأمور كي ينتبهوا ويحموا بناتهن من هذا الخطر الفتاك ، وأن يغيروا رؤيتهم تجاه إدمان الإباحية على أنه مرض يخص الذكور فقط وأن بناتهن قد يكن عرضة لهذا الإدمان بنفس النسبة ، أو أقل ، لا أعلم ، المهم أن هناك احتمال وقوعهن في فخ الإباحية وهذا ما يخشاه أي مربي على أولاده بنين وبنات .

هذا أولا .

وثانيا: نحن بحاجة ماسة لامرأة متخصصة في مجال علاج الإدمان تستمع لهؤلاء الفتيات اللاتي أصبن بإدمان الإباحية والرد على تساؤلاتهن ودعمهن.

ثالثا (2) : ” على النساء أن يغضضن أبصارهن كما أمرهن الله جل وعلا ،وليعلمن أن حكم نظر المرأة إلى وجه الرجل الأجنبى

إن كان بشهوة فحرام بالإتفاق ، وأما إن كان بغير شهوة ولا مخافة فتنة ففى حكم ذلك ثلاثة أقوال لأهل العلم فالأول هو التحريم ،و القول الثانى: الجواز، و القول الثالث: التحريم خاص بأمهات المؤمنين والجواز لبقية النساء.

والراجح هو التحريم  لظاهر الآية “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ .. الآية”

وظاهر الآية أن المنع يشمل النظر بشهوة أو بغير شهوة، والأصل فى النصوص العامة أن تبقى على عمومها، فلا تخصَّصُ إلا بدليل شرعى، إما نصٌّ، أو إجماعٌ، أو قياس صحيح، ولم يوجد واحد من هذه الثلاثة بالنسبة لعموم الآية (وهى العمدة فى التحريم) ، وقوة الأدلة ومذهب أكثر الصحابة وجمهور العلماء والإجابة على أدلة المخالفين ولأنه الأحوط والأسلم للمرأة المسلمة وبأنه سداً للذريعة

قال الإمام الشاطبي رحمـه الله تعالى: “والشريعة مبنية على الاحتيـاط والأخذ بالحـزم، والتحرز مما عسى أن يكون طريقاً إلى المفسدة”.

وهذا القول هو الذى عليه أكثر الصحابة وجمهور العلماء كما قال الإمام النووى:”الصحيح الذي عليه جمهور العلماء وأكثر الصحابة أنه يحرم على المرأة النظر إلى الأجنبى كما يحرم عليه النظر إليها”.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:”وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الأجانب من الرجال بشهوة ولا بغير شهوة أصلاً”. وقال ابن كثير: “ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة النظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلاً”.

لذلك لا يجوز للمرأة أن تكرر النظر إلى الرجل ، كما أنه لا يجوز للرجل أن يكرر النظر إلى المرأة ؛ إلا فى حالة واحدة وهي حالة الخطبة .” انتهى كلامه حفظه الله

أقول ومما يقوي أيضا هذا القول ما عرضناه في هذه المقالة من أن النساء كالرجال عرضة لإدمان المواد الإباحية فكلاهما بشر ولهما عقول وأعين ورغبات وشهوات ، فلنتقي الله ولنغض من أبصارنا نساء ورجالا حتى يطهر الله قلوبنا ويزكيها ،وعلى الرجال أن ينتبهوا إلى ما يقدم عبر الفضائيات و الإنترنت وليحرصوا على توجيه من استرعاه الله إياهم إلى الطريق القويم .

حفظنا الله وأولادنا ونساءنا من كل فتنة ما ظهر منها وما بطن .

ما يمكنك القيام به لرفع مستوى الوعي حول هذه القضية واسعة النطاق وإبعاد  وصمة العار التي تواجه المرأة، قم بنشر هذه المقالة .

وبالنسبة لأولئك الذين يقرأون هذا من الفتيات والرجال، والذين يشعرون أنهم يعانون من الإدمان على المواد الإباحية، لا تقلق،

أنت لست وحدك. نحن خلفك نساندك، تحقق من برنامج التعافي على الانترنت مجانا بموقعنا دورة التعافي المجانية لعلاج من أدمان الإباحية ، تقوى ، وابدأ في الحصول على المساعدة التي تحتاجها اليوم.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 20 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 146

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك