كيف أثر توفر المعارض الجنسية” على نظرة الثقافات المختلفة للمرأة؟

يشير مصطلح “المعارض الجنسية” إلى مكان حيث تتوفر فيه السلع المتعلقة بالجنس؛ مثل المجلات والعاهرات.
A+ A-

[يشير مصطلح “المعارض الجنسية” إلى مكان حيث تتوفر فيه السلع المتعلقة بالجنس؛ مثل المجلات والعاهرات … إلخ]

كتبت كريستين كلارك:

لقد كنت في المتجر المجاور في ممر الخروج عندما رأيتها، لم أر شيئًا مربكًا كهذا من قبل في هذا المتجر، لقد كانت فتاة لا ترتدي قميصًا أمام عيناي مباشرةً!

أنا لا أبالغ بقولي هذا. لحسن الحظ كانت ترتدي سروالًا، ولكن لم تكن ترتدي قميصًا على كل حال!

تلفّت دون أن أغمض عينيّ للأمام والخلف لأرى إن كان هناك أحدٌ بجانبي مصدومًا مثلي، ولكن على ما بدا لم يكن أحدٌ مهتمًا بما رأيت.

شعرت بالاشمئزاز يملؤني، كيف يمكن لهذا المتجر المألوف لدينا أن يسمح لتلك الفتاة بعرض نفسها في ممر الخروج حيث يوجد العديد من الأطفال والآباء الذين يتصرفون بفطرتهم ومعرضون لأن يروا تعريها؟!

أخيرًا أخرجتها من المتجر وأنا أزجرها وأقول لنفسي بحزم: “أين ذهبت أخلاقنا كسيدات؟ أين ذهبت أخلاقنا كمجتمع؟

على الرغم من الصدمة التي تعرضت لها حمدت الله على شيئين:

أولًالقد كانت فتاةٌ على غلاف مجلة، لم تكن الفتاة حاضرة شخصيًا.

ثانيًاكانت تغطي جزءًا من جسدها بذراعها. منذ ذلك الحين، وأنا أفكر كثيرًا وكثيراً عن فكرة “حقوق المرأة”.

نحن كنساء معاصرات نحب أن تتم معاملتنا باحترام من قبل الأشخاص الآخرين خصوصًا الرجال، وعلى الرغم من ذلك لم نفكر في احترام أنفسنا.

تأثير حركة التحرر الجنسي.

بسب حركة التحرر الجنسي، اقتنعت النساء الآن أن قوتهن تكمن في عرض أجسادهن، وفي حرية ممارسة الجنس مع أي شخص في أي مكان يريدون.

والعرف الذي ساد مجتمعاتنا الحديثة: “النساء تخلصن أخيرًا من العفة والاحتشام ولديهن الحرية للتعبير عن أنفسهن جنسيًا بأي طريقة يردنها!” لم يعد الجنس مرهونًا بالزواج، ولكنه وضع في ما يطلق عليه مصطلح “المعارض الجنسية”؛ والتي يمكنك أخذ كل ما تريدين منها.

هذا قد يوحي بالحرية للوهلة الأولى، ولكن، هل النساء بذلك أصبحن أحرارًا؟ أم أن “المعارض الجنسية” المستحدثة أيقظت بعبعًا جديدًا؟ للأسف، قد أيقظته.

من المعهود أن شيئًا مثل مجلة “بلاي بوي” والمواقع الإباحية يُنظَر إليها باشمئزاز من نساء العالم كلهن، هذه الأشياء تُعْتَبر وكرًا حيث تتباهي فيه النساء بأجسادهن العارية لإثارة شهوة الرجال، والكثير من هذه الشركات يأتيها طلبات بالتقدم للعمل فيها.

فقدت النساء الأمريكيات طهرهن ورضا النفس، بدءًا من النجمات المشهورات للفتيات المرموقات بسبب هذه الأعمال.

وكما أوضحت (ماري كاسيان): “لم يعد هناك فرق بين العاهرة والمرأة التي يطلق عليها لفظ (مثيرة)” الإتاحة والجنس التعسفي.

ثقافتنا توصل للنساء رسالة مفادها: “أظهري مفاتنك إذا أحببتِ أن تكوني مثيرة”، و ” الجنس العبثي ممتع ومجدي ولا بأس به”.

هذا الرأي المنتشر يوهم النساء بتحقيق فوائد كبيرة حال سلوكهن لهذا المسلك (الإباحية وممارسة الجنس مع أيٍ كان)، لكن هذا الرأي لم يذكر شيئًا عن الأثر اللاحق بسلوك هذا الطريق.

من أكثر الأشياء التي تخسرها النساء اللاتي يقمن بهذه الأعمال،  احترامها وقيمتها ، وهذا بسبب كشفهن لأعضائهن الحميمة بكل سهولة وممارسة الجنس مع أي شخص، بهذا ينظر العالم لهؤلاء النساء على أنهن سلع ولسن بشرا ذوي قيمة وشرف.

المؤلفة (كارولين ماكيولي) تقول: “نحن نعيش في ثقافة الجنس العبثي، والتي تُعْتبر الأسوأ في التاريخ”.

عندما تسمح النساء بنشر صورهن العارية على أغلفة المجلات، فهذا يرسخ فكرة أن هؤلاء النساء مجرد سلعة تباع بالمال لدى الرجال والنساء، وعندما يمارسن الجنس مع الغرباء هذا يعلم الأجيال القادمة أن النساء سهل التحكم بهن كالتحكم بقطع الشطرنج.

كلما سهل التفريط في الجسد قل الشرف وانعدمت المروءة، وعندما لا تَقْدِر النساء على حماية شرفهن وعفتهن وحشمتهن، فهذا بدون قصد يعلم الأجيال اللاحقة فعل نفس الشيء بنفس السهولة.

منذ زمن ليس بالبعيد حفظت النساء قيمتهن بعيدًا عن كونهن سلعًا جنسية، كن يحتقرن الإباحية ويعرفن أن الأعضاء الحميمة هي أشياء في غاية الخصوصية ولا يمكن لأحد الاطلاع عليها، لكن اليوم، نحن في غاية الخوف مما أعد الله للرجال والنساء بسبب تلك الأفعال.

وبالنظر إلى تحرر المجتمعات الذي أدى لظهور المعارض الجنسية، نرى أنه ليس تحررا ، ولكنه تدميرٌ للعلاقات والأسر وشرف الفتيات، وتغيير لمفهوم المجتمع الصالح حول ما خلقه الله ليكون نفيسًا ومقدسًا وتحويله إلى شيء تافه ورخيص.

كيفية استعادة قيمة المرأة.

يحدث هذا بالعودة للفطرة وسنة الله التي سنها بخصوص الممارسات الجنسية؛ الطهارة، والحب الحلال، والرجولة، والأنوثة، ويجب على كل شخص البدء بنفسه بالتمسك بتعاليم الله بخصوص هذا الشأن.

إن الله خلق النساء جميلات، لذا يجب عليهن توظيف ذلك توظيفًا صحيحًا، فالله خلق النساء محلًا للجمال، ولا شيء في كون النساء منبعًا للجمال والجاذبية.

وأيضًا، أعطاهن الجاذبية للجنس الآخر، لكن هذه الجاذبية ليست لجذب وإغراء جميع الرجال، ولكن لجذب رجل واحد وهو الزوج.

احفظي أنوثتك، وجاذبيتك لزوجك فقط، فالله الذي خلق هذه المَلَكة (الجاذبية الجنسية) خلقها لغرض معين وهو الزواج.

البعض سيخبرك أن تستعملي جاذبيتك لجذب الرجال ولفت الانتباه تجاهك، ولكن هذا يؤدي بك إلى بيع شرفك بأقل وأبخس الأثمان.

تقول (دانا جريش): “إن الله زرع هذه الجاذبية بداخلك لأجل رجل واحد وهو زوجك، هذا هو لب الموضوع، عندما ترتدين ملابسًا عارية، فأنت تثيرين بذلك رجالًا كُثُر، وهذا ليس ما خلقتِ لأجله.”

وعند ارتدائك للملابس المثيرة، والتسبب بفتنة الكثير من الشباب، أنت بذلك تخالفين أمر الله. جسدك شيء نفيس، عامليه بما يستحق.

يجب علينا كفتيات معاملة أجسادنا باحترام وحرص شديدين، ولا ننساق وراء التحرر الجنسي، ذاك الطريق الذي يؤدي إلى المهالك،

والذي سيتركك جائعة إلى المزيد من الأعمال السيئة، بدلًا من ذلك، عليك بطاعة الله وذلك بحفظ جاذبيتك وأنوثتك لزوجك فقط.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ. ياسمين شداد
  • تاريخ النشر: 22 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 596
  • عدد المهتمين: 163
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك