تقنية التزييف العميق تجعل من الممكن صناعة فيديوهات إباحية مزيفة لأي شخص تقريبًا

هناك تقنية تعديل جديدة للفيديوهات، تُمكّن المخترقين، ومروّجي الإباحية، من صنع فيديوهات إباحية مزيفة، لأي شخص لديه صور على الإنترنت، وهذا الخبر ليس سيئًا فقط للمشاهير، وإنما للناس العاديين أيضًأ.
A+ A-

هناك تقنية تعديل جديدة للفيديوهات، تُمكّن المخترقين، ومروّجي الإباحية، من صنع فيديوهات إباحية مزيفة، لأي شخص لديه صور على الإنترنت، وهذا الخبر ليس سيئًا فقط للمشاهير، وإنما للناس العاديين أيضًأ.

لذا حافظوا على أن تكون إعدادات الخصوصية لديكم عالية.

الآن لا تحتاج سوى القليل من الصور، وبعض البرامج المجانية؛ لتتمكّن وبسرعة من تركيب وجه أحدهم على وسائط إباحية كالصور والفيديوهات ووسائط GIF، قد تكون النتائج الآن بعيدة عن الإقناع، لكنها سرعان ما ستتطور وفقا لتقرير صادر عن The Verge.

كما نشر لأول مرة في تقرير من قبل Motherboard، أنَّ حسابا على موقع ريديت كان باسم "التزييف العميق-Deepfakes" قام بتطبيق هذه الأدوات لإنشاء محتوى إباحي هنالك، حيث إنه باستخدام مجموعة من برمجيات الذكاء الاصطناعي المفتوحة مثل Google TensorFlow ألصق هذا الحساب صور مشاهير مثل سكارليت جونسون، تايلور سويفت ومايسي ويليام على وسائط GIF ذات التصنيف X، وحتى إنه قام بصناعة مقطع فيديو كامل بوجه نجمة (المرأة المعجزة) غال غادوت حيث أدرج وجهها على مشهد إباحي بعنوان زنا المحارم. (وفي ذلك الوقت الذي تم نشر هذا التقرير فيه، تم حذف هذا المحتوى من قبل مضيف موقع الويب نفسه، ولم يكن واضحا مَن قام بحذفه بالتحديد).

صحيح أن التطبيقات المنتشرة -مثل سناب شات- كانت تستخدم تقنية تبديل الوجوه منذ سنوات، لكن يستطيع أي شخص أن يعرف أن هذه النتائج أقل من أن تكون مقنعة؛ وهذا ما يجعل منها أكثر مرحًا بالنسبة للمستخدمين. وإذا أردت صنع مقطع فيديو وهمي، باستخدام الفوتوشوب يجب عليك تعديل كل عنصر في إطارٍ على حدة. وهنا تكمن المشكلة في هذه التقنية الجديدة، بأن الذكاء الاصطناعي، سيُساعدك في إتمام هذه العملية الشاقة بشكل آلي بانتظام، فتعلُّم هذه الأداوات، سيريحك من الكثير من العمل الشاق، إذا كان لديك فقط القليل من المعرفة التقنية.

لسنا بحاجة للكثير من الخيال، لإدراك حجم هذه المشكلة؛ تخيل كيف سيكون العالم إذا كان بقليل من الجهد، بالإمكان صناعة فيديو إباحي مزيف لزميل في الصف، أو لأحد كنت في علاقة سابقة معه. وفي هذا المجتمع المواكب للمستجدات، حيث تستطيع جمع صور أحدهم، ببالغ السهولة من حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بلا شك ستصبح هذه المشكلة واسعة النطاق.

حين عبّر خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي عن استيائهم وشعورهم بخيبة الأمل، تجاه هذا الاستخدام للتقنية، رأى آخرون أنَّها فرصة للحصول على نقاش نحن بحاجة شديدة له، حول مستقبل التصوير الرقمي. ويخبر أليكس شامباندارد -باحث صمم أدوات إبداعية في مجال الذكاء الاصطناعي- صحيفة ذا فيرجThe Verge بأنَّنا بحاجة إلى أن يفهم المجتمع، ماذا تستطيع التكنولوجيا أن تفعل، ويقترح أنَّه بإمكان الباحثين الآن إيجاد برامج تستطيع بشكل أفضل كشف هذه الوسائط المزيَّفة أو أنه ينبغي عليهم ذلك.

"الإباحية الطفيلية" ليست سوى البداية

بينما أصبحت مقاطع الفيديو الإباحية الوهمية، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ممكنة ، لسوء الحظ كانت صور "الإباحية الطفيلية" منتشرة حولنا لمدة.

نشرت صحيفة  ABC news في أستراليا مؤخّرا، قصة نويل مارتين وهي فتاة أسترالية طالبة في كلية الحقوق، تبلغ الآن 22 عاما؛ حين كانت نويل في سنتها الأولى في الكلية، جلست في غرفة نومها تقلب في صورها، فصادفت صورة سيلفي لها كانت قد أخذتها في عمر ال17 عاما، فقررت أن تبحث عن هذه الصورة في بحث جوجل للصور؛ لترى ماذا ستجد.

ما وجدته سبَّبَ لها المرض!

لقد شعرت نويل بالاشمئزاز بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ حين وجدت في نتائج البحث العديد من المواقع الإباحية، قد تم نشر صورتها عليها، وما جعلها تنصدم أكثر أنها وجدت صور أكثر لأجساد إباحية تم إلصاق صورة وجهها عليها، تلك الصور المعدلة التي قد تم التلاعب بها، كانت تعرض وجهها وهو ملصق على صور لأجساد نساء عاريات، بمظاهر جنسية صريحة.

وكانت التعليقات على الصور أسوأ بكثير؛ مثل قولهم أنها مبتذلة وغير مهذبة، وتعليقات تحمل التهديد، وأخرى تدعو للاعتداء الجنسي عليها، لقد حدث كل هذا لصورها الشخصية، ولم يكن لديها أي فكرة.

نويل كانت ضحية ل "الإباحية الطفيلية". وهي توجُّه إباحي متنامٍ، حيث يقوم أحدهم بسرقة صور طبيعية للأشخاص وتعديلها؛ لتصبح إباحية وفاضحة، ويحدث هذا من غير علم أو موافقة أصحاب الصور، ولسوء الحظ عند نشر مثل هذه الصور يصبح التمكن من حذفها مستحيلًا غالبا.

وفي قضية نويل قام أحد مشرفي المواقع الإباحية، بتهديدها بإرسال هذه الصور لوالديها ولعميد الجامعة، إذا لم تسمح له بإبقائها على الموقع، وليس ذلك فحسب، بل إنه اشترط عليها أن ترسل له صورا جنسية صريحة لنفسها، حتى يقبل بحذف الصور من الموقع، وقد رفضت نويل ذلك، ومنذ ذلك الحين وهي تعمل مع الحكومة الأسترالية؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذه المواقع الإباحية.

لماذا هذا مهم؟

بعيدا عن الآثار التي تتركها الإباحية على مشاهديها، من المهم أن نفهم الضرر الذي تُلحقه بالأشخاص الذين يتم استخدامهم لصناعتها، وخاصة أولئك الذين يشاركون رغما عنهم.

التوجّهات الأخيرة المنتشرة في الإباحية -مثل الانتقام الإباحي، والإباحية الطفيلية، ومقاطع الفيديو الإباحية الوهمية- بإمكانها تماما تدمير سمعة ومعيشة أولئك الذين يتم تصويرهم. هذه الطرق ليست مخيفة فحسب، إنها وببساطة خاطئة؛ لذلك يبقى الآن الدور علينا بنشر التوعية وإيقاف الطلب عليها. فهل أنت معنا؟


  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د. محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 11 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 173

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك