ثلاثةُ أسبابٍ توضِّحُ أنَّ مُدمني الإباحيَّةِ السَّابقين ما زالوا بوسْعِهم أن يكونوا أزواجاً جيِّدين

ومُدمنُ الإباحيَّةِ المُتعافي هو الشَّخصُ الذي أدركَ ثمنَ الحرِّيَّةِ في أنْ نُحبَّ كثيرًا ونُقدِّرَ مَن حولَنا، والمُتعافون غيَّروا حياتَهم بشكلٍ حَرفيٍّ ليحصلوا على هذا.
A+ A-
دعونا نُواجهُ بعض حقائقِ الحياةِ القاسيةَ ونُناقشُها :

لا وجودَ للنِّعالِ السِّحريَّة التي قد تنقلُ شخصًا ما إلى الرَّفاهيةِ الملكيَّةِ! ومخلوقاتُ الغابةِ السِّحريَّةُ لن يأتوا لحمايتِك ومُساعدتِك في أمورِ حياتِك .

الفرصةُ لهزيمةِ التِّنينِ أو ساحراتِ البحرِ لن تأتيَ إليك طوالَ حياتِك.

القصصُ الخياليَّةُ -لسوءِ الحظِّ- ليستْ حقيقيَّةً، ولكنْ هذا لا يعني أنَّ الوقوعَ في الحبِّ أثناءَ الحياةِ الحقيقيَّةِ لا يُمكنُ أنْ يجلبَ لك السَّعادةَ  كالَّتي يُمكنُ أن تشعرَ بها إذا كنتَ في عالَمٍ خياليٍّ.

ولكنَّ هذا النوعَ من السَّعادةِ لا يُمكنُ أن يأتيَ إلَّا مع الشَّخصِ الَّذي يُشاركُك حياتَك، ويكونُ دائِمًاً هناك لأجلِكَ ويُحبُّك مَهْما كنْتَ، ونحنُ لا نقولُ أنَّ لدينا السِّرَ الخارقَ لإيجادِ نِصفِك الآخرِ، ولكنَّنا نعرفُ شيئًا واحدًا مؤكَّدًا هو :

أنَّ الشَّخصَ الذي تمضي حياتَك معه حتمًا سيكونُ هو الشخصُ الذي تريدُه أنْ يكونَ معك خلال أوقاتِك الجيِّدةِ وأوقاتِك العصيبةِ.

أولئكَ الأشخاصُ الذين كافحُوا مع الإباحيَّةِ يشعرونَ في كثيرٍ من الأحيانِ أنَّهم تحطَّموا ولا يُمكنُ إصلاحُ هذا، وقد يشعرون أنَّه لن يُحبَّهم أحدٌ أبدًا بسببِ ماضيهم، ولكنَّ الشَّخصَ الذي صارعَ مع الإباحيَّةِ يُمكنُ أن يكونَ شريكًا عظيمًا بسببِ هذا الصِّراعِ في الماضي، وليس فقط لهذا السَّببِ.

وفيما يلي بعضُ الأسبابِ التي تُوضِّحُ أنَّ الأشخاصَ الَّذين تغلَّبوا على إدمان الموادِّ الإباحيَّةِ يُمكنُ أنْ يكونوا أقربَ إلى فارسِ أحلامِهنَّ أو أميرةِ أحلامهم مثلَ أيِّ شخصٍ آخرَ:

نقاءُ القلبِ:

لنكنْ واقعيِّين؛ فقد أُفسِدَ كلُّ شيءٍ، ولكنَّ الأخطاءَ هي جزءٌ من الحياةِ ولا أحدَ في مأمنٍ منها، ولسْنا معصومينَ عن الخطأِ؛ لأنَّنا بشرٌ ولسْنا أنبياءَ، ولا يُكلِّفُ اللهُ نفسًا إلَّا وُسعَها.

والمُتعافي هو الشَّخصُ الَّذي وضَعَ حرِّيَّته والسَّعادةَ كأولويَّةٍ قُصوَى، وغيَّرَ حياتَه لجعلِها حقيقيَّةً وأصبحَ واقعيًّا، وطيبةُ القلبِ هي ليست حولَ الحفاظِ على نسخةٍ من أنفسِنا لا يمسُّها شيءٌ، بلْ هي حولَ الاستمرارِ في فِعْلِ هذا؛ فإذا أردْتَ أنْ تكونَ مع شخصٍ يفهمُ قيمةَ التطويرِ الذَّاتيّ، ويسعَى دائِمًا لتحسينِ نفسِه، فهذا الشَّخص هو الذي نجحَ في التَّغلُّبِ على الإدمانِ مثلَ الموادِّ الإباحيَّةِ التي هي في أعلَى القائمةِ.

الصِّدقُ في الكلامِ:

المُدمنون يُعانونَ من عادةِ الكذبِ بينما يُمارسُ المُتعافونَ الصِّدقَ الكاملَ والمُساءلَةَ، وعمليَّةُ الانتعاشِ والتَّعافي عبارةٌ عن تحطيمِ الجدرانِ وبناءِ الرَّوابطِ الجديدةِ، والنَّاس بحاجةٍ إلى أن يكونوا صريحينَ، ولكنَّهم مُعرَّضون للهجومِ؛ لذا يلجئونَ للكذبِ لكي لا تكونَ لذنوبِهم سلطةٌ عليهِم، وهنا عرضَ أحدُ المُتعافين هذا المثالَ أثناءَ شفائِه:

عندما بدأتْ رحلةُ شِفائي، وأصبحَ الصِّدقُ في غايةِ الأهميَّةِ بالنِّسبةِ لي ومقدَّسًا تقريباً، والآن أصبحَ الصِّدقُ من طبيعتي، ولكنْ يجبُ أن أكونَ حذراً ولا يُمكنُني أن أقولَ كلَّ شيءٍ عن نفسي في موعدي الأوَّلِ “.

فالصِّدقُ والتَّواصُلُ اثنان من الأجزاءِ الأكثرِ حيويَّةً في العلاقةِ، والمُدمنون السَّابقون دُرِّبُوا على مُساءلةِ أنفسِهم ومُحاسبتِها والانفتاحِ تمَاماً مع المُقرَّبين منهم.

تقديرُ الأشياءِ:

وهنا السُّؤالُ: ماذا ستفعلُ إذا كنتَ تعرفُ أنَّ شخصًا ما قدَّم كلَّ شيءٍ لأجلِكَ؟ وماذا لو كنتَ تعلمُ بأنَّ أحدًا ما وضعَ نفسَه في أصعبِ المواقفِ ليكونَ قُربَك ويُحبُّكَ ويُريدُ أنْ يكونَ لك؟ ما رأيُكَ بعدَ أنْ علمتَ أنَّ شخصاً ما قاتلَ بضَراوةٍ لغرضٍ واحدٍ وهوَ أن يكونَ الشَّخصَ الأفضلَ بالنِّسبةِ إليكَ؟

حسنًا، إذا كنتَ تُواعِدُ مُدمنًا سابقًا، فهذا ما سيحدُثُ.

الجميعُ في برنامجِ التَّعافي وجميعُ مَن يُحارِبُ الإباحيَّةَ يُقاتلُ من أجلِ القدرةِ على الحبِّ والحبِّ بشكلٍ حقيقيٍّ، والبعضُ ربَّما لديه شخصٌ ما في حياتِه بالفعلِ ولكنْ غالباً ما سيكونُ شريكَ حياتِه في المُستقبلِ، وستكونُ لديه الأسرةُ التي يُقاتلُ من أجلِها.

ومُدمنُ الإباحيَّةِ المُتعافي هو الشَّخصُ الذي أدركَ ثمنَ الحرِّيَّةِ في أنْ نُحبَّ كثيرًا ونُقدِّرَ مَن حولَنا، والمُتعافون غيَّروا حياتَهم بشكلٍ حَرفيٍّ ليحصلوا على هذا.

لقد انتصروا على أنفسِهم من الدَّاخلِ، فما أفضلُ شيءٍ في هذا؟
هو أنَّهم فعلُوا كلَّ هذا من أجلِك أنتَ.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: أ.محمد حسونه
  • تاريخ النشر: 23 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 847
  • عدد المهتمين: 165
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك