اليوم الذي قابلت فيه ممثلة إباحية!

كتبت إيمي ريوردان :

خلال الشهر الماضي كنت مشغولة في إنقاذ امرأة شابة تعاني من المواد الإباحية. المرأة تدعى إنجي.

كانت إنجي مرتاحة جدا لأنها وجدت أخيرا امرأة متدينة تعرف معاناتها وتفهمها .

فأنا أيضا، قد قاومت إدمان المواد الإباحية منجذبة نحو نفس جنسي.

وعلى الرغم من ذلك ، فقد كان هناك فرق كبير واحد في قصة إدماني وإدمانها.

وهو أنها كانت جزءا ذات يوم من صناعة الإباحية.

امرأة من وراء الخيال.

وصفت انجي لي العديد من تجاربها، وبما في ذلك كيف أن الأمر قد انتهى بها  إلى صناعة الإباحية.

وقالت إنها بدأت التصوير مع الرجال فقط، وبعد ذلك بدأت التصوير مع النساء بعد تلقيها عرضا لكسب المزيد من المال.

دمرت عواطفها في هذه الصناعة القذرة ، وبنت الكثير من القيود والأغلال التي لا تزال تؤثر عليها حتى اليوم.

لقد انكسر قلبي لها ، كما بدأت أدرك حجم الضرر المباشر الذي سببته الإباحية التي شاركت فيها .

ثم أدركت شيئا وأنا مقتنعة أنه غير قلبي إلى الأبد …

فلقد اعتدت على مشاهدة نفس النوع من الأفلام التي كانت انجي تشارك فيها .

اعتدت على مشاهدة نفس النوع من الأفلام التي دمرتها عاطفيا.

اعتدت على مشاهدة نفس الأفلام دون التفكير بأن هذه المرأة هي حقيقية فعلا.

هناك شيء يتعلق بالمواد الإباحية يجب أنه يعرفه الناس كي يدركوا أنها مجرد خيال، إنها مصممة بهذه الطريقة لتكون قادرة على غمس الناس في الأوهام الخاصة بهم دون إعطائهم أي نوع من التفكير في حقيقة أن هذه هي امرأة  حقيقية لها مشاعر حقيقية.

وراء خيال المواد الإباحية، يوجد هناك شخص حقيقي.

وحكت لي انجي عن كل النساء في الأفلام، وقالت :  إنه فخ.

قالت : إنها  لم تعط أي اهتمام على الإطلاق لماذا هؤلاء الفتيات يشاركن في هذه الأفلام !

لم تفكر في حقيقة أن العديد منهن يأتين من بيوت محطمة ، الكثير منهن قد تعرضن لاعتداءات وهن في سن الطفولة ، وكثير منهن يرون أنفسهن لا شيء.

وإلا كيف يمكنهن فعل ذلك؟ نعم، إن الطريق بدأ باعتبار الإباحية اختيار ، والحقيقة أنه فخ ، وهو من نفس نوع الفخ الذي نحن نعرفه جيدا وهو إدمان المواد الإباحية .

لم يكن لإنجي أي جاذبية للنساء قبل أن تبدأ في التصوير معهن .

يتم تشجيع النساء في هذه الأفلام لإظهار ” العاطفة الكاذبة ” لأن هذا هو ما يريده المستهلكون.

هذا هو الشيء الذي حاصرها ، هذا التمثيل العاطفي في تلك الأفلام جعل لها في نهاية المطاف رغبات قوية في علاقات مع نفس الجنس.

الآن أنها امرأة  تحاول التغلب على إغراء تجاه شيء هي جزء منه .

الآن هي تعاني من وجود جاذبية نحو النساء وفي الوقت ذاته هي لا تريد ذلك .

الآن لا يمكنها أن تفكر في رجل يمكنها أن تتزوجه دون أن يصيبها الفزع من تلك الفكرة !

النساء الشابات في هذه الأفلام لديهن مثل تلك الجراح النفسية .

حديثي إلى انجي جعلني أدرك أنني، أيضا، نظرت إلى هؤلاء النساء كأشياء مادية.

بالنسبة للعديد من النساء الذين يعانون من المواد الإباحية، فإنه من الشائع جدا بالنسبة لهن أن يضعن أنفسهن في مكان النساء في الأفلام. يردن أن يشعرن أنهن مطلوبات، في حاجة إليهن ، ومرغوبات.

وهذا ما جعل النساء في هذه  الأفلام مجرد أشياء مادية.

لن أنسى أبدا تلك اللحظة من الشعور بألم هذه المرأة الشابة التي كنت أتحدث إليها، شعرت بألمها ، شعرت بالدمار الذي حدث في حياتها بسبب هذه الصناعة.

جعلني أشعر بكل هذا الغضب من وجود مثل هذه الصناعة، لأنها تدمر كل من يشارك فيها.

ثم جاءت اللحظة التي أدركت فيها أنني رأيت الكثير من تلك الأفلام عندما كنت منغمسة في الإدمان، لم أفكر ولو لمرة واحدة في آلام هؤلاء النساء من وراء الكاميرات ،وماذا كان يفعل لهن في داخل تلك الصناعة.

كامرأة، من الصعب جدا أن أعترف.

لم اكن أفكر أبدا في الواقع أن واحدة مثل انجي كانت واحدة من هؤلاء النساء الاتي كان يمكنني أن أراهن ولو مرة واحدة، وأعطي أي اعتبار لكونها شخص حقيقي.

لقد كُسر قلبي ، لقد شعرت بحزن منذ ذلك الحين.

هذه امرأة حقيقية بالفعل ، قد يبدو سخيفا لديهن حتى أن أقول ذلك، ولكن أعتقد لو أننا جميعا أدركنا هذا، فإنه سيكون من الصعوبة أن ننظر في المواد الإباحية.

إلى كل من الذين يعانون من المواد الإباحية، أطالبكم بالتأمل في كل شيء ذكرته  هنا عندما تشعر بإغراء.

أرجوك أدرك حين تجد نفسك منغمسا في الصور الإباحية مرة أخرى، أن كل ذلك هو واجهة لهؤلاء النساء اللاتي كثير منهن لا يستمتعن بما يقومون به ، وكثير منهن يكرهون ذلك، وهؤلاء النساء يموتون نفسيا بسبب ذلك، والعديد منهن يدخلن في هذه الصناعة وهن فتيات صغيرات دون التفكير في العواقب الوخيمة المدمرة والتي تستمر لسنوات بعد أن تخرج منها .

قريبا جدا سوف أتحدث إلى انجي مرة أخرى، لا أعتقد أنها كانت في الواقع في أي من الأفلام التي رأيتها، ولكن أشعر أنني مدينة لها ولكل امرأة أخرى في تلك الأفلام باعتذار لأنني نظرت إليهن كأشياء مادية ،أنا مدينة لهن بالاعتذار لاستخدامهن كما لو أنهن لم يكن حقيقيات، أنا مدينة لهن بالاعتذار للمساهمة في آلامهن ،لقد كُسر قلبي بإدراك ما كنت قد ساهمت فيه .

لقد أدركت على مدى السنوات القليلة الماضية فقط كم أن هذا الموضوع أضرني، وكم أضر بزوجي ،ولم أفكر أبدا في كيف أنه آذى النساء اللاتي كنت أشتهيهن.

من الصعب جدا أن أقول ذلك … ولكنه حقيقي.

وأنا ممتنة جدا أن أنفع الناس بدلالتهم على طريق الله الشافي.

الله هو من سيشفي قلب انجي ، ولقد أعطيت قلبها له بالفعل !

والمعاقل والقيود التي بنتها حول نفسها في حياتها السابقة بدأت تتمزق  ، وهناك أشياء عظيمة تحدث لها، وإنني أتطلع إلى رؤية الثمار التي ستأتي من حياة هذه المرأة الشابة التي أحبت الله .

الله يمكنه أن يشفي أكبر كسر في الوجود ، وقادر أن يشفي القلب الممزق.

حتى أنه شفى قلبي من خلال تجربة انجي في موضع لم أكن أعرف أنني بحاجة لمعالجته  .

هل تأثرت بالإباحية؟

ربما أنت من المدمنين، أو ربما كنت أحد الزوجين، أو الوالدين أو شخص في تلك الصناعة نفسها.

الله  يستطيع أن يشفيك!

وقادر على  أن يحررك من سجن الإدمان الذي وضعت نفسك فيه .

إنه قادر على استعادة الشخص الذي قدره أن يكون في الحقيقة ، وليس الذي شوهته الإباحية