ثلاثة أسباب لا تجعل من مدمن الإباحية إنساناً سيئاً!

غالباً ما يصاب المدمنين بخليطٍ من المشاكل العقلية،الجسمانية والعاطفية والتي تتأرجح ما بين الاكتئاب إلى ضعف الانتصاب الناتج عن الإباحية وإدمان الإباحية حقاً مثير للاشمئزاز، ولكن هل هذا يجعلك شخصاًسيئاً؟
A+ A-

هنا علينا استيعاب إدمان الإباحية ببساطة ووضوح

غالباً ما يصاب المدمنين بخليطٍ من المشاكل العقلية،الجسمانية والعاطفية والتي تتأرجح ما بين الاكتئاب إلى ضعف الانتصاب الناتج عن الإباحية أو السلسلة الكاملة من القلق وعدم الاستقرار، ونحن نقولها مرة ثانية إدمان الإباحية مثير للاشمئزاز، ولكن هل هذا يجعلك شخصاً سيئاً؟

الإجابة هي لا

نحن نعرف تقريباً ما تشعر به في كثيرٍ من الأحيان ، فنحن قد ندمر أنفسنا تحت الوزن الساحق من اللوم والذنب ، حيث نعلَّق في دوامة التفكير التي ما تنفك ، تخبرنا بأننا ليس لدينا أي بارقة أمل

”إذا كنت قوياً بما يكفي، لكان بإمكاني أن أترك كل هذا”

”كل مرة أشاهد فيها الإباحية أكون مرعوباً ولكني أظل أفعلها على أي حال ، لماذا أنا ضعيف إلى هذا الحد؟”

”لقد كنت أحاول أن أتوقف لسنوات ولكني لم أستطع . ربما لأنني ضعيف.”

في حين أنه قد يكون هناك مبررات لتلك الأفكار، إلا أنها ليست صحيحة ،المشكلة أن كل تلك المشاعر  نابعة من إدماننا ،هي لا تحفزنا على التغيير، هي فقط تجعلنا نشعر بأننا غير مؤهلين ،إذا لم نتعلم كيف نمنح لأنفسنا فترة هدوء، سيكون بإمكان تلك الأفكار أن تحاصرنا للأبد ، الأسباب الثلاثة القادمة ستخبرك لما أنت لست ضعيفاً، بل يمكنك أن تتغير، وستتغير.

فهم طبيعة الخجل

في الواقع هناك نوعين من الخجل: الخجل العادي ، والخجل السام

الفرق الرئيسي هو أن الخجل العادي يجعلنا على وعي بأخطائنا التي صنعناها، بينما الخجل السام يوهمنا أننا خطأ ، الخجل السام ميئوس منه ويخبرنا أن الصراع الذي نخوضه هو ذلك الجزء الذي لا يمكن تغييره من طبيعتنا.

إن الفشل سيحدث لا محالة ولكن مع بعض الخجل العادي، نؤمن بأن أخطائنا مرنة وليس لديها شئ تفعله معنا كأشخاص (وأنها لا يمكن أن تؤثر علينا).

الخجل المعتدل يمكن أن يحفزنا أن ننمو ونتعلم .

وفي المقابل يمكن أن يمثل الإدمان نقطة زيت من الخجل السام المسكوب على حياتنا ،ولكي نكون سعداء بحق، يجب علينا أن نبدأ في تنظيفها، وأمثل طريقة لفعل ذلك تُسَمَّى العناية بالذات.

في الأساس يجب أن تعطي لنفسك مساحة للتعافي ، مثل: قراءة اقتباس إيجابي في الصباح لتبدأ يومك بشكل صحيح، وسهل وبسيط، أليس كذلك؟ في النهاية يجب أن يبدأ المناضل في بناء حياة تتسم بالإيجابية والأمل.

المشاعر ليست حقيقة

أحد المناضلين أرسل إلينا إيميل مؤخراً بتفسير عظيم لهذا المبدأ

”أحد الدروس التي أنهيتها للتو أثَّر فيَّ بطريقة لم تؤثر عليَّ بها أي دروس أخرى ، يتحدث هذا الدرس عن مراقبة أفكارك دون أن تعتنقها، وبشكل أدق مراقبة مشاعرك دون أن تؤثر عليك. أحد الأشياء التي دائماً ما واجهتها هي تلك المعركة القاسية مع عواطفي. أنا دائماً ما تحركني مشاعري ودائماً بطريقة أكثر إلفاتاً للنظر عن باقي الناس أنا غالباً ما أكون عبدا لأفكاري، فأنا أدعها تتدفق داخل عقلي حينما أخلد إلي النوم، “ستظل وحيداً دائماً” أو “أنت لست مهم” أو “أنت لا تستطيع النجاح” لمدة طويلة جعلت تلك الأفكار تحتل مساحة كبيرة من حياتي وجعلتها تملي علي أفعالي وقد غير هذا من طريقة نظري لتلك الأفكار والمشاعر بطريقة لم أتخيلها. لم تكن تلك النصائح مفيدة علي طريق تعافي فقط ولكنها منحتني أيضاً نظرة جديدة لكينونتي وتصرفاتي في الحياة.”

الأفكار مهمه ولكنها لا تحدد ماهيتك، بل طريقة تعاملك معها هي ما تحددها. الرغبة في عمل شئ حيال إدمانك ليس هو السئ، بل متابعة ما تقوم به مع علمك بضرره هو السيء . تقبل هذا الشئ في حياتك وستكون أسعد كثيراً أثناء تلك الرحلة.

لا تلوم الماضي ولكن اصنع ماضٍ جديد

دائماً ما يخبرنا معظم مدمني الإباحية أنهم بالرغم من تعرضهم للإباحية في سن صغيرة، إلا أنهم وبطريقة ما عرفوا أن هذا “سئ لهم”. وشعروا أنها لم تكن صحية. ولكن لم يعلموا كيف يتعاملوا معها. فكر في هذا: أنت تعرف أن وجبات ماكدونلدز مضرة ولكنك إذا أعطيت طفل صغير وجبة جيدة لن يقول لك ” لا، شكراً، أنا أتناول الغذاء الخالي من الغولتين.” في بعض الأحيان قد يتطلب هذا عمراً ووعياً لكي نصحح أخطاءنا.

لا يهم كم تعثرت، كم عمرك أو متى تسللت الإباحية إلى حياتك، فلم تكن هناك طريقة تعلمها في ذلك الوقت تتسلح بها ضد هذا الإدمان. دائماً ما نستخدم الماضي كدليل على فشلنا، دفتر الحسابات ذاك الذي يعدد الأسباب التي تجعلنا نستحق القليل.

النظر إلى الماضي مع الخبرة والمعرفة الحالية يمكن أن يشعرنا بمدى تفاهة تلك الأخطاء وكيف كان من السهل تجنبها وهذا يقودنا بالضرورة إلى لوم أنفسنا. عوضاً عن استخدام الإدراك المتأخر في رحلة تعافيك، ركز على اليوم. فاليوم سيصبح أمس وفي نهاية المطاف سيكون لديك ماضٍ جديد كلياً.

ملحوظة للأزواج

إذا كنت قريبة من زوجك/ زوجتك وترينه يكافح إدمان الإباحية، كوني حذرة ألا تسببي له مزيدا من الضرر، ولكن ساعديه في كفاحه. الإدمان قاسٍ وعلى الرغم من شعورك بالخيانة والضرر إلا أن نقل ذلك الألم إلى من تحبيه سوف يطيح به  أكثر. فهو مثلك تماماً ، يحتاج  إلى الشعور بالدعم الصادق من الأشخاص الجديرين بالثقة. وكلا الطرفين يحتاج إلي مساحة للتعافي.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د.محمد عبد الجواد
  • مراجعة: محمد عبد المحسن
  • تاريخ النشر: 24 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 596
  • عدد المهتمين: 157
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك