لا يعرف الآباء نحو 80% ممّا يراه أبناؤهم المراهقون عبر الإنترنت

وكانت بين مفاجآت الإحصائيات؛ أنّ الآباء غير مدركين لحوالي ٨٠ ٪ مما ينخرط فيه هؤلاء المراهقون عبر الإنترنت في المنزل.
A+ A-

أجرت راشيل داوني -مؤسِّسة موقع Stymie لمكافحة التنمُّر- استطلاعًا على أكثر من ٢٠٠٠٠ طالب على مدى السنوات الخمس الماضية، متسائلة: "ما هو الشيء الذي تفعله على الإنترنت في المنزل، مع علمك أنه غير مسموح لك بفعله؟".

صدر تقريرٌ مؤخرًا من قبل ABC Sunshine Coast، حيث أثار الكشف عن نتائج الاستطلاع التي دارت حول العديد من الأحاديث التي تشتدّ الحاجة إليها بالنسبة للمراهقين، ما يرونه ويفعلونه عبر الإنترنت في العادة. وكانت بين مفاجآت الإحصائيات؛ أنّ الآباء غير مدركين لحوالي ٨٠ ٪ مما ينخرط فيه هؤلاء المراهقون عبر الإنترنت في المنزل.

يمكنك إلقاء نظرة على هذه الإحصائيات من الاستطلاع، وانتبه إلى ما يفعله معظم الطلاب، الذين شملهم التقرير:

يعترف أكثر من نصف الطلاب الذين شملهم الاستطلاع، والذين يبلغ عددهم ٢٠٠٠٠ طالب بمشاهدة الأفلام الإباحية، لكننا نعلم أن هذا على الأرجح، لا يُظهر إلا جزءًا ضئيلًا فقط. حيث تقول داوني: أن نسبة ٥١٪ ممن شملهم الاستطلاع- والذين معظمهم كان من الأولاد- قد استهلكوا مواد إباحية أو مواد أخرى غير مشروعة، في حين اعترف خُمس المستجيبين بالتنمر والتصيد والمطاردة من أجل المتعة.

تحدثت داوني -وهي متحدّث معتمد لدى مكتب مفوض السلامة الإلكترونية- مع أكثر من ١٠٠٠٠٠ طالب وآلاف الآباء الذين يتلقّون برنامج Stymie لمكافحة التنمُّر في جميع أنحاء البلاد. قالت أن الآباء ليس لديهم في الغالب أي فكرة عن مدى عادات المراهقين السامة عبر الإنترنت، بما في ذلك عاداتهم الإباحية. تقول: "بعد كل عرض تقديمي- وعادة مع الأمهات- يرغبن في التحدّث بعد ذلك حول حقيقة أن أبناءهم البالغين من العمر ١٢ و١٣ و١٤ عامًا مدمنو مواد إباحية".

وتقول في تصريح لها لشبكة إيه بي سي نيوز: “بالتأكيد، أنا لست مدافعة عن حظر كل شيء؛ لأن هذا ليس العالم الذي نعيش فيه، لكني مدافع قوي جدًا عن حاجتك لمعرفة ما يفعلونه”. لا يقتصر الأمر على ارتفاع حالات إرسال المحتوى الجنسي وإباحية الانتقام، بل هي سائدة في حياة العديد من المراهقين والشباب اليوم، كما هو موضح في نتائج هذه الدراسة.

أظهرت دراسة حديثة أخرى؛ أنّ ما يقرب من ١ من كل ٢٥ أمريكيًا ممن يستخدمون الإنترنت، لديهم صور صريحة لهم تمت مشاركتها دون إذنهم، أو هدّدهم شخص ما بنشرها. ولقد كشفت نفس الدراسة أيضًا أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ١٥ و٢٩ عامًا هم أكثر عرضة للإبلاغ عن التهديد الذي تعرضوا له، حيث يعاني ١ من كل ١٤ مستخدمًا للإنترنت تحت سن ٣٠ عامًا من أشكال الانتقام الإباحي. كم أنّ هذا مقزز!

فلماذا ينتشر الانتقام الإباحي على نطاق واسع بين شباب اليوم؟ والجواب الواضح: "المزيد من إرسال محتوى جنسي يؤدي إلى المزيد من الانتقام الإباحي".

وجدت دراسة حديثة أن ما لا يقل عن ٢٧٪ من المراهقين يتلقون رسائل ذات محتوى جنسي، بينما من يرسلها يمثل حوالي ١٥٪. حيث كشفت دراسة مختلفة أن أكثر من ١ من كل ١٠ مراهقين يعيدون توجيه هذه الرسائل الجنسية دون الحصول على موافقة، وأفادت بأن تقريبًا ١ من كل ١٢ مراهقًا قد شاركوا محتوىً جنسيًا دون إذن منهم. كم أن هذا شيئاً جنونياً، أليس كذلك؟ حيث إنّ هناك الكثير مما يحدث تحت السطح، لم تتطرق إليه هذه التقارير.

ماذا يعني كل هذا؟

تؤكد هذه الأرقام والإحصائيات المزيد مما نعرفه بالفعل: أنّ الإباحية هي القاعدة السلوكية للمراهقين، في جميع أنحاء العالم.

كشفت دراسة أُجريت في عام ٢٠٠٨ أن نسبة ٩٣٪ من الأولاد و٦٢٪ من الفتيات قد تعرضوا للمواد الإباحية، في سنوات مراهقتهم المبكرة، وبالنظر إلى أن هذه الأرقام تعود إلى أكثر من ١٠ سنوات، وقبل الاستخدام واسع النطاق للهواتف الذكية.. فإن هذه الإحصائيات، من المؤكّد أنها أصبحت اليوم بصورة أكبر بكثير.

أظهرت الدراسات أن متوسط عمر تعرّض الطفل للإباحية، لأول مرة يبلغ حوالي ١١ عامًا. ومع ذلك، نرى أن هذا العمر ينخفض بسرعة، مع تعلم المزيد من الأطفال، كيفية استخدام الهواتف، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر في الأعمار المبكرة. وفي عام ٢٠٠٧ أجرت شركة إنتل سكيوريتي (McAfee) لأمن الإنترنت دراسة حول “السطو الإلكتروني” ووجدت أن هناك فرصة بنسبة ١: ١٤ لطفل يكتب عنوان رابط إنترنت خاطئ ويتعثّر بموقع إباحي عن طريق الصدفة.

حسنًا، ماذا الآن؟

في حين أن معظم المراهقين شاهدوا الإباحية أو على الأقل يعلمون بشأنها، لا يعرف كل مراهق الآثار الضارة لهذه العادة عند جعلها أمراً طبيعياً!

نحن موجودون، لأن كل مستهلك يستحق معرفة الآثار الضارة، المثبتة علميًا للإباحية، وتأثيرها السلبي على دماغهم وعلاقاتهم. وارتباطها بالاستغلال الجنسي والعنف في مجتمعنا. ونحن نعتقد أنه إذا فهم الجميع هذه الآثار الضارة، حيث يستطيعون إدراك أنهم يستحقون أفضل مما تقدمه المواد الإباحية، ويتخلصون منها إلى الأبد. وهذا هو السبب الذي يجعل مقدمي العروض لدينا يسافرون حول العالم ويشاركون التأثيرات الضارة للمواد الإباحية، في عروض تقديمية، مناسبة للعمر في المدارس والجامعات والمجتمعات.

فكر في التبغ، وكيف انتقل التدخين من الاحتفاء به وتطبيعه، إلى الاعتراف بأنه شيء ضار. وذلك ما حدث بالمثل مع صناعة التبغ الكبيرة، التي كسبت التأييد لسنوات كثيرة، من أجل إخفاء الحقيقة العلمية الكامنة وراء منتجها. فإن صناعة الإباحية تحب أن تجعلك تنسى أي شيء سلبي، سمعته عن منتجاتها التي تقدر بمليارات الدولارات. حتى إذا كانت مصادرك حديدية مصدّق عليها؛ دراسات تمت مراجعتها ومصادر موثوقة، وقصص من فنانين سابقين. وكذلك مثل صناعة التبغ.. ترفض صناعة الإباحية تحمل المسؤولية عن الضرر، والأثر، والأذى الذي تسببت فيه منتجاتهم بشكل مباشر. لكنها مسألة وقت فقط قبل أن يتغير كل هذا.

تقترح نعومي وولف- كاتبة في مجلة نيويورك- أنّه "قد ترغب في إعادة التفكير في وصولك المستمر إلى الإباحية، بنفس الطريقة كما لو كنت تريد أن تكون رياضيًا، وقد تعيد التفكير في تدخينك أيضاً. الدليل موجود."

نعتقد أن نعومي تتحدث عن شيء ما، جنبًا إلى جنب مع بقية المجتمع العلمي، الذي يخبرنا بشيء مهم جدًا عن الإباحية: إنها ضارة.

"ابحث عن الحب وليس المواد الإباحية"

  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أ. عمرو منصور
  • مراجعة: أ. محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 27 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 453
  • عدد المهتمين: 160

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك