هل يجب عليك أن تتحدث إلى أطفالك عن إدمان الجنس والإباحية؟

إن الحديث مع الأطفال عن المشكلات التي يعاني منها البالغون ليس أمراً سهلاً. إلى درجة أن الكثير منا يختار بكل بساطة الصمت!
A+ A-

إذا كانت الإجابة بنعم، فكيف يكون ذلك؟ إن الحديث مع الأطفال عن المشكلات التي يعاني منها البالغون ليس أمراً سهلاً. إلى درجة أن الكثير منا يختار بكل بساطة الصمت وتجنب ذلك الحديث نظراً لصعوبة الأمر بالنسبة إليه، خصوصاً إذا كان الأمر متعلقاً بالجنس، أو الإباحية.

لكن لسوء الحظ! إن البقاء في الحالة السلبية والصمت عن الحديث في هذه الأمور قد يسبب ضرراً لأبنائك!! لذلك فإن تبنيك لمحادثة بسيطة، مناسبة لسن طفلك، تعطيه فيها فكرة، عما قد يتعرض له -من الأمور التي تبين مدى حرصك على مصلحة أبنائك وأنك أب جيد.

في الحقيقة إن مستوى فهم وإدراك الأطفال، يعد أوسع مما يتخيله البالغون، فعندما يفقدون شيئا، أو يحدث شيء غريب في المنزل فإنهم بالتأكيد يشعرون بذلك.

مثلاً إذا كنت مدمناً للمواد الإباحية، أو الجنس وقد افتضح أمرك، فإن ذلك سيكون سبباً للقلق، والضغط النفسي، وعدم استقرار المشاعر في المنزل. ولن تستطيع أن تخفي تلك المشاعر عن أبنائك. لذلك فالأجدر بك أن تخبرهم عما يجري، حيث أنهم من الممكن -بل في الغالب إذا لم تخبرهم بما يجري- سيعتقدون أن ما يحدث من مشاكل عائلية، هم السبب فيها بشكل من الأشكال، يعد الأطفال، بطبيعتهم، أشخاصاً متمركزين حول أنفسهم، لذلك فإنهم يفترضون، أنهم هم السبب في كل المشاكل، والصراعات، التي تدور في الأسرة -إذا لم يتم إخبارهم بعكس ذلك-.

ويصبح الأمر، الذي يدور في ذهن الطفل: "أبي لم يعد يهتم بي كما كان من قبل!، لا بد أنني فعلت شيئاً خاطئاً".

"أمي وأبي دائماً، تحدث بينهما مشاكل، كل ذلك بسببي، لأنه لو لم أكن طفلاً سيئاً لما حدث كل ذلك"، وهكذا يزداد الأمر سوءاً.

ومع استمرار الصمت وعدم تدخل الآباء، تترسخ في نفس الطفل فكرة تحمل مضموناً سيئاً وتستمر معه طوال حياته؛ مضمونها: "أنا لست طفلاً جيداً".

لذلك فمن الأفضل أن تخبر طفلك -بطريقة تناسب سنه- بأن لديك مشكلة، وأنك تعمل على حلها، من الأفضل أن تتضمن المحادثة وجود كلا الأبوين، فهذا بدوره سيشعر الابن أن أبويه يرغبان في إخباره، أن هذه المشكلة خاصة بالكبار فقط، وليست متعلقة بهم كأطفال، وأنك تتعامل معها، بأفضل صورة تستطيع القيام بها، ولكن ما الذي ستخبرهم به؟ تشير الجمعية القومية لأبناء مدمني الكحوليات، أن أبناء المدمنين، يجب أن يتم إخبارهم بالآتي: –         أنهم ليسوا السبب في ذلك. –          أنه ليس بإمكانهم حل هذه المشكلة. –     أنهم لا يمكنهم التحكم بهذا الأمر. –       أنهم يمكنهم أن يعتنوا بأنفسهم بشكل أفضل، عن طريق التعبير عن مشاعرهم، واتخاذ قرارات صائبة، وألا يقللوا قيمة أنفسهم.

إن إجراء محادثات بسيطة، حول هذه النقاط، يخفف من أعباء لوم النفس، واتهامها، الذي يقوم به الأطفال، نتيجة هذه الموقف.

أيضاً الأمر يعتمد على أطفالك، فقد يتوقف ما يمكنك اخبارهم عنه عند ذلك الحد، خاصة إذا كنت تعتقد أن الأمر سيكون صادماً لأبنائك، إذا تعرفوا على تفاصيل وطبيعة هذا الإدمان، لذلك يمكنك إخفاء مثل هذه التفاصيل، وجعل حديثك بشكل عام، لا يحمل تفاصيل خاصة.

فمثلاً يمكنك أن تقول له أنك تواجه مشكلة، وأنك تحاول حلها، وأيضاً هي السبب، في أن الأمور لا تجري على ما يرام في البيت. ثم تخبره بأنه ليس سبباً في ذلك، ولا يمكنه حتى أن يصلحها بنفسه، أو أن يتحكم بها، ولا بأس من أن يعبر لك عن مشاعره. كل ذلك من أجل أن تلقي من على كاهله، عبء لومه واتهامه لنفسه، بأنه شخص سيء وأنه سبب لما يحدث.

لكن كيف تتصرف، إذا عثر أحد أبنائك على مقاطع إباحية، على جهاز اللاب توب الخاص بك، أو شاهد رسالة جنسية على هاتفك، أو اطلع عليك، وأنت في موقف مخل؟ لكي تتحدث في مثل هذه المواقف عليك أن تتحدث بشيء من التفصيل، فمثلاً مع الأطفال الصغار، أخبرهم أنك أخطأت، وأنك تجاوزت حدود الصواب. وأنك تعمل الآن على حل المشكلة؛ لكي تسير الأمور بشكل جيد.

وأما مع الأطفال الأكبر سناً، فيمكنك الحديث بشيء من التفصيل إلى حد معقول، لكن يفضل أن يكون الحديث عن ذلك، باستخدام المصطلحات الطبية، دون أن تتعمق بالتفاصيل.

أما إذا كنت تواجه صعوبة، في فكرة إخبار أبنائك بما يحدث، فعليك أن تطلب المساعدة من طبيبك الخاص، والذي قد يساعدك في تحديد ما يجب أن تخبر به أبناءك، وبأي لغة ستقوم بذلك.

  • اسم الكاتب: sexandrelationshiphealing.com
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أ. حسين محمد
  • مراجعة: أ. محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 27 أغسطس 2021
  • عدد المشاهدات: 1K
  • عدد المهتمين: 155

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك