ستة أشياء تحفّز الناس لترك الإباحية

لنطلع على بعض الأسباب التي عادة ما تُحفّز الناس للإقلاع عن الإباحية، وذلك تبعًا لأبحاث علمية موثوقة، واعتبارات شخصية لناجين من هذا الإدمان.
A+ A-

لنطلع على بعض الأسباب التي عادة ما تُحفّز الناس للإقلاع عن الإباحية، وذلك تبعًا لأبحاث علمية موثوقة، واعتبارات شخصية لناجين من هذا الإدمان.

يُوجد العديد من الحجج المنطقية والأسباب الشخصية إضافة إلى الحقائق المستندة على أبحاث علمية والتي يمكنها تحفيز المدمن للتوقف عن استهلاك الإباحية.

يستطيع أي سبب من هذه الأسباب وحده إقناع المدمن بالإقلاع ، ولكن ما الذي يدفع الناس فعليًّا لتغيير سلوكهم وإخراج الإباحية من حياتهم؟

-   التخلص من شعور النفور من العلاقات الحميمة:

نحن كبشر مبرمجون على التواصل مع الآخرين، ولكن هذه الروابط المهمة مع الآخر قد تفقد قيمتها تدريجيًّا في حال الإدمان على الإباحية. يُبقي العديد من مستهلكي الإباحية عادتهم على المشاهدة سرًّا عن شركاء حياتهم، وقد أخبر الكثيرون أنهم يكذبون بشكل متكرر؛ ليخفوا سلوكهم الإدماني، ويمكن لهذه الحلقة من السرية أن تجعلهم ينسحبون عاطفيًّا من علاقاتهم مع شركائهم.

هذا وتُشير الأبحاث إلى أن استهلاك الإباحية يمكن أن يجعل التشييء الجنسي أمرًا عاديًّا ومقبولًا؛ مما يؤدي إلى عواقب خطيرة في الطريقة التي ينظر ويتعامل بها مدمنو الإباحية مع الآخرين.

تقوم صناعة الإباحية بتشييء الناس جنسيًّا، وبِجعل الجنس سلعة هدفها الربح، وهذا ما يجعل المدمن يُواجه صعوبة في تكوين وتنمية روابط حميمية مع أشخاص حقيقيين.

كما يشتكي البعض من فقدانهم الرغبة الجنسية بشركائهم كلما تعرّضوا لخيالات جنسية يطغى عليها عنصر المبالغة. ولكن يمكن أن يساعد الإقلاع على تحقيق القرب العاطفي بين الشريكين حسب ما ذكرت إحدى السيدات عن مشكلة زوجها مع الإباحية: "الآن وقد وصلنا إلى الوعي التام بأن الإباحية مشكلة، أصبحنا قادرين على الوصول إلى مرحلة مختلفة تمامًا في علاقتنا".

-  التخلص من مشكلة الخلل في الأداء الجنسي وافتقاد الرومانسية في العلاقة:

من الممكن أن تتفاقم مشاعر الانفصال العاطفي بين الشريكين لتصل إلى مشاكل كبيرة في العلاقة. ومما يُثير الدهشة أن الإباحية غالبًا ما تقود إلى أداء أو إشباع جنسي حقيقي أقل بين الشريكين، حيث تُظهر الأبحاث وبشكل متكرر أن إدمان الإباحية القهري يُؤدي إلى حدوث خلل في العلاقة الجنسية عند الرجال والنساء على حد سواء، وصعوبات في حدوث الإثارة والأداء الجنسي، إضافة إلى انخفاض في مستوى الإشباع. كما يُعد حدوث خلل في الانتصاب الناجم عن الإباحية عاملًا محفزًا للكثيرين للتوقف عن المشاهدة.

-  طلب المغفرة من الشريك المتأذي عاطفيًا جراء الإدمان على الإباحية:

يُخفي العديد من مدمني الإباحية معدلات مشاهدتهم وأنواع الأفلام التي يتابعونها عن شركاء حياتهم. وقد تُعتبر مشاهدة الإباحية شكلًا من أشكال الخيانة في العلاقات العاطفية التي سبق أن تم فيها رسم حدود العلاقة بين الطرفين أو عندما يكون للشريك الذي لا يتابع الإباحية اعتراضٌ عليها. أشارت دراسة تم إجراؤها عام 2017 إلى ميل النساء إلى إعطاء تقديرات أقل من الواقع لمعدلات متابعة شركائهم العاطفيين للإباحية، حيث لم تعتقد أيٌّ من النساء في مرحلة التعارف الأولى أن شركاءهن يشاهدون الإباحية بشكل يومي أو شبه يومي ، ولكن 43% من شركائهن قد أقروا في ذات الدراسة عن وصولهم إلى هذه المرحلة المتقدمة من الإدمان.

وقد أشار الباحثون إلى أن إخفاء الإدمان على الإباحية يُمكن أن يؤثر على إحساس الشركاء بالثقة والأمان في العلاقة. حين تبنى العلاقات الصحية على الصراحة والتواصل، فمن المؤكد أن أمر إخفاء الإدمان على الإباحية لن يساعد على تقوية العلاقة. إن الصدمة والألم العاطفي الناجمين عن الشعور بالخيانة عند شركاء حياة الأشخاص المدمنين أمر حقيقي، ورؤية الألم الذي يُسببه هذا الإدمان عند الشريك العاطفي هو عامل مهم يدفع المدمن للتوقف.

-  رفض السلوكيات المؤذية والسامة التي جرى تطبيعها في الإباحية:

يشعر بعض الأشخاص بارتباك شديد عند استغراقهم في متابعة خيالات إباحية تتعارض مع قيمهم أو تروج لسلوكيات مؤذية للمجتمع. يمتلئ التيار الإباحي العام بأنماط كالعنف، والإهانة ضد النساء، والعنف كمؤشر على القوة، والسيطرة الذكورية، والتشييء الجنسي، والصور النمطية العنصرية، والانفصال العاطفي أثناء الجماع.

هذه السلوكيات المؤذية وغيرها الكثير والتي جرى تطبيعها في الإباحية هي غالبًا أمور معاكسة للتصورات المقبولة عند المشاهد، ومع ذلك يلاحظ المدمنون انعدام حساسيتهم وفقدان شعورهم أو استثارتهم بأشياء قد كانوا يعتبرونها مصدر إزعاج يومًا ما، وهذا الصراع الداخلي يمكن أن يدفع بالمدمن إلى لإقلاع. ولكن البعض - كالرجل الذي شارك الموقع بقصته- قد اعتبروا أن تطبيع الإباحية المتطرفة كان أمرًا كافيا لنفورهم من المشاهدة.

يقول الرجل: "اتخذت القرار بالتوقف عن مشاهدة الإباحية منذ ثماني سنوات، وكان أحد أسباب قراري هو التوجه المتنامي لترويج المحتوى الإباحي المزعج والمتطرف لزوار الشبكة العنكبوتية، لم يعد هذا الأمر توجهًا بعد الآن، بل غدا الشكل المتطرف من الإباحية شيئًا سائدًا ومنظمًا ليبقى ويستمر.

-  إيقاف السلوك القهري (الإدمان):

إن الإدمان الجنسي أو القهرية الجنسية أو اضطراب السلوك الجنسي القهري هو قلق سلوكي شائع ومتزايد في عصرنا الرقمي اليوم.

يُفاجَأ العديد من مستهلكي الإباحية من صعوبة الإقلاع عن المشاهدة، وفي حين أنه لا يعتبر معظم مشاهدي الإباحية مدمنين بالمعنى التشخيصي الإكلينيكي، إلا أنه يُجمع العديد من الخبراء على أن مشاهدة الإباحية يمكن أن تعتبر إدمانًا في الحالات الخطيرة.

يشتكي الكثيرون من انشغالهم الدائم وهوسهم بالإباحية وفقدانهم السيطرة على سلوكهم الجنسي ومرورهم بعدة محاولات إقلاع قد باءت بالفشل، إضافة إلى فقدانهم الاهتمام أو الخبرة بموضوع التعرف على شركاء عاطفيين، وإنشاء علاقة حميمة معهم، والحفاظ عليها، بالإضافة إلى انعزالهم العاطفي والاجتماعي، كما أبلغوا عن حدوث خلل في الانتصاب وعدم القدرة على الشعور بالمتعة واختبارهم مشاكل في العمل والدراسة والأمور المالية ومعاناتهم من الاكتئاب والقلق.

بغض النظر عن تصنيف مشاهدة أحدهم للإباحية كإدمان أو سلوك قهري أو حتى عادة غير صحية، يمكن أن يكون الإقلاع عملية صعبة، ولكن رغم صعوبته فالدعم موجود، وهو ما يجعل التوقف أمرًا ممكنًا.

-   رغبة المدمن في إيقاف المساهمة في الاتجار بالجنس:

لقد أصبح أمر تحصيل صناعة الإباحية للأرباح جراء عرض المحتوى الإباحي المسيء دون رضا مَن يتم تصويرهم معروفًا ، لذلك يُعد تجنّب مشاهدة هذا المحتوى أمرًا فعالا ذا معنى لدعم الناجين من الإساءة الجنسية المصوّرة والاتجار بالجنس والمواد الجنسية المسيئة للأطفال. إن مجرد الاطلاع على الفساد الموجود في مجال صناعة الإباحية والترابط المتين بين الإباحية والاتجار بالجنس يُعد عاملًا أساسيًّا يدفع بالعديد من الناس للإقلاع عن مشاهدتها.

غالبا ما يُلقي مدمنو الإباحية باللوم على الأشخاص الناجين من الاعتداءات الجنسية ويعتبرونهم مذنبين، كما يدعم هؤلاء العنف ضد النساء، إلا أنه من المستحيل إثبات أن مشاهدتهم لهذه الأفلام هو أمر أخلاقي وقانوني يتم برضا الممثلين. لذلك من الممكن أن يكون الإنصات إلى قصص الضحايا الناجين من هذه الصناعة والتضامن معهم محفزًا كبيرًا للإقلاع.

وفي اللحظة التي يدرك فيها الفرد أن الإباحية التي يشاهدها ليست كلها بالتراضي وأنه يتم استغلال الأطفال والبالغين في هذه الصناعة بشكل يومي،لا يعود لديه رغبة في الاستمرار والمساهمة في تأجيج الطلب على الاتجار بالجنس ويلتزم بالتوقف.

  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: Huda Da’da’
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 22 يناير 2022
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 130

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك