كيف يُمكنك التوقف عن مشاهدة الإباحية اليوم ؟

أتريد التوقف عن مشاهدة الإباحية؟ إذا كنت تعاني من إدمان الإباحية وتبحث عن الحل.. فأنت لست بمفردك، اليوم سنعطيك بعض النصائح؛ لتحيا حياة خالية من الإباحية
A+ A-

أتريد التوقف عن مشاهدة الإباحية؟ إذا كنت تعاني من إدمان الإباحية وتبحث عن الحل.. فأنت لست بمفردك، اليوم سنعطيك بعض النصائح؛ لتحيا حياة خالية من الإباحية

اعلم أنك قادر على التوقف عن مشاهدة المواقع الإباحية !!

إذا كنت قد اعتدت على مشاهدة المواقع الإباحية وتريد التخلص من هذه العادة فإنك لست وحيداً.. فربما كنت قد اكتشفت هذه المواقع للمرة الأولى صدفةً أثناء تصفحك لشبكة الإنترنت منذ سنين مضت.. أو ربما صادفتك حينما كنت طفلاً في غرفة والديك فأصبحت مهووساً بها.

وبغض النظر عن محاولاتك المريرة للسيطرة على هذه العادة .. فإننا نعتقد أن من أهم الخطوات الأولى للتعافي منها نهائيًّا هو التعرف على حقائق صناعة الإباحية بما فيها من آثار إدمانية أو قهرية.

ليس الكل مدمناً

دعونا نحيد قليلاً عن المألوف بقولنا: "حتى إذا كنت قد اعتدت على مشاهدة المواقع الإباحية.. فهذا لا يعني أنك صرت مدمناً لها".

هناك حتما مراحل متعددة.. فليس كل من لعب ألعاب الفيديو يعتبر مدمنَ ألعاب .. وبالمثل، لا يعد كل مَن اعتاد استخدام المواقع الإباحية مدمناً!.. (هنا نحن لا نشجع بكلامنا على مشاهدة الإباحية أو الاستهانة بضررها؛ لأنها من أخطر أنواع الإدمان، والقليل سيتصاعد ليصبح كثيراَ بدون أن تشعر!!)

وطبقا لمؤسسة المجتمع الأمريكي لعلاج الإدمان: "فإن الإدمان هو مرض مزمن له علاقة أساسية بشعور المكافأة في المخ والتحفيز والذاكرة وجوانب أخرى ذات صلة".

لذا فهو على هذا النحو يعد بطريقة ما مرضاً وليس مجرد مشكلة. ولكن تخيل معي إذا تم التعامل مع كل مَن لعب لعبة على أنه مدمن.. هنا تصير مشكلة كبيرة.

ولهذا من المهم جدا معرفة لأي مرحلة قد وصلت الآن.. فمن هذه النقطة ستتعرف على أفضل طريقة للمضي قدماً. وحتى إذا لم تتمكن من معرفة في أي مرحلة أنت.. فالأفضل أن تلجأ إلى متخصصين في الصحة النفسية والعقلية للتحدث إليهم. واعلم جيداً أنه لا غنى عن الذهاب إلى متخصص - مصرح ومعترف به - لمساعدتك في البحث بخصوص هذه المسألة. 

مدى السلوك القهري لها

لا يعي الكثيرون الأضرار الناجمة عن المواقع الإباحية - والتي أُثبتت بالفعل -، وتمضي السنون غير مدركين بتأثيرها عليهم. وكما قلنا سابقاً: فلربما لم يكن اختيارك حين صادفتها في المقام الأول .. حيث أثبت إحصائيًّا أن في الأغلب قد تم اكتشافها في الصغر دون تعمد من الشخص نفسه .. والآن أنت تواجه سلوكاً قد اعتدت عليه على مدار سنوات.

وطبقاً لاستفتاء تم إجراؤه في 2020: "فإن معظم الأطفال يتعرضون للمواقع الإباحية لأول مرة في سن المراهقة.. حيث تتعرض الأغلبية لها في سن دون الـ 13 عاما.. بينما قد يتعرض آخرون لها في عمر يناهز الـ 7 سنوات فقط".

ولكن لا يهم مطلقاً كم كنت صغيراً حينها؛ فإن التعرض للإباحية في سن صغير ليس بحالة شاذة منفردة أو لا يحدث فقط إلا لقلة من الناس. ففي الواقع وجد أنه في الولايات المتحدة - على سبيل المثال - يتعرض كل شخص أثناء فترة مراهقته لمشاهدة الإباحية.. وتقديراً لأعمار الشباب الأمريكيين الذين تعرضوا للإباحية -والتي تتراوح من 14 ل 18 عام- وجد أن نسبة الذكور منهم 84.4% بينما كانت نسبة الإناث 57%.

وكما أعلنت إحدى منصات التعافي: "إذا كنت تعتقد أن لديك مشكلة ما بخصوص الإباحية وتريد التخلص منها نهائيًّا فلا يهم في أي مرحلة أنت، سواء كان ارتياد هذه المواقع مجرد عادة أو تحول إلى هوس لديك أو حتى أصبحت مدمناً لها.. ولكن كل ما تحتاجه هو خطة فعلية لبدء رحلة التعافي".

ولعلك قد سمعت عن شعار" الإباحية تقتل الحب".. ولعلك تعلم تأثير الإباحية في قتل الإحساس بتقدير الذات وتدمير علاقاتك العاطفية وتشويه فكرة الحب والحياة الجنسية الصحية لديك.. بالإضافة إلى الدمار الجسدي والنفسي الذي قد يحدث لك وللآخرين بسبب الإباحية.. ومن الأرجح أيضا أنك تعلم أنها تساعد في تنمية مجال الاستعباد الجنسي والاتجار بالبشر.

وبعد كل ذلك ففي الغالب قد قررت أنك لن تشاهد مثل هذه المواقع ثانيةً - والذي بدوره يعد أمراً رائعاً- ولكن لا يوجد لديك أدنى فكرة كيف تتوقف عنها، أليس كذلك؟

فالآن ..من أين تعتقد ستبدأ رحلتك؟

من أين أبدأ؟

إذا كنت قد اتخذت قرارك للتعافي نهائيًّا من ارتياد المواقع الإباحية.. فها هي بعض الخطوات العملية لتبدأ بها الآن:

-  تنفس بعمق:

لا تصاب بالهلع وحاول التخلص من الأفكار السلبية المسيطرة عليك، والتي توحي بإحساس الخزي والعار.. خذ نفسا عميقا، وتذكر أن هذه المعركة ليست عدوًّا لفترة قصيرة، وإنما هي ماراثون قد يستغرق وقتاً لانتهائه.

تمهل.. ركز.. ولا تتعجل. فبإمكانك فعلها.. وتذكر أن خوضك لهذه المعركة لا يعني أبداً أنك شخص سيء.

- حدد الأسباب التي تدفعك لمشاهدة المواقع الإباحية:

في كثير من الأحيان لا يكون الدافع لارتياد المواقع الإباحية هو إشباع الحاجة الجنسية عند الشخص.. ولكنه عادةً يصاحب شعور "الإخفاق الشديد"؛ وذلك للتغلب على كمِّ المشاعر السلبية أو الإحساس بالألم المسيطرين حينها.. وبالتالي يعد هروباً من هذه الحالة.

لذلك يجب عليك مراجعة نفسك: لماذا تريد مشاهدة الإباحية؟.. وما المشاعر التي تنتابك قبلها؟.. أهي إحساس بالوحدة؟.. الاكتئاب؟.. القلق؟.. أم أنك تشعر أن هناك العديد من الأمور التي خرجت عن السيطرة؟.. إن معرفة ما يدفعك لمشاهدة الإباحية بإمكانه مساعدتك بلا شك.. وبالتالي مجرد إدراكك لهذه الأسباب يمكَنك من التعامل بالشكل الصحيح.

- ثق أن بإمكانك الحصول على دعم خارجي:

قد تشعر أنك لا تستحق المساعدة أو أنك أدنى من أن تتلقاها.. ولكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة؛ فلا يوجد أحد منا لا يستحق المساعدة.. ومن حقك أنت أن تلقى كل الحب والدعم. فهناك العديد من المنصات التي تقدم لك يد العون كفريق "واعي" الذي يمكنه تقديم الدعم في كل خطوة من خطوات التعافي.

- احكِ لشخص تثق به:

أنت لست مضطراً أن تمر بهذا وحدك.. فمن أفضل طرق التعافي هو اللجوء لشخص يمكنك الوثوق به.. - نعم أحياناً قد لا يصيب المرء في ردود أفعاله - ولكنك ستحتاج بالتأكيد شخصاً على قدر من الوعي بما يجب أن يحدث في مثل هذه المواقف وبالتالي يستطيع تقديم المساعدة المرجوة. فبمجرد التحدث عن هذه المشكلة يمدك بإحساس الدعم، ويرفع من على كاهلك أعباءً تؤرقك بخصوص هذا الشأن.

- التزم بالعلاج واذهب إلى مجموعات التعافي:

كما نشعر بألم في الركبة مثلا فنهرع للامتثال للعلاج الفيزيائي؛ لزيادة قوتها ومرونتها.. عقلك أيضاً بحاجة إلى ترويض أثناء مقاومته للإباحية.. لهذا فمن الأفضل لك أن تذهب للعلاج النفسي؛ لتتعلم كيف تحميه. وتذكر جيداً أن لا بديل للعلاج من أجل سلامة صحتك العقلية.

ذلك بالإضافة إلى مجموعات الدعم التي بدورها تشعرك أنك لست الوحيد الذي يعاني من عادات أو سلوكيات إدمانية.

أعلم جيداً أن الانفتاح قد يكون صعباً للغاية.. ولكن تأكد أن الاحتفاظ بكل هذا داخلك قد يزيد شعورك بالوحدة والعزلة ومن ثم اللجوء للإباحية مرة أخرى.

- انضم للحركات المضادة:

كونك محارباً للإباحية يتيح لك الانضمام لأكثر من 3 مليون شخص حول العالم اختاروا أن يكونوا أقوياء ومتفتحين ومتقبلين لأنفسهم.. متمردين ومحددين لأهدافهم.. حقيقيين ومتفهمين لضعفهم .. ولديهم الشجاعة لتفضيل الحب على الإباحية. فكن فخوراً بكونك واحداً من هذا المجتمع الذي يؤمن بالحب الحقيقي.

فبإمكانك أن تنضم لمجموعاتنا على الفيسبوك أو التلجرام أو حتى تكون ممثلاً لأحد منصات فريق "واعي" بعد تعافيك، أو يمكنك  حضور مؤتمراتنا لنشر الوعي ضد الإباحية.

- ثقف نفسك:

فكلما زاد وعيك وإدراكك كلما زدت تفاؤلاً.

فهناك عشرات المؤسسات المناضلة ضد الاستغلال الجنسي وصناعة الإباحية. وهنا في "واعي" يمكنك قراءة العديد من الكتب المنشورة لنا أو المقالات الموجودة على موقعنا الخاص أو مشاهدة الفيديوهات في قناتنا على اليوتيوب أو سماع الدروس المسجلة على sound cloud وغيره الكثير .

من أجل ماذا نحارب؟

نوقن أن كل إنسان يستحق أن يحيا أفضل حياة صحية ممكنة له.. وهذا يقتضي زيادة الوعي وإدراك تأثير الإباحية في إقصائنا عن حياتنا الحقيقية وتجاربها وعلاقاتنا الصحية بما فيها علاقة المرء بذاته.

وفي النهاية يمكننا القول: أن الإباحية تسلب منا كل شيء مميز تقدمه لنا الحياة. ومن حق مشاهديها أن يعلموا حقيقتها: "الإباحية لا تستحق كل هذه التضحيات".

هل تحتاج ليد العون؟

قارئي العزيز.. إذا كنت تشعر بالوحدة وأنت تحارب ضد الإباحية؛ يمكنك طلب المساعدة من فريق "واعي"  كفريق للتعافي من مشاهدة الإباحية، يعتمد على الأسلوب العلمي والذي يقدم لك يد العون للتحرر من قيود الإباحية.. ويساعدك للتواصل مع آخرين.. ويمدك بالمزيد من المعلومات عن هذه العادة السلوكية غير المرغوب بها.. كما يمكنه مرافقتك خلال رحلة تعافيك.

لا تتردد بمراسلتنا .

ولا تنسَ .. فهناك دائما " أمل ".

  • اسم الكاتب: Fight The New Drug
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: ندى خالد
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 22 يناير 2022
  • عدد المشاهدات: 3K
  • عدد المهتمين: 169

المصادر

  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك