عشر نصائح ونصف لبناء عاداتٍ جديدةٍ ناجحةٍ

أليسَ من الرائع أن نتمكَّنَ -ببساطة- من برمجة عقولنا وأجسادنا لتحقيق أيِّ هدفٍ قد بدأنا العمل من أجله حاليًا؟
A+ A-

أليسَ من الرائع أن نتمكَّنَ -ببساطة- من برمجة عقولنا وأجسادنا لتحقيق أيِّ هدفٍ قد بدأنا العمل من أجله حاليًا؟

ولكن هذا ليس بالشيء البسيط. لذا يوضح لنا كاتبُنا كريس ماكينَّا 10 نصائح ونصف لبناء عادات جديدةٍ ناجحةٍ.

حياتنا اليوم هي حصيلة من مجموع عاداتنا التي اعتدنا عليها؛ فشكلك الخارجي وصفاتك الداخلية، نتيجة لعاداتك اليومية،

ومدى سعادتك أو سخطك هو أيضًا حصيلة ونتيجة لعاداتك اليومية.

إذاً فمدى نجاحك أو فشلك يعتمد أساساً على عاداتك اليومية. ماذا تفعل تكراراً ومراراً؟ فيمَ تفكرُ؟ ماذا تحقِّقُ كل يوم؟

في النهاية، أنت بذلك تكوِّنُ صفاتِ شخصيتك ومعتقداتك.

والآن يجبُ أن نفكر سويا كما يفعل بعضُ الأفراد الذين يسعون للنجاح. فالنجاح لن يقعَ على أرجلهم أو سيجدونه فى الطريق. فمصادفة النجاح من الحالات النادرة.

النجاح سوف يعتمد على وازعك الديني وعاداتِك وشكلِ حياتِك، وليس قضاء اليوم في مشاهدة التلفاز. فجنيُ الأرباح والأموال في آخر اليوم أمرٌ طبيعي ولكن بشرط الاجتهاد والعمل من أجل ذلك اليوم. وسوف تنجح بإذن الله قريبًا.

توقفْ عن العادات القديمة وابدأ من الآن مرة أخرى باجتهاد. فنحن هنا -ويُشير الكاتب إلى مكان عمله- نملكُ هدفاً سامياً وهو مساعدة الأفراد للكف عن مشاهدة المواد الإباحية، وذلك من خلال مواد تعليمية، وبرمجيات تساعد الأفراد، من أجل الامتناع عن مشاهدة تلك المواد الإباحية، ولقد كنا شهوداً على تحرُّرِ الآلاف، وعشرات الآلاف من قيود وإدمان تلك المواد الإباحية، وكل ما علينا هو أن نساعدَ هؤلاء الأشخاص، في محاولةٍ لخلق عاداتٍ جديدةٍ من خلال هذا المقال.

كيف أبني عاداتٍ جديدةٍ ناجحةٍ؟

- الالتزام بتحقيق أهداف قصيرة المدى:

كم مرةً تحدَّثْتَ مع نفسك وقلتَ: أنا لن أذهبَ أبدًا لهذا المكان، أو أنا سوف أذهبُ إلى هذا المكان يومياً هذا الشهر؟ بالطبع، إنك لن تستطيع؛ لذلك اجعل فترة التزامك بقراراتك قصيرة المدى. فيكفيك أن تقول لن أذهبَ إلى هذا المكان أسبوعًا كاملاً، والآن ماذا عن هذا القرار؟ هل تستطيعُ الالتزام به؟ نعم، تستطيع، ابدأ بالتزامات صغيرة وتجنب رحلة الإحباط، فلا تقول لن أشاهد تلك المواد الإباحية نهائيًا من اليوم، وقد قررت. لا، لن تستطيع؛ فمن السهل أن تتراجع بحججٍ وأهدافٍ منطقيةٍ، كفاك فخرًا أن تقول ما تستطيعُ تنفيذه. فمثلا: لن أشاهد اليوم أي مادة إباحية، أو لن أُغضبَ الله اليوم، ثم تأتي آخر اليوم منتصرًا؛ فقد أنجزتَ هدفك.

- تعاون مع زميلٍ لك:

إذا اعتمدت على نفسك فسوف تفشل، نعم، فأنت الآن بمثابة رجل وقع في حفرةٍ؛ لذلك فإنه يحتاج لمن يمدُّ يده ليساعدَه، ولن يستطيع النجاة بمفرده أبداً، ابحث عن أحد الأصدقاء المقربين بشرط أن يكون ثقةً، واخترْه من بين الأشخاص، الذين يؤيدونك ويحثونك على الصواب، و ابقَ متحفزا له مادمت على الطريق الصواب.

نحن هنا فى مركز أبحاثنا نسميها الحساب أو المساءلة، وهي التي تجعل بعض الأفراد يخشونها، نعم. فبعض الأفراد سيخافون إذا سألهم أحدٌ يوميًا: هل مازلت تشاهد تلك الأفلام؟ فسوف يقرر سريعًا أن تكون إجابته: لا، ويحاول جاهداً أن يحقق ما يحلم به من قوة العزيمة، وسوف تُعينك تلك الطريقةُ من أجل الوصول إلى نشوة الانتصار؛ مما يجعلك قادراً على خلق وبناء عاداتٍ جديدةٍ بأمانة وصدقٍ، ثم تتأصل تلك العاداتُ في شخصيتك.

المهم هنا مَن ستختارُ لهذه المهمة الصعبة؟ إنك في حاجةٍ ماسةٍ إلى شخصٍ ودودٍ، وقريبٍ منك بدرجةٍ كبيرةٍ.

- اشغل نفسك:

هذا -في بعض الأحيان- يطلق عليه الناس "عمل نظام حياتي يومي"، والطريقة الأسهل لاتباع نظام حياتي يومي هي عمل قائمة بأنشطتك اليومية، فمثلاً:

مشاجرتي مع المنبه من أجل الاستيقاظ، البدء بالاستحمام، غسل الأسنان، صلاة الفجر، تناول الإفطار. والاستعداد للعمل، الذهاب لعملي أو دراستي، صلاة الظهر، تناول الغذاء، المذاكرة، وصلاة العصر وأداء الواجبات، صلاة المغرب، تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو الذهاب إلى الجيم، صلاة العشاء، تناول العشاء، ثم النوم.

إذا استطعت أن تنظم جدول حياتك اليومي، فسوف تكون قادرا على تحفيز نفسك وتطوير شخصيتك، وعلى سبيل المثال:

- في الأسبوع الأول عند تناولك لطعام الإفطار لم تسمِّ الله، في الأسبوع القادم سوف أفعل، وتحقيق ذلك يعدُّ إنجازاً كبيرا؛ فقد صحَّحتَ عادتَكَ القديمةَ.

- مضى أسبوع لم أقل لأمي أو زوجتي: شكراً، طعامك لذيذٌ؛ في الأسبوع القادم تستطيع فعل ذلك بكلّ سهولةٍ.

حتى إذا كنت مدخنا، وتريد تغيير تلك العادة، فإنك تستطيع تغييرها، بعد التعود على هذا النظام اليومي، وذلك من خلال التعويض عن التدخين بأي شيءٍ، أو أي عادة أخرى، حتى ولو كانت عضَّ أصابعك.

- تذكَّر دائمًا أنَّك في مرحلة التغيير للأفضل:

يُمكنُك فعل ذلك، ولو باستخدام أوراقٍ بسيطةٍ في محفظتك، أو رواياتك التي تفضِّلُ قراءتها، أو حتى من خلال لصق ورقةٍ على مرآتك؛ لتتذكَّرَ دائمًا أنك تتحسَّنُ.

- ابحثْ عن البدائل:

يُمكنك التحكم في رغباتك، بدلاً من الاستسلام لها؛ فأنتَ رجلٌ تستطيع فعل ذلك بكلِّ سهولةٍ، فمثلاً: لا، لن أفتح جهاز الحاسوب لأشاهدَ أو أسمعَ أيَّ مادةٍ إباحيةٍ، بل سأذهبُ إلى متنزهٍ عام، أو سأتعلم لغةً جديدةً، أو سألعب كرةَ القدمِ مع رفاقي، أو سأذهب لزيارة جدتي؛ فإن لديها الكثيرَ من الحكايات الممتعة.

- استخدم كلمة "لكن":

نعم، إنها قاعدة عندنا فى مركز الأبحاث، وهي من أفضل طرق العلاج، إنها طريقة خفية لبدء السيطرة على النفس، وعلى الأفكار السلبية، خصوصًا في محاولتك لتغيير عاداتك القديمة. فإذا بدأ الشيطان مرَّةً أخرى بتزيين ما حرَّم الله لك قل هذه الكلمة: "لكن"

نعم، قل: "لكن"، قل لنفسك: لكنني إذا فعلت هذا فإني أُعتبَرُ مهزوماً؛ وبذلك تُصبح الغلبةُ لأفكارك السلبية، وسوف تنهزم؛ من أجل ذلك قلْ: لكن.

نعم، قلْ: لكن. أنا أريدُ أن أكونَ منتصراً.

- التواصل مع القدوة:

نعم، إنها حقيقة. اجعل لنفسك قدوةً أخلاقيةً، من زميلٍ أو مدرسٍ، أو حتى داعيةٍ أو إمامِ المسجدِ، وحاولْ أن تتواصلَ معه دائمًا؛ لتكتسبَ منه الأخلاق التي قد نالت إعجابك.

ففي عام 2007م أجريت دراسة في جريدة طبية إنجليزية، وقد توصلت إلى نتائجَ عديدةٍ، ومن أهمها أنهم عندما أُجريتْ الأبحاث على قرابة 12 ألف شخصٍ تربطُهم صداقةٌ حميمةٌ من 32 سنة؛ فوجدوا أن 57%من هؤلاء الأفراد لديهم أصدقاءٌ سِمانٌ -بمعنى آخر من ذوي السمنة المفرطة- وقد وجد الباحثون أن ال57%من الأفراد قد أصبحوا من مفرطي السمنة أيضاً؛ مما جعل دكتور نيكولاس كريستكس، الأستاذ في مجال الطب النفسي بجامعة هارفارد إلى قول: (نحن نغيرُ أفكارَنا كلما أمكنَ عن طريقِ النظرِ إلى ما يحيطُ بنا)

- اكتبْ بخط يدك:

قد تبدو الكتابة بخط اليد فى عهد الكيبورد والتكنولوجيا الحديثة، قديمةً نوعاً ما، ولكن هل تعلمْ أن عقلك يتأثَّرُ بما تكتبُ أنت بخط اليد؟ لقد أثبتتْ دراساتٌ عديدة فاعلية ما أقول الآن، نعم، اكتب بخط يدك "لا لإدمان الإباحية" أو غيرها؛ فقد أثبت الكثير من العلماء أن الكتابة بخط اليد، تنشط الخلايا الشبكية في العقل reticular activating system (RAS)، وهذه الخلايا هي المسئولةُ عن تركيزنا الكلي، أو فقدان التركيز، وبالتالي فإن الكتابة بخط اليد، تُزيد من نسبة التركيز أيضاً، بخلاف الكتابة على لوحة الكيبورد الخاصة بك، فكما ذكر الكاتب هنري كلايسر (كتابةُ المحفزاتِ بخط اليدِ، تجعلُ العقلَ يقولُ: انتبهْ، استيقظْ، لا تتركْ تلك التفاصيلَ)

- نصف النصيحة الإضافية:

إنها تبدو مضحكةً، ولكنها حقيقةٌ علميةٌ وعمليةٌ، ما رأيك في كتابة ما تودُّ أن تقوله، بأدواتٍ تحبُّ استخدامَها؟ فمثلاً هناك الكثيرُ منا يحب الكتابةَ بالرسوم، أو استخدام أقلام غاليةِ الثمنِ، أو أقلام ريشةٍ أو حتى أقلام حبر؛ لذلك استخدمْ طريقةً جديدةً تحبُّها أنت لتتذكرَ ما قدْ قمتَ بكتابتهِ، وبالرغم من أنني لا أملكُ أيَّ دليلٍ عمليّ على ذلك حتى هذه اللحظة، ولكن من المؤكّدِ أنك سوف تحبُّ ما تفعلُ، وحتى إن لم تستفدْ من نصف النصيحة تلك، فإنك سوف تكون راضياً على الأقل بأنك فعلتَ ما تودُّ القيام به.

- تخيل حجم المعاناة:

اسأل نفسك دائمًا: كيف سيكونُ حالي أو شكلي، أو حتى خُلُقي مع الاستمرار في هذا الطريق دون تغييرٍ؟

فإذا أدمنتَها، ولم تقاومْ نفسك تخيَّلْ يومًا يدخلُ عليك ابنُك أو ابنتُك أو حتى والدُك أو والدتُك، أثناء مشاهدة تلك الأفلام الإباحية، أو تخيَّلْ أنك مدمنٌ للكحولياتِ وانظرْ إلى مستقبلِك؛ فقد تقضي على مستقبلك شخصيًّا، وأنت تقودُ سيارتك مخمورًا، أو تنهي أحلام بعض الفقراء بدهْسِك لهم أثناء القيادة وأنت مخمورٌ، فهلْ ستسامحُ نفسَك؟ وهلْ سيسامحُك اللهُ؟

في الحقيقة إنه دافعٌ قويٌّ، للتخلص من أي قيود للإدمان وهو أن تسأل نفسك دائماً: كيف سأكونُ إذاأكملتُ حياتي على هذا الحال؟

- احتفل:

العقلُ يحبُّ الجوائزَ، نعم، فإنه من الضروري أن تكافئ نفسك، حتى ولو بشيءٍ صغيرٍ إيجابي؛ فالاحتفالُ يقوِّي قدراتِك العصبيةَ على تغيير عاداتِك، ويجعلُها أكثر استجابةً للتغيير، فمثلاً إذا غسلتَ أسنانك بعد أشهرٍ من الإهمال فلماذا لا تقفُ أمام المرآة وتقول: انتصار أو رائع، أو أن تفتخرَ بما قد حقَّقتَ؛ فلقد غيَّرتَ عادتَك السيئةَ حقًّا.

هل تمتلكُ أيَّ عادةٍ سيئةٍ، تستطيعُ من خلال تلك النصائح أن تغيرها؟

نعم، تمتلكُ، إنها الإباحيةُ؛ انضمّ إلينا الآن و تغلَّبْ على الإباحية، وإن تحدِّي ال90 يوماً الذي نقومُ به، ما هو إلا من أجل مساعدتك، لمكافحة ومقاومة إدمان الإباحية، والبدء بعاداتٍ صحيَّةٍ سليمةٍ، نحنُ سنفيدُك بكتاباتِنا ودعواتِنا وخبراتِنا، وأنت ستُفيدُ نفسَك بعزيمتِك وإرادتِك، وسوف نحتقلُ قريبًا بإنجازاتِنا سويًّا، ابنِ عاداتِك الجديدةَ الآن، وابدأ في تحقيقِها من اليوم.

  • اسم الكاتب: كريس ماكينَّا
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: محمد احمد
  • مراجعة: محمد حسونة
  • تاريخ النشر: 24 يونيو 2022
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 146
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك