سامح الآخرين وتفرغ للتعافي

كتب أندرو ميتشيل في نصيحته الثانية عشرة في كتابه "كيف توقف العادة السرية" يقول:

لا تضح بطاقتك هباء!!!

فإن المشاحنات، والضغائن، والقلق،  واللوم، كل هذا يضيع وقتك وطاقتك.

سامح الآخرين، واعف عنهم.

سامح الناس لتحافظ على طاقتك، فإن ضبط النفس هو أكثر قيمة من أي شعور سيء لديك تجاه شخص ما.

لاحظ هذه العبارة، إن عدم العفو والصفح يفقدك قوة الإرادة التي تحتاجها في الحصول على ما تريد.

ضبط النفس يولد المكاسب، ويمنحك مكافآت كبيرة.

إن مشاعر الغضب والاستياء تخلق بالوعة تستنزف كل طاقتك.

مجموعات الدعم:

إذا كان بإمكانك العثور على مجموعات الدعم فانضم إليها.

إن المجموعات التي تساعد على التعافي من الإدمان مفيدة، ولكن المجموعات التي تساعدك على تناول الطعام بشكل أفضل، وممارسة الرياضة أكثر، والنوم في وقت مبكر، وتعينك على أن تحيا حياة بطاقة عالية، أكثر فائد.

تماما مثل هذا المقال، حيث يمكنك من خلال تلك المجموعات الاستفادة من إخفاقات الآخرين، والاستماع إلى ما تعلمه الآخرين على طول طريقهم في التعافي، والتقاط نصائح جيدة.

هناك سوف يجتمع الناس ليتابعوا قصتك ويستمعوا لشكواك ثم يساعدوك، لا تتردد.

أنا لست طبيبا، وأنت لست بحاجة إلى شهادة لتشجيع شخص ما.

فقط أنصت، وابق هناك من أجل الناس حينما تحدث عندهم فوضى  فيحتاجون للمساعدة، فإذا سقطوا 1000 مرة، ساعدهم  1000 مرة، فإن هذا سوف يقوي إرادتك وإرادتهم.

مساعدة الآخرين:

عندما تشارك الآخرين في حل مشاكلهم فإن مشاكلك ستقل.

لقد نشأت أنانيا، ولقد كرهت الجميع، والجميع قد كرهني، كنت إذا أردت شيئا أقوم بسرقته، وأنا الآن أقضي حياتي متطوعا في المدارس ودور الأيتام، وفي السجون والمعتقلات، ومع الشباب الذي يعاني.

ذهبت مؤخرا لزيارة المحكوم عليهم بالإعدام في السجن، وكان  السجناء سعداء لأن شخصا أتى ليسأل عنهم ويستمع إلى التحديات التي تواجههم.

عندما كنت أقضي  بعض الوقت هناك، كنت أشعر بالامتنان وأتذكر من أين أنا أتيت؟

إنها تحافظ على تركيزي في حالة توازن.

ضع في الحسبان أنك ستجد القدرة على ضبط النفس حينما تقدم خدمة تطوعية.

انتهى هنا كلام أندرو

كلام أندرو كلام رائع وهو يوافق ما يأمرنا به إسلامنا.

فالعفو من الأخلاق التي أمر بها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:40} وقال:وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. {النور:22}.

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.

فانظر كيف أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من عفا فإن الله يزيده عزا بعفوه، فكيف يقال بعد هذا إن العفو إهدار للكرامة؟!!

وأنا أحب أن أشير هنا إلى أننا والحمد لله قد أنشأنا مجموعات للدعم على تطبيق التلجرام:

مجموعة الشباب

مجموعة الفتيات

هناك أيضا ستجد ما تحدث عنه أندرو في مقاله، ستجد من يشاركك معاناتك، ويفرح لانتصاراتك، بل ويحتفل معك، يواسيك إذا سقطت، ويعلمك كيف تنهض وتواصل، هناك أيضا ستكتسب الخبرات وتتعلم المزيد عن كيفية سير هذا الطريق، وكيفية اجتياز العقبات.

وأحب أن أنتهز الفرصة، لأؤكد على كلام أندرو، حيث أود من كل الذين سلكوا طريق النجاة طريق التعافي، أن يساعدوا إخوانهم الجدد والمتعثرين، والذين يجهلون الطريق حتى وإن كانوا يعانون فهذا سيساعدهم كثيرا قبل أن يفيد الآخرين.

قال النووي رحمه الله تعالى في الأربعين النووية، الحديث السادس والثلاثون، عن أبى هريرة  عن النبي  قال: { من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة } والكرب يعني: الشدة والضيق والضنك، والتنفيس معناه: إزالة الكربة ورفعها، وقوله: { من كرب الدنيا } يعم المالية والبدنية والأهلية والفردية والجماعية.

{ نفس الله عنه } أي: كشف الله عنه وأزال.

{ كربة من كرب يوم القيامة } ولا شك أن كرب يوم القيامة أعظم وأشد من كرب الدنيا، فإذا نفس عن المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

{ ومن يسر على معسر } أي: سهل عليه وأزال عسرته.

{ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة } وهنا صار الجزاء في الدنيا والآخرة وفي الكرب كربة من كرب يوم القيامة؛ لان كرب يوم القيامة عظيمة جدا.

{ ومن ستر مسلماً } أي: ستر عيبه سواء أكان خلقيا أو خلقيا أودينيا أو دنيويا إذا ستره وغطاه حتى لا يتبن للناس.

{ ستره الله في الدنيا والآخرة } أي: حجب عيوبه عن الناس في الدنيا والآخرة.

ثم قال  كلمة جامعه مانعة قال: { والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه } أي: أن الله تعالى يعين الإنسان على قدر معونته أخيه كما وكيفا وزمنا، فما دام الإنسان في عون أخيه فالله في عونه، وفي حديث آخر: { من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته }.