سامح نفسك

تشير الأبحاث إلى أنك إذا سامحت نفسك، فسوف تكون أقوى في المرة القادمة.
A+ A-

كتب أندرو ميشيل في نصيحته الحادية عشرة في كتابه "كيف توقف العادة السرية" يقول:

تشير الأبحاث إلى أنك إذا سامحت نفسك، فسوف تكون أقوى في المرة القادمة.

إذا لاحظت علم النفس الشعبي الحالي ستجد أن أصحابه يقولون للناس أن الاستمناء أو [ العادة السرية ] جيدة، وأنه لا ينبغي أن تشعروا بالسوء عند القيام بذلك.

وإذا كان الاستمناء جيدا جدا كما يقولون، فلماذا نشعر بذلك الشعور السيء بعدها؟

لم أشعر أبدا بالذنب، بعد تناول السلطة أو الموز، ولا شعرت بالذنب بعد السباحة أو التزلج على الجليد.

بعض المستشارين يخبروننا أن لا نشعر بالذنب إذا كنا نمارس العادة السرية.

نعم، هم يقولون هذا!

فقط ما عليك إلا أن توقف قلبك، حتى تستريح من ذلك الشعور!

وإذا كان ضميرك يضايقك تجاهله!

ما هذا العالم الذي نعيش فيه وهو مقلوب رأسا على عقب.

نحن نصف الذي يقومون بالقتل الجماعي بأنهم ليس لهم ضمير، إذا علينا أن نغلق ضمائرنا.

يمكنك تخيل الذهاب إلى مستشار، ثم اطلب منه الإجابة عن السؤال التالي:

"أنا أفعل شيئا يجعلني أشعر بالذنب، وأنا أريد منك أن تعلمني كيف لي أن أكوي ضميري بمكواة ساخنة حتى أستطيع أن أفعل هذا الشيء دون الشعور بالذنب بعد الآن،

قل لي كيف أوقف ضميري؟"

أينما كنت في تقدمك لتحسين ضبط نفسك، فاستفد من الغفران والمسامحة.

العادات عادة لا يتم تغييرها بين عشية وضحاها، فقد يستغرق الأمر سنوات لجعل هذه العادات راسخة، ونحتاج إلى الوقت الكافي لتعلم عادات أفضل.

معاقبة نفسك مع حديث النفس السلبي سيجعل الأمر أكثر صعوبة، هذا لا يبرر سلوكك الخاطىء، ولكن لتخفف عن نفسك عبء الشعور بالذنب.

كل حرب ولها مستشار. "مرحبا، كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟"

الخسائر مقبولة إذا كنت ستستمر، فهل واجهت الفشل؟

لست أنت فقط، والجميع كذلك واجهوا الفشل مثلك.

انهض، وحاول مرة أخرى.

انتهى كلام أندرو

ولي هنا تعليق فرغم أننا نقول،لا تيأس ولا تقلق من الانتكاس واستمر. إلا (1) أن الخوف من الله سبحانه وتعالى علامة على صدق الإيمان وأمارة على الإحسان، كما قال سبحانه: فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]. وإن الأمن من مكر الله عز وجل وأليم عقابه، هو شأن الخاسرين، كما قال سبحانه: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ، فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [لأعراف:99].

والمؤمن الحق لا ينسى ذنبه، ويشفق من مؤاخذة الله تعالى له؛ فقد جاء في صحيح البخاري عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- أنه قال: ” إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار" .

فأبشر بخوفك من ربك ومن مقامه وحسابه فهذا أمارة من أمارات الخير، وإقبال الله تعالى على العبد؛ لأنه لو لم يكن يريد أن يرحمك ويتجاوز عنك لما وفقك للتوبة.

ومع ذلك فإن عليك أن تحذر أشد الحذر، من خروج الأمر عن حده، لينقلب إلى صورة من صور اليأس والقنوط، فإن هذا باب من أبواب الشيطان، ليفسد على الشخص حاله، ويقعده عن طاعة ربه. فإن الشيطان يأتي للعبد التائب فيذكره بذنوبه، ويسرد عليه غدره وفجوره. ويقنطه من رحمة ربه ويقول له: متى يغفر الله لك وأنت الذي صنعت وصنعت؟ كل ذلك ليحزنه ويصرفه عن عبادة ربه، ليملأ قلبه بالوساوس والأوهام الباطلة، حتى ييأس من رحمة أرحم الراحمين. واليأس من رحمة الله صفة الكافرين، والعياذ بالله. فقد قال سبحانه: "وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" {يوسف:87}

فإذا أحس المرء ذلك من نفسه فليبادر إلى بالالتجاء إلى الله سبحانه. والاستعاذة به من الشيطان ومن نزغه، وهمزه، ونفخه، ونفثه. وليذكر سعة رحمة الله سبحانه، وأنه سبحانه هو الغفور الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء. وهو سبحانه قد كتب كتابا فهو عنده فوق العرش أن رحمته سبقت غضبه. فعن أَنَس بْن مَالِكٍ- رضي الله تعالى عنه- أنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً". رواه الترمذي وحسَّنه.

(1) مركز الفتوى ، موقع إسلام ويب

  • اسم الكاتب: اندرو ميشيل
  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: د/ محمد عبدالجواد
  • تاريخ النشر: 24 يونيو 2022
  • عدد المشاهدات: 2K
  • عدد المهتمين: 130
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك