3 خطوات للتخلص من العادة السرية

لقد أزلت الإباحية من حياتي، فكيف يمكنني الإقلاع عن العادة السرية والتغلب على الشهوة؟ ففي كل مرة أصاب بالإرهاق أو أشعر بالأجهاد ، ينتابني ذلك الشعور وينتهي بي الأمر إلى الاستسلام للشهوة والاستمناء والتخيل. فهل يمكنني من فضلك ان تعينني وتدعو لي
A+ A-

قبل عدّة أسابيع تلقيت تعليقا حول الإقلاع عن العادة السرية.

"لقد أزلت الإباحية من حياتي، فكيف يمكنني الإقلاع عن العادة السرية والتغلب على الشهوة؟ ففي كل مرة أصاب بالإرهاق أو أشعر بالأجهاد ، ينتابني ذلك الشعور وينتهي بي الأمر إلى الاستسلام للشهوة والاستمناء والتخيل. فهل يمكنني من فضلك ان تعينني وتدعو لي".

فهذا السؤال يسلط الضوء على احتياجنا الكبير الى حماية قلوبنا قبل كل شيء.

لذلك، ما أحببته في هذا السؤال هو مدى إدراك السائل لنفسه. وقد حدد بالفعل التوتر والإجهاد كمحفّز لتفاقم عادته. فهو يرى الاستمناء وسيلة اعتيادية لـ "الهروب". وهذه القدرة على "رؤية الخطيئة قبل الخطيئة" هي خطوة ضرورية لأي شخص يتطلع إلى التغلب والإقلاع عن هذه العادة.

ومن خلال تجربتي، أرى أن المعركة مع الاستمناء هي معركة الإيمان. فوراء أي عادة يوجد نظام الاعتقاد الذي يغذّي تلك العادة. لذلك يجب علينا استبدال نظام الاعتقاد القديم بآخر جديد. ويجب أن نخوض معركة الكفاح والإيمان على ثلاث جبهات:

- في محفزاتنا

- في أجسادنا

- فى اشواقنا ورغباتنا

المثيرات (الدوافع)

فهناك أنواع مختلفة من المحفزات: الخارجية والداخلية. قد يكون المؤثر الخارجي كمن يرى منظرا أو صورة تثير شهوته. فإذا تعلّمنا أن نرتد بأعيننا بعيداً، ونغض البصر عن هذا النوع من المثيرات، فيمكن أن يكون ذلك مفيدًا للغاية.

ولكن المحفّزات الداخلية التي لدينا هي أصعب من أن نهرب منها، لأنها متأصلة بداخلنا.

فمثلاً الرجل المشار إليه أعلاه، فإن المحفز قد يكون الإجهاد. لذلك ننتقل إلى الاستمناء كملاذ، ومسكن لنا من التوتر. ويأتي التوتر والقلق في نهاية المطاف من ردود أفعالنا على المواقف أو الظروف العصيبة. وهنا نتساءل لماذا نتفاعل مع الضغوطات بالطريقة التي نفعلها؟ نحن نتفاعل مع الضغط بسبب ما نؤمن به تجاه الضغوطات، والأهمية التي نضعها له. لذلك يجب أن نسأل أنفسنا: ما الذي نعتقد أنه يجعل هذا الوضع أو الظرف أو الحالة مرهقة بالنسبة لنا؟ حدد ما تظنّه تجاه الإجهاد والتوتر ثم استبدل تلك الأكاذيب بالحق.

وقد يكون المحفز لدينا الحسد. فقد نرى أصدقائنا بعلاقاتهم الزوجية المليئة بالحب ويأخذنا التفكير إلى: "أتمنى لو كنت متزوج أو “أتمنى لو كان زواجي أكثر حميمية". ومن هنا قد ننتقل إلى الاستمناء كبديل لما نريده حقاً. و مرة أخرى، يجب أن نسأل أنفسنا: عما هو اعتقادنا عن الدافع الجنسي؟ هل من أجل المتعة الأنانية، أم أننا نسعى إلى الاعتزال عن أزواجنا؟

وقد يكون الدافع هو عدم رضانا، وغضبنا من الله. ربما نحن غير راضين عن الطريقة التي تحولت بها حياتنا، لذلك نحن ننتقل إلى الاستمناء كنشاطنا الخاص الذي يجني لنا السعادة، وهو ركن من أركان الحياة ندعي أنه لنا بالكامل، وهذه هي طريقة لمعصية الله تعالى عز وجل. ومرة أخرى، فإن المعركة واحدة، ألا وهي الإيمان: إضافة لذلك، لماذا نعتقد أن الله يدين لنا بأي شيء؟ لماذا نعتقد أننا يجب أن نحصل على ما نريد؟

الجسد

إن الدوافع الجنسية لدينا ستثير حتمًا اجسامنا، لكن رد فعلنا تجاه هذا التوتر والإثارة هو الأكثر أهمية. لذلك ما الذي يجعلنا نعتقد ان الاستمناء هو السبيل الوحيد لإفراغ تراكم التستوستيرون؟

فبالنسبة إلى الرجال غير المتزوجين، خلق الله آليات تفريغ : إما الاحتلام أو إعادة امتصاص الجسم للسائل المنوي.

وبالنسبة للرجال المتزوجين، قدم الله الجنس كوسيلة للعلاقة الزوجية. فهل نؤمن بأن هذه الأنظمة هي وسيلة منحها الله للعناية بأجسادنا، أم أننا نعتقد أن الاستمناء هو الطريقة الوحيدة؟ يجب أن نتوب عن معتقداتنا حول الاستمناء والصلاة من أجل أن نفرغ تراكم التوستيرون بطريقه غير خاطئة لأجسامنا.

الأشواق والرغبات

تمثل المتعة الجنسية للعديد الهروب النهائي من الواقع مثل المخدرات، فهي توفر عالما خياليا حيث يمكننا أن ننسى أحزاننا أو حياتنا المملة. فبدلا من استخدام العادة السرية كهروب من الواقع، يجب أن نتعلم عادة الهروب إلى الواقع، إلى الله نفسه. ومن هنا لابد من أن نعتمد على إيماننا.

  • اسم الناشر: فريق واعي
  • ترجمة: أ. إسلام نبيل منسي
  • مراجعة: أ. سناء الوادي
  • تاريخ النشر: 11 يونيو 2021
  • عدد المشاهدات: 26K
  • عدد المهتمين: 253
  • الاكثر قراءة
  • اخترنا لك